"داعش" يستعرض قوته مع البيشمركَة

الأربعاء 08/أكتوبر/2014 - 07:36 م
طباعة داعش يستعرض  قوته
 
في ظل اهتمامه بالتواجد الإعلامي وإظهار قوته دعائيًا، نشر تنظيم "داعش"، مؤخراً، صوراً لمواجهات ومعارك حدثت بين عناصره وقوات البيشمركة الكردية في جبل "كانونة" شمال ناحية بعشيقة بالعراق.
داعش يستعرض  قوته
وذكر التنظيم الذي نشر البيان والصور التي حملت توقيعه في عدد من المواقع الإسلامية المتشددة أنه "بفضل الله تعالى قامَ أسودُ الخلافة في ولاية نينوى بصدِّ هجومٍ كبير لمليشيات البيشمركة العلمانية المدعومة بالطيران الأمريكي من جهة جبل كانونة شمال ناحية بعشيقة"، وقال داعش عن المعركة التي أسماها "معركة جبل كانونة" أن البيشمركَة "أُجبروا على الفرار بعد اشتباكٍ معهم بمختلف أنواع الأسلحة وهلاك (15) عنصراً منهم، وأسر ثلاثة ونحرهم، علاوةً على تدمير وإحراق العديد من آلياتهم".
يذكر أن ناحية بعشيقة التي يسكنها خليط من المسيحيين والأيزديين والمسلمين وبلدات الحمدانية وتلكيف كانت قد سقطت بيد تنظيم "داعش" بعد انسحاب قوات البيشمركَة الكردية منها فجر الـسابع  من أغسطس الماضي، وقال ضابط كبير في قوات البيشمركة الكردية إن "تنظيم داعش هاجم مواقع دفاعية عديدة للبيشمركة تقع على بعد خمسة كيلومترات تقريبا خارج جلولاء"، وأضاف أن "خمسة من البيشمركة قتلوا في المواجهات".
وأكد هذه الحصيلة ضابط آخر في البيشمركة، مشيرًا الى ان المسلحين الذين تمكنوا من التقدم في الاراضي الكردية لا يزالون بعيدين عن مدينة خانقين التي تبعد حوالى 20 كلم.
داعش يستعرض  قوته
من ناحيته قال مصدر عسكري في محافظة ديالى حيث تقع مدينتا جلولاء وخانقين، إن "تنظيم داعش حاول التقدم نحو خانقين بعدما حشد عددا كبيرا من المسلحين في جلولاء".
وخانقين التي يسيطر عليها الاكراد تقع على طريق يربط بين بغداد واقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
أما مدينة جلولاء الواقعة على بعد 130 كلم شمال شرق بغداد، فقد استولى عليها مسلحو داعش  في 11 أغسطس بعد انسحاب البيشمركة منها.
داعش يستعرض  قوته
وقد  بدأت قوات البيشمركة في الظهور بشكلها الحالي، مع تنامي الحركة القومية الكردية، والثورات الكردية ضد السلطة العراقية منذ عام 1961 ثم ثورة أيلول أو ما يُطلَق عليها الحرب الكردية العراقية الثانية عام 1974م التي قدمت إيران فيها دعمًا لوجيستيًا لقوات البيشمركة لمواجهة جيش النظام العراقي، ومع حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران عام 1980، وقفت قوات البيشمركة مع إيران ضد القوات العراقية، وهو ما كان له دور كبير في نجاح إيران، وكانت نتيجة ذلك المجازر التي ارتكبها صدّام حسين ضد الأكراد فيما عُرِف بحملة الأنفال، كان أقساها مذبحة حلبجة التي قتل فيها صدّام آلاف المدنيين الأكراد بالغاز الكيماوي، وأسفرت الحملة عن قتل مئات الآلاف ونزوح أكثر من مليون كردي، منذ بداية الصراع وبعد سقوط الموصل في يد مسلحي العشائر ومقاتلي ما تسمى بـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، بدأت قوات البيشمركة في الانتشار لحماية أمن كردستان، بل وتمددت القوات بعد ذلك لما هو أبعد من حدود دولة كردستان والمحافظات الكردية الثلاث، أربيل والسليمانية ودهوك، إلى مدينة كركوك المتنازع عليها وقامت بإحكام السيطرة عليها بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها. و تسعى قوات البيشمركة في الصراع الحالي لحماية أمن كردستان ووقف تقدم قوات داعش باتجاه الحدود، فيدور الصراع بين البيشمركة وداعش في ثلاث مناطق هي: سنجار جنوب دهوك التابعة لإقليم كردستان وغربي الموصل، وتعتبر الحد الفاصل بين مدينة الموصل والحدود العراقية، وتسعى داعش للسيطرة عليها؛ لتأمين الإمدادات بين عناصر التنظيم في سوريا والعراق.
المنطقة الثانية هي منطقة زمار، والتي تشهد معارك بين داعش والبيشمركة، وتسيطر داعش على وسطها بينما تحاصرها قوات البيشمركة.
أما المنطقة الثالثة هي منطقة كوك جلي التي تقع شرق الموصل وغرب أربيل، وتسعى داعش للسيطرة عليها للوصول إلى أربيل.

شارك