في حوار لها لبوابة الحركات.. سوزان أويف: اليهود المجددون حطموا كل أساليب التشدد الديني
الإثنين 15/فبراير/2016 - 04:58 م
طباعة
في سانت لويس بولاية ميسوري الأمريكية التقيت بالحاخامة سوزان أويف وهي ترأس معبد لطائفة المجددين الذين لا يلتزمون بالتقاليد اليهودية الصارمة في حفظ يوم السبت أو أكل الخنازير، بل ويوافقون على تزويج المثليين؛ لذلك كان هذا الحوار الصادم مع سوزان:
نص الحوار:
* في البداية كيف وصل الفكر اليهودي لدرجة وجود امرأة في منصب رجل دين؟
- منذ حركة الإصلاح والتنوير في القرن الـ18 ثارت عدة أسئلة حول ترجمة المعاني الحقيقية للتوراة. وبدأت الأفكار الحديثة تتسلل للفكر اليهودي كنتيجة لحركة التنوير وتحرير المرأة؛ حيث حصلت المرأة على حق التصويت المرأة، وانشغل العالم بالمرأة وفهمها وحقوقها، ودارت أسئلة ومجادلات كصدى لذلك في فهم بعض الأمور، مثل الزواج والطلاق والميراث وحق المرأة في الصلاة . أي أن الفكر العلماني كان له تأثيره على الفكر الديني، وحركة الإصلاح البروتستانتي أثرت أيضًا على الفكر اليهودي فأصبح هناك مجددون، وهناك حيث انتشرت في ألمانيا بشكل كبير أفكار الإصلاح البروتستانتية وتطورها؛ أصبحت هناك أول امرأة يهودية تطالب بحقها في منصب رجل الدين وهي "ريجانا جونس" التي قتلت في الهولو كست ولكن الناس ذكروها واقتدوا في مطالبها وقالوا: حصلنا على حقوقنا في العالم العلماني، ونطلب حقوقنا في العالم الديني، وفي المسيحية أصبحت هناك قسيسة في عام 1772، ومع توالي حركات الإصلاح مع اليهود النازحين لأمريكا قام المجددون برسامة حاخامة، ثم وافق المحافظون على وجود نساء حاخامات، لكن تخدم في الحي بين النساء ولا تخدم في المعبد.
* وما هو الأساس الديني الذي بررت به طائفة المجددين رسامة المرأة حاخام؟
- هناك إجابة روحانية أن الله خلق الرجل والمرأة متساويين، ولكن حدث شيء فصل بينهما، والإيمان السليم يتمثل في عودة الالتصاق بين الرجل والمرأة، وتكون بينهما شراكة ومساواة تامة، وفي القرن السادس عشر بدأ هذا الفكر ينتشر ليرجع آدم وحواء لصورة الخليقة الأولى.
* لكن نحن نعرف أن هناك صلاة كان يقولها الرجل اليهودي كل صباح وهي "أشكرك ياالله لأنك لم تخلقني عبدًا ولا امرأة "؟
- هذا أمر مرتبط بتراث قديم انتهي تقريبا من العالم .فمنذ القرن السادس عشر والمراة بدات تدرس التوراة وتعلمها وتشرحها واصبحت الآن تقود الصلاة لا ان تصلي فقط هناك حاخامات في أمريكا وبولندا وألمانيا ودول عديدة.
* وهل تحوي المعابد التابعة لطائفتكم اختلافات عن المعابد اليهودية الأخرى؟
- الصلاة هي كما هي متفق عليها، ونحن نضيف اللغة الإنجليزية والموسيقى، عندي طبلة وجيتار، واليهود الأرثوذكس وهم أقرب إلى السُّنة عند المسلمين لا يضيفون شيئًا، وأريد أن أقول: إن نظام الصلاة في المعابد اليهودية الحالية وضعه يهودي عراقي في أوائل القرن التاسع عشر يُدعى "سادي هاجون"، وكان ممنوعًا كتابة الصلاة؛ لأن الفكرة وقتها كانت تقول: إذا تعلم الناس الصلاة لن يقوم الحاخامات بدور. وتحدى الإصلاحيون ذلك وبدأت كتابة الصلاة في العراق.
* وكيف واجهتي الحرب المناهضة لوجودك؟
- ببطء تسللت للمجتمع وأصبح على اليهود المتشددين أن يبحثوا عن مكان لي، فقد أصبح لدي مجموعة كبيرة من الأتباع، وهنا في أمريكا الحكومة لا تمول المعابد أو الكنائس أو المساجد، ولكن الأعضاء والمترددين عليها هم من يفعلون ذلك؛ لهذا أصبح وجودي حقيقيًّا وقويًّا ومدعومًا، فقدم البيت الأبيض دعوة لي لحضور لقاء أوباما مع الحاخامات وكنت أول حاخامة تقدم لها دعوة رسمية، وكان بين الحضور حاخامات متشددين قدمت لهم الاحترام، ولم أقلل أو أنفر منهم. أنا قوية بأتباعي. وتحدثت في اللقاء وكان بجواري نتانياهو وقلتها صراحة: "لن تحصل إسرئيل على أمنها إلا بتحقيق العدالة للفلسطينيين.
* وبالنسبة للغة العربية هل تستخدميهنا في الصلاة؟
- العربية قريبة جدًّا من العبرية وكنت في زيارة لتونس أتكلم بالعبرية، وكان هناك عدد من العمال يظنون أني أتكلم لهجة من اللهجات العربية وأحيانا أستخدمها في الترتيل داخل الصلوات.
* هل تحطمت فكرة الجيتوهات والعزلة عند اليهود؟
- عندما تعيش في بلد ويعتبرك مواطن درجة أولى بلا تمييز ضدنا، فهنا نعيش بلا عزلة. بل إن حصولنا على المواطنة في أمريكا ساعدنا كثيرًا كيهود مجددين، فاليهود المتشدد والملتزم بيوم السبت كان هناك أشياء كثيرة ممنوعة عليه حتى توليع عود كبريت، وفي أمريكا هذا صعب، كل المباريات المهمة تقام يوم السبت، فهذا يضطرك للانخراط في المجتمع، ومعظم اليهود الأمريكان جاءوا بعد المحرقة هربًا من الدولة العثمانية؛ لذلك خرجوا من عزلتهم مع حصولهم على الحرية.
* لماذا يغيب اليهود عن حوارات الأديان؟
- في أمريكا اليهود يشاركون في كل فعاليات حوارات الأديان، أما في الشرق فلم يعد هناك يهود، أو أن عددهم قليل للغاية، فلا يشعر بوجودهم أحد.
* هل قمتي بتفسير التوارة؟
- نعم عندي تفسير وتم نشره في أجزاء.
* وكيف وفقتي بين التوراة التي تؤكد على حرق أهل سدوم وعمورة بسب الشذوذ الجنسي، وتزويجك لامرأتين مثليتين في المعبد؟
- قمت بالفعل بتزويج امرأتين في المعبد لأني رأيت أن هذا حقهما من الوجه الإنساني، فكانتا تعيشان مع بعضهما منذ 38 عامًا ولديهما طفل تبنوه رأيت في حياتهم حبًّا حقيقيًّا، وأن أحترم الآراء الرافضة لذلك، ولكن أخطر شيءٍ أن تكون متأكدًا جدًّا من حقيقة ما.
* لكن هذا ضد تعليم التوراة؟
- هذا حسب فهمك للتوراة.