مجلة البوابة.. "جنود الله في العريش"

الثلاثاء 02/فبراير/2016 - 06:21 م
طباعة مجلة البوابة.. جنود
 
صدر اليوم الاثنين 2 فبراير 2016م العدد 422 من مجلة "البوابة" التي حمل عنوانها الرئيسي: "جنود الله.. في العريش"، والتي تصدر عن مؤسسة المركز العربي للصحافة ويرأس تحريرها الدكتور عبد الرحيم علي، ويرأس التحرير التنفيذي الدكتور محمد الباز.
وتناولت افتتاحية المجلة مقالًا للدكتور عبد الرحيم علي، رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، تحت عنوان، "مرة أخري.. تحية إلي الشهداء"، والذي بدأه بتحية شهداء العريش الذين راحوا ضحية العمليات الإرهابية التي وقعت في سيناء على مدار المرحلة الماضية.
وقال علي: "عندما كتبت الأسبوع الماضي في هذه الزاوية تحية للشهداء، كنت مأخوذًا بوجوه أطفال الشهداء الذين وقفوا إلى جوار الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو يحتفل بعيد الشرطة، لكن يبدو أن أقدارنا تقودنا إلى أن نقف كل يوم نتأمل ملامح شهيد، تطل علينا صورته عبر الشاشات وفى الصفحات الأولى للصحف، الأسبوع الماضي حملت لنا أيامه كلها قصصًا جديدة لشهداء جدد، دفعوا دماءهم ثمنًا من أجل أن نعيش بكرامة.. لا أجد لدى ما أقوله هنا إلا أن أجدد التحية للشهداء". 
جاء في المقال: هذه كلماتي لكم مرة أخرى.. وتحيتى المتجددة التي سأظل أرددها وأضعها بين أيديكم، يا من تهبوننا الحياة وتصنعون لنا المجد وتحفظون لنا الوطن، ارقدوا طيبين. 
وتابع: لا شيء أخطر على مصر من الإرهاب، ولا شيء أبقى لمصر من شهدائها الأبرار الذين يحملون أرواحهم على أكفهم، يقدمونها بنفوس راضية، من أجل أن يبقى هذا الوطن شامخًا مرفوع الرأس. 
وتساءل علي في مقاله: ما الذى تنتظرون أن أقوله لكم؟ هل رأيتم أمهات الشهداء الثكالى، هل رأيتم آباءهم المتعبين، هل رأيتم زوجاتهم الحزانى، هل نظرتم في عيون أبنائهم اليتامى؟ لولا ما قدمه الشهداء من أجلنا لما تخلف في العيون كل هذا الألم. 
وأضاف: إننى أرقب بوجع مواكب الشهداء التى تخرج كل يوم، حاملة معها فلذة من فلذات أكباد هذ الوطن، لا أخلد إلى نومى إلا بعد أن أدعو الله أن يحمى هؤلاء الأبطال الذين جعلوا من حمايتنا رسالتهم السامية، أن يعيدهم إلى بيوتهم سالمين، فكما لدينا أبناء فلديهم أيضًا أبناء، وكما لدينا أحلام نسعى إلى تحقيقها، لديهم أيضًا أحلام يسعون إلى تحقيقها، وكما نخطط لمستقبلنا ومستقبل أولادنا يخططون لذلك أيضًا، الفارق الوحيد أنهم معرّضون فى كل لحظة للموت، من أجل أن نستكمل نحن حياتنا. 
واستكمل مقاله قائلًا: لقد عرفت بعضهم، عشت أيامًا طويلة معهم، رأيت آيات حبهم لهذا الوطن، ولا تزال وجوههم تطاردنى فى أحلامي، أراهم يبتسمون، فقد أدوا ما عليهم لوجه وطنهم وابتغاءً لرضا ربهم، لم يهربوا من المعركة، فضلوا المواجهة، وهم يعرفون أنهم يدفعون حياتهم لما يعتقدون أنه خير وحق وجمال، ولأنهم يعرفون أيضًا أنهم يدفعون حياتهم ثمنًا لأجيال قادمة، من حقها أن تحيا فى وطن آمن مستقر. 
وأضاف: لو كان الأمر بيدي لطلبت من وزير التعليم أن يعد كتابًا فيه قصص شهداء الوطن من الجيش والشرطة، هؤلاء الذين يقفون على ثغورنا الداخلية والخارجية، ويجعل منها كتابًا أساسيًا مقررًا على كل مراحل التعليم، فلا بد أن يعرف كل أطفالنا وشبابنا قصص هؤلاء الأبطال. إنهم نماذج مشرفة، فلا شيء يزن سيرة الشهداء، وأنا لا أقول اقتراحًا فى الفراغ، أجعله من بين سطور مقالي وينتهى الأمر، ولكنى مستعد أن أشارك بالبحث والدراسة لنخرج هذا الكتاب فى صورة تليق بمن قدموا أعظم ما يملكونه وهو أرواحهم. 
ألمح رئيس التحرير، إلي أن المناهج الدراسية ليست كافية، بل أدعو كتاب الدراما، ومنتجي الأعمال الفنية السينمائية والدرامية أن ينتجوا أعمالا عن حياة هؤلاء الشهداء، وقصص استشهادهم، فلا يوجد لدينا أعز ولا أصدق منهم، اجعلوا أولادنا يعرفون القدوة الحقيقية، اجعلوا بناتنا يعلقن صور شهدائنا على صدورهن، فهم فخر لنا جميعًا. 
وقال علي: أعرف أن الدولة لن تترك ثأر هؤلاء، هو ليس ثأر من ماتوا شهداء فقط، ولكنه ثأر الأحياء منا أيضًا، وأعرف أن قواتنا المسلحة وشرطتنا لن يتهاونا فى اجتثاث جذور الإرهاب، فلن ننسى أبدًا أنهم من خططوا لإطفاء فرحة هذا الوطن ونوره، ولن ننسى لهم أبدًا أنهم من خطفوا أرواح أولادنا، لا لشىء إلا لأنهم لا يريدون التفريط فى أرض هذا الوطن، لكن هذا كله لا يكفى، فالشهداء الذين وضعهم الله فى مرتبة الأنبياء والصديقين من حقهم علينا أن نخلدهم فى قلوبنا، ونقدمهم للأجيال القادمة كنماذج من نور، اختارت أن يخبو نورها من أجل أن تستمر الحياة بينا جميعًا 
تابع قائلًا: لا تجعلوا يومًا واحدًا نحتفل فيه بالشهداء، مهما كان اسمه، اجعلوا كل أيامنا أعيادًا للشهداء. إننا فى حاجة لأن نتذكرهم كل يوم وكل لحظة، لأنهم السند الحقيقي الذى يمكن أن تقوم عليه وتستمر حيوية هذا الوطن من الذين يريدون به شرًا، والله يريد له وبه الخير، لا تلتفتوا إلى من يشكك فيما يفعلون، ولا تسمعوا لمن يريد أن يشوه صورة شهدائنا، فهم عندنا أعز وأكرم من أن يقترب لهم أو منهم أحد بسوء. 
واختتم علي مقاله قائلًا: لهؤلاء جميعًا حق علينا، نحن الذين ننعم بما قدموه لنا، دون أن يمنوا علينا بشيء، ودون أن ينتظروا منا جزاءً ولا شكورا، حقهم أن نحفظ لهذا الوطن تماسكه، أن يعمل كل منا من مكانه، على أن يظل هذا الوطن شامخًا راسخًا، فلو فرطنا فيه، فإننا بذلك نقول للشهداء إن دماءكم راحت هدرًا، ما فعلتموه لم ينفع، وساعتها سيحزن الشهداء في جنات ربهم العليا.
وتحت عنوان "جنود الله في العريش"، جاء مقال الدكتور محمد الباز رئيس التحرير التنفيذي، وقال فيه: تجلس فى صالة بيتك أمام شاشة التليفزيون التى تعبث بها، تقلب فى القنوات تبحث عما يدفع بالملل بعيدًا عنك، يأتيك خبر قصير عن استشهاد عدد من الجنود فى العريش بعد استهدافهم من شياطين الإرهاب التى لا تريد أن تهدأ، تتوقف قليلًا أمام الخبر، يهزك النبأ، ثم تتحول عنه إلى قناة أخرى، باحثًا عن تسلية جديدة، تخفف بها عن نفسك عناء ووقع الخبر. 
وأضاف المقال: الروح التى قدمها أصحابها من أجلى ومن أجلك، لا يشعر بها إلا أصحابها، هؤلاء الذين يقفون على خط النار، وهم يعرفون أنهم إلى الموت ماضون، لا يترددون ولا يهربون، ولا تزيدهم الحرب إلا رغبة فى الاستشهاد من أجل الوطن. 
وقال: أسماؤهم تتابع علينا، صورهم تمر من أمامنا، ملامحهم تستوقفنا، يحزن أهلهم عليهم، يتباكى الإعلام عليهم، نغنى من أجلهم، نسعى إلى تخليد ذكرهم، لكن هذا كله لا يمكن أن يوفيهم حقهم، فالنار التى يصدونها عنا ترفعهم إلى مرتبة الأنبياء والصديقين والشهداء. 
تابع الباز: لكل واحد على جبهة القتال أحلام عريضة، طموح يسعى لتحقيقه، أسرة وبيت وأولاد، لكنهم اختاروا أن يكتبوا تاريخهم بألوان المجد الباقى، أو اختارتهم أقدارهم لتكريمهم، وجعلهم أنبل ما خلق الله، فلا أنبل من أن تفدى الآخرين بروحك، وأنت لا تنتظر منهم شيئًا على الإطلاق. 
وأكمل المقال قائلا: هؤلاء الذين تأتينا أخبار صعودهم إلى السماء كل يوم، ليسوا جنود الوطن فقط فى معركة الحرية، بل هم جنود الله فى معركة الحق، يحاول خصومنا أن يوهمونا أنهم يتحدثون باسم الله، وهم أبعد ما يكونون عنه، هؤلاء البسطاء الذين خرجوا من ديارنا للدفاع عن ترابنا، هم إلى الله أقرب، إنهم لا ينافقونه ولا يتاجرون باسمه، حمى الله هو كفيل به، أما حمى الوطن فأبناؤه أولى به، والله يؤيدهم ويقف إلى جوارهم، يده فوق أيديهم، ورحمته تظلل رءوسهم. 
وأضاف: أعرف أن المعركة فى العريش طويلة، ما يجرى على الأرض لا نعرفه على وجه التحديد، ما نقوله لكم هنا، وما يقوله لكم الآخرون لا شىء إلى جوار ما يراه الأبطال على الأرض، الحقيقة لا يعرفها إلا أصحابها، هؤلاء الذين يقفون على الثغور، هناك من يرى أن كل ما يحدث لا يجب أن يقال، لأسباب يرونها ونراها معهم منطقية، لكن هذا لا يمنعنا إطلاقًا أن نقر أن ما يحدث هناك ملحمة وطنية، أصحابها هم الأبطال الحقيقيون فى هذا الزمان. 
اختتم الباز مقاله قائلا: لا يلتفت الشهداء إلى حالة الخواء التى نعيشها، لا يسمعون مناقشاتنا، وصراعنا على اللاشىء، لا يلتفتون إلى الانفلات الذى نعانيه فى كل شىء أخلاقيًا وسياسيًا ودينيًا، يعرفون أنه لا شىء يبقى إلا الصدق، وهؤلاء صدقوا الله ما عاهدوه عليه.. ولذلك فنحن لا نملك إلا تحيتهم.. فهذا كل ما نملكه هنا، كل ما نستطيعه ونقدر على إنجازه، لا يساوى ذرة تراب واحدة يمرون عليها.. فأنتم الأبقى.. ولن يبقى سواكم.
وتناولت المجلة العديد من الأخبار والتقارير المتعلقة بالإسلام السياسي منها، "تنظيم بيت المقدس يستعيد نشاطه بالعبوات الناسفة"، حيث قال التقرير إن الجزء الشرقى من سيناء، وتحديدًا مدينة العريش والشيخ زويد ورفح، باتت هي المنطقة التى اختارها التنظيم الإرهابى لتتركز عناصره فيه، مستعينًا فى ذلك باستخدام العبوات الناسفة لمواجهة قوات الأمن. 
وسط مدينة العريش هو الهدف الأهم للعناصر الإرهابية، والذى من خلاله يستطيعون استهداف الآليات العسكرية والشرطية مستغلين تواجد كثافة سكانية كبيرة، تمكنهم من زراعة العبوات الناسفة فى طريق قوات الأمن، ومن أهم الشوارع المستهدفة طريق ساحل البحر «المساعيد ـ وسط المدينة» والذى شهد أكثر من ١٢ تفجيرًا لعبوة ناسفة خلال ٥ شهور، ونفس الطريق شهد استهداف القضاة الذى راح ضحيته ٣ قضاة خلال العام الماضي، كما شهد أيضا استهداف مقر إقامة القضاة المشرفين على العملية الانتخابية بسيارة مفخخة، واستهداف نادى ضباط الشرطة على ساحل البحر بسيارة مفخخة، وقد خلفت هذه العمليات الإرهابية عددًا كبيرًا من الشهداء والمصابين من الجنود والضباط والقضاة والمدنيين. 
منطقة ميدان جامع النصر وسط مدينة العريش، من المناطق التى شهدت تفجير ثلاث عبوات ناسفة، استهدفت آليات شرطية الشهر الماضي دون وقوع وفيات، وقد تكررت عمليات زرع العبوات الناسفة، لتصل إلى السوق المركزية وسط المدينة وشارع أسيوط، والمنطقة الواقعة بالقرب من مقر النيابة العسكرية.
أما منطقة غرب العريش والتي تقع بين حي المساعيد وكمين الميدان الأمني على مدخل العريش الغربى مسافة ٣٠ كيلومترًا، فمن أكثر المناطق التى تستخدمها العناصر الإرهابية لتنفيذ عملياتهم الإرهابية بالعبوات الناسفة، ففى منطقة ك ١٧ غرب العريش على الطريق الدولى، تم تفجير أكثر من ١٣ عبوة ناسفة تم زرعها أمام الحملات الأمنية فى أوقات متفاوتة، أودت بحياة عشرات من الجنود والضباط خلال الشهور الأخيرة، وتقوم العناصر الإرهابية بزرع العبوات فى فترات الحظر من الواحدة ليلًا، وحتى الخامسة صباحًا، وفى نهار اليوم الثانى يتم تفجير العبوة الناسفة أثناء مرور الآليات الشرطية القادمة من كمين الميدان الأمني. 
منطقة ك ٢٠ وفيها قامت العناصر الإرهابية بزرع عدد من العبوات الناسفة بجانب الطريق لاستهداف المركبات القادمة من كمين الميدان فى طريقها إلى مديرية الأمن، وقد أسفر ذلك عن عدد من الإصابات فى أفراد قوات الأمن. 
وفي تحليل للعميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطنى للدراسات الأمنية، خالد عكاشة يرصد ويوثّق ويحلل "سيناء.. بين مطرقة حماس وسندان المخطط الأمريكي"، قال من ألسنتهم ندينهم، من تهديداتهم الصريحة الواضحة من فوق منصة رابع، عندما أعلن محمد البلتاجي ما لا يمكن لمصري أن ينساه، فما زلنا نعيشه يوميًا، وما زالت الدماء تسيل على رمل سيناء، وما زالت أعداد شهداء الجيش والشرطة فى الارتفاع، وما زالت الجماعات التكفيرية الإرهابية تنفذ تهديد البلتاجى الذى أطلقه من فوق منصة رابعة: «إن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى سيتراجع فيها الجيش - عما وصفه بالانقلاب - وعودة مرسي إلى مهامه.
ولم يتأخر صفوت حجازى وزاد من الشعر بيتا: سنقوم بخطوات تصعيدية غير مسبوقة».. القياديان بالجماعة اللقيطة أعلنا بوضوح لا يقبل الشك أو اللبس، خيانة تجار الأوطان مرتزقة الأديان، وكان الهدف سيناء ورمالها التي ارتوت من دماء حماتها، صقور الجيش والداخلية، ومن قبل سنوات طويلة كانت الدماء المهر الذى دفع من أجل تحرير رمالها فى حروب متتالية من حرب ١٩٦٧ مرورا بحرب الاستنزاف ١٩٦٨ وليس انتهاءً بحرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ فما زالت الحرب تدور رحاها هناك على أرض الفيروز حرب عصابات ومرتزقة ضد الشعب المصرى كله وخياره الذى دافع عنه بخروجه فى ٣٠ يونيه، وهل لنا أن ننسى تلك المشاهد التاريخية المتتابعة، بدءًا بالأسرى المصريين الذين أجبرهم جيش الدفاع الإسرائيلي على حفر قبرهم الجماعي، هل يمكن أن ننسى مشهدًا مشابهًا وطابورًا طويلًا من المجندين المصريين، وأيديهم مقيدة خلف ظهورهم ورصاصات الغدر والخيانة أتتهم من خلف، على أيدى أدعياء حماة العقيدة المتاجرين بالله ودينه، سواء من مرتزقة حماس، أو من يدعون أنصار بيت المقدس وخرافة تحرير القدس بقتل الجنود المصريين.
سيناء التى سعى المخلوع محمد مرسى، مندوب مكتب الإرشاد فى القصر الجمهوري، لشراء كرسي حكم مصر مقابل مبادلتها فى صفقة قذرة رخيصة بينه وبين الأمريكان والصهاينة، وهو ما كشفته مطالب الكونجرس الأمريكي من الرئيس أوباما باسترداد مبلغ ٨ مليارات دولار استلمها خيرت الشاطر دعمًا لجماعة الإخوان المسلمين مقابل تسليم ٤٠٪ من مساحة سيناء للفلسطينيين التابعين لأعضاء حماس، والذى عرف بمشروع غزة الكبرى، ولما أصبح خيرت وأعوانه خارج السلطة أصبح أوباما فى ورطة لعدم إتمام الصفقة وهذا هو الحرج الأساسي فى موقف أوباما الذى أثار حفيظة أعضاء الكونجرس فى جلسة انعقاده خلال شهر يوليو ٢٠١٣ الوثيقة المتفق عليها والمُوقع عليها كل من المعزول مرسى ونائب المرشد العام خيرت الشاطر ومستشار الرئيس للشئون الخارجية عصام الحداد.
وفى كتابه الأحدث «سيناء.. أرض المقدس والمحرم» والصادر عن دار نهضة مصر، يكشف الخبير الاستراتيجي خالد عكاشة عن تفاصيل تلك الصفقة القذرة، فى الفصل المعنون «المعركة المنسية ورسائل الرمال»، وفيه وصف تفصيلي لما تم فى سيناء مساء يوم ٢٨ يناير ٢٠١١م (جمعة الغضب) من أحداث، وتفصيلات اجتياح واحتلال ميليشيات مسلحة لمنطقة رفح والشيخ زويد وما بعدها من توجه بعضها للمشاركة فى اقتحام سجنى وادى النطرون وأبو زعبل وعمليات تفجير خط الغاز الموجود بسيناء والمتجه لإسرائيل كأول شكل للعمليات الإرهابية بعد ثورة يناير منذ بدايتها وحتى الآن.
تلك الحرب القذرة التى بدأت حسب شهادة المقدم أحمد جلال الدين إبراهيم، ضابط التنفيذ بسجن أبو زعبل سابقا، أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية برئاسة المستشار خالد محجوب. والتي أكد فيها جلال الدين، نفس شهادة اللواء عصام القوصي مأمور سجن وادى النطرون وقت أحداث الاقتحام، وقال إنها نفس الكيفية ونفس الطريقة التى تم بها اقتحام سجن أبو زعبل والمرج، وكذلك نفس الأسلوب. قال جلال فى شهادته: «بتاريخ ٢٩ يناير ٢٠١١ «الساعة ٢ ظهرا فوجئنا بمجموعة من الأعراب الملثمين والمدججين بالأسلحة ومعهم سيارات ربع نقل وأسلحة نارية وجرينوف، حيث قاموا بإطلاق النيران الكثيفة على منطقة سجون أبو زعبل، وقامت القوات لدينا بالتعامل معهم حتى نفاد الذخيرة ونتج عن ذلك اقتحام السجن وتهريب جميع المسجونين الجنائيين والسياسيين، وقمت بتحرير محضر لذلك رقم ١٠٥٠ لسنة ٢٠١١ إداري الخانكة».
وتناولت المجلة تقريرًا تحت عنوان "المعركة المنسية".. مؤامرة الإخوان وحماس لاحتلال إسرائيل".." منطقة شرق العريش.. هكذا يطلق أهالى سيناء على المنطقة التى تبدأ من نهاية حدود مدينة العريش الشرقية وحتى الشريط الحدودي الفاصل ما بين مصر وقطاع غزة فى جزء منه، وبين إسرائيل فى جزء آخر منه، وتقع فى هذه المنطقة مدينتان على ساحل البحر الأبيض المتوسط هما الشيخ زويد ورفح، ويمر خلالهما الطريق الدولى الساحلي القادم من أقصى الغرب بداية من ضفة قناة السويس الشرقية مرورا بالعريش ممتدا حتى بوابة رفح الحدودية، ومن خلف المدينتين ظهير صحراوي مفتوح وممتد حتى يصل إلى وسط سيناء فى منطقة المضايق، ويضم هذا الظهير الصحراوي مجموعة متناثرة وصغيرة من القرى البدوية، ومجموعة أهم من النقاط الحاكمة لتلك المنطقة مثل الجورة وجبل الحلاق والقصيمة والحسنة.
وذكرت المجلة، علاقة حركة حماس بجماعة الإخوان المسلمين: أمكن من خلال معلومات مصادرنا السرية، والتي أكدتها تحرياتنا الدقيقة، قيام قيادات جماعة الإخوان بإجراء تنسيق واسع النطاق مع حركة حماس، خلال فترة ما قبل ثورة ٢٥ يناير باعتبارها جناحًا من أجنحة التنظيم الإخوانى لدعم ومساندة الجماعة على الصعيد العسكري داخل البلاد، حيث أمكن رصد العديد من تلك الاتصالات وذلك على النحو التالي:
- قيام قيادات التنظيم الإخوانى عام ٢٠٠٨م بالتنسيق مع قيادات حركة حماس وحزب الله، لتشكيل بؤر تنظيمية إرهابية تضم عناصر تعتنق فكر جماعة الإخوان، وإخضاعهم لبرنامج فكرى وعسكري وحركي لتنفيذ ما يكلفون به من مهام عدائية، واستخدامهم أسماء حركية فى تحركاتهم من خلال دفعهم للتسلل عبر الخط الحدودي برفح، لتلقي تدريبات عسكرية بمعرفة عناصر حركة حماس تمهيدا لدفعهم لإحداث الفوضى والتغيير بالبلاد.
- توجه الإخوان «حازم محمد فاروق عبدالخالق منصور» - مواليد ١٧/١/١٩٦٥ - طبيب يقيم ٤ شارع المستوصف/ الساحل/ القاهرة، لحضور اجتماعات منتدى بيروت العالمي للمقاومة ومناهضة الإمبريالية، والذى عقد فى الفترة من ١٩:١٦ فبراير ٢٠٠٩م التقى خلاله بالفلسطيني المكنى أبو هشام «مسئول اللجان بحركة حماس بدولة لبنان»، حيث أكد الفلسطيني خلال اللقاء أن الموقف السياسي المصرى أصبح غير محتمل، وأوصى بضرورة تحرك جماعة الإخوان فى مصر لإسقاط النظام باعتباره أصبح يمثل تهديدا لبقاء الجماعة فى مصر وروافدها فى الخارج، وأن حركة حماس على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم اللازم للجماعة حال اتخاذها قرارا بقلب نظام الحكم والاستيلاء على السلطة، مؤكدا أن الشعب المصرى فى النهاية سوف يخضع لمن يمتلك زمام الأمور والحكم، على غرار ما تم فى قطاع غزة من سيطرة حماس على حكم القطاع، حيث أشار الفلسطيني المذكور إلى وجود تنسيق بين حركة حماس وحزب الله اللبناني فيما يتعلق بالتدريب العسكري، وأن المسئول العسكري فى ذلك الوقت عماد مغنية «تم اغتياله فى سوريا» كان يتولى الإشراف على تدريب عناصر حركة حماس فى معسكرات حزب الله، فضلا عن التعاون القائم بينهما بشأن استخدام التكنولوجيا الحديثة فى تأمين الأشخاص والهيئات، وقيام قيادة حزب الله بلبنان بوضع مكاتب الحركة ببيروت داخل الدائرة الأمنية الأولى للحزب لضمان عدم تعرضها لعمليات عدائية.
وفي تقرير آخر عن الأوضاع الخارجية، بعنوان "مفاوضات جنيف للسلام"، جاء إعلان المبعوث الدولى استيفان دي ميستورا إلى دمشق بانطلاق مفاوضات جنيف ٣ يوم التاسع والعشرين من شهر يناير الماضي، بعد مخاض عسير والتي ستستمر لمدة ستة أشهر غير متصلة فى محادثات غير مباشرة وعبر الغرف المنفصلة والمغلقة، إلا أن الجميع فى جنيف لم يتفاجأ بقرار إعلان وفد المعارضة السوري الرئيسي فى المفاوضات عدم المشاركة فى جنيف إلا بعد إقرار «دي ميستورا» بتنفيذ قرارات مجلس الأمن ٢٢٥٤ وخاصة بالفقرتين ١٢ و١٣ وإزالة العقبات الممثلة فى ضرورة وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن البلدات المحاصرة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وهو ما أكده جورج صابرا نائب رئيس وفد المفاوضات العليا للمعارضة عن «قائمة الرياض» بما يؤشر بأنه لن تكون هناك مفاوضات، وأن ما يجرى فى جنيف حاليا هي مفاوضات النظام مع النظام، فى إشارة إلى قائمة روسيا للمعارضة.
وفي مفاوضات "جنيف ٣" جاء مباحثات فى غرف منفصلة ومغلقة «لتقريب» وجهات النظر، وبالرغم مما خيم على مفاوضات جنيف من بلبلة بشأن عدم حضور وفد المعارضة السوري الرئيسي فإن الأزمة السورية ستراوح مكانها لفترة ليست بالقصيرة، بل قد تمتد إلى بداية عام ٢٠١٧ انتظارا لرحيل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، بما يؤشر لخروج الرئيس بشار الأسد من دائرة الصراع الدولى وبقائه فى السلطة بقرار دولى «مدعوم من روسيا وإيران» لاعتبارات جديدة طرأت على الواقع الجغرافى والعسكرى فى سوريا باستعادة النظام مساحات شاسعة من الأراضى باعتراف وزير الخارجية الخارجية سيرجى لافروف، مؤخرا بقوله «إن تدخل الجيش الروسى فى سوريا منذ نهاية سبتمبر الماضى» ساهم فى قلب  الموازين والوضع فى البلاد بتقليص مساحة الأراضى التى يسيطر عليها الإرهابيون»، نافيا فى الوقت ذاته أن موسكو لم تطلب من الأسد التنحى ولم تعرض عليه اللجوء السياسى فى ظل اعتراف دولى باستمرار النظام السورى على المدى البعيد ولما بعد المرحلة الانتقالية بهدف التوصل إلى حل سياسى للأزمة حتى الآن، دون الوصول إلى اتفاقات محددة توافق عليها كافة أطراف الصراع المحلى والإقليمى والدولى. 
- الأسد والخيارات الصعبة،  استطاع النظام السورى من جانبه على مدى السنوات الخمس المنصرمة تحقيق نجاح غير مسبوق، بوضع المجتمع الدولى أمام خيارات صعبة أبعدت الأسد عن مسألة الخروج من السلطة.. بل أجبرت المجتمع الدولى على التعامل معه انطلاقا من تفضيل الغرب محاربته كافة التنظيمات الإرهابية المسلحة من تنظيم داعش وجبهة النصرة على الأراضى السورية التى تهدد أمن أوروبا عوضا عن فكرة إقصاء الأسد عن السلطة مستقبلا.
ويرى مراقبون أن النظام السورى سيستثمر ما حققه من نجاحات على الأرض باستعادته مساحات من الأراضى الاستراتيجية التى ساهمت فى اتساع مساحة الأمان فى عدد من المدن الرئيسية كحلب وحمص، علاوة على العاصمة دمشق بما سيدعم موقفه  العسكرى والتفاوضي وإصراره على إغراق محادثات جنيف فى تفاصيل التفاصيل، وفقا لمقولة وزير الخارجية السورى وليد المعلم، بما يشير إلى أن تلك المحادثات لن تنتج «سوى طحين من الحصى»، بما يؤكد عدم رضا النظام باتباع سياسة  المراوغة والالتفاف والتلكؤ والمماطلة واستغلال جملة التناقضات بين مختلف أطياف المعارضة، وهو ما أكده العديد من المعارضين السوريين بإعرابهم عن عدم تفاؤلهم بإمكانية إحراز محادثات جنيف أى اختراق يفضى إلى تسوية سياسية للأزمة السورية.
وقُبيل  انطلاق محادثات جنيف ٣  بين «النظام ومعارضيه» ومن خلال الصورة الإجمالية التى رافقت عمليات التحضير لها وإبداء الجانب الروسى اعتراضه على وفد المعارضة، وتهديد الولايات المتحدة من جانبها للهيئة العليا للمفاوضات للمعارضة، إما بالحضور أو فقدان الدعم من قبل ما يسمى «أصدقاء سوريا» ودون شروط مسبقة، فإن المحادثات التى تجرى منذ يوم الجمعة الماضى ربما تتعرض لخطر الانهيار أو التجمد، ربما بسبب إقصاء فصيل من فصائل المعارضة أو عدم تمكن أي فصيل من الوصول إلى جنيف أو قبول أو رفض بعض من شروط المحادثات التى جرى الاتفاق عليها سلفا، سواء من قبل مجلس الأمن أو من قبل  أطياف المعارضة، سواء «قائمة الرياض» أو «قائمة دمشق» أو «قائمة موسكو»  إلا أن المؤكد وفقا لمراقبين أن روسيا وأمريكا وأطرافا إقليمية لا تريد للصراع فى سوريا أن ينتهى.. وأن تستمر المفاوضات بلا طائل وكأنها محطة من محطات إدامة الصراع وإطالته لتبقى الضحية الوحيدة هى الشعب السورى.
واختتمت المجلة بـ"أوباما..  والإطاحة بالأسد"، وقال:  يخطئ من يظن أن الآلام والدماء السورية التى أريقت على مدى عمر الأزمة يمكن أن تدفع أوباما وقادة العالم للإطاحة بالرئيس الأسد لصالح، فيبدو أن إدارة الرئيس باراك أوباما قد نفضت يدها من جملة القضايا والمشاكل الدولية الملتهبة فى العديد من مناطق الصراع فى العالم وخاصة الصراع على سوريا دون أن تقديم أي بصيص أمل للمساهمة فى رفع الآلام عن الشعب السوري، وما يتعرض له من دمار على أيدي التنظيمات الإرهابية من قبل الجماعات المتطرفة.

شارك