المؤتمر الإقليمي لمواجهة "داعش" في ضيافة السعودية.. الدوافع والتوقعات

الثلاثاء 09/سبتمبر/2014 - 10:40 م
طباعة ضيافه السعودية للمؤتمر ضيافه السعودية للمؤتمر الاقليمي لمواجهة داعش
 
تستضيف السعودية الخميس المقبل مؤتمرًا إقليميًا لمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة بالمنطقة بما فيها تنظيم "داعش"، الذي يهدف لزعزعة أمن واستقرار الدول العربية، ومن المقرر أن يناقش المؤتمر ما سمته الرياض بـ "الإرهاب في الإقليم" والتنظيمات التي تقف وراءه، بالإضافة إلى سبل مواجهته.
برجي مركز التجارة
برجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية
يتصادف عقد المؤتمر يوم 11 سبتمبر تزامنا مع مرور 13 عاما على اصطدام 4 طائرات ببرجي مركز التجارة العالمي بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية في 11 سبتمبر 2001، مما أدى لسقوط قرابة 3 آلاف قتيل وآلاف الجرحى.
يترأس المؤتمر الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودية، والذى يضم عددًا كبيرًا من الدول العربية في مقدمتها مصر، ويرأس وفدها سامح شكري وزير الخارجية، بالإضافة إلى وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، والأردن وعدد من وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، ويشارك وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل كذلك في هذا الاجتماع.
جون كيري
جون كيري
كما يشارك وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أو نائبه في هذا المؤتمر الدولي لتشكيل تحالف دولي لمكافحة إرهاب "داعش" الذي يشكل خطرا على المنطقة جمعاء.
وتسعي أمريكا لدفع الدول العربية للمشاركة في الائتلاف العالمي لمواجهة "داعش" الذي دعا إليه كيري، أواخر الشهر الماضي بمقال بصحيفة "نيويورك تايمز"، لتكون أمريكا علي موعد مع حرب جديدة ضد الجماعات الإرهابية لكن هذه المرة ضد "داعش" وليس "القاعدة".
وقد تعرضت المملكة لموجة من الاعتداءات شنتها "القاعدة" ما بين 2003 و2006 خصوصاً أوقعت عشرات القتلى من الأجانب والسعوديين.
وتوجه كيري اليوم الثلاثاء، إلى الشرق الأوسط في جولة تشمل الأردن والسعودية بهدف بناء تحالف دولي لمواجهة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، بحسب ما أعلنت الخارجية الأمريكية أمس.
وتعهد كيري ببناء ائتلاف واسع يضم أكثر من أربعين بلدا ويستمر لسنوات من أجل القضاء على "جهاديي" تنظيم "داعش " الذين يزرعون الرعب في العراق وسوريا.
من جانبها رحبت مصر بالتحرك الأمريكي والدولي، وستقدم "كل الدعم السياسي لهذا التحرك، ولكن في ما يتعلق بمشاركتها في إجراءات عملية أو أمنية فإنها ينبغي أن تكون في إطار الأمم المتحدة وقرار من مجلس الأمن الدولي.
وأعلنت السعودية، عن دعمها للجهود التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على ما يسمونه بالخطر المتزايد في العراق وسوريا وذلك بعدما سيطرت "الدولة الإسلامية" على مساحات شاسعة في البلدين قبل عدة أشهر.
الملك السعودي
الملك السعودي
جاء ذلك في ظل تصاعد وتيرة العنف في سوريا والعراق من قبل تنظيم "داعش"، فقد تشعر المملكة العربية السعودية بالخوف من انتشار التنظيم وتمدده حيث أصبحت تتمركز قرب حدودها الشمالية الشرقية مع العراق، وتضم "الدولة الإسلامية" عددا من المتطوعين السعوديين الذين يقاتلون في صفوفها، وهو ما يعزز المخاوف من إمكانية قيام التنظيم بالهجوم على المملكة التي تعتبر حليفا مقربا لواشنطن.
وقرر تنظيم داعش، أن يصعد ضد السعودية، حيث أعلن أنه سيغير من استراتيجيته "الجهادية"، وأنها ستمتد إلى الجزيرة العربية، ولم يقتصر الأمر على تغيير تحركاتها، ولكنه سيمتد إلى تغيير اسمها حيث ستتم إضافة اسم الجزيرة العربية علاوة على انهم أعدوا خطة وصفها بـ"المحكمة" وأنها ستذهل أمراء السعودية، وفقا لما تناقلته مواقع إخبارية عن الموقع الإلكتروني لداعش.
كان العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز، قد حذر من أن الإرهاب لن يتوقف على المنطقة وسيمتد إلى أوروبا وأمريكا داعيا الجميع إلى محاربته بـ"قوة وسرعة"، وقال عبدالله " لا بد من محاربة هذا الشرير بالقوة وبالعقل وبالسرعة".
وتابع "الآن في الأمم المتحدة أول دفعة من البلاد عامة وهي من المملكة العربية السعودية لأخذ مكان لمحاربة الإرهاب".
ما يحدث الآن والتخوفات من تمدد التنظيم بالدول الأوروبية، يؤكد أن ذكرى 11 سبتمبر ستشهد أحداثًا مختلفة مثلما حدث في برج التجارة العالمي واستهداف الطائرات البنتاجون وغيرها من المواقع في قلب واشنطن، وما تبع ذلك من ضرب السودان وغزو أفغانستان والعراق، وتفجيرات قطارات لندن، وما وقع في بعض الدول الأوربية حتى اليابان، وخوض الغرب كلّه بقيادة الولايات المتحدة ما يسمّى بـ"الحرب ضد الإرهاب"، يؤكّد أن الإرهاب قد يصل إلى أوروبا وأمريكا.
وتشهد الدول الاوروبية والعربية، حالة من القلق والتوتر المستمر من انتشار التنظيم وبالأخص بعد اقترابه من الحدود السعودية، حيث أمر الملك عبدالله من قبل، باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أراضي المملكة، خاصة بعد سيطرة مقاتلي "الدولة الإسلامية بالعراق والشام" "داعش" على بلدة الرطبة، التي تبعد نحو 112 كيلومتراً عن الحدود السعودية والأردنية.
وقال بيان للديوان الملكي إن الملك أمر باتخاذ "كافة الإجراءات اللازمة لحماية  الأمن الوطني مما قد تلجأ إليه المنظمات الإرهابية أو غيرها من أعمال قد تخلّ بأمن الوطن.
أفيغدور ليبرمان
أفيغدور ليبرمان
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أكد على استعداد إسرائيل لمساعدة "الدول العربية المعتدلة"، التي تواجه تهديدات المتطرفين، وذلك خلال لقاء في باريس مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وقد سبق وبث ناشطون على موقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر عناصر تابعين لـ" داعش"، وهم يقومون بتمزيق جوازات سفرهم وبطاقات الهوية الشخصية السعودية ويشتمون الملك السعودي. 
وقال أحد المقاتلين التابعين للتنظيم الإرهابي بأنهم سيعودون إلى أرض الجزيرة العربية لـ"إعلاء راية الإسلام وإقامة الخلافة الإسلامية"، مؤكداً أن "الجهاد هو باب من أبواب الجنة"، ويأتي هذا المقطع رداً على اعتبار المملكة السعودية كلاً من "حزب الله السعودي" و"جبهة النصرة"  و"داعش" تنظيمات إرهابية، إضافة إلى اعتبار كل مجموعات تعارض حكم ونظام المملكة السعودية.
وكانت السعودية قد أصدرت قانونا يمنع مقاتليها من التوجه الى الأراضي السورية للقتال مع الجيش السوري.
وحشية داعش
وحشية داعش
وأكد المحلل والكاتب الشهير عبد الباري عطوان في مقال بهذا الشأن أنه "عندما أصدرت السلطات السعودية قانونا بتجريم كل من يذهب إلى الجهاد في سوريا، ووضعت تنظيمي الدولة الاسلامية في العراق والشام وجبهة النصرة ضمن عدة جماعات إسلامية أخرى على قائمة الإرهاب، فإنها كانت تتخذ إجراءات وقائية لتحصين جبهتها الداخلية، وليس من منطلق الحرص على سوريا من حيث إضعاف هذه الجماعات المتشددة لمصلحة نظيراتها المعتدلة والجيش الحر الذراع العسكري للائتلاف المعارض الذي تدعمه ورئيسه".
وقال محللان في نيويورك تايمز إنّ المملكة العربية السعودية هي السلطة الوحيدة في المنطقة التي تملك القوة والشرعية لهزيمة داعش.
 وقال نواف عبيد من مركز بلفير في هارفارد وسعود الشرهان من مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية إنّ السعودية "اقتلعت على نحو فعال تنظيم القاعدة من داخل أراضيها كما أنها الوحيدة التي لديها شكل فريد من المصداقية الدينية والشرعية."
واعتبر السفير الأمريكي السابق دنيس روس أنّ وضع المملكة العربية السعودية في مركز القيادة لا يمكنه إلا أن يدعم شرعية الحملة على داعش، داعيًا الدول العربية إلى توفير الدعم العسكري بما فيه قوات مسلحة وتجهيزات وتدريب وتشجيع العشائر والجهود الاستخباراتية والدبلوماسية وحتى الدينية للتأثير على "داعش".
يأتي الاجتماع بعد موافقة مجلس الجامعة العربية في ختام دورته العادية الـ142 مساء الأحد الماضي على قرار خاص بحماية وصيانة الأمن القومي العربي يتضمن اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لجميع التنظيمات الإرهابية المتطرفة بما فيها تنظيم "داعش" الإرهابي ومكافحة امتداداته وأنشطته الإجرامية المتطرفة.. لترتفع التوقعات بشأن نجاح الولايات المتحدة في تشكيل ائتلافها.

شارك