تركيا تتأهب لاجتياح بري داخل سوريا وتصر على شروطها الثلاثة للانضمام للتحالف

الأربعاء 01/أكتوبر/2014 - 06:14 م
طباعة تركيا تتأهب لاجتياح
 
الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
لم يتحدد إلى الآن الموقف التركي من الانضمام للتحالف الدولي الذي تترأسه أمريكا ضد تنظيم الدولة الإسلامية المعروف إعلاميا باسم "داعش"، فالموقف التركي المتخبط والمُربِك، الذي حاول التستر سابقا وراء وجود عدد من الرهائن الأتراك في يد "داعش"، ليهرب من المشاركة في التحالف وحتى بعد تحرير الرهائن لم يحسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقفه من الانضمام للتحالف. 
مدينة عين العرب كوباني
مدينة عين العرب كوباني
بينما أكد في نفس الوقت على أن القوات التركية قد تسهم في إنشاء منطقة آمنة في سوريا في حالة إبرام اتفاق دولي على إقامة ملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي "داعش"، مشددا على أن الأزمة السورية أصبحت أزمة إقليمية بسبب أعداد اللاجئين في الدول المجاورة، وأن تركيا تستضيف أكثر من مليون ونصف المليون سوري.
لكن هل سيستمر هذا الموقف الغير واضح تجاه أنقرة، خاصة بعد الأنباء التي نشرت عن تقدم مقاتلي داعش باتجاه مدينة عين العرب "كوباني"، الواقعة على الحدود التركية السورية، والتي تبعد القوات 3 كيلومترات عن المدينة، كما تمكنوا من إحكام السيطرة على أكثر من 300 قرية وتجمع سكاني؛ مما أدى إلى فرار السكان.
رئيس الحكومة أحمد
رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو
وكان الرد التركي أن الحكومة اقترحت استخدام قوات أجنبية لقواعدها ضد "داعش "، وفي نفس الوقت فقد تقدم رئيس الحكومة أحمد داود أوغلو بمذكرة للبرلمان التركي للسماح للجيش بالتدخل في سوريا لحماية أمنها القومي، وأشار مصدر تركي مسئول، قريب من رئيس الوزراء، إلى أن القوات التركية جاهزة، وأن هذه الدبابات يمكن أن تدخل الأراضي السورية في أي لحظة لحماية المواطنين الأتراك إذا ما استمر تساقط القذائف.
وتحاول أنقرة تصدير فكرة التدخل البري في سوريا للرأي العام العالمي بأنه هو الحل الوحيد لإنهاء الحرب بأسرع وقت ممكن، وعلى الرغم من غياب الحماسة الأمريكية لمطلب أنقرة بالتدخل البري، فحسب تصريحات تخرج من هنا وهناك داخل أنقرة، أنهم يعولون على ضغط من الرأي العام الأمريكي، الذي يطالب واشنطن بالحسم السريع الذي يرونه لن يتم إلا من خلال تدخل فاعل ومباشر، لا من خلال ضربات من بعيد ما من شأنها أن تضعف المعارضة السورية بشكل عام، ويستفيد منها النظام بشكل أكبر حسب تصريحات المسئولين الأتراك الذين يريدون الإطاحة بالأسد بأي شكل من الأشكال. 
ويبدو أن تركيا متأهبة جدا ومستعدة في أي دقيقة لاجتياح الأراضي السورية، حيث أرسل الجيش التركي، دبابات إلى الحدود مع سوريا، وشدد الإجراءات الأمنية في المنطقة، بولاية شانلي أورفا، إثر احتدام الاشتباكات، بين تنظيم داعش ومجموعات كردية، في مدينة كوباني (عين العرب)، بمحافظة حلب السورية، وسقوط قذائف هاون على الأراضي التركية، جراء الاشتباكات، بين الفينة والأخرى.
تنظيم بي كا كا
تنظيم بي كا كا
وذكرت وكالات الأخبار أنه جرى إرسال 35 دبابة إلى منطقة الحدود، عقب سقوط قذيفتي هاون على أراض غير مأهولة بحي «مرشد بينار»، في سوروج، وأن قوات الأمن التركية تراقب الاشتباكات في كوباني بالمناظير المكبرة.
هذا وتعلق تركيا مشاركتها في التحالف بسبب شروطها الثلاثة، و هي أولا: شمول العمليات العسكرية لمكافحة الإرهاب كلا من العراق وسوريا معاً واتخاذ التدابير اللازمة لتجفيف مستنقعِ الإرهاب فيهما.
الشرط الثاني تأمين الاستقرار في المِنطقة وعدم تركِها للفوضى مرة أخرى بعد نجاح العمليات العسكرية. 
أما الشرطُ الثالث فمنع وصولِ الأسلحة التي تقدمها دول التحالف الدَّولي إلى تنظيم بي كا كا الذي يحارب أردوغان.
ويبدو أن تركيا تحاول تأمين نفسها على حساب أمن المنطقة، فرغم تورطها في دعم جماعات إرهابية و متطرفة داخل سوريا و خارجها فهي تدعي محاربتها للإرهاب، وفي نفس الوقت تريد التوصل مع واشنطن إلى حل يفي بالإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد مع وضعهم في الحسبان الموقف الإيراني والروسي الداعمين للأسد.

شارك