مجلة البوابة تنفرد بحوار مع حفيد سيد قطب
الإثنين 22/فبراير/2016 - 11:11 م
طباعة
انفرد العدد الجديد من مجلة البوابة الأسبوعية بحوار مهم مع عز الدين عبد الرحمن حفيد سيد قطب أكد فيه براءته من كتب جده واتهم دار الشروق بنشر أفكاره التفكيرية وأضاف إلى أن مستقبل الإخوان أسود . وإلى نص الحوار:
■ ما صلة قرابتك بالمفكر سيد قطب المثير للجدل رغم رحيله منذ فترة طويلة؟
– أنا حفيد سيد قطب لأخته «خاصة»، وأوضحت أكثر من مرة هذا الأمر بعد أن هاجمتنى جماعة الإخوان الإرهابية بشدة، وقالوا إن سيد قطب لم يتزوج، وبالتالي لم ينجب وليس له أي حفيد، فرددت عليهم، ونشرت ما يثبت أن جدتى (والدة والدتي) هي السيدة «خاصة» شقيقة سيد قطب، الأمر الذي أخرسهم، وجعلهم يتوقفون عن التشكيك في نسبى لمفكر الإخوان الأول.
■ بحكم قرابتك له، احكِ لنا تفاصيل ما سمعته عن حياته؟
– سمعت عن جدى سيد قطب من أقاربنا وجيراننا، فقد تحدثوا كثيرا عنه، وقصوا لي تفاصيل حياته، بداية من خروجه من قريتنا البسيطة بأسيوط ليذهب إلى القاهرة، ومن القاهرة إلى الخارج، وبالتحديد إلى أمريكا، ثم تعليمه هناك، ثم عودته إلى مصر وانتقاله إلى العيش في حلوان، وانضمامه إلى الإخوان حتى تم إعدامه.
■ كيف تقيم مؤلفات وكتابات جدك المثيرة للجدل؟
– الكتابات الأدبية لـ«سيد قطب» رائعة بلا شك، ولكنه أخطأ خطأ جسيما عندما قرر أن يكتب في التفاسير والدين، حيث إنه استخدم لغته الأدبية والبلاغية، مما أعطى كلماته معانى مطاطة، استغلتها الجماعات الإرهابية في التكفير والقتل باسم الإسلام.
■ ولكن كتابات جدك مليئة بالعبارات التكفيرية الواضحة بعيدا عن البلاغة والأدب؟
– لا أختلف معك في هذا، فهناك كتابات لـ«سيد قطب» بها معان صريحة وواضحة في قضية التكفير، وهو ليس من حقه ولا من حق أي شخص أن يكفر مسلما مهما كانت درجة علمه، وكما اعترف بما تقوله بأنه يجب أن يعترف الجميع أيضا أن هناك من هول معانى كلمات سيد قطب لخدمة أهدافه وأجنداته، معتمدا في هذا على أسلوب البلاغة العالي جدا الذي كتب به سيد قطب مؤلفاته الدينية وتفسيراته للقرآن.
■ وما موقفك أنت من تلك الأفكار؟
– أنا أتبرأ من فكر سيد قطب الذي يحمل الكثير والكثير من السلبيات، ولكننى لا يمكن أن أتبرأ من جدى وأحد أفراد أسرتى، فلا يوجد أي شخص يستطيع أن يتبرأ من دمه وأهله.
■ ما الجانب الخفي من حياة سيد قطب الذي لا يعلمه عنه أحد؟
– رغم العنف في كتاباته ودعواته، إلا أنه كان حنونا جدا، يحب صلة الرحم، حبه لأهله وإخوته كان كبيرا جدا، كان بليغا في كتاباته محبا للأدب، ويعتبر هو من اكتشف نجيب محفوظ، وكان أول من قدمه في عالم الأدب، استغربت عائلتنا كثيرا من التحول الفكري لـ«سيد قطب»، وحزنت كثيرا لما وصل إليه.
■ هل عائلة سيد قطب كلها إخوانية؟
– بالطبع لا، فأعمامه وأبناء أعمامه وأغلب أسرته لم ينضموا للإخوان، أو حتى يؤيدوا تلك الجماعة من قريب أو بعيد.
■ ومن كان إخوانيا في الأسرة؟
– الذي انضم للإخوان في أسرة سيد قطب هو وشقيقتاه حميدة وأمينة، وشقيقه محمد قطب الذي توفى في السعودية مؤخرا.
■ ألم تحاول جماعة الإخوان دعم أسرة سيد قطب وضم أفرادها إليها؟
– جماعة الإخوان جماعة انتهازية لم تفكر في أسرة الشيخ سيد قطب، ولم تفكر في سيد قطب نفسه، فأثناء وجودها في السلطة لم تفكر في معرفة أين يقع قبره حتى، ولم تشغل بالها بأن تخلد ذكراه ولو ببناء مسجد أو مستشفى أو جمعية خيرية في قريته بأسيوط.
■ ولكن الجماعة أكدت في وقت سابق سعيها لبناء متحف له؟
– كذب في كذب، وليس له أي أساس من الصحة، الجماعة نسيت سيد قطب بعد أن استفادت منه أقصى أنواع الاستفادة وهو حي وهو ميت أيضا، فوالله لو كان سيد قطب حيا لتبرأ من الإخوان بسبب ما يفعلونه الآن.
■ هل صحيح أنه هاجم الإخوان قبل وفاته؟
– سيد قطب هاجم جماعة الإخوان الإرهابية أثناء محاكمته بعدما اعترف بما فعله أمام القاضي، فهاجمه أحد المتهمين معه من رجال الإخوان في أحداث حلوان بسبب اعترافاته الصريحة، فرد عليه سيد قطب قائلا: «لا توجد في العقيدة تورية»، وللعلم جدى لم يكن راضيا عن الإخوان، بل كان مدركا تمام الإدراك أن تلك الجماعة بها تيار كبير جدا يعشق الكذب والخداع، لذلك هاجمهم هجوما شرسا قبل إعدامه.
■ ما حقيقة ما تردد عن اختفاء كل التراث الأدبى لسيد قطب؟
– هذا حقيقى، فمعظم تراث سيد قطب اختفى، بسبب أن الأجهزة الأمنية إبان حبيب العادلى جمعت وحرقت كل مجلدات سيد قطب، ومن ضمن ما حرق مؤلفات لم تر النور، مثل مجلد «الحقائق الغائبة» الذي توقع فيه جدى وصول جماعة الإخوان إلى سدة الحكم في يوم من الأيام، ومن ثم سقوطها بسهولة جدا، بسبب أطماعها في الحكم دون النظر إلى الدعوة والشريعة، أي الاهتمام بالدنيا على حساب الدين، وهذا ما حدث فعليا في عصرنا الحالى.
■ في رأيك لماذا انتشرت أفكار سيد قطب التكفيرية في المجتمعين المصرى والعربي؟
– بصراحة ووضوح، أتهم دار الشروق في ذلك، فهى السبب الرئيسى في نشر أفكار سيد قطب المحملة بالأفكار التكفيرية من خلال طباعتها لمؤلفاته وكتبه، فلقد قامت تلك الدار باحتكار سيد قطب لنفسها دون أن تأخذ سندا كتابيا واحدا من أسرته وأقاربه، الأمر الذي جعلنى أسعى لمقاضاة تلك الدار، لولا حديث رئيس تحرير الشروق الصحفى عماد الدين حسين الذي عرض على الظهور في برنامج على إحدى قنوات دبى مقابل ٢٥٠٠ دولار في الحلقة، فرفضت.
■ ما حقيقة رغبتك في إعادة نشر كتاب «معالم في الطريق» بطريقة جديدة؟
– بالفعل، كنت أنوى إعادة نشر كتاب «معالم في الطريق» مرة أخرى بعد تنقيته من الأفكار التكفيرية، وطالبت الأزهر الشريف بتنقية الكتاب من تلك الأفكار وإعادة نشره من جديد، إلا أن المشيخة لم ترد على حتى الآن.
■ لماذا لم تصبح قياديا إخوانيا بارزا رغم أنك من نسل أهم قيادات الجماعة في تاريخها؟
– مستحيل بالطبع أن أكون عضوا في الإخوان، فأنا أرفض رفضا شديدا قصر الدين الإسلامى على جماعة معينة أو فئة معينة كما يفعل الإخوان، أنا أرفض الفكرة من أساسها، ولذلك لم أنتم للجماعة، ولم أفكر حتى في الانتماء إليها، بل وقد كنت أول من عارضها في مصر، وبالتحديد يوم ٣ فبراير ٢٠١١ عندما هاجمتها هجوما شرسا، وحذرت الثوار منها، وقلت عنها إنها أخطر على مصر من إسرائيل، وإنهم من الممكن أن يتحالفوا مع الشيطان في سبيل مصالحهم الخاصة، الأمر الذي صدم الجماعة، خاصة بعد علمهم بنسبى للشيخ سيد قطب، ومنذ ذلك التاريخ بدأت الحرب بينى وبينهم، واستمرت لسنوات طوال، ولا تزال مستمرة حتى الآن.
■ هل حاول الإخوان التواصل معك لإثنائك عن الهجوم عليهم؟
– لا، فمعارضتى لهم شديدة جدا، مما جعلهم يتيقنون صعوبة ضمى إلى صفوفهم، فاختاروا الحرب على، وازدادت سخونة تلك الحرب يوما بعد يوم.
■ متى بدأت أولى معاركك مع جماعة الإخوان؟
– تحديدا في يوم ٢٥ فبراير ٢٠١٣، عندما حدثت تظاهرات كبيرة في محافظة الدقهلية، ووقتها تعرض الإخوان بالضرب والسب لنساء الدقهلية، والشخصيات الثورية من السيدات تحديدا، وأثناء وجودى في طريق المحافظة، فوجئت بالدكتور صبحى عطية، المتحدث الرسمى باسم الجماعة في الدقهلية، ومحمود المالكي، القيادى البارز في الجماعة، بالانقضاض على، وضربى ضربا مبرحا، مما تسبب في إصابتى إصابات بالغة في أنفى، وحررت محضر بالواقعة، ومنذ ذلك الحين بدأت عداوة قوية بينى وبين صبحى عطية الذي أصبح قبل سقوط مرسي محافظا للدقهلية، ووقتها نظمت وقفة لمنع دخوله إلى مكتبه بمبنى المحافظة، إلا أنه تسلل بالنقاب إلى مكتبه، وبعد هذه الواقعة توسطت قيادات أمنية لعقد جلسة مصالحة بينى وبينه أسفرت عن عرضه على منصب مستشار محافظ الدقهلية، ورفضت هذا المنصب، وأكدت له أن ثورة ٣٠ يونيو القادمة بعد شهور قليلة سوف تزيل حكم الإخوان، وسخر منى وقتها وأكد لى قيامه بنفسه بتوزيع وجبات على المتظاهرين في هذا اليوم لإيمانه بحق الشباب في التظاهر والتعبير عن رأيهم، وبعد هذا الاجتماع وقبيل ثورة يونيو المجيدة، قرر محافظ الدقهلية اختطافى وحجزى بمبنى المحافظة حتى لا أقود تظاهرات الشباب في المنصورة ضده وضد جماعته الإرهابية، وكان يحاول قتلى، إلا أن قيادات الأمن في الدقهلية بعدما أبلغتهم بنية المحافظ الإخوانى قاموا بإخراجى من مبنى المحافظة.
■ كيف ترى أداء الإخوان في ثورة ٢٥ يناير؟
– جماعة الإخوان الإرهابية السبب الرئيسى في فشل الثورة المصرية، لأنهم سرقوها من أصحابها، ووجهوها لمصالحهم الخاصة، فأفشلوها وجعلوا الشعب يكرهها.
الإخوان المسلمين يوم ١٩ يناير ٢٠١١ أكدوا دعمهم لمبارك خلال قيادات الجماعة، وبالتحديد الثنائى عصام العريان ومحمد البلتاجى، وبعد اندلاع الثورة وهزها لأركان نظام مبارك، انضم الإخوان لها بشكل فعلى يوم ٢٨ يناير، ذلك اليوم الشهير المعروف باسم «جمعة الغضب»، واستغلوا انشغال الشباب في الثورة حتى يرتبوا هم مصالحهم التي تبدأ فور انتهاء تلك الثورة، فجلسوا مع نظام مبارك من أجل تورتة الحكم، إلا أنهم اختلفوا في ذلك، ثم بدءوا في إخراج رجالهم من السجون، وترتيب صفوفهم داخليا وخارجيا كى يكونوا الجماعة الأكثر تنظيما في مصر، ومن ثم يصبح من السهل عليهم الوصول إلى سدة الحكم، وهو ما تم بالفعل خلال الانتخابات البرلمانية والانتخابات الرئاسية، وكانوا سيستمرون في الحكم للأبد لولا ثورة الشعب عليهم.
■ كيف ترى مستقبل الجماعة بعد سقوطهم المدوى من السلطة؟
– المستقبل أسود، فالجماعة لم يعد لها أي رصيد في الشارع المصرى، وتحول رصيدها السابق الذي كان لدى المصريين إلى رصيد سلبى، خاصة بعد أن تأذى كل بيت في مصر من أفعال الجماعة الإرهابية، وبالأخص أهالي شهداء الشرطة والجيش الذين فقدوا أبناءهم بسبب تلك الجماعة، لذلك فأنا أؤكد أن تواجد الإخوان الحالى في المشهد المصرى يكاد يكون منعدما، وسيستمر هذا الانعدام التام حتى ينسى الشعب المصرى ما قامت به تلك الجماعة الإرهابية من جرائم وأزمات.
■ شاركت في ثورة ٢٥ يناير بكل قوة.. فكيف شاركت في ثورة ٣٠ يونيو؟
– كنت من مؤسسى حركة تمرد بالدقهلية بعد علمى بالفكرة في بدايات شهر مايو، وبدأت أجمع أوراق تمرد لعزل مرسي، وبسبب هذا الأمر قام الإخوان باختطافى في شارع الجلاء بالمنصورة من قبل أحد كوادرهم، ويدعى أبو هالة شعيشع هو ومجموعة من الإخوان، ووضعى في شواية اللحمة وسكب السولار على، وتهديدى بحرقى بسبب هجومى على مرسي والجماعة، وأنقذنى من بين أيديهم والد شهيد المنصورة محمد جمال بعد أن أمرهم بتركى وإخراجى.
■ لماذا جازفوا بالهجوم عليك؟
– لأنهم يعلمون علم اليقين أنى من أخطر المعارضين لهم، فهم يعتبرون وجودى على الساحة السياسية وهجومى عليهم كارثة كبرى لأنى أضعف من شعبيتهم، وأقلل من مصداقيتهم، خاصة أننى من أسرة المفكر والملهم الأول لهم سيد قطب، ولقد حاول الإخوان بشتى الطرق منع صوتى المعارض لهم من الانتشار لدرجة أنهم أصبحوا يحجبون تصريحاتى من على المواقع المختلفة، ويمنعون انتشار نسخ أي جريدة أتحدث إليها، هذا الأمر بدأ تحديدا عندما وصل صوتى إلى الخليج، وأصبح رجال الإخوان هناك يتساءلون عن سبب هجوم حفيد سيد قطب على الجماعة، ووقتها خرج القيادى الإخوانى البارز طارق السويدان ليهاجمنى بشدة.
■ هل وضعك الإخوان فعليا على قائمة الاغتيالات؟
– بالفعل، وقد صرح بهذا عدد من القيادات الأمنية في المنصورة، ومن ضمن من كانوا في تلك القائمة الشهيد محمد ربيع الذي اغتاله الإخوان أمام بيته، وسيد العيسوى الشهير بمصارع الأسود الذي ضربه الإخوان عدة طلقات كادت أن تقتله، وأصبح الآن قعيدا لا ميت ولا حى، وأخيرا محاولة اغتيال الناشط الثورى الشهير في المنصورة محمد العيسوى.
■ ما أبرز المحاولات التي بذلها الإخوان لاغتيالك؟
– من ضمن محاولات اغتيالى من قبل جماعة الإخوان الإرهابية، توقيفهم لى في شارع القدس الملقب في شارع ١٨ في المنصورة، والتفافهم حول سيارتى بالأسلحة الآلية والشوم والسيوف، وطالبونى بفتح الزجاج ففاجأنى أحدهم بعدد من اللكمات في وجهى، ثم حدثت مناوشات كلامية بيننا، وحاول أحدهم قتلى بحجر كبير ألقاه على زجاج السيارة حتى اتصل ضابط بى، وأكد لى أنه قادم، وفور سماعهم سرينة الشرطة هربوا مسرعين، ومن ضمن المحاولات أيضا قيامهم بتأجير سيارة نقل كبرى، قامت بالتسبب في انقلاب سيارتى عند كوبرى المنصورة في حادث مروع أنقذنى الله فيه من موت محقق.
■ ما حقيقة ما تردد عن محاولة أنصار داعش اغتيالك بعد تفجيرات مديرية أمن الدقهلية؟
– كنت على مقربة من التفجير، وكنت أول من دخل وأنقذ بعض القيادات الأمنية، فتحدثت معى أكثر من وسيلة إعلام لأتكلم عن شهادتى على التفجير، وبعدها مباشرة، فوجئت باقتحام حسابى الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» من قبل أنصار تنظيم داعش الإرهابى، وبدءوا يهاجموننى بشدة ويكفروننى، وأبدوا استغرابهم الشديد من كونى حفيد سيد قطب إمامهم الأول، وامتلاكى هذا الفكر المعادى بشدة لهم، ووصل هجوم أنصار داعش إلى حد التهديد بالقتل، فقمت بتحرير محضر في مديرية أمن الدقهلية بسبب تلك التهديدات.
■ تحدثت عن مستقبل جماعة الإخوان.. فما هو مستقبل تيار الإسلام السياسي بشكل عام؟
– التيار الإسلامى يقوى بطريقة غير عادية، فقد كان موجودا في السابق في عدة دول بشكل صغير ومحدود، إلا أنه أصبح الآن يحمل السلاح ويقاتل، ويتمدد في العالم العربى في سوريا والعراق واليمن وليبيا، وهذه كارثة حقيقية، وأنا أرفض أن أسمى هؤلاء بالتيار الإسلامى، فلو هم إسلاميون ما رفعوا السلاح على المسلمين العزل، بل كانوا وجهوا أسلحتهم وذخيرتهم تجاه إسرائيل العدو الحقيقى للعرب والمسلمين.
■ هل ترى أن داعش صناعة أمريكية فعلا؟
– الولايات المتحدة الأمريكية تساعد داعش بقوة، خاصة بالسلاح، وسخافة من يعتقد أنها تحارب هذا التنظيم، وتأتى مساعدة أمريكا لـ«داعش» لرغبتها في احتلال العالم العربى، وتقسيم الدول العربية إلى دويلات وفقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد، أنا أتوقع على المستوى الشخصى استمرار تمدد داعش أكثر وأكثر خلال الفترة المقبلة، وأطالب العرب بالتوحد للقضاء على هذا التنظيم الإرهابى الذي يريد أن يحول العالم العربى إلى بئر من الدماء.
■ بعيدا عن الإخوان وسيد قطب.. ما حقيقة انتمائك لحزب التيار الشعبى ومدرسة حمدين صباحي؟
– لم أنضم للتيار الشعبى قط، ولم أشارك في تأسيسه كما ردد البعض، وتكمن القصة كلها أننى أثناء حضورى أحد مؤتمرات حمدين صباحى الذي كان يعلن فيه تدشين تياره، فوجئت بتأكيده على المنصة أن «عز الدين عبدالرحمن» حفيد سيد قطب يؤيد التيار الشعبى ويشارك فيه، وهذا محض كذب وافتراء، فأنا لم أؤيد التيار الشعبى، ولم أنضم له ولو للحظة واحدة، بل كنت من أشد المعارضين والمهاجمين لحمدين صباحى بسبب مواقفه السياسية غير الواضحة والمتلونة، وبسبب هجومى عليه هاجمنى أحمد دومة وخالد تليمة هجوما شرسا لا يقل ضراوة عن هجوم جماعة الإخوان الإرهابية على، ووصل هذا الهجوم إلى حد التشابك بالأيدى.
■ كيف هاجمت حمدين صباحي؟
– قلت في أحد المؤتمرات الجماهيرية عنه إنه من المتسلقين الذين تاجروا بثورة ٢٥ يناير، ودماء شبابها من أجل الوصول إلى السلطة بأى شكل كان، بدليل تحالفه مع جماعة الإخوان الإرهابية رغم عدائه الشديد لها، وتحديته أمام الجميع أن يقوم الآن ويعلن عن اعتصام مفتوح حتى خروج كل شباب ثورة ٢٥ يناير من السجون التي أودعهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، ومن قبله المجلس العسكري فيها، وبالطبع لم يقبل التحدى.
■ هل انضممت إلى أي أحزاب وحركات بعد ثورة ٢٥ يناير بشكل عام؟
– لم أنضم إلى أي حركة ثورية أو أي ائتلاف أو أي حزب، واتصل بي هاتفيا رئيس تيار الاستقلال أحمد الفضالى، وعرض على الانضمام له وإعطائى أمانة التيار، ورفضت العرض رفضا قاطعا، لأن تيار الاستقلال كان ولا يزال مليئا برموز نظام مبارك.
■ لديك تاريخ حافل من الخلافات مع الشخصيات السياسية البارزة.. فما حقيقة خلافك مع عمرو موسى؟
– كانت خلافاتى مع عمرو موسى إبان الانتخابات الرئاسية، حيث ادعى في أحد المؤتمرات التي حضرتها له أنه أول من عارض محمد حسنى مبارك ونظامه السياسي، فاعترضت على ما قاله، وقلت له إنك كنت أحد قيادات النظام لمدة طويلة جدا، ولك باع كبير في وزارة الخارجية، فكيف تقول ما تقوله الآن، ففوجئت بالحرس الشخصى له «بودى جارد» يقومون بالاعتداء على، وأسقطونى على الأرض، وجموع من الحضور في مؤتمر دمياط مروا فوقى، لم أشعر بأى شيء إلا بعد ساعتين في مستشفى دمياط العام، وقمت بتحرير محضر ضد عمرو موسى، رافضا كل الوساطات في البداية التي كان ضمنها وساطة أيمن نور حتى جاءنى اتصال من عمرو موسى يعتذر لى عما بدر منه، ثم دعانى في مقره الانتخابى في الدقى، وكرر اعتذاره لى، فانتهت الأزمة تماما معه.
■ وماذا عن أزمتك مع توفيق عكاشة؟
– توفيق عكاشة اتهمنى بالتحريض على ضربه أثناء وقفته الشهيرة أمام السفارة الأمريكية، فقد كنت أحدثه بلغة الإشارة لبعده عنى، فاعتقد أن إشاراتى هي شارة البدء للهجوم عليه، وهذا لم يحدث، فقد كنت أقول له بلغة الإشارة إنى فكريا ضده لأنه ينتمى لنظام مبارك، ولكنى أؤيد وقفته ضد أمريكا أمام سفارتها في القاهرة لرفض تدخلها في الشأن المصرى، وبعد إشاراتى تلك فوجئت بحدوث مناوشات كثيرة بين الثوار وأنصار توفيق عكاشة، وحاول البعض بالفعل الاعتداء عليه، ولكنى أنقذته وأصبت في إصبعى بسلاح «مطواة» كان موجها لـ«عكاشة».
■ أخيرا.. أين ثوار ٢٥ يناير الآن بصفتك أحد أبرز هؤلاء الثوار؟
– انقسموا لأكثر من اتجاه، فهناك من ابتعد عن المشهد تماما، وهناك من تسلل حتى الوصول إلى السلطة أمثال محمود بدر الذي احتكر تمرد لنفسه، متناسيا الشعب كله، وطارق الخولى الذي سار في نفس مسار بدر، وهناك من تحولوا إلى ثوار مأجورين يثورون ولكن بمقابل مادى، أمثال أحمد دومة وعلاء عبدالفتاح.