خبير ألماني:انضمام الشباب لداعش يتم أسرع مما نتوقع!
الأحد 06/مارس/2016 - 11:42 م
طباعة
صدرت دراسة جديدة من إعداد الشرطة الجنائية الألمانية والاستخبارات الداخلية الألمانية حول الألمان الذين يلتحقون بتنظيم "داعش".
دانييل هاينكه الخبير والباحث الألماني في شؤون الجريمة والإرهاب بمعهد بريمن للشرطة والبحوث الأمنية يتحدث مع دويتشه فيله عن التحولات الراديكالية السريعة للالتحاق بهذا التنظيم.
أمام المحكمة العليا في دوسلدورف ومحاكم أخرى في ألمانيا تتم تقريبا في كل أسبوع محاكمة أشخاص عائدين من صفوف ما يسمى بتنظيم (داعش). وبغض النظر عن هذه المحاكمات، ماذا تعرف أجهزة الأمن عن الأشخاص الذين يلتحقون "بالجهاد"؟
دانييل هاينكه: نحن نعتقد ن أن أكثر من 800 شخص غادروا ألمانيا نحو سوريا أو العراق لدوافع إيديولوجية. وتمكننا في يوم الجرد السنوي في الـ 30 من يونيو 2015 من جمع بيانات شخصية تعود فعلا لما مجموعه 677 شخصا. كما قمنا بتقييم تلك البيانات في دراستنا بحيث أننا نعتقد أننا نتوفر بالمقارنة على صورة جيدة حول مجموعة الأشخاص المعنية.
ما الذي يمكن استنتاجه من البيانات حول التحولات الراديكالية لدى أولائك الأشخاص؟
لاحظنا بأن حوالي نصف المسافرين إلى هناك تشدد في غضون سنة أو أقل فقط. وهذا يمثل انفصالا عن الفرضيات السابقة التي كانت تعتقد أن مسألة التحول نحو التشدد والتطرف عملية طويلة. لكن تبين أنها فترة وجيزة يتم التحول خلالها بسرعة كبيرة ومن بعد المغادرة. وفيما يخص المحيط أثيرت في السابق عدة نظريات مفادها أن الإنترنت يمارس تأثيرا كبيرا. هذا لا يمكن نفيه. ولكن التواصل المباشر مع أشخاص آخرين هو العامل الحاسم.
يُفهم من التقارير الإعلامية هنا أن نسبة النساء اللاتي ينتقلن إلى منطقة تنظيم "داعش" تبدو ضعيفة. ماذا تعرفون عن الفئات العمرية ونسبة الذكور والإناث في صفوف "المجاهدين"؟
هنا تأتي نتيجة دراستنا فعلا مفاجئة: فأكثر من خمس مجموع المغادرين هم من النساء. وهذه نسبة مرتفعة. والمثير أكثر هنا عندما نركز على الفترة بعد إعلان قيام ما يسمى بـ "دولة الخلافة" في الـ 29 من حزيران/ يونيو 2014 . فبعد هذا التاريخ ارتفع عدد المغادرين من الإناث إلى 38 في المائة. وهذه نسبة جد مرتفعة يجب الاعتناء بها أكثر مما كان عليه الحال في السابق.
إذن هل تعرفون لماذا يلتحق هذا العدد الكبير من النساء بتنظيم "داعش"؟
هذا لم نتأكد منه بعد بالتفصيل. وإلى حد الآن ركزت أجهزة الأمن على المغادرين من الرجال، لأنهم يمثلون الخطر الأكبر. والنساء المسافرات إلى هناك يشاركن نادرا في عمليات القتال، بل يخدمن في المقام الأول في بناء ما يسمى بـ "داعش" ويدعمن المقاتلين في عين المكان. في الوقت نفسه يمثلن عاملا خطيرا في الراديكالية عندما يعدن إلى ألمانيا مثل رفاقهن الرجال.
كم هو عدد الجهاديين من بين الـ 800 الذين غادروا ألمانيا وعادوا إليها مجددًا حسب أجهزة الأمن؟
أجهزة الأمن تعتقد حاليا أن نحو ثلث مجموع من غادروا عادوا إلى ألمانيا، يعني حوالي 260 شخصا. ويعتقد أنه لدى 70 من العائدين خبرة قتالية أو على الأقل لديهم تكوين عسكري. ولا يمكن استبعاد أن عائدين آخرين دخلوا البلاد خلسة مع اللاجئين.
ويقسم خبير قضايا الإرهاب بيتر نويمان العائدين إلى ثلاث مجموعات: هناك من تخلوا عن وهمهم ويقولون بعد العودة: "ليس هذا ما كنا نتخيل في السابق، وليس ما كنا نبتغي تحقيقه". هؤلاء منفتحون على ما يبدو على التخلي عن المواقف الراديكالية. ثم هناك الأشخاص المضطربون الذين هم بحاجة إلى مساعدة نفسية بسبب ما عايشوه من صدمات وتأثيرات نفسية. وثالثا هناك من هم متشبثون بالقتال. ويجب على أجهزة الأمن والسلطات الأخرى أن تتعامل مع هذه المجموعات حسب خاصياتها. وهذا يعني مجابهة المخاطر، وكذلك تقديم المساعدة لمن يحتاجها، وربما توظيفهم كشهود لهم مصداقية في الإجراءات الوقائية.
كم عدد الأشخاص الذين سافروا إلى منطقة الحرب السورية ولقوا حتفهم هناك؟
أجهزة الأمن في ألمانيا تعتقد أن حوالي 130 إسلاميًا من ألمانيا لقوا حتفهم هناك أثناء العمليات القتالية أو التفجيرية.
حوار لدويتشه فيله