استمرار الأزمة اليمنية.. ومخاوف من مواجهات عسكرية مرتقبة بين الجيش و"الحوثيين"

الجمعة 12/سبتمبر/2014 - 07:31 م
طباعة استمرار الأزمة اليمنية..
 
لم تزل الأزمة اليمنية مستمرة، باستمرار الصراع المتعدد والمتشابك بين القوى المتصارعة هناك، ووسط أجواء تنذر بالتدهور مع تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية، بتراجع الحلول السياسية.

مفاوضات لا تنتهي

منصور هادي وعبد الملك
منصور هادي وعبد الملك الحوثي
كلما خرجت أنباء بقرب توقيع مؤسسة الرئاسة ممثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي، والحوثيين بقيادة عبد الملك الحوثي، نجد هناك نفيًا من الطرفين في ظل حرب إعلامية شرسة تقودها جماعة الإخوان في اليمن.
ومن المتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت، من أجل إنهاء التصعيد الذي يقوم به الحوثيون في صنعاء، والذين يحاولون السيطرة والتمركز في بعض المؤسسات الحكومية المهمة، كما جرى من محاولتهم اقتحام مجلس الوزراء، وذكرت المصادر أن المشاورات ما زالت مستمرة، وأن شخصيات سياسية وقبلية تقوم بدور الوساطة من أجل إنهاء الأزمة. 
وتشترط الرئاسة رفع مخيمات الاعتصام فور توقيع الاتفاق، بينما يصر الحوثيون على إبقاء الاعتصامات حتى تشكيل الحكومة، واتخاذ الإجراءات في قضية قتل المتظاهرين أمام مجلس الوزراء، وتقديم إعلان أسماء المتورطين، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة بالقضية، بإشراك أهالي الضحايا، بالإضافة إلى الاتفاق على اسم الرئيس الجديد للحكومة .
وتوقعت تقارير إعلامية ان يتم اعلان الحكومة الجديدة عقب الاتفاق بين الحوثيينو الرئاسة، وسيكو رئيس الوزراء ينتمي لأبناء الشمال وتعيين نواب له.

تصعيد حوثي

صراع عسكري بين الحوثيين
صراع عسكري بين الحوثيين والجيش اليمني
يأتي ذلك وسط مخاوف من وقوع صراع عسكري بين الحوثيين والجيش اليمني، فقد ذكرت تقارير إعلامية عن تطورات أمنية خطيرة بجنوب العاصمة اليمنية صنعاء، بوجود مسلحين من  جماعة الحوثيين انتشروا  بأسلحة مختلفة في المباني المحيطة بقيادة قوات الاحتياط اليمنية، المسئولية عن تأمين العاصمة اليمنية صنعاء ومناطق أخرى بجنوب صنعاء، بعد أن استقدموا تعزيزات عسكرية إلى مواقعهم العسكرية المحيطة بالعاصمة.
وذكر مصدر عسكري خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات الجيش اليمني باتت على استعداد كامل من أجل مواجهة احتمالات المواجهة العسكرية مع الحوثيين، غير أن المصدر قال «إن التوصل لاتفاق وتسوية سيكون الأفضل بالنسبة لليمن من أجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني». فيما شهدت  حزيز جنوب صنعاء توتراً كبيراً ومناوشات بين قوات معسكر الاحتياط والمسلحين الحوثيين الذين انتشروا في بعض مباني المنطقة.

خلاف مع بين الإخوان وهادي

خلاف مع بين الإخوان
خلاف مع بين الإخوان وهادي
والمتأمل في طبيعة العلاقة التي تربط رئيس الجمهورية برئيس الوزراء محمد سالم باسندوه، يجد أن خلافًا عميقًا برز بين الرجلين منذ بداية مؤتمر الحوار الوطني (مارس 2013 وحتى يناير 2014)، إذ لم يحضر باسندوه جلسة افتتاح المؤتمر، ولم يحضر أيضاً أية جلسة عامة لمؤتمر الحوار بعد ذلك، بما فيها حفل الختام الذي حضره مسئولون دوليون.
ويبدو أن هناك قلقًا من قبل جماعة الإخوان من استبعادهم وعدم الحصول على المكاسب السياسية يجعلهم مستعدين للتصعيد، ويأتي ذلك في ظل تصاعد وتيرة الأزمة تتصاعد بين الرئاسة وجماعة الإخوان على خلفية المفاوضات الحالية، وسعي الرئيس للإطاحة برئيس الوزراء المحسوب على جماعة الإخوان.
وذكرت تقارير إعلامية  ان تهديدات مبطنه اصدرت لهادي من قبل اللواء علي محسن الاحمر وقيادات الجماعة بعد تأكد اتخاذ الرئيس هادي قرار عزل محافظ محافظة عمران المحسوب على حزب الاصلاح، والذي عزله الرئيس، وهو ما يخشي الاخوات تكراره مع رئيس الوزراء الحالي، إذ يرى البعض أن قرار تغيير حكومة محمد سالم باسندوه سيكون نسخة مطورة من قرار تغيير محافظ عمران الذي كان الحوثيون يطالبون بتغييره ثم لم يتوقفوا عن تصعيدهم المسلح في عمران بعد تغيير المحافظ، وفيما يبدو فإن الحوثيين حتى الآن حريصون على عدم المشاركة في الحكومة الجديدة بصفة رسمية حتى يظل بمقدروهم ممارسة دور المعارضة.
ورأى مراقبون أن الرئيس هادي يريد أن يغير الحكومة لتصبح تحت هيمنته، ويريد أن يضعف الطرفين الرئيسيين فيها، وهما حزبا التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي مشارك في الحكومة) والمؤتمر الشعبي العام (حزب الرئيس السابق علي صالح)، ويشاركه في هذا الهدف الحوثيون أيضًا الذين يرغبون في إضعاف الإصلاح والمؤتمر، ليسمح لهم ذلك بوجود فاعل في الحكومة".

المشهد الآن..

تزايد التوتر بين
تزايد التوتر بين الحكومة والحوثيين
مع تزايد حدة التوترات بين الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) خلال اليومين السابقين، وهي التوترات التي بدأت معها دائرة الحلول تضيق، وفتح الباب على كل الاحتمالات في بلد يعج بالسلاح، ففي اليمن هناك رجال تجاوزهم الزمن وأنهتهم الأحداث بعدما كانوا لاعبين أساسيين فيه منذ العام 1978، هناك تركيبة قبلية لم تعد قائمة ولكن من الصعب القول إنّها انهارت كلّيا، وهذا يعكس إلى حدّ كبير معنى تحطّم صيغة الدولة المركزية التي كانت تحكم البلد من صنعاء.

شارك