بدء توزيع الأدوار بمؤتمر فرنسا للحرب على داعش.. وموقف متناقض للقوى الرئيسة بالمنطقة

الإثنين 15/سبتمبر/2014 - 01:45 م
طباعة بدء توزيع الأدوار
 
بدأ في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم، مؤتمر تقاسم الأدوار بين أطراف التحالف الدولي الذي تجهد الإدارة الأمريكية لتشكيله بهدف تنظيم المواجهة المزعومة ضد تنظيم «داعش»، في ظل انقسام إقليمي واضح بين أنقرة والرياض لم تكتمل صورة عناصره بعد، وفي ظل غياب لافت لطهران، وقرار مصري بعدم المشاركة ما لم يكن «التحالف شاملاً» في إشارة إلى ضرورة أن تضم أهدافه ضرب تنظيم «الإخوان»، وإعلان إسرائيلي واضح عن استعداد تل أبيب للتدخل فوراً في حال تهديد «داعش» للأردن.
من يوجه الضربات وأين، من يسلح، من يوفر الاستخبارات، من يمول؟... كل هذه المهام سيسعى مؤتمر باريس (الاثنين) حول الأمن في العراق إلى توزيعها على مختلف الدول التي تتضارب مصالحها أحيانا، لكنها تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".

30 بلدا يشارك

30 بلدا يشارك
ويشارك حوالي 30 بلدا في هذا المؤتمر الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونظيره العراقي فؤاد معصوم، سيضم الشركاء الدوليين والإقليميين الذين يلتزمون هذا الهدف ويُسهمون في تحقيقه.
وأوضح الرئيس الفرنسي أن مؤتمر باريس الدولي حول العراق سيعكف على اتخاذ الإجراءات ضد "تنظيم الدولة الإسلامية"، وتنسيق الجهود لقتاله وترسيخ وحدة العراق. وأوضح أن هذا التضامن الفرنسي هو تجسيد للمساعدات العسكرية والإنسانية التي تقدمها فرنسا للعراق والتي ستواصلها؛ لأن "لنا مصلحة مع العراق في قتال داعش وإضفاء بُعد متطور جديد في العلاقات مع العراق".
وأشار خلال مباحثات مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بغداد الجمعة الماضي إلى أنّ التصدي لداعش هو مسئولية العراق بالدرجة الأولى، لكن الدعم الدولي مطلوب لأن داعش تهدد الجميع.
وأفاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال "نريد تلاقي الأهداف وتكامل المبادرات" العسكرية والإنسانية والمالية، مؤكدا إعلان قرارات ووضع خطة عمل.
أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن لندن لن تشارك في ضربات جوية في سوريا. أما فرنسا فتتبنى مقاربة تشدد على القانون الدولي، وتستبعد أي تحرك خارج إطاره. غير أن إصدار الأمم المتحدة قرارا بهذا الشأن غير مرجح، نظرا إلى معارضة موسكو وبكين لأي عمل عسكري في سوريا من دون موافقة الرئيس السوري بشار الأسد. لكن الغربيين يرفضون اعتباره شريكا في مكافحة الإرهاب.

موقف القوى الرئيسية في المنطقة

موقف القوى الرئيسية
اللافت في هذا التجمع ثلاث من القوى الرئيسية في المنطقة، تركيا ومصر وإيران، متمايزة في مواقفها، كل من موقعه، رغم التناقضات التي تجمع في ما بينها: الأولى تنأى بنفسها، والثانية تشارك في التحالف، لكنها لن ترسل قوات، فيما الثالثة أخذت قرار عدم الانخراط في هذه المعمعمة. ولكل منها شروطه ومطالبه: أنقرة تخشى على نفوذها في العراق، وتطلب إجراءات تضمن سقوط بشار الأسد. والقاهرة تريد شمل كل أطياف الاسلام السياسي، وفي مقدمهم «الإخوان»، في لائحة التنظيمات الإرهابية، فيما طهران تجري حساباتها على إيقاع من نوع آخر.
فقد أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن رغبته في مشاركة طهران في المؤتمر، غير أن نظيره الأمريكي جون كيري اعترض على ذلك، إلا أن مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان حسم الأمر، يوم أمس، حين قال إن بلاده «ما زالت داعمة للعراق وسوريا في مكافحة الإرهاب»، مضيفاً «إننا لسنا بصدد المشاركة في مؤتمر استعراضي لمحاربة الارهاب».

أجندة المؤتمر

أجندة المؤتمر
يتضمن جدول أعمال المؤتمر مناقشة ثلاثة مواضيع هي: الدعم السياسي الواجب تقديمه إلى الحكومة العراقية الجديدة مكافحة النشاط الإرهابي في العراق.. والجهود الإنسانية ومشاريع إعادة الإعمار المطلوب القيام بها. 
وبحسب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فإن هذا المؤتمر سيسمح باتخاذ سلسلة من الإجراءات في المجالات الاستخباراتية والعسكرية واتخاذ تدابير لتجفيف موارد تنظيم الدولة الإسلامية. ومع الاعتراف بأن هذه المجموعة تتصرف وكأنها "دولة حقيقية" في المناطق التي تسيطر عليها اعتبر الوزير الفرنسي أن من الضروري "القيام بعمل لوقف أشكال الدعم" التي يمكن أن يكون تنظيم الدولة الإسلامية يستفيد منها في صفوف السكان.
ومن جهته أوضح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المؤتمر "سيجمع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن". وأضاف أن ثلاثة مواضيع ستكون على جدول أعمال هذا المؤتمر الذي يأتي بعد أيام على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى العراق الجمعة، وهي "الدعم السياسي الواجب تقديمه إلى الحكومة العراقية الجديدة، مكافحة النشاط الإرهابي في العراق، والجهود الإنسانية وفي مجال إعادة الإعمار" المطلوب القيام بها.

العراق يدعو لتدخل دولي

العراق يدعو لتدخل
دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم الاثنين في مقابلة مع إذاعة "أوروبا 1"  إلى تدخل جوي سريع ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك قبل بدء مؤتمر دولي في باريس، مضيفا: "نحن بحاجة لتدخل جوي"، وذلك بينما يجتمع ممثلو عشرين دولة في باريس لتنسيق التعبئة ضد التنظيم.
وقال: "نريد تدخلا لوجستيا قبل كل شيء خصوصا تدخلا بالسبل العسكرية". وتابع معصوم: "عسكريا لسنا بحاجة إلى جنود ليقاتلوا ميدانيا في العراق. نحن بحاجة إلى تدخل جوي وتغطية جوية... من الضروري أن يتدخلوا بسرعة؛ لأنه إذا تأخر هذا التدخل وهذا الدعم للعراق، ربما احتل"داعش" أراضي أخرى".
وطالب بـ"الاستمرار في شن حملات جوية منتظمة على داعش وعدم السماح لهم باللجوء إلى أي ملاذ آمن وتجفيف منابع تمويلهم"، مشددا على "سرعة اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق التنظيم واتخاذ المواقف الحازمة مع جميع الأفكار التي تلتقي معه".

رصد لقوة داعش

رصد لقوة داعش
أكد عسكري عراقي أنه تم رصد 300 إلى 350 موقعا للتنظيم، في مناطق شمال وغرب ووسط العراق، لافتا إلى أن "داعش" كثّف منذ أيام تغيير مواقعه كل 24 ساعة تقريباً".
وكشف أن "طائرات أمريكية من دون طيار أجرت أكثر من 100 ساعة طيران في الأجواء العراقية، منذ مطلع الشهر الحالي في مناطق شمال وغرب ووسط البلاد لتحديد مواقع داعش ومعسكرات التدريب، ومخازن الأسلحة والمعدات العسكرية التابعة له".
وتمكنت الطائرات الأمريكية والعراقية من رصد ما بين 300 إلى 350 موقعاً، وهي عبارة عن مقرات للتنظيم اتخذها في المدن التي يسيطر عليها، وتنوعت بين مبانٍ حكومية سابقة ومنازل مدنيين وحقول زراعية ومواقع جبلية وكهوف، في المنطقة الشمالية من البلاد.
أعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي أي إيه" أن عدد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق "يتراوح ما بين 20 ألفًا و31 ألفًا و500 مقاتل"، في تقديرات جديدة تزيد بأضعاف عن تقديراتها السابقة البالغة 10 آلاف مقاتل.
وسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على مناطق واسعة في العراق وسوريا، بعد معارك خاضها مع الجيش الحكومي في البلدين، ولكنه يواجه أيضا فصائل من المعارضة السورية المسلحة التي تعترض على ممارسات التنظيم وأفكار المنتسبين إليه.
وأعلن الرئيس الأمريكي عن خطة عسكرية لضرب معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" والقضاء على عناصرها في العراق وفي سوريا، تتضمن القصف الجوي، وتوفير السلاح والتدريب للجماعات المناوئة لها.

شارك