إخوان سوريا في مواجهة التحالف الدولي لمحاربة "داعش"

الخميس 11/سبتمبر/2014 - 12:46 م
طباعة إخوان سوريا في مواجهة
 
أعلنت جماعة "الإخوان المسلمين" في سوريا معارضتها لأي تحالف دولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ووصفت التحالف الذي يتم تشكيله حالياً وعدم قيام الغرب بإجراء مماثل مع النظام القائم في دمشق بأنه "نفاق غربي".
إخوان سوريا في مواجهة
يأتي هذا الإعلان على الرغم من أن جماعة الإخوان في جميع أنحاء العالم، أكدوا اختلافهم فكريًا مع تنظيم "داعش"، إضافة إلى أن التنظيم نفسه شن هجومًا على الإخوان في مصر، وتوعدوا بالبدء بقتل الرئيس المعزول محمد مرسى، الذى وصفوه بـ"الطاغوت والمجرم الأكبر"، إلا أن إخوان سوريا أعلنوا رفضهم لمحاربة داعش، ما يثير الشكوك حول طبيعة العلاقة بين التنظميين، اللذين ينتميان بطريقةٍ أو بأخرى إلى منبع فكري جهادي واحد، وإن اختلفت صوره ونتائجه باختلاف حسابات المصلحة السياسية. 
وكان رئيس المكتب الإعلامي لجماعة الإخوان في سوريا، عمر مشوح، قد صرح بأن الجماعة لن تؤيد أي تحالف دولي للتدخل في سوريا ليس ضد النظام.
وأكد مشوح أن معركتهم الأولى مع "داعش"، فكرية، ونتمنى أن يعود البعض إلى رشدهم، فنحن نفرّق بشكل واضح بين طبقة من داعش مغرر بها، وتم التلاعب بأفكارها ويمكن أن تعود إلى جادة الحق، وبين طبقة لها أجندات خارجية تعمل على حرف مسار الثورة وتتبنى فكرصا تكفيريًا، وتقوم بأعمال مخالفة للمنهج الإسلامي بطريقة موجّهة، فهؤلاء معركتنا معهم تتعدّى الفكرية حتى نستطيع كف شرهم. 
ووصف مشوح التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة بـ"النفاق الغربي"، مضيًفا، تدخل الغرب من أجل ضرب تنظيم الدولة، دون النظام، لن يخدم الثورة، مؤكدًا أن معركة الإخوان في سوريا قائمة مع النظام فقط، ولا يمكن أن تنحرف بنادقنا إلى غيره، ونظامه يعني توقف الإرهاب ليس في سوريا وحدها بل في المنطقة كلها.
إخوان سوريا في مواجهة
في الوقت ذاته، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما إنه سيجيز للمرة الأولى شن ضربات جوية في سوريا وشن المزيد من الهجمات في العراق في تصعيد واسع لحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
ويمثل قرار أوباما شن هجمات داخل سوريا تحولا في موقفه بعد أن تراجع قبل عام عن شن ضربات جوية لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه.
وقال أوباما إنه سيلاحق متشددي الدولة الإسلامية "أينما كانوا" في حملة لاضعاف الجماعة التي استولت على قطاعات واسعة من العراق وسوريا وتدميرها في نهاية الأمر.
وأضاف أوباما ، هذا يعني انني لن أتردد في اتخاذ إجراء ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وأيضا في العراق، هذا مبدأ أساسي لرئاستي: اذا هددت أمريكا فلن تجد ملاذا آمنا.
وطلب أوباما من الكونجرس الموافقة على تخصيص 500 مليون دولار لتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة "المعتدلين"،  وسيتم التدريب في المملكة العربية السعودية، وليس واضحا ما اذا كان إرسال المزيد من الأسلحة الأمريكية والتدريب يمكن أن يغير ميزان المعركة لصالح المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة التي يتفوق عليها تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى وقوات الأسد.
وترى الولايات المتحدة أن خطر تنظيم الدولة الاسلامية يتمثل في عودة المقاتلين الاجانب الذين أعلنوا البيعة للتنظيم إلى بلادهم وشن هجمات على أهداف مدنية بما في ذلك داخل الولايات المتحدة، وذبح مقاتلو الدولة الإسلامية رهينتين أمريكيين خلال الشهر الاخير مما أصاب الأمريكيين بصدمة وطالبوا أوباما بالثأر.
إخوان سوريا في مواجهة
ونقلت مصادر إعلامية عن بعض عناصر سلفية وقريبة من جماعات مثل تنظيم الإخوان في دول جوار العراق وسوريا موقفًا مماثلا، حيث قال بعض المنظرين الدينيين: "نحن ضد دولة داعش، لكننا لا يمكن أن نؤيد الحرب عليهم.
وكانت تقارير قد أشارت إلى تردد تركي في المشاركة الفعالة في أي جهد عسكري دولي وإقليمي ضد تنظيم الدولة، مؤكدةً أن هذا كان في صلب محادثات وزير الخارجية التركي مع المسئولين الأردنيين الاثنين، قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
جاء ذلك قبيل المؤتمر الدولي الذى ينعقد في السعودية اليوم، ويشارك فيه عدد من الدول العربية والأوروبية على رأسهم مصر وأمريكا، ليأتي موقف الجماعة متزامنًا مع المؤتمر في إشارة منهم إلى أن محاربة "داعش" ستؤدى إلى مزيدٍ من إراقة الدماء في سوريا.
وقد شهدت الأحداث خلال الأيام الماضية سجالًا بين الفريقين "داعش" والإخوان"، واشتعلت حربُ الفتاوى التي تؤكد الصراع على مفهوم "الخلافة"، وأحقية كل فريقٍ بها، وكانت آخر تصريحات القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، بأن "الخلافة الإسلامية" في العالم هي إسطنبول، داعيا الشعب التركي إلى مساندة رجب طيب أردوغان، "لأن الله وسيدنا جبريل ومحمد عليه الصلاة والسلام يدعمون أردوغان والملائكة بعد ذلك ظهير".
إخوان سوريا في مواجهة
وهي الفتاوى التي أثارت تنظيم "داعش"، حيث نشر التنظيم عبر منبرهم الجهادي كتاب "لن تغرونَا بَعْدَ اليَومِ"، للشيخ السلفي أبي سلمة الشنقيطي، الجهادي التكفيري، وصف خلاله الإخوان وحكومة حماس بالمرتدين، واستهزأ بالقرضاوي وفتواه التي انتقد فيها، الخلافة الإسلامية التي أقامتها داعش بالعراق وتنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.
وبعد البيان الأخير لإخوان سوريا، برفضهم المشاركة في مواجهة ما يُسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام"، لا يُستبعد أنها محاولات لمغازلة "التنظيم"، في ظرفٍ تاريخي تراجعت فيه أسهم "الجماعة" في المنطقة العربية، وتبحث عن حليفٍ جديدٍ لها، وليكن "داعش" الذي ينافُسها على حُلمها الأكبر "الخلافة". 

شارك