بريطانيا تدخل "عش الدبابير" وتواجه "داعش"

الأحد 14/سبتمبر/2014 - 02:33 م
طباعة بريطانيا تدخل عش
 
واصل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، عملياته الإجرامية، وقام إعدام عامل الإغاثة الإنساني البريطاني الجنسية ديفيد هينز، ونشر شريط فيديو مسجل على الإنترنت، وقد ادعى منفذ الإعدام أن هينز يدفع ثمن وعد بريطانيا بتسليح البيشمركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
بريطانيا تدخل عش
بث التنظيم فيديو يصور قيام أحد عناصره بقطع رأس عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، وبرر إعدام الرهينة بأنه ردًّا على انضمام لندن إلى "التحالف الشيطاني" الذي تقوده واشنطن ضد التنظيم على حد وصفهم.
حمل عنوان الفيديو "رسالة إلى حلفاء أمريكا"، وبث على الإنترنت كما بثه مركز سايت المتخصص في رصد المواقع الإلكترونية الإسلامية المتشددة، يظهر هينز 44 عاما، جاثيا على ركبتيه ومرتديا بزة برتقالية وخلفه يقف مسلح ملثم يحمل بيده اليسرى سكينا ينحر به في نهاية التسجيل الرهينة البريطاني، في تكرار لسيناريو الشريطين اللذين سبقاه وصور فيهما التنظيم إعدام صحفيين أمريكيين اثنين.
يأتي ذلك في تحد واضح وصريح للدول الأوروبية، وقيامهم بتنظيم التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، وبالأخص بعدما انضمت لندن إلى التحالف.
وتعتبر بريطانيا شريكًا رئيساً في التحالف،  وستسلم  أسلحة ثقيلة وذخائر للقوات الكردية معززة بذلك شحناتها العسكرية السابقة. 
ويشمل الدعم ايضاً البيشمركة، وتفكر لندن أيضاً في المشاركة في الضربات الجوية لكنها لم تتخذ قرارا بعد.
وجاء رد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على إعدام تنظيم "داعش" عامل الإغاثة البريطاني ديفيد هينز، واصفًا إياها بـ"الجريمة الدنيئة" ومتوعدًا بـ"ملاحقة" مرتكبيها.
وقال كاميرون، في بيان له، "هذه جريمة قتل دنيئة ومروعة ارتكبت بحق عامل إغاثة بريء، هذا فعل شرير محض"، مضيفًا: "سنفعل كل ما بوسعنا لملاحقة هؤلاء القتلة وضمان مثولهم أمام العدالة مهما تطلب الأمر من وقت".
بريطانيا تدخل عش
وبهذه الواقعة تدخل بريطانيا، ضمن الدول المعادية لتنظيم "داعش"، فبعد أن قام التنظيم بذبح صحفيين أمريكيين الشهر الماضي؛ الأمر الذى دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشن هجومًا دوليًّا على التنظيم والإعلان عن تحالف لمحاربة "داعش"، سيجعل بريطانيا تتخذ موقفًا أكثر عداءً عقب ما حدث لعامل الإغاثة الإنساني البريطاني الجنسية ديفيد هينز.
فقد أعلنت بريطانيا أنها ستقدم بعض المساعدات للمجموعات المقاتلة في العراق، كما ألمحت سابقا إلى احتمال توجيه ضربة عسكرية مثل الولايات المتحدة، لكنها دعت أخيرا، في أثناء انعقاد قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو"، إلى تنظيم تحالف ضد "داعش"، كما أعلنت أنها ستنضم لتحالف الولايات المتحدة.
 ويظن البريطانيون أن هناك أكثر من 1500 بريطاني، طبقا لصحف بريطانية، يقاتلون بجانب تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.
بريطانيا تدخل عش
ويعمل هينز في الحقل الإنساني منذ 1999، وكان يؤدي أول مهمة له لحساب منظمة "اكتد" الفرنسية كمسئول لوجستي في مخيم للاجئين السوريين قرب الحدود التركية.
وتقول التقارير: إن هينز كان اعتقل مع المواطن الإيطالي فيديركو موتكا قرب الحدود التركية السورية في مارس 2013.
وكان الإيطالي موتكا أطلق سراحه في مايو الماضي بعد أن دفعت الحكومة الإيطالية فدية قدرها أربعة ملايين و750 ألف جنيه استرليني وكان تقاسم زنزانته مع هينز.
ويبدو أن خاطفي الإيطالي والبريطاني باعوا هينز لـ "داعش" لتحقيق ربح مالي من وراء صفقة محتملة مع الحكومة البريطانية التي ترفض على الدوام أية صفقات مع الإرهابيين.
واتهم أصدقاء "هينز"، بريطانيا بأنها تسمح لرجل بريء بمواجهة الموت لرفضها دفع فدية لإطلاق سراحه.
رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، كان حسم الأمر في كلمة أمام مجلس العموم الأربعاء الماضي، حين أكد أن بلاده لن تدفع فدية من أجل الرهينة الذي يحتجزه "داعش"  في العراق والشام "داعش"، متهما الدول الأخرى التي تفعل ذلك بأنها تغذي الإرهاب.
وأضاف كاميرون، أن بريطانيا والولايات المتحدة ستضاعفان من جهودهما لمنع جميع الدول التي تدفع فدية لـ"داعش"، من القيام بهذا الأمر، محذرا من أن "عشرات الملايين من الدولارات" التي جمعها التنظيم تستخدم في استهداف بريطانيا.
وقال كاميرون: لا يوجد شك في رأيي أن عشرات الملايين من الدولارات التي جمعتها داعش من أموال الفدى ستذهب لترويج الإرهاب، بما في ذلك الإرهاب الذي يؤثر على بلادنا.   
وقبل عملية الاعدام، وجه "هينز"، رسالة إلى كاميرون، قائلا: "أريد أن أقول أني أحملك يا ديفيد كاميرون المسئولية الكاملة عن إعدامي؛ فقد دخلت باختيارك في الحلف مع الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، كما فعل سلفك توني بلير.
وأضاف: "فعلت ذلك اتباعا للنزعة المنتشرة لدى رؤساء وزراء بريطانيا الذين لا يجرءون على قول "لا" لأمريكا، للأسف يا ديفيد كاميرون فنحن البريطانيين ندفع ثمن القرارات الأنانية التي يتنبأها برلماننا.
وقال الداعشى الملثم ، بلكنة بريطانية،: "هذا المواطن البريطاني سيدفع ثمن وعدك يا كاميرون للبيشمركة بتسليحهم ضد الدولة الإسلامية".. والعجيب أن "هينز"، قضى عقدا من حياته في خدمة القوات الملكية الجوية المسئولة الآن عن إرسال هذا السلاح. 
وأضاف الملثم،" تحالفكم الشيطاني مع أمريكا، الذي لا تزال تقصف المسلمين في العراق ومن آخر تلك الاعتداءات قصف سد حديثة في محافظة الأنبار غربي العراق سيكون السبب في تعجيل تدميركم، وقيامك يا كاميرون بدور العبد الذليل المطيع سيستدرجك وقومك إلى حرب دموية وخاسرة أخرى. 
وفي نهاية مقطع الفيديو يظهر الملثم وأمامه رهينة آخر يعتقد أنه بريطاني مرتديا زيا برتقاليا وجاثيا على ركبتيه، ويقول مهددا كاميرون: "إذا تماديت في قتال الدولة الإسلامية فستصبغ يديك بدماء قومك كما فعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما".
بريطانيا تدخل عش
قالت الحكومة البريطانية في بيان إنها تسعى بشكل عاجل للتحقق من الفيديو.
وجاء رد أمريكا على هذه الجريمة، بتضامنها مع بريطانيا، وقال أوباما، في بيان: إن "الولايات المتحدة تدين بشدة القتل الهمجي للمواطن البريطاني ديفيد هينز على أيدي إرهابيي جماعة داعش"، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف أن "الولايات المتحدة تقف في هذه الليلة جنبا إلى جنب مع صديقنا وحليفنا الوثيق في الحزن والعزم"، متابعًا أن "قلوبنا هي اليوم مع عائلة هينز وشعب المملكة المتحدة"، متوعدًا بملاحقة قتلة عامل الإغاثة الإنسانية والقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتشن 9 دول أوروبية هجومًا على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تحت مسمى "التحالف الدولي لمحارية داعش"، يرأسه الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أعلنت عنه الخميس الماضي في المملكة العربية السعودية، والتي انضمت إليه العديد من الدول العربية على رأسهم السعودية ولبنان.

شارك