الحاخام إبراهام جابي: الأرثوذكس أشهر طوائف اليهودية ويغلب عليها التشدد في الشعائر والعبادات
الثلاثاء 26/يناير/2016 - 07:14 م
طباعة
حوار خاص لبوابة الحركات الإسلامية - فيلادلفيا - أمريكا
إبراهام جابي حاخام المعبد اليهودي لليهود الأرثوذكس فيلادلفيا وهو من أصل مصري وسجن في عهد عبد الناصر ثلاث سنوات قبل أن يترك مصر نهائيا ويستقر بأمريكا..
في هذا الحوار يتحدث عن اليهود ومذاهبهم الدينية ودورهم في حوار الأديان
ـ في البداية حدثنا عن يهود أمريكا
أول يهود جاءوا إلى أمريكا هم الذين طُردوا من أوروبا وإسبانيا والبرتغال وقاموا بتأسيس هذا المعبد وعندما بدأت حرب استقلال المستعمرات أي الولايات ضد بريطانيا وقف هذا المعبد إلى جوار الثوار قسمي معبد الثورة الأمريكية فلم يكن معبدا يهوديا فقط بل معبد أمريكي والآن نقوم بدور كبير في حوار الأديان مع المسيحيين والمسلمين.
هذا يعني أن علاقتكم بالمسلمين جيدة
أولا هناك تطابق كبير بين اليهودية والإسلام وقد قرأت القرآن الكريم كثيرا وأعلم ما كتبه عن نبي الله موسى وثانيا هناك تشابه في العقيدة وممارسة الشعائر الدينية فنحن والمسلمون ننزه الله عن التشبيه والتجسد والترميز وفي معابد اليهود الأرثوذكس لا توجد رسومات في المعابد، كما يصوم اليهود يوم يبرر مثلما يصوم المسلمون رمضان واليهود الذين عاشوا في البلاد الإسلامية تأثروا بهذه الثقافة فهناك احتفال عاشور الذي يقابل خروج موسى من مصر
ـ وما عدد الصلوات التي تقومون بها
نصلي ثلاث صلوات كل يوم هي الصباح والظهيرة والمسا ويوم السبت نقرأ جزءًا من التوراة ونحتفل بأعياد الفصح والتوراة وذكرى هدم الهيكل وينتظم في الصلاة هنا نحو مائة فرد
وما أشهر الطوائف اليهودية
أشهر الطوائف اليهودية ثلاث هي الأرثوذكس وهؤلاء أقرب الى أهل السنة في الإسلام وهم متشددون في الشعائر والعبادات وهناك المجددون: وهي طائفة غيرت كثيرا في الدين اليهودي وأغلبهم أمريكيون فلا يمارسون الشعائر ولا يلتزمون بتحريم أكل الخنازير ويُرسّمون المرأة "حاخامًا" ولا يحافظون على يوم السبت، وهناك طائفة المحافظين وهي طائفة وسط بين الأرثوذكسي والمجددين
وماذا عن الموافقة على زواج المثليين
نحن اليهود المحافظين والأرثوذكسي نرفض ذلك بشدة ولا نقبله أبدا لكن اليهود المجددين يقومون بتزويج المثليين
ما رايك في تصريحات المرشح للرئاسة ترامب الذي طالب بعدم دخول المسلمين أمريكا
هذه مجرد تصريحات للاستهلاك السياسي ولكن هذا لا يمكن أن يحدث ابدا في أمريكا نحن دولة دستور وقانون وقوة أمريكا في التنوع العظيم وقبوله ليس بالتسامح بل بما هو فوق التسامح
تقول ان الذين يصلون في المعبد، مائة فرد واليهودية دين غير تبشيري،كيف تتعاملون مع قلة عددكم عالميا
نحن أقل من 1%من نسبة الأديان في العالم وهي مشكلة تورقنا كثيرا خاصة ونحن حزرين من أمر التجانس، وهناك مشكلة كبرى الآن تتمثل في الزواج المختلط بين اليهود، وغير اليهود.
ما رؤيتكم لدولة إسرائيل
اتكلم الآن كحاخام أي رجل دين، ففي التوراة والقرآن أن بني إسرائيل يدخلون الأرض المقدسة ونحن حسب عقيدتنا نؤمن أن الله أعطى إسرائيل هذه الأرض وعندما دخلت القبائل العربية للقدس أبقى عمر بن الخطاب على اليهود وأمنهم بعد ذلك دخل الصليبيون وقاموا بطرد اليهود. وعندما حكم المماليك والعثمانيون رجع اليهود مرة أخرى وفي أواخر القرن التاسع عشر انتشرت فكرة أرض الميعاد، لذلك بدأت العودة إلى القدس ومن وجهة النظر الدينية يجب أن نعيش مع جيراننا في سلام، فلا يعني العودة أن أطرد المواطنين الساكنين في هذه الأرض، لذلك ارفض قتل الفلسطينيين وأرفض تعميم أن كل اليهود قتله كما أرفض تعميم أن كل الفلسطينيين إرهابيون بالأديان كلها تنادي بحماية الأبرياء وعلى مدار التاريخ هناك كثير من المسلمين قاموا بحماية اليهود وفي رأيي الخاص أقول إذا ترك رجال الدين أمور السياسة سوف يتغير العالم كثيرا لذلك يجب علينا الإكثار من لقاءات المحبة والحوارات وهو ما نفعله بأمريكا كثيرا وأذكر اني شاركت في حوار ضم عشرين رجل دين سعوديًا.