مجلة البوابة: صراع الإخوان.. تحديات "داعش".. وتجديد الخطاب الديني

الإثنين 08/فبراير/2016 - 09:43 م
طباعة مجلة البوابة: صراع
 
تقدم مجلة البوابة في عددها الصادر الاثنين 8 فبراير 2016، مجموعةً من العناوين المرتبطة بجماعات الاسلام السياسي وفي القلب منها تنظيم الدولة في العراق والشام "داعش" وكذلك الفرعي المصري لها "ولاية سيناء" ومحادثات جينيف "3" الخاصة بالوضع في سوريا، كما تناولت محطة مهمة من محطات أزمة جماعة الإخوان الإرهابية وحليفها التركي، وكذلك موضوعا عن الأزهر ورسالته في حفظ كتاب الله، وموقف الدعوة السلفية من تجديد الخطاب الديني.

صراعات الإخوان

تحت هذا العنوان تناولت المجلة طبيعة الصراعات الإخوانية حيث امتدت صراعات جماعة الإخوان الدائرة منذ ٦ أشهر، بين محمود عزت، نائب المرشد، ومحمد كمال، مسئول اللجان النوعية، إلى خارج التنظيم، لتصل إلى حلفائه من الجماعة الإسلامية، الهاربين في تركيا، بسبب خلافات مالية، كشف عنها مصدر موثوق لـ«البوابة»، في الوقت الذي أعلن فيه التنظيم رفضه للمبادرة التي أطلقها الدكتور محمد محسوب، القيادي بحزب «الوسط»، التي سماها «إصلاح الحياة السياسية في مصر".
وتلقى تنظيم «الإخوان» ضربة جديدة، بإعلان 15 شخصًا، على رأسهم عمرو دراج، استقالاتهم مما يسمى «المجلس الثورى»، ليتبادل المستقيلون والمستمرون الاتهامات بشأن التمويلات التي كانت تضخها الجماعة في المجلس الذي أنشأته، قبل أن تتوقف بسبب الأزمة المالية التي عصفت بالتنظيم وتسببت في إغلاق قنواته، ما أدى إلى وقف دفع مرتبات ومكافآت الأعضاء.
وفى الوقت نفسه، تعالت النبرة الخلافية داخل صفوف مناصرى الجماعة، إذ أكدوا أن أي مبادرة توجه للأطراف السياسية في هذه المرحلة هي من قبيل العبث السياسي، وأن تجاهل الرئيس المعزول، محمد مرسي، يعد عملًا مشينًا لا يتفق مع قيمة وقدر الشرعية، ويعد إساءة للشعب واختياراته، بل واستهانة كبرى بالمسار الديمقراطى، في إشارة منهم إلى مبادرة «محسوب»

داعش وولاية سيناء

حيث توعد تنظيم داعش الإرهابي موقع «تويتر» بالسطو عليه، وإجراء عمليات "هكر" جماعية، كرد فعل انتقامي، كخطوة أولى لعملية «سطو كاملة» على موقع «تويتر»، والسيطرة عليه، طبقًا لتهديدات التنظيم، في إطار سياسة محاربة التنظيم الإرهابي «داعش» عبر الفضاء الإلكتروني، التي تبنتها شركة تويتر الأمريكية، وتقوم على إثرها بمحاصرة التنظيم يوميًا، وإغلاق مئات الحسابات التابعة له، حيث وصل عدد الحسابات المغلقة خلال الأيام الماضية إلى ١٠ آلاف حساب.
وقالت قناة «دابق اليقين» التابعة للتنظيم عبر التليجرام، على الرغم من إعلان تويتر إغلاق ١٢٥ ألف حساب، وقبل أيام ١٠ آلاف حساب، بالمقابل تم اختراق ٥٤ ألف حساب، ثم ٣٧٠ ألف حساب، وغيرها كثير، ولن نحتسب عدد الحسابات التي تخترق عند كل دخول لمجموعة «سايبر خلافة»، لأنهم لا يقومون بالعد. وأضافت «نحن لا نريد اختراق الحسابات، الآن نحن سنأخذ الموقع بالكامل يا (عباد الصليب)»، على حد تعبيرهم.
وعلى صعيد آخر نشرت المجلة موضوعًا عن نشر تنظيم «داعش» الإرهابي صورا لتدريبات دفعة جديدة من مقاتليه في معسكر «أبوحمزة المصري» وكتيبة «أبو تراب الأنصاري»، والذي تمت تسمية الكتيبة على اسمه، وهو أحد قيادات التنظيم الإرهابي ممن خاضوا معارك كبيرة في العراق، قبل مقتله في منطقة الصقلاوية بالفلوجة.
وأن التنظيم الإرهابى يسعى من خلال العناصر المصرية التي تم تجنيدها وتدريبها في معسكراته، لتنفيذ عمليات داخل الحدود المصرية، خاصة المناطق الحدودية مثل السلوم والواحات البحرية، التي نفذ التنظيم فيها عمليات له، قبل أن تجهض قوات الأمن العديد منها هناك.

محادثات جنيف

يؤكد الأستاذ سعيد محمد أحمد أن عمق الخلافات بين الأطراف في تجاه سوريا هو السبب في فشل "جينيف 3" من أول جولة حيث قال " حقا لم يكن فشل المفاوضات مفاجئا حتى لمنسق المفاوضات ستيفان دى ميستورا الذي أعلن في تصريحات سبقت انعقاد الجولة الأولى لمفاوضات جنيف بقوله «إن المفاوضات قد تنهار في أي لحظة»، ليعيد تأكيده مجددا بإعلانه تجميد محادثات جنيف إلى ٢٥ فبراير الجاري وتعليقها بشكل مؤقت.. وهو أمر متوقع لرفض النظام السوري إقران المباحثات بمبادرات على الأرض مع انسحاب وفد المعارضة السورية من المفاوضات وإعلان عدم عودته مرة أخرى إلا بعد الالتزام بقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن البلدات المحاصرة وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية، والإفراج عن المعتقلين، وهو أمر محل تفاصيل تراها دمشق أنها تحتاج إلى إيضاحات كثيرة، لتبقى مفاوضات جنيف مفاوضات من أجل التفاوض وإهدار الوقت على حساب دماء السوريين.
فيما اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، في تصريحات مؤخرا، أن تكثيف الضربات الجوية المفاجئة في سوريا هي التي علقت المحادثات السورية في جنيف، وأن توقف المحادثات المؤقت يعكس عمق الاختلافات بين الأطراف. 
وأكد دى ميستورا أن محادثات جنيف هي آخر أمل لسوريا والسوريين، معربا في الوقت ذاته عن الأمل في تحقيق انفراجة تخفف من معاناة الشعب السوري، بما يؤكد أن هناك حاجة لمزيد من العمل من جميع الأطراف، مؤكدا أن المجتمع الدولى ليس مستعدا لإجراء محادثات من أجل المحادثات، وهو قول مشكوك فيه، نتيجة التداخل الكبير من قبل الدول الكبرى وتأثيرها على سير المباحثات. 
وحذر دى ميستورا من أن الانهيار الكامل للمحادثات «محتمل دوما»، وأنه يجب على الجميع ضمان عدم فشله، وهو أمر صعب التحكم في أدواته ونتائجه، إلا أن إشارة دى ميستورا عقب اجتماعه بالهيئة العليا للمفاوضات التي أعلنت انسحابها من المفاوضات وعدم العودة، قال إنه اقترح بشكل مفاجئ «وقفا مؤقتا للنار» في مواجهة رفض وفد النظام إقران المباحثات بمبادرات على الأرض، فيما وصف مراقبون ومفاوضون أن الجولة الأولى أقرب إلى المشاورات منها إلى عملية تفاوض حقيقية."

الأزهر والدعوة السلفية وتجديد الخطاب الديني

وحول اتهامات الأزهر  بتدريس الجهاد في المدارس جاء رد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، الذي أوضح خلال كلمته في افتتاح الدورة الثانية لتجديد الخطاب الديني بالجامع الأزهر، أن هناك فرقًا بين من يدعو للتفكر في كتاب الله، وبين من يطالب الناس بحذف آيات من كتاب الله توارد عليها السابقون عبر العصور، وأجمعوا على أن كتاب الله من أوله لآخره بحروفه وسكناته وحركاته من عند الله، ثم يأتي هؤلاء يطالبون بحذف بعض الآيات فإن لم يحذفها الأزهر فهو ليس مجددا، إذا كان الأمر كذلك، فالأزهر بهذا المعنى يعلن أنه سيقف سدًا منيعًا أمام هذا التجديد المزعوم، وسيقطع كل يد تمتد إليه، هذا هو الأزهر ورسالته حفظ كتاب الله، فماذا لو حذفنا آيات الجهاد من كتاب الله مثلا فجاءنا الغزاة من كل حدب وصوب، ولجأنا إلى كتاب الله نستشهد به ضد هؤلاء، فما وجدنا فيه إلا قوله تعالى: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين»، هل من التجديد أن نخرج للغزاة بالورود والزغاريد؟
وأضاف: حين يأتي بعض المدعين بنص في كتاب لا يدرس في معاهد الأزهر الشريف، ويزعمون كذبًا وافتراء أنه هو الكتاب الذي يدرسه الطلاب في الأزهر، ثم يجتزئون فقرة، ويقولون هكذا يعلم الأزهر أبناءه أن الجهاد فرض على كل حر بالغ عاقل قادر على حمل السلاح، أليس هذا ما يفعله داعش وغيره، حيث يعلمون الأطفال أن الجهاد فرض عين، قائلا: «هل رأيت العبارة وموردها ومتى قيلت، هل سمعت عن التتار حين جاءوا ليأكلوا اليابس والأخضر، هل سمعت عن التراث الذي ألقى في النهر، هل سمعت عن بطون النساء التي بقرت، والأطفال الذين قتلوا إذا كان هذا ثابتًا تاريخيًا؟ أفلا يكون الجهاد فرض عين على كل مسلم ومسلمة وطفل وكبير وشيخ وكل من كان قادرا على فعل شيء؟". 
وشدد وكيل الأزهر على أن النص النبوي، جاء في كثير من المواضع مظنون الدلالة؛ حتى يحتمل معاودة الاجتهاد، وحتى يستنبط منه العلماء أكثر من حكم في المسألة الواحدة، وكل هذا تيسير على الناس، فالتجديد لا يحتاج إلى استدلال أو إلى بيان ولا يحتاج إلى أن يختلف الناس حوله ولا يحتاج إلى أن يتهم الناس الأزهر وعلماءه بأنهم ليسوا من المجددين أو من غير القادرين على التجديد، فمن الذي يجدد إن كان علماء الأزهر غير قادرين على تجديد الفكر الديني؟، متسائلا: «هل الذي يجدد هم هؤلاء الذين ينامون النهار ويخرجون على الناس ليلا يخربون الدين ويقولون كلامًا ما أنزل الله به من سلطان، هل التجديد هو أن نسمع أن هناك آيات في كتاب الله لا تناسب هذا الزمان، وأننا بحاجة إلى حذفها، هل هذا فكر يواجه بالفكر؟».
وعلى صعيد اخر وفي نفس الملف "محطة مصر" تناولت المجلة رأي الدعوة السلفية في مشروع تجديد الخطاب الديني الذي قامت المؤسسات الدينية في مصر بعقد الكثير من الندوات حوله تلبية لدعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث هاجمت الدعوة السلفية مشروع تجيد الخطاب الديني معتبرة انه حق اريد به باطل حيث قال مصطفى خطاب القيادي في الدعوة السلفية ان مصطلح تجديد الخطاب الديني صناعة امريكية ظهر عقب 11 سبتمبر بهدف تمييع وتغيير بعض المفاهيم والقضايا الاسلامية مثل الجهاد والولاء والبراء وهي التي اعتبرتها امريكا قضايا خطرة على العالم.

شارك