غموض إيراني .. وتحفظ تركي .. في محاربة "داعش"؟

الأربعاء 10/سبتمبر/2014 - 03:23 م
طباعة غموض إيراني .. وتحفظ
 
في الوقت الذي يوجد فيه توافق دولي لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، هناك موقف غامض من قبل إيران وتركيا حول مواجهة تنظيم "داعش" والمشاركة في حرب ضد التنظيم المسيطرة على مساحات واسعة في العراق والشام.

إصرار أمريكي

إصرار أمريكي
يبدو أن أمريكا لديها إصرار على القضاء على تنظيم" داعش" الإرهابي،  فقد وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الأربعاء، إلى العاصمة العراقية بغداد في زيارة مفاجئة، لم تكن مبرمجة في الجولة الشرق أوسطية المعلن عنها في وقت سابق، وسيلتقي كيري بصورة خاصة رئيس الوزراء حيدر العبادي في إطار جولة يقوم بها في الشرق الأوسط؛ من أجل تشكيل ائتلاف من أكثر من أربعين بلدا للتصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يسيطر على مناطق شاسعة من جانبي الحدود بين العراق وسوريا.
وتسارعت الجهود الدولية لمواجهة تهديد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يواصل هجماته في مناطق متفرقة في العراق وسوريا، وقام بقطع رأس صحفيين أمريكيين اثنين.
كما يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية في سوريا ضمن استراتيجية محاربة تنظيم "داعش"، بحسب صحيفتين أمريكيتين.
وأفادت "نيويورك تايمز" و"واشطن بوست" أن أوباما مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية إلى سوريا بعد بدئها في العراق ضد تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات شاسعة في البلدين. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسئول حكومي رفيع تأكيده ذلك في حين نسبته الصحيفة الأخرى إلى خبراء في السياسة الخارجية أجرى الرئيس الأمريكي مشاورات معهم هذا الأسبوع. ومن المفترض أن يعلن أوباما هذه الاستراتيجية في خطاب إلى الأمة مساء الأربعاء في البيت الأبيض.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بزيارة إلى العراق في إطار التحضير لمؤتمر حول الأوضاع الأمنية في العراق الاثنين. في غضون ذلك، تواصل القوات الأمريكية تنفيذ ضربات ضد المتشددين في مناطق متفرقة في العراق التي بدأت بتنفذيها في الثامن من أغسطس الماضي، لدعم قوات "البيشمركة" الكردية التي تمكنت بذلك من استعادة السيطرة على العديد من المناطق.

غموض إيراني

غموض إيراني
يبدو أن الموقف من محاربة "داعش" ضمن تنظيم دولي لا تريده إيران بعدما كانت قد أبدت تعاونها مع الولايات المتحدة في محاربة "داعش" في العراق.
فقد اعتبر الأمين العام للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، تشكيل أي تحالف إقليمي ودولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" بأنها خطوة محكوم عليها بالفشل، إذا لم يأخذ هذا التحالف بنظر الاعتبار المصالح والاعتبارات الأمنية والسياسية لدول المنطقة.
وعزا شمخاني في تصريح أوردته وسائل إعلام محلية، مساء الأحد، التواجد الأمريكي والغربي في المنطقة بانتشار "الجماعات الإرهابية وزعزعة أمن المنطقة"، لافتاً إلى أن عدم تدخل الدول من خارج المنطقة والتعاون الإقليمي المشترك لإرساء الأمن ينبغي ألا يتأثر بشعار مكافحة الإرهاب.
وأعرب ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في المجلس الأمن للأمن القومي، عن قلقه من إجراءات الدول الغربية تجاه الأزمة في العراق، مؤكداً أن بلاده تتابع بدقة التطورات الجارية في المنطقة ومن كافة الجهات.
وقال شمخاني: إن طهران تراقب عن كثب المحاولات العلنية والخفية لبعض اللاعبين في المنطقة لتغيير الهندسة السياسية في الشرق الأوسط، مبيناً أن بلاده تستخدم كل طاقاتها للحيلولة دون نفوذ سياسات الغرب بالمنطقة.
وجدد المسئول الإيراني نفي بلاده وجود أي تنسيق أو تعاون عسكري مع الولايات المتحدة لشن عمليات عسكرية ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، قائلاً: "طبيعة معالجة إيران للإرهاب تختلف عن الإجراءات الأمريكية الاستعراضية وغير المؤثرة".
وأضاف شمخاني أن "مسألة التعاون مع أمريكا في هذا الخصوص هو مصداق جمع النقيضين وهذا ما لا يمكن حدوثه".

تحفظات تركية

تحفظات تركية
مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تشكيلها لتحالف دولي لمحاربة تنظيم "داعش"،  لا يوجد هناك موقف تركي صريح من محاربة التنظيم الإرهابي في العراق وسوريا، والذي هدد أمن المنطقة وفي مقدمتها الأراضي التركية، وسط اتهامات لحكومة أنقرة في دعم "داعش".
وبحسب المعلومات المتداولة وراء الكواليس، والتي سربتها قناة "سي إن إن تورك" بعد اللقاء الذي جمع كلاً من الرئيسين باراك أوباما وأردوغان، على هامش قمة حلف الأطلسي في ويلز، لا تبدو أنقرة مندفعة للمشاركة في هذا التحالف. كذلك أكدت صحيفة "جمهورييت" التركية المعارضة، أن لدى أنقرة الكثير من التحفظات حول الأمر، مشيرة إلى أن أوباما وأردوغان كانا قد اتفقا على أن دور تركيا يجب ألا يكون واضحاً، وأن تركيا ستقوم بالعمل من خلف الستار؛ لذلك يبدو أن زيارة وزير الدفاع الأمريكي، تشاك هاغل، ركزت على محاولة اقناع الحكومة التركية بالمشاركة الفعالة عبر تطمين الحكومة التركية حول تحفّظاتها التي يمكن اختصارها بأربعة بنود، وهي ضمان عدم إيذاء الرهائن الأتراك الذين تحتجزهم "داعش" منذ يونيو الماضي إثر اقتحام الأخيرة للقنصلية التركية في الموصل، والأمر الثاني يجب ألا يتأثر "توازن القوى"، أي عدم إعطاء أي دعم عسكري للميليشيات الشيعية في بغداد في إطار الحرب على داعش، والأمر الثالث تخوض تركيا اليوم عملية التسوية مع "العمال الكردستاني"، وإن إدخال السلاح بشكل غير خاضع للرقابة إلى المنطقة، سيشكل تهديداً للأمن القومي التركي، والأمر الأخير أن العمليات ضد "داعش" يجب ألا تعزز من موقع النظام السوري. تبقى تركيا شريكاً لا يمكن الاستغناء عنه، ليس فقط بسبب القرب الجغرافي من العراق وسوريا، ولكن أيضاً بسبب المعرفة العميقة التي بدأ الأتراك يتحلون بها في ما يخص المنطقة بعد انخراطهم العميق فيها؛ لذلك يبقى الموقف التركي، متحفظا على لعب دور في محاربة "داعش". 
والمشهد الآن.. وسط تحركات دولية وعربية من أجل مواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي- أن الموقف التركي والايراني يعد أبرز المشاهد التي تترك تساؤلات حول دورهما الحقيقي فيما يتعلق بالتنظيمات الإرهابية؟

شارك