مسيحيو الموصل المهجرين يهنئون المسلمين بعيد الاضحى المبارك

الإثنين 06/أكتوبر/2014 - 02:00 م
طباعة مسيحيو الموصل المهجرين
 
رغم المآسي التي يعيشها المسيحيين المهجرين من الموصل هاربين من شر تنظيم داعش إلا أنهم امتلكوا الوعي الذي يفرق بين الإرهاب والإسلام. فقام المسيحيون المهجرّون من الموصل، إلى الأردن بإحياء يوم تضامني، جمع عائلات عديدة، منهم ونظمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام والمعهد الملكي للدراسات الدينية، بالتعاون مع جمعية "كاريتاس الكاثوليكية"، ومركز سيدة السلام.. بتقديم التهنئة للمسلمين بعيد الأضحى المبارك، وقال أحدهم وهو كان من أشهر رجال الأعمال بالموصل، قبل أن تُنهب متاجره وتخرب دياره: نعم، هَجَّرَتنا ما تسمى "الدولة الإسلامية"، لكننا نهنئ المسلمين بالعيد، فنحن على ثقة بأن الإسلام شيء، أما الإرهاب فهو شيء آخر، ولا علاقة له بالدين...
 الأب رفعت بدر كاهن
الأب رفعت بدر كاهن الكنيسة الكاثوليكية
وتعليقا على هذه التهنئة الجميلة قال الأب رفعت بدر كاهن الكنيسة الكاثوليكية بالأردن ورئيس المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام: 
"تستوقفنا تلك الكلمات على لسان أحد المهجرّين، وهو بالمناسبة رجل أعمال كبير، كان عليه أن يترك كل شيء وأن يتخلى عن عمله وثروته، لكي يبدأ، بمعاناة كبيرة، حياة جديدة هي التشرد واللجوء الديني والهروب من بيت أجداده وآبائه، مع زوجته وأبنائه، ووالدته؛ لأن ديانته "مختلفة"، وعليه إذا أراد أن يكمل مشوار حياته، أن يتنكر لديانته..
تستوقفنا كلماته وهو يهنئ المسلمين، إخوته وشركاءه بالمواطنة والعروبة المجروحة، والكرامة الإنسانية التي مهما ضعفت واستكانت، لكنها تبقى مقدسة كونها مخلوقة من يدي الخالق الكريم والقدير ومدبر الكون. وهو يهنئ المسلمين بعيد الأضحى، كونه يعلم العلم اليقين أنّ من أهانه إنما أهان المسلم، وأن من شرده، قد شرد صورة الشرق المتناغمة. الشرق الذي حصلت فيه حروب عدّة، لكنها لم تكن الغائية للآخر الديني كما نراها اليوم.
وبمناسبة العيد، وبمناسبة تهنئة مسيحيي الموصل لإخوتهم المسلمين بالعيد- نقدّم التهنئة الصادقة... للأمة الإسلامية، فإننا ندعو جميع المسلمين في العالم، إلى رفع الصلاة عالية في هذه الأيام المباركة؛ من أجل أن ينعم العلي القدير، على منطقتنا العزيزة بالخير والبركة، وأن يعيد الأمن والأمان إلى دول الجوار، وبخاصة في سوريا والعراق، وبأن تعمل الأسرة الدولية كيد واحدة؛ من أجل إشاعة أجواء السلام والعدالة، وإعادة المهجرين إلى بيوتهم وبلدانهم، فيعملوا كما كانوا سابقاً على بناء مجتمعاتهم الديمقراطية الحديثة، عبر تعزيز قيم المسامحة والمصالحة وحقوق الإنسان، ضمن مشروع المواطنة الصالحة والمساواة الدستورية بين جميع مكوّنات المجتمع الواحد".

شارك