البيت الأبيض يعلن تسليح المعارضة السورية المعتدلة ضد "داعش" والأسد معا

الثلاثاء 16/سبتمبر/2014 - 03:24 م
طباعة البيت الأبيض يعلن
 
يبدو أن البيت الأبيض يحاول الوقوف على مسافات متساوية من تنظيم الخلافة الإسلامية والمعروف إعلاميا بـ "داعش"،  ومن الحكومة السورية والنظام السوري وعلى رأسه بشار الأسد. 
فقبل أيام قليلة، عُقد في مدينة جدة اجتماع إقليمي، بمشاركة دول مجلس التعاون الخليجي وكل من مصر والأردن ولبنان وتركيا، وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبحث كيفية مواجهة داعش.
هذا الاجتماع الذي لم تُدع إليه الحكومة السورية؛ مما جعل بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بشار الأسد الجمعة 12 سبتمبر تقول: إن بلادها لا بد أن تكون طرفا في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبرت شعبان أن "الدول التي كانت أساسية في دعم وتسليح وتمويل الإرهاب في سوريا، كانت جزءا أساسيا" من الاجتماع في إشارة إلى لقاء جدة وقرار السعودية بتدريب مقاتلي المعارضة "المعتدلة" على أراضيها وتمويلها من قبل الولايات المتحدة.
وتساءلت في نفس الوقت  "هؤلاء الذين يحملون السلاح ضد الشعب والدولة في سوريا أليسوا مجرمين أو إرهابيين؟!".

الكونجرس يعلن

الكونجرس يعلن
بيد أن الكونجرس الأمريكي  يبدأ اليوم مناقشة مشروع قرار يعطي الرئيس باراك أوباما الموافقة على تسليح وتدريب المعارضين السوريين الذين يواجهون متشددي "الدولة الإسلامية" والحكومة السورية معا.
وجاء هذا التحرك الأمريكي بعد اتفاق مسبق مع دول المنطقة وأوروبا، فقبل يومين دعا أيضاً  الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لدعم المعارضة السورية المعتدلة، والتي وصفها بأنها تلك القادرة على التفاوض والقيام بتسويات ضرورية للحفاظ على مستقبل البلاد.
وفي نفس السياق نشرت صحيفة فايننشال تايمز مقابلة مع وزير الخارجية القطري خالد العطية بالدوحة حث فيها الغرب على دعم المعارضة السورية المعتدلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودعا العطية في حواره مع الصحيفة الدول العربية إلى الوقوف إلى جانب المعارضة السورية المعتدلة بدعمها وتدريبها وتمكينها لاستعادة بلادها.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العقيد ستيف وارن لوسائل الإعلام بأن تدريب مسلحي المعارضة السورية "المعتدلة" ينقسم إلى ثلاثة مراحل. 
هي: "أولا: تدريبهم على مهام الأمن لحماية المناطق المحيطة بهم والدفاع، والمرحلة الثانية  تتمثل في "تدريبهم على مهام هجومية لزيادة الضغط على داعش والنظام السوري".
والمرحلة الثالثة تتمثل في "تدريب هذه العناصر على مهام تتعلق بمكافحة الإرهاب".

معارضة معتدلة !

معارضة معتدلة !
ومع كل هذه التصريحات لم يتم تحديد عن ماهية هذه المعارضة الموصوفة  "بالمعتدلة"، غير أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العقيد ستيف وارن صرح أن هذه المعارضة السورية "المعتدلة" متنوعة جدا.
لكن مع نظرة على المشهد السوري نجد أن تصريحات رئيس الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة هادي البحرة أن "المعارضة بشقيها السياسي والعسكري تعول على الاجتماع الذي تستضيفه السعودية اليوم في جدة، للتخلص من داعش والرئيس السوري بشار الأسد معاً"، هذه التصريحات تشي بدور كبير للإئتلاف الفترة القادمة، وبتهيئته لإزاحة كل من داعش والنظام السوري لوضعه في قلب السلطة. 
وهذا الإئتلاف الذي تشكل في الدوحة، قطر في نوفمبر 2012 ، يلقى دعما من  تركيا وقطر  والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية.
وكان أول من أنتخب رئيسا لهذا الإئتلاف هو شخصية دينية محسوبة على تيار الاسلام السياسي  وهو الداعية معاذ الخطيب، إمام المسجد الأموي في دمشق سابقا. 
كما أن الرئيس الحالي له هو هادي البحرة المعروف عنه ولائه لأمريكا حيثُ إنه حصل على بكالوريوس في الهندسة الصناعية من جامعة ويتشتا في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن له علاقات جيدة بالمملكة العربية السعودية حيث إنه عمل بمنصب المدير التنفيذي لمستشفيات عرفان وباقدو في جدة في المملكة العربية السعودية في الفترة بين 1983-1987.

تحالفات بالإجبار

تحالفات بالإجبار
ويبدو هنا أن تعاظم نفوذ تنظيم الدولة في المنطقة وتعديها على مناطق نفوذ أمريكية قد أنتج  شراكات تبدو غريبة بأنحاء المنطقة، واتجاه أمريكي وأوروبي كبير لتقوية تحالفات كانت ضعيفة إلى حد ما لتحجم من تنظيم الخلافة، ومن هذه التحالفات، التحالف مع  المليشيات الشيعية المدعومة إيرانيا بالعراق التي حررت بلدة أميرلي من أيدي تنظيم الدولة، فبالرغم من أنها اعتادت قتل الجنود الأمريكيين بالسابق، سهل الغارات الجوية الأمريكية وأن هناك مئات من الضباط من الحرس الثوري الإيراني موجودون بهذه الميليشيات كقادة ومستشارين دون أي اعتراض من واشنطن.
كما أن واشنطن تسعى لتشكيل تحالف من الدول السنية بالمنطقة للقضاء على داعش، والمفارقة أن هناك دول وحركات ناشطة بالفعل في قتال التنظيم على الأرض، والعديد منها طالما كانوا أعداء لدودين لأمريكا وبريطانيا، مثل الحركة الكردية السورية وجزء من حزب العمال الكردستاني وحزب الله اللبناني وغيرهم.
لكن يبدو أن تعاظم داعش لم يبق لواشنطن خيار آخر سوى التحالف مع أطراف معادية لها، والقيام ببعض التسويات والتنازلات في المنطقة، وهذا ما يحيلنا إلى مستقبل المفاوضات مع الأسد والذي ستضغط لأجله إيران بشدة حتى لا يوضع في كفة واحدة مع داعش. 

شارك