رغم تحرير الرهائن.. الموقف التركي من "داعش" لا يزال ملتبسا

السبت 20/سبتمبر/2014 - 08:21 م
طباعة عودة الرهائن الاتراك عودة الرهائن الاتراك
 
عودة الرهائن الاتراك
عودة الرهائن الاتراك
عادت التساؤلات من جديد بشأن الموقف التركي من التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الارهابي، وهل ستشارك تركيا في قصف معاقل للتنظيم بعد تحرير رهائنها لدى التنظيم، أم تستمر على موقفها الرافض للمشاركة في أي عملية عسكرية، في ظل انتقادات سابقة للدعم الفاتر التي تقدمه السلطات التركية.
وأعلنت تركيا اليوم عن نجاح عملية إنقاذ الرهائن الأتراك الـ49، الذين احتجزهم تنظيم "داعش" بالموصل، بإشراف من دائرة العمليات الخارجية، في جهاز المخابرات الوطنية التركية.
دواد اوغلو
دواد اوغلو
وربط متابعون للشأن التركي أن سياسة تركيا التي قادها رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، بدعم المسلحين الإسلاميين في الاضطرابات في سوريا بهدف الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، أسهمت في ظهور تنظيم "داعش"، وحينما هاجم التنظيم بلدان مجاورة، وهدد مواطني الدول الغربية، توحدت الجهود من أجل مواجهة التنظيم في العراق وسوريا.
من جانبه أكد  مارك بيريني المحلل في مؤسسة كارنيجي يوروب وسفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا  انه حتى الأشهر القليلة الماضية، كانت الأراضي التركية مفتوحة للجميع على مصراعيها،  وتغيرت الأوضاع اليوم بسبب الضغوط الغربية، وكذلك لأن الحكومة أدركت أن تنظيم "داعش" يمكن أن يشكل تهديدا مباشرا لتركيا.
وبالرغم من عضوية تركيا لحلف شمال الاطلسي، واتفاق قادة الدول الأعضاء بالحلف على دعم التحالف الدولي لمواجهة "داعش"، إلا ان أردوغان لم يقدم ما يكفي لإقناع الاخرين على جدية تركيا في مواجهة التنظيم، وهو ما ظهر من خلال الاتهامات المتكررة بمساعدة السلطات التركية لأعضاء التنظيم في بيع براميل النفط، وكذلك تسهيل دخول عناصر اجنبية للقتال إلى جانب التنظيم الارهابي عبر الحدود التركية مع كل من سوريا والعراق، وهو ما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرا إلى مهاجمة كل من يزعم تقديم تركيا يد العون للتنظيمات الارهابية. 
الاكراد يفرون من
الاكراد يفرون من خطر داعش
وتحت الضغوط الدولية، بدأت تركيا في الاعلان عن توقيف عدد من المواطنين الاجانب أثناء محاولتهم الانضمام والقتال إلى جانب داعش، وهو ما اعتبره مسئولين غربيين بأنه خطوة جيدة، وينبغي أن يتبعها خطوات آخري.
على الجانب الآخر اعتبر باتر فخر الدين في السفير اللبنانية أن الموقف التركي  لا يزال ملتبساً، فلم يصدر عن أنقرة أي موقف من إعلان "الخلافة" ومن "داعش" ، وها هو داود أوغلو يتجنب وصف "داعش" بالإرهابي ليصفه "عمداً أم سهواً" بالتنظيم المروع الذي نشأ كرد فعل على سياسات بعض الأنظمة.
مولود جاويش أوغلو
مولود جاويش أوغلو
من جانبه أكد جاويش أوغلو وزير الخارجية التركية على أن أنقرة شددت مراقبتها للحدود التركية مع العراق وسوريا، البالغ طولها 1200 كيلومتر، بهدف منع المقاتلين الأجانب من المرور عبرها، بالإضافة إلى مراقبة محطات الحافلات والمناطق الحساسة، إلى جانب مراقبة الجهاديين يعتمد على مدى تعاون أجهزة المخابرات والسلطات الأجنبية، إلا انه في الوقت نفسه تحرص تركيا على إبقاء حدودها مفتوحة للاجئين، حيث دخل تركيا مؤخرا 38000 من الإيزيديين، كما أن تركيا تساعد النازحين في المناطق العراقية الحدودية.
من ناحية آخري عبر عشرات الالاف من أكراد سوريا الحدود إلى تركيا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية هربا من تقدم مقاتلي داعش الذين سيطروا على عشرات القرى القريبة من الحدود ويتقدمون باتجاه بلدة سورية، وفتحت تركيا ممرا حدوديا‭ ‬ للمدنيين الاكراد الذي فروا من ديارهم خشية هجوم وشيك على بلدة عين العرب التي تسمى بالكردية كوباني.

شارك