التحالف يقصر زمن الحرب ضد «داعش».. بضرب مصافي البترول والتصدي للمقاتلين الأجانب

الخميس 25/سبتمبر/2014 - 03:55 م
طباعة التحالف يقصر زمن
 
بدأ التحالف الدولي التركيز على مصادر قوة تنظيم "داعش" من خلال تجفيف موارده بضرب مصافي وحقول النفط التي كانت تمثل له قوة اقتصادية مما يعد تنوعا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، وكبداية للقضاء على التنظيم عبر حرب طويلة.

قصف لحقول ومصافي النفط

قصف لحقول ومصافي
فقد قصفت طائرات أمريكية وإماراتية وسعودية لأول مرة 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم "داعش" شرق سوريا في محاولة منها لتجفيف مصادر تمويل التنظيم الذي يبيع النفط المهرب إلى وسطاء في دول الجوار بأسعار متدنية.
وأعلن البنتاجون أن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات العربية المتحدة قصفت مساء الأربعاء 12 مصفاة نفطية يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، موضحا أن الهدف الثالث عشر كان آلية لتنظيم "الدولة الإسلامية" قرب دير الزور تم تدميرها.

قوة "داعش" من النفط

قوة داعش من النفط
وقالت القيادة الأمريكية الوسطى المكلفة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في بيان: إن هذه المصافي تدر نحو مليوني دولار يوميا على الجهاديين.
وقال آدم سيمينسكي رئيس إدارة معلومات الطاقة الأمريكية يوم أمس الأربعاء، حسب "رويترز": إن "الجماعة تنتج أقل من 100 ألف برميل من النفط الخام يوميا. وقد تصل قيمة ذلك إلى 9.6 مليون دولار في أسواق الطاقة العالمية. لكن التقديرات المتعلقة بحجم إيرادات الجماعة أقل من ذلك بكثير".
ورأى محللون أن قدرات تنظيم داعش، في ظل المعطيات الجديدة، سترتفع، وتزداد معها طموحات التنظيم بفرض المزيد من السيطرة على مناطق ومحافظات داخل العراق وسوريا، وسوف يستميت التنظيم من أجل السيطرة على مناطق آبار البترول، بالإضافة إلى الآبار التي سيطر عليها في وقت سابق، ويبلغ معدل سعر البرميل الخام نحو 100 دولار، "تنظيم داعش، في حال تمكن من بيع نصف كمية الإنتاج (50 ألف برميل) وبنصف السعر المعلن، فإنه سيحصل على أكثر من 20 مليون دولار يومياً.
وكشف تقرير صادر عن المركز العالمي للدراسات التنموية ومقره العاصمة البريطانية لندن، أن "داعش" يسيطرة على قرابة 22 حقلاً تمتلك الموصل قرابة 12 حقلاً نفطياً، يضاف لها 10 حقول نفطية في الجانب السوري، تحتوي على احتياطي يقدر بـ20 مليار برميل من النفط على أقل تقدير، وهو ما منح تلك الجماعات المسلحة مصدراً لتمويل المزيد من عملياتها، ومكِّنها من شراء السلاح والعتاد وتجنيد المزيد من المسلحين في صفوفها.
ويعول الجهاديون على العديد من مصافي النفط التي استولوا عليها في العراق وسوريا كمصدر مهم للتمويل، وهم يبيعون النفط الخام بأسعار متدنية عبر وسطاء في تركيا والعراق وإيران والأردن.
وبدأت الولايات المتحدة الشهر الفائت ضرباتها الجوية ضد مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق ووسعت الثلاثاء الفائت شعاع هذه الضربات إلى سوريا بمشاركة خمس من الدول العربية الحليفة هي السعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن.

تجفيف منابع التمويل يقلل زمن الحرب

وفيما يبدو أن تجفيف منابع التمويل لتنظيمات الإرهابية يقلل من عمر وتكلفة الحرب التي يشنها لتحالف ضد تنظيم"داعش" والتنظيمات الأخرى الإرهابية وفي مقدمتها جبة النصرة وتنظيم "خراسان".
فقوات التحالف تدرك جيدا أنها تخوض حرب طويلة الأمد ضد "داعش" وغيرها ممن الفصائل الإرهابية، وأن ما يصنع قوة الدولة الإسلامية هي القدرات القتالية التي يمتلكها المحاربون، وقدرتهم على المناورة. ومن هنا الفرضية التي ترى أن العديد من الضباط السابقين لصدام حسين، والذين يقدر عددهم بالآلاف في الموصل، قد انضموا بعد إعلان التوبة تجاه الخليفة إبراهيم؛ ولذلك فإن الدولة الإسلامية لن يكون من السهل هزيمتها، كما لاحظ البيشمركة الأكراد ذلك، على الرغم من سمعتهم كمقاتلين أشداء.
وضعف الدولة الإسلامية، يأتي من تجفيف منابع التمويل بضرب مصافي وحقول البترول، وكذلك وقف دخول المقاتلين الأجانب مع إصدار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا تاريخيا بموجب الفصل السابع للتصدي للمقاتلين الأجانب الذين يقاتلون إلى جانب. 
وتبقى الآن نتائج الحرب على "داعش" تظهر نتائجها خلال الأسابيع القادمة لتحدد مدى نجاح حرب التحالف، أو نجاح "داعش" في امتصاص موجة الضربات الأولى ضد التنظيم.


شارك