المجندة الكردية بيريفان ساسون: الانتصار على داعش بالموت!

الإثنين 06/أكتوبر/2014 - 02:31 م
طباعة المجندة الكردية بيريفان
 
لا يعرف الكثيرون اسمها ولكنهم يتداولون صورتها على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، وينسجون حولها الحكايات الأسطورية، التي تليق بامرأة جميلة.. هناك من يلخص تعليقه بجمله قصيرة (رفضت أن تقع في يد داعشي همجي فقتلت نفسها بالرصاصة الأخيرة) أو (ابتسامتها تعلن الانتصار رغم ذبحها على يد داعشي)، لقد اختارت الموت بإرادتها الحرة.. إنها الكردية بيريفان ساسون.. المجندة الكردية والتي انضمت- منذ نحو عام- إلى المجندات الكرديات اللواتي حملن البنادق وتوجهن إلى جانب المقاتلين الأكراد نحو الصفوف الأمامية على الجبهات المشتعلة شمال سوريا.
المجندة الكردية بيريفان
تميزت هؤلاء الشابات ببسالتهن في القتال؛ دفاعاً عن القرى الكردية التي بات تنظيم داعش على مشارفها، ومن جديد في قرية كوباني الكردية وعلى أطرافها، يحاولن الدفاع عن قرى ترعرعن فيها. وتشكل النساء نسبة 30% تقريباً من المقاتلين الأكراد، وتترواح أعمارهن بين 18 إلى 30 عاماً. ويخضعن لتدريبات قاسية لا تختلف عن تلك التي يخضع لها الرجال. إلا أن قصة بيريفان ساسون، تميزت بشجاعة بلغت حد الموت؛ فقد أكدت بعض وسائل الإعلام التركية أن الأنباء الواردة من جبهات القتال في أطراف مدينة كوباني- التي تشهد معارك ضارية وغير متكافئة بالسلاح بين وحدات كردية من جهة وتنظيم داعش من جهة أخرى- تفيد بأن التنظيم قتل عدة أسرى من القوات الكردية بشكل بشع بعد نفاد ذخيرتهم، وأن بعض المقاتلين والمقاتلات يقاومون حتى آخر طلقة لديهم لينتحروا بها، كي لا يقعوا أسرى بيد التنظيم. وتهرب المجندات من الأسرى خوفا من الاغتصاب..

حياتها

حياتها
كشفت بعض المصادر ووسائل الإعلام التركية ومن بينها "راديكال"، بالإضافة إلى سياسيين أكراد في تركيا- أن المقاتلة الكردية من مدينة باطمان بشمال كردستان.. وتحمل اسما حركيا وهو (بيريفان ساسون) وتبلغ من العمر 19 عاما- انتحرت بآخر طلقة من سلاحها، وفضلت الموت على أن تقع في أيدي عناصر التنظيم. وفي رسالة قصيرة وجهتها عبر الموبايل قالت الشابة الشجاعة: "وداعاً".
غير أن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن قيادية في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي اقتحمت تجمعا لعناصر تنظيم "داعش" عند الأطراف الشرقية لمدينة كوباني، واشتبكت مع عناصر التنظيم، وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة، دون أن يذكر اسم المقاتلة، وما إذا كانت هي نفسها بيريفان أم لا، في حين ترجح معظم الترجيحات أن تكون كردية أخرى، مع العلم أن خبر الانتحارية أثار لغطاً كبيراً حول ما إذا كانت منفذته هي نفسها تلك الفتاة الشجاعة بيريفان؟ وهل هي التي تعرضت للذبح بعد انتحارها على يد داعشي؟
وكانت بيريفان ساسون قد صرحت لمراسل تلفزيون BBC البريطاني جبرييل جيتهاوس قبل أيام قليلة أنها سوف تنتحر بآخر طلقة من سلاحها، ولن تستسلم للتنظيم الذي يشنّ حرباً جائرة على أهلها في كوباني، بحسب تعبيرها. وظهرت في التقرير المصور تقول عن مقاتلي داعش: "يرتجفون عندما يرون امرأة تحمل مسدساً، بينما يصورون أنفسهم للعالم بأنهم شجعان. فواحدة من نسائنا تتحلى بالشجاعة والجدارة أكثر من 100 واحد من رجاله". 
يذكر أن أطراف مدينة كوباني تشهد معارك عنيفة بين داعش والقوات الكردية، كما يقوم التحالف العربي الدولي بشنّ غارات على أطراف المدينة. وكان الآلاف من السكان الأكراد فروا من المعارك الحاصلة، لا سيما بعد استهداف داعش للمدينة بعدد من قذائف الهاون والصواريخ، ونزحوا إلى تركيا، كما أن بعضهم علق على الحدود في ظروف بائسة. أما في آخر التطورات الميدانية، فقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن داعش تمكن من السيطرة على الجزء الجنوبي من هضبة مشته النور الواقع جنوب شرق مدينة كوباني (عين العرب).

شارك