البرلمان السوري يوجه رسالة لواشنطن وروسيا: "أمريكا تشعل النار"

الخميس 18/سبتمبر/2014 - 09:54 ص
طباعة البرلمان السوري يوجه
 
يوم واحد مرّ على مناقشة  الكونجرس الأمريكي لمشروع قرار يعطي الرئيس باراك أوباما الموافقة على تسليح وتدريب المعارضين السوريين الذين يواجهون متشددي "الدولة الإسلامية" والحكومة السورية معا.
بشار الأسد
بشار الأسد
بعد هذا التحرك الأمريكي الأوروبي بمباركة من دول المنطقة على رأسهم السعودية وقطر- أرسلت دمشق رسالة من البرلمان السوري إلى واشنطن قالت فيها: إن المعارضة "المعتدلة" التي وعدت واشنطن بمساعدتها وتدريبها لا تختلف عن تنظيم "الدولة الإسلامية"، وإنها "باعت صحفيّين اثنين أبرياء لتنظيم "الدولة الإسلامية" ليقطع رأسيهما. 
ويبدو أن القيادة السورية المدعومة من إيران استفزها موقف السعودية الداعم لقرارات الكونجرس الأمريكي الذي يرى في بشار الأسد إرهابيا مثله مثل تنظيم دولة الخلافة "داعش"، فهاجمت الرسالة المملكة  السعودية واتهمتها برعاية ما أسمته المدارس التي تنشر أيديولوجية الكراهية والتكفير، وأضافت الرسالة أن السعودية هي التي خرجت بتيارها السلفي الوهابي جميع "الإرهابيين" الضالعين في تفجيرات 11 سبتمبر،  وبوسطن، وقطع رأسي الصحفيين الأمريكيين. 
محمد جهاد اللحام
محمد جهاد اللحام
لم تكن هذه الرسالة الأولى من نوعها التي يوجهها البرلمان السوري الى الدول الغربية، التي يسعى طوال الوقت إلى كسب جزء من ودهم مثل روسيا، وسبقت هذه الرسالة حوالي ثلاث رسائل وجهت إلى فرنسا وبريطانيا وأمريكا، ففي سبتمبر 2013 أرسل رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، رسالة إلى رئيس مجلس النواب الأمريكي، جون بوينر، دعا فيها أعضاء الكونجرس إلى عدم منح تفويض للرئيس باراك أوباما، لتوجيه ضربة عسكرية إلى سوريا.
وقال اللحام في رسالته بأنه على ضوء الجدل الحاسم بشأن احتمال وقوع هجوم عسكري أمريكي على بلادنا، فمن الأهمية بمكان أن تعمم هذه الرسالة المرفقة على الفور على كل عضو في الكونجرس، قبل بدء مناقشة هذا الهجوم، كما طلب قراءة الرسالة خلال افتتاح المناقشات، وإدخالها ضمن السجلات الخاصة للمجلس.
وقد سبقت هذه الرسالة لمجلس النواب الأمريكي، رسالة أخرى لمجلس العموم البريطاني بنفس الشأن، والذي صوت أواخر أغسطس 2013 برفض مشاركة بريطانيا في عمل عسكري محتمل ضد سوريا، ودعا نواب الكونجرس إلى اتباع نهج مماثل.
رسالة ثالثة وجهها أعضاء مجلس الشعب السوري رسالة إلى نظرائهم الفرنسيين بطلب التصويت ضد العملية العسكرية على سوريا، وحذر نواب مجلس الشعب السوريون في رسالتهم من "العواقب التي لا يمكن إصلاحها جراء العدوان العسكري".
واقترحوا في هذه الرسالة على الفرنسيين "توجيه وفد إلى سوريا لتقييم الأوضاع على أرض الواقع".
فيتالي تشوركين
فيتالي تشوركين
يبدو هنا أن الحكومة السورية تستشعر الخطر من توجيه ضربات تستهدف قوات النظام كما ستستهدف داعش أيضا، وهذا الأمر الذي لن تقبل به روسيا حليفة دمشق، والتي صرح سفيرها لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أمام صحفيين خلال حفل استقبال لدى البعثة الروسية أن الأمريكيين "يحركون الأمور في اتجاههم ويبقون النار مشتعلة بدلا من القيام بمبادرة سياسية".
وحاولت روسيا إظهار الحكومة السورية بصورة المتعاون والتي يجب أن يتم معها مفاوضات بدلا من معاداتها، فقالت روسيا الأسبوع الماضي: إن الحكومة السورية وافقت على فتح المعابر وصرح السفير الروسي فيتالي تشوركين بأن الحكومة السورية وافقت على تقليص الإجراءات البيروقراطية التي تؤخر قوافل المساعدات.
ويبدو هنا أن قرار الكونجرس ينبئ ببداية جولة صراع جديدة بين الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جهة وبين روسيا وإيران وحلفائهم من جهة أخرى، لكن هذه الجولة ستختلف عن الجولات السابقة، حيث إن جميع الأطراف كلها مضطرة للتحالف بشكل أو بآخر لمواجهة داعش.

شارك