"مروان قرضاي" لبوابة الحركات: أجواء 11 سبتمبر ما زالت ترفرف على واقع المسلمين في أمريكا
الجمعة 22/يناير/2016 - 05:33 م
طباعة
فيلادلفيا: بوابة الحركات
يضم مبنى جمعية الأقصى الإسلامية بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا عدة مؤسسات تخدم المسلمين والمهاجرين العرب فهناك المسجد. والجمعية ومدرسة إسلامية والجمعية العربية الأمريكية للتنمية والتي يديرها الأستاذ، مروان قرضاي الذي تحدث معنا عن واقع المسلمين في أمريكا، وأكد أن آثار 11سبتمبر ما زالت تطاردهم في كل مكان.
نص الحوار
* في البداية لماذا نلاحظ مشاحنات مستمرة بين الأمريكان السود والأفارقة المهاجرين!
- في رأيي الشخصي، هو أمر نفسي فالأمريكان السود يعيشون هنا منذ اكتشفت أمريكا، وكان يتم استقدامهم كعبيد وعانوا من اضطهاد كبير؛ لذلك هم ينظرون للأفارقة المهاجرين على أنهم متحررون، أي بلا خلفيات اضطهاد فالأفارقة طامحون وقادمون كنخبة من بلدهم، على عكس الأفارقة الأمريكيين.
* ماذا عن الخلط بين المسلمين والعرب في أمريكا؟
- هذه مشكلة حقيقية لأن تاريخ المسلمين أطول من تاريخ العرب هنا، ويقال: إن نحو 30% من العبيد الذين كانوا يستقدمون من إفريقيا مسلمين لم يسمح لهم سادتهم بممارسة شعائر الإسلام، ومع الوقت ساد اعتقاد أن الاسلام للسود فقط، وعندما أصبح الإسلام جزءًا من المجتمع الأمريكي، فيما عرف بأمة الإسلام التي بدأها رجل يُدعى الباحث محمد ومالكوم إكس- اندهشوا عندما وجدوا بيضًا مسلمين، وهناك حقيقية يتجاهلها كثيرون عن مكون المسلمين في أمريكا، ويظنون أن كل المسلمين هم عرب، ولكن الإحصائيات تقول: إن من 75 إلى 80% من مسلمي أمريكا هم من الأمريكان السود أو الأفارقة، يليهم مسلمو شرق آسيا وأخيرًا العرب.
* وفي رأيك لماذا يوجد مسجد للسود وآخر للباكستانيين، وثالث للمغاربة وهكذا؟
- طبعًا هو أمر مؤلم لكن ربما لأن الناس تشعر بالارتياح عندما يصلون في مكان يمثل قوميتهم.
* والآن لماذا يشكو المسلمون كثيرًا في أمريكا رغم أنهم يحصلون على حقوقهم بالدستور والقانون؟ وهل لديهم عقدة اضطهاد؟
أسوأ شيء حدث للمسلمين في أمريكا هو أحداث 11 سبتمبر التي ما زالت خطاياها تُلقى على كاهل المسلمين حتى الآن فيما عرف بالإسلام فوبيا،
وهناك إعلام ينسب أي حادث به قتل قبل أي تحقيق للمسلمين، وأشهد أن فيلادلفيا تعج بالحريات الدينية والترابط الكبير الذي يجمعنا برجال الدين المسيحي- اليهودي، ولكن أتحدث عن أمريكا بصفة عامة فهناك ولايات بها عدد كبير للمسلمين مثل دالاس وتكساس وغيرهما.
وقد فوجئنا منذ أسابيع قليلة بوجود رأس خنزير ملقى على المسجد، وهذا الأمر في أمريكا يعد جريمة كراهية؛ لأنك تكرهني لأمر ديني يخصني، واتصلنا بالشرطة وتضامن معنا القس والحاخام وجميع سكان المنطقة، لكننا انتبهنا أن إلقاء رأس الخنزير تواكب مع خطاب الكراهية من المرشح للرئاسة ترامب، وهذا الربط مخيف، وهناك من يفسر خطابات العداء ضدنا لموقفنا من القضية الفلسطينية، خاصة أن الإعلام هنا مرتبط بإسرائيل..
* وكيف ترى تصريحات ترامب التي طالب فيها بمنع المسلمين من دخول أمريكا؟
- هذه التصريحات تخالف جوهر الدستور والقوانين الأمريكية؛ ولذلك تثير السخرية، فتعدد الأديان وحريتها من أهم أركان الدستور الأمريكي. الأهم من التصريحات واللافت للنظر العدد الكبير الذي يتبع وينضم لهذا المرشح؛ الأمر الذي يدل على وجود رفض فعلا لقبول المسلمين، خاصة وأن هناك من يحاول دائمًا أن يجعل من العرب والمسلمين سمًّا في أمريكا.
* وما هو الدور الذي تقومون به لمواجهة هذه الصورة؟
- نحن في حوار وعلاقات مستمرة وهادفة ومعاشة مع كل أطراف المجتمع الأمريكي سواء على مستوى رجال الدين القس والحاخام وكذلك الجيران وهؤلاء جميعًا ظهرت مواقفهم الطيبة أثناء حادث رأس الخنزير، فقد أرسلوا لنا الزهور وأقاموا حفلة هنا لأبناء المنطقة؛ تأكيدًا على التسامح والمحبة.
* هل هناك إحصائيات لعدد المسلمين في أمريكا وعدد المساجد حاليًا؟
- لا يوجد رقم مؤكد، فيقال: إن عدد المسلمين في أمريكا من 4 إلى 8 ملايين، وطبعًا عدد المساجد غير محدد، لكن هنا في فيلادلفيا يوجد 85 مسجدًا وعدد المسلمين نحو 100 ألف.