في حوار خاص لبوابة الحركات.. طلحة داود: "بوكو حرام" توجد بصورة أكبر في الجزء الغربي لتشاد
الثلاثاء 02/فبراير/2016 - 11:30 ص
طباعة
أمريكا: بوابة الحركات
أثارت جماعة بوكو حرام الإرهابية منذ ظهورها في العمق الإفريقي العديد من علامات الاستفهام والجدل. وفي ظل ابتعادنا عن الواقع الإفريقي رغم كل ما يشكله من أهمية كبرى لنا. كانت فرصة جيدة أن نلتقي الدكتور طلحة داود أستاذ القانون بجامعة انجمينا بتشاد ليأخذنا إلى تفاصيل ومعلومات نحن في أمس الحاجه لمعرفتها.
نص الحوار
* في رأيك ما هي العوامل التي أدت إلى نشوء بوكو حرم بإفريقيا؟
- في البدء أشكرك على هذا الحوار واهتمامك بشأن الإنسان الإفريقي عمومًا والتشادي على وجه الخصوص.
إن من المصوغات الرئيسية لظهور بوكو حرام في نيجيريا أولًا وتشاد بعدها هو ذلك الفكر التكفيري المتطرف الذي يدعو إلى إقصاء وتكفير الآخر. عن طريق الفهم الخاطئ لنصوص الدين الإسلامي الحنيف. إضافة إلى ذلك الوضع الاقتصادي السيئ المتمثل في البطالة وسط الشباب، وقد استغلت الجماعة هذا الوضع وقامت بإغرائهم وتوفير بعض الحاجيات لهم؛ الأمر الذي أدى إلى إقناع أولئك الشباب بسرعة وأضف أيضًا الواقع السياسي الإفريقي الأليم المتمثل في كبت الحريات والتسلط.
* ما هي أهم العمليات التي قامت بها بوكو حرام في تشاد؟
- أعتقد أننا كنا في منأى عن هجمات تلك الجماعة عندما بدأت في نيجريا، ولكن نسبة لتدخل الجيش التشادي الصراع وشنه لهجمات قاصمة ضد بوكو حرام، مع العلم أننا كنا مضطرين لفعل ذلك؛ إذ إن الاقتصاد مرتبط ارتباط وثيق مع الجارة نيجيريا، فكان لا بد من منع هذه الجماعة من السيطرة على الحدود؛ حتى لا تشل الاقتصاد التشادي الذي تأثر كثيرًا منذ ظهور بوكو حرام.
نعود للحديث عن أشهر العمليات هي تلك الهجمات التي ضربت عمق العاصمة انجمينا العام الماضي فتم تفجير أمام المقر الرئيسي للشرطة الوطنية الذي يبعد أمتارًا فقط عن مقر رئاسة الجمهورية، وفي نفس التوقيت تم تفجير مدرسة الشرطة واستشهد أكثر من ثلاثين من رجال شرطة أبرياء وكان التفجير عبارة عن حالة فريدة مفزعة عاشها الشعب التشادي؛ لأنها كانت أول مرة نعيش أجواء انتحارية في تاريخنا الحديث.
الدكتور طلحة داود أستاذ القانون بجامعة انجمينا بتشاد
* كيف ترى خريطة الجماعات الإرهابية في تشاد؟
- بشكل رئيس تتواجد جماعة بوكو حرام والجماعات المتشددة بصورة أكبر في الجزء الغربي لجمهورية تشاد، ويرجع ذلك لسببين:
أولًا: أن نيجيريا هي الجارة الملاصقة لنا بالاتجاه الغربي، وهي صاحبة النصيب الأكبر في وجود هذه الجماعات.
ثانيًا: التداخل القبلي العميق في هذه المنطقة (بحيرة تشاد).
* أعلنت بوكو حرام ولاءها لتنظيم داعش، فكيف أثر هذا الإعلان على عملياتها وانضمام الأعضاء لها؟
- أكيد طبعًا تفاجأ أهل المنطقة بإعلان البيعة الأمر الذي أدى مباشرة إلى تطور نوعي في العمليات، وزيادة واضحة في الأماكن، ونسبة الهجوم، كما نتج عن مبايعتهم لداعش ازدياد في قوتهم الاقتصادية والعسكرية.
* كيف يتم تجنيد الشباب في هذه المنظمة؟
- طبعًا هذه الجماعات لها عدة أساليب في التجنيد، لكن أهمها الآتي:
الدين والولاء القبلي والجانب الاقتصادي والثلاثة طبعًا أكاذيب وأضاليل تستخدمها الجماعة .
* ما هو مستقبل هذه الجماعات في ظل الضربات التي توجه لها؟
- أعتقد أنه لا يوجد البتة أي مستقبل لهذه الجماعة بتشاد في ظل الضربات القوية والموجعة التي يضربها له الجيش التشادي الباسل.
وأذكر أن الجيش التشادي عندما تدخل عسكريًّا في نيجيريا والكاميرون كان قاب قوسين من إلقاء القبض على أبوبكر شيكاغو زعيم بوكو حرام. لكنه قد نجا بأعجوبة، مع ذلك أؤكد أن الضربات العسكرية لوحدها لا تفكي لردعهم.
* هل هناك تداخل وعمل مشترك بين بوكو حرام وجماعات العنف بتونس وليبيا؟
- من الطبيعي بعد مبايعة بوكو حرام لتنظيم داعش أن يكون هناك تنسيق بينهم تنظيميًّا؛ لأنهم يتلقون الأوامر والدعم من جهة عليا واحدة. لكن إلى الآن لم يثبت أن هناك مشاركة عسكرية بينهما.
* ما هي الطرق التي يجب اتباعها في رأيك للقضاء على بوكو حرام؟
- بوكو حرام كانت السبب الرئيسي في شل حركة الاقتصاد وارتفاع الأسعار والبطالة؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى تهديد الأمن القومي التشادي، وعليه فنرى أنه يجب القضاء وبتر هذه الجماعة تمامًا وقطع صلتها عن تشاد خاصة وإفريقيا عامة. وعليه فإنه يجب القيام بالآتي:
1- اللحمة الوطنية والوقوف ضد بوكو حرام.
2- العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بين جميع مكونات المجتمع.
3- الاعتناء الخاص بالشباب وتوفير الحاجيات الأساسية لهم.
4- وضع خطة تنموية لإقليم بحيرة تشاد الذي تتواجد فيه بوكو حرام، مع مراعاة الجانب الأمني في تلك المنطقة.
5- على رجال الدين القيام بدورهم بتأكيد أن هذه الجماعة بوكو حرام فكرها ونشاطها مخالف لتعاليم الإسلام الحنيف.
6- على الجيش القيام بدوره على أكمل وجه، وقطع دابر تلك الفئة الخارجة.
* هل هناك أذرع ومنظمات تنتمي للإخوان المسلمين والسلفية الجهادية؟ مثل ماذا، وماذا تعمل؟
- أعتقد أن الجماعات والمذاهب والأيديولوجيات الإسلامية متواجدة في كل الدول المسلمة، لكن بتسميات مختلفة، مع الأخذ في الاعتبار أن لكل دولة خصوصية تميزها عن غيرها.