ومن الواضح الآن أن داعش أصبحت كيانا مزعجا لأمريكا قبل دول المنطقة؛ لذا كان التصريح المسبق من واشنطن بأنها سوف تلاحق التنظيم خارج العراق في عُقر معاقله في سوريا، وبالفعل بدأت الغارات الأمريكية فجر اليوم الثلاثاء الموافق 23 سبتمبر عام 2014، وصرح الأدميرال جون كيربي، المتحدث باسم البنتاجون، في بيان بثه اليوم: "أستطيع تأكيد أن قوات الجيش الأمريكي وقوات دول شريكة تقوم بعمل عسكري ضد الإرهابيين من الدولة الإسلامية في سوريا باستخدام صواريخ من المقاتلات والقاذفات وصواريخ توماهوك".

بينما لم يكشف كيربي عن الدول التي انضمت إلى الولايات المتحدة التي تقوم بتشكيل تحالف لقتال الدولة الإسلامية، لكن مسئولا أمريكيا أكد لوسائل الإعلام أن شركاء من الدول العربية يساعدون في تنفيذ الهجمات الجوية الجارية ضد أهداف الدولة الإسلامية في سوريا ورفض تسمية الدول أو تحديد أدوارها.

بينما قال وزير الدولة لشئون الإعلام الأردني والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، أن 4 دول عربية شاركت في أولى الضربات الجوية للتحالف هي: "الإمارات العربية، والبحرين والسعودية والأردن". 

بينما ذكرت وزارة الخارجية والمغتربين أن الجانب الأمريكي أبلغ أمس مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري بأنه سيتم البدء بتوجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في الرقة، وهذا التصريح من دمشق يعني أن هناك تنسيقا ما بين القيادة السورية وقوات التحالف، وأن القيادة السورية تريد تصدير صورتها أنها في المشهد.

وذكرت مصادر بـ"الرقة" أن "الطيران الأمريكي شن في الساعة الرابعة فجرًا بتوقيت دمشق 18 غارة على مواقع تنظيم الدولة في محافظة الرقة شمال سوريا، توزعت على مبنى المحافظة وسط المدينة، وحاجز ومبنى الفروسية غربي المدينة، معسكر الطلائع جنوبي المدينة، مبنى فرع أمن الدولة بجانب المشفى الوطني".

 وتوزعت خمس غارات أخرى على مطار الطبقة العسكري وأطراف المطار الشرقية في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، وثلاث غارات جوية على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، بالإضافة إلى ثلاث غارات جوية استهدفت اللواء 93 وأطرافه في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.