ندوة "العنف في مفهوم الدين بلبنان".. تكشف قوة الإسلام تنصر المسيحيين والإيزيديين والأكراد على داعش
الجمعة 10/أكتوبر/2014 - 07:18 م
طباعة

ـ تكفيرُ النَّاس ومحاسبتُهم على أساسِ الدِّينِ والإيمانِ خروجٌ عن الإسلامِ وقواعدِهِ الثَّابتة
ـ وجَبَت القُوَّة المشروعة لمنع الظُّلم لا لِتَكرِيْسِهِ، وهو ما أقرَّتهُ "بيانات روما" المتتالية جرَّاء ما طال المسيحيين

حول "العنف في مفهوم الدين وكيفية مواجهته"، عقدت ندوة في المركز الكاثوليكي للإعلام، بلبنان بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام وترأس الندوة رئيس اساقفة بيروت ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بولس مطر، وشارك فيها: المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان، مدير عام الأوقاف الإسلامية سماحة الشيخ هشام خليفة، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، .
في البداية رحب المطران مطر بالحضور وقال:

حول موضوع العنفِ وعلاقتِهِ بالإيمانِ، يجدرُ بنا جميعًا العودة إلى أصولِ الدِّين ومَعَانيه السَّاميةِ لِنُدركَ أنَّه لا يتآلفُ مع العنفِ أبدًا، وأنَّ العنفَ هو مُنافٍ للدِّينِ وخارجٌ عليه خروجًا كبيرًا، فالعنفُ لا يتَّفقُ مع الحرِّيَّةِ الَّتي مَنَّ بها اللهُ على النَّاس، إذْ خلقَهُم أحرارًا وجعلَهُم مسئولين تجاهَهُ وتجاهَهُ وحده. والدِّينُ الإسلاميُّ كما المسيحيُّ يؤمنُ بهذه الحرِّيَّةِ لأنَّه يؤمنُ بالثَّوابِ والعقابِ وباليوم الآخر حيثُ يُجازي اللهُ كلَّ إنسانٍ على أعمالِهِ، لا بلْ على العكس، فإنَّ الإسلامَ يقولُ عن المؤمنين أنَّهم لا يخافون يومًا تتقلَّب فيه القلوب والأبصار لِيُجزيهم الله بما عملوا، وأنَّ الإسلامَ يذهبُ إلى قولٍ هو آيةٌ في الوضوح، «مَن شاء فليؤمن ومَن شاء فليكفر». وليس سوى الله وحده حسيب.
أضاف: "فالعباداتُ هي لله وحدهِ وليس لأيِّ إنسانٍ شأن بعباداتِ غيرِهِ. أمَّا المعاملاتُ فمفروض بشأنها على النَّاسِ جميعًا أن يعتبرُوا بعضَهُم متساوين فيُقيموا السُّلطةَ المدنيَّةَ لتسييرِ شئون الحياة الدُّنيا بما يحترمُ حقوقَ الله من جهةٍ وحقوقَ النَّاسِ من جهةٍ أخرى. أمَّا الدَّولةُ الإسلاميَّةُ فهي الدَّولةُ الَّتي نرى صورةً لها مشرقةً في عهودِ الخلفاءِ الرَّاشدين حيثُ كان الحكمُ شَورى بين المؤمنين وحيثُ كان التَّسامحُ مع أهلِ الأديان ولا سيَّما أهل الكتابِ سيِّدَ الموقفِ وحيثُ برزَ عدلُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه آيةً في حُسنِ التَّعاملِ مع الجميعِ بمعزلٍ عن دينِهِم وحيثُ بلغَ علي بن أبي طالب قمَّةَ الحكمةِ في ممارسةِ الحكمِ وإقامةِ سلطةِ الدَّولة".
العنف اغتصاب للسلطة

المطران مطر
وتساءل: "نحنُ اليومَ نسألُ أيَّ باحثٍ في أمور الدَّولة الإسلاميَّة إذا كانت قد تجسَّدت كلِّيًّا إلى الآن ومنذُ وجودِها، فنقول ما هي مكانةُ غير المسلمين في هذه الدَّولة؟ هل هُم مواطنون لإخوانهم وشركاءُ مصيرٍ معهم في السَّعي وراءَ الخبزِ ووراءَ الكرامةِ والمساواة؟ وهل يُمكن أن نتجاهلَ اليومَ بأنَّ ثلثَ المسلمين في العالمِ يعيشُ في دُولٍ غير إسلاميَّةٍ وأنَّ المسيحيِّين أيضًا يحيَون بأعدادٍ مماثلةٍ في بلدان غير مسيحيَّة؟ فكيف يكونُ التَّعاملُ العالميُّ بين الشُّعوبِ وعلى أيِّ أساسٍ يقومُ؟ هل يقومُ على العنفِ أمْ على الحقِّ وعلى الرِّضى وعلى المواثيق؟ وهل لا نرى أنَّ العنفَ هو اغتصابٌ للسُّلطةِ ونقضٌ للعلاقةِ بين البشرِ على ما يعلِّم الإسلامُ ذاته بأنَّ لا فضلَ لِعَربيٍّ على أعجميٍّ إلاَّ بالتَّقوى؟".
وتابع المطران مطر قائلا "أمَّا تكفيرُ النَّاس ومحاسبتُهم على أساسِ الدِّينِ والإيمانِ فهو خروجٌ عن الإسلامِ وقواعدِهِ الثَّابتة، وهذا أمرٌ ننتظرُ من إخوانِنا المسلمين مُعالجتَهُ فكريًّا قبلَ أن يُعالَجَ بالعنفِ والقوَّةِ كما يفكِّرُ البعضُ، لأنَّ هذه المعالجةَ العنيفةَ بالإضافةِ إلى أنَّها لا تأتي بحلٍّ ولا تُزيلُ الخطأَ والشَّرَّ من الوجودِ، تبقى معالجةً غير دينيَّةٍ لأنَّها تخرجُ عن قواعد احترامِ حقوقِ الله في حُكمِهِ فلا إلهَ إلاَّهُ يُحاكمُ النَّاسَ ويُحاسبُهم في يومِ القيامة".
وأضاف: "على هذه الأسُسِ الرَّاسِخةِ من الدِّينِ الحاضِنِ للحرِّيَّةِ ومن الدُّنيا في توجُّهِها نحوَ احترامِ حقوقِ النَّاسِ وكراماتِهِم جميعًا نطرحُ السُّؤالَ اليومَ حولَ العالمِ العربيِّ والإسلاميِّ من حولِنا وحول توجهاتِ بعض أبنائه في حنينِهِم إلى الخلافةِ دونَ النَّظرِ بِدَورِ هذه الخلافةِ ولا بما قدَّمتهُ الخلافةُ التَّاريخيَّةُ من قِيَمٍ وبما عرفَتهُ من تصرُّفاتٍ شخصيَّةٍ تعلَّقت بشخصِ الحاكِمين أكثر ممَّا تعلَّقت بالإيمانِ القويمِ؟".
دساتير حديثة
تابع: "وليس على سبيلِ الصُّدفِ أن يكونَ العالمُ العربيُّ اليومَ بحاجةٍ إلى إعادةِ النَّظرِ بدساتير دُوَلِه وذلك بعد مرورِ مئة عام على غيابِ السَّلطنةِ العثمانيَّةِ الَّتي حكمَتهُ باسمِ نظامِ المِلَلِ وبعد نقضِ هذا الحُكمِ من الشَّعبِ التُّركيِّ بنفسِهِ قبلَ أن ينقضَهُ الآخرون، فبدلاً من أن نغرقَ بالعنفِ في أيَّامِنا الحاضرةِ، وأن نُعِيدَ النَّظرَ بالحدودِ القائمةِ بينَ دُوَلِنا يجدرُ بنا أن نتمسَّكَ أكثر فأكثر بالحرِّيَّةِ وبكرامةِ الإنسانِ وأن نفتِّشَ معًا وعلى هذا الأساسِ عن قيمٍ للحكمِ تحفظُ حقَّ اللهِ وحقَّ الإنسانِ في آنٍ معًا. فالعنفُ المتفلِّتُ من عقالِهِ اليومَ، هو تهديدٌ لكلِّ مكتسباتِ العربِ عبرَ تاريخِهِم وهو غرقٌ في مستنقعاتِ اللاَّ عقلانيَّةِ، واللاَّ إنسانيَّةِ واللاَّ حقوقيَّةِ بشكلٍ رهيب".
وختم: "فيا أهلَ العقلِ جميعًا ويا أهلَ الحكمةِ، إنَّ التَّعاونَ فيما بينكم على حلِّ مشاكل اليوم يبقى هو الأساس لإنقاذِ البيتِ وأهلِهِ من الضَّياع، وإنَّكم لن تُحرَمُوا هذه الحكمة إذا ما طلبتموها من الرَّبِّ صانعِها، وإنَّ اللهَ الَّذي خلقَكُم بدونِكُم لا يريدُ أن يخلِّصَكُم بدونكم، فَبِيَدِكم بعض خلاصِكُم، فهيَّا على الفلاحِ جميعًا لعلَّكم تفلحون".
وظائف القوة

المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان
ثم كانت مداخلة الشيخ أحمد قبلان، والتي قدم فيها نموذجًا عن حقيقة الدين الإسلامي وكل الأديان السماوية قائلاً:
"بالعقل العقائدي في الإسلام، اللهُ هو مصدر الوجود، وهو الضَّامِن الكوني والتَّشريعي للإنسان بسعة وجوديَّة الإنسان وأدوارهِ الوظيفيَّة، بعيداً عن لونِه وجنسِهِ ومعتقده. ويلزم مِن هذا المعنى أنَّ العنف كعنف ممنوعٌ شَرْعَاً ومنبوذ، ولا يمكن أن يكتسب الشَّرعيَّة أو التَّأييد السَّمَاوِي".
وتابع: "لكن لا بُدَّ مِن تمييز العنف عن "أدوار القُوَّة"، لأنَّ الشَّرع الإسلامي حَدَّدَ للقوَّة وظائف لا بُدَّ منها، مثل حماية الفرد والجماعة والصّيغة المدنيَّة كعنوان للحقوق المحميَّة، بل وَسَّعَ مِن إطارها ليشمل حماية الضَّعيف والمظلوم مهما كان دِيْنُهُ أو مِلَّته أو اعتقاده، لدرجة أنَّ الحيثيَّة الشَّرعيَّة في العراق وسوريا أوجبت الدّفَاع عن الإيزيديين والمسيحيين والأكراد بل والملاحِدة، وسقطَ في سبيل ذلك شهداء، لأنَّ مضبط القُوَّة كعنوان للشرعيَّة يكمُن بوجوب استعمالها لردع ظُلم، أو منع مفسدة، أو ردّ باطل أو حماية حق".
أضاف: "ويُمكِن بهذه العجالة أن أشير إلى أنَّ القوَّة وظيفة حمائيَّة أكثر منها وظيفة فعل ابتدائي، لدرجة أنَّ اللهَ طرَّزَ شرعيَّة القتال في سبيله بقوله: "قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ "الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ"، وَلاَ تَعْتَدُواْ، إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ". فأكَّد أنَّ "دفعَ العدوان" هو سَبِيْلُهُ، وليس اختلاق العدوان.! لذا قيَّدَهُ بالذين يُقَاتِلُونَكم، ثمَّ قال: "وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِين"، أي لا تتجاوز مِن حَدِّ المعتدي إلى غيره".
دين الكلمة

العنف لغه داعش مع كل الاديان
وقال: "وبتعبير أصرح بالبنية الإسلاميَّة، الإسلام دِيْنُ الكلمة وليس دِينَ السَّيف، وهو قوله: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ".
وتابع: "بخلفيَّة أنَّ العلاقة مع الآخر المختلف عَقَدِيَّاً، محورُها العقل، وليس القوَّة.! على أنَّ الله تعالى حسم مطلقيَّة الجدل بقوله: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ". لأنَّ الدِّين فِعل قَلْب، ولأنه "قد تبيّن الرشدُ من الغيّ".
أضاف: "يبقى أنَّ هناك مَن يعتقد أنَّ القوَّة طموح وظيفي لِنَشر الدِّين، وجوابه ليس في القرآن أو السّنَّة النَّبويَّة مدرك لهذا القول، لأنَّ اللهَ في معرض بيان قانون الدَّعوة حدَّد ذلك "بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ"، وقَنَّنَ الجَدَل الوجودي والأداة المعتمدة بين العقول المختلفة عقديَّاً "بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" بمضبط العقول والنُّقُول التي أسَّسَت للمعروف دِيْنَاً للأخلاق المدنيَّة، وهو واحدٌ مِن بُطُون قوله تعالى: “فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ* لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُسيْطِرٍ": نافياً بذلك عقليَّة السَّيف أو القوَّة، لأنَّها ليست أداةً مقبولة بمضبط السَّمَاء ومرادات الدّعوة أو الإقناع"، وأضاف "نعم يبقى النِّقَاش في ردع الظُّلم، وسعة الوسيلة في ذلك، وهذا جوابُهُ بالحدِّ الفاصِل بين شرعيَّة القُوَّة وقُوَّة الشَّرعيَّة، وبهذه الحيثيَّة يتمُّ بَتر خصوصيَّة العنف عن القُوَّة، لأنَّ الأديان والعقول لا تُدِيْن مطلق القُوَّة، بل خصوص القوَّة الآثمة، أو القوَّة اللامشروعة، وينتُج عن ذلك أنَّ القوَّة التي تَنصُرُ الإيزيديين أو المسيحيين أو الأكراد في كوباني، هي قوَّة مُبَرَّرة بالعقل والنَّقل، بل مُلْزِمَةٌ بالضرورتَين".
المقدس الأول

الشيخ هشام خليفة
أضاف: "بتعبير آخر الإنسان "هو المقدَّس الأوَّل" بالفقه الوجودي الأوسع مِن فقه السُّلوك، وهو مُرَاد قوله تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”: ليس "تكريم وجود" فحسب، بل بسعة ما يعنيه ضمان الإنسان كدور وظيفي ومقصد وجودي ومحلّ أعَمِّ لكرامةِ الله تعالى. وبهذه الحيثيَّة أوجبَ اللهُ تعالى اعتماد القوَّة كضَامِن لحفظ هذا الإنسان بسَعَة حقوقِهِ، مُؤَكّداً أنَّ أية قوَّة تخالِف الشَّجرة الحقوقيَّة للنَّوع الإنساني بسعة قول الإمام علي: الرَّعيّة صنفان: إمَّا أخٌ لك في الدِّين أو نظير لك في الخَلق) هي عُنْفٌ مُحَرَّم ومحظور، ويجب ردعُهُ ومخالفته".
وقال "أصرَّ الإسلام على أنَّ مقولة "إنْ ضَرَبكَ على خدِّك الأيمن، فأدِر له خَدَّك الأيسر" تصلح كضرورة أخلاقيَّة، لكنَّهَا لا تَصلُح لحماية الإنسان كقيمةٍ وجوديَّة في عالَمٍ تتناهشُهُ الذّئَاب.! بمعنى أنَّ تَرْك المسيحيين السُّوريين أو العراقيين أو الإيزيديين أمام "ذِئْب التَّكفير" كادَ يلتهمهم جميعاً، لذا وجَبَت القُوَّة المشروعة لمنع الظُّلم لا لِتَكرِيْسِهِ، وهو ما أقرَّتهُ "بيانات روما" المتتالية جرَّاء ما طال المسيحيين، أو غيرهم في سوريا والعراق".
وقال: "الإنسان كقيمة وجوديَّة هو حيثيَّة حقوقيَّة محميَّة وواجبة الحفظ، ببعد النَّظَر عن هذا الإنسان: فرد أو جماعة أو اجتماع مدني. لذا، فإنَّ "هذا الإنسان" بهذه الحيثيّة لا يجوز ترويعه بالقوَّة لدعوة، أو لاختلاف عَقَدِي، أو لخصومة فكريَّة أو لتنفيذ مشروع سياسي، أو لغَلَبَة ديمغرافيَّة، أو لطموح جغرافي، أو لمطلب سُلطَوِي".
وختم بالقول: "الخصومة الحقوقيَّة ليست مُبَرِّرَاً للسَّيف، بل مورداً للغَلَبَة الفكريَّة، كما أنَّ الأداة السِّلميَّة بمختلف عناوينها هي مركز الدّعم الحقوقي في الإسلام، ومنها حقوقيَّة الفرد والجماعة بسلميَّة حياتِها، لأنّ كلَّ موطِن لا تبريرَ للقوَّةِ فيه، هو "عُنف".
وفي مداخلته.. قال الشيخ هشام خليفة: لقد أولى الإسلام اهتماماً كبيراً وبالغاً لكل ما من شأنه أن يحافظ على سلامة الحياة الإنسانية واستقرارها، وكل ما من شأنه أن يحمي كرامة الإنسان ويصون مقومات وجوده وأمنه ورخائه، لذلك نراه يركز توجيهاته لأتباعه بضرورة العناية بها، بل إننا نستطيع أن نؤكد أن كل التشريعات والقوانين التي سنها الإسلام وحد حدودها هي لحفظ وجود الإنسان ولحفظ أمنه، ولقد ذكر ذلك مرات متعددة في الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وحذر من أن التعدي على العقل أو الروح أو العرض أو الفكر أو الملكية هو من الكبائر والعظائم والتي تهدد مرتكبها بالعقاب الشديد في الدنيا وفي الآخرة".
"والضرب بيد من حديد على يد أي فرد أو جماعة أو مجموعة مهما كانت عددها وحجمها ومهما كانت آراؤها وادعاءاتها ان هي عملت على خرق السلم الانساني والأمن البشري في تجاوز هذه الحقوق واشاعة الاضطراب والقلق والخوف في المجتمع لذلك قال الله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ").
نفوس مريضة

وأضاف خليفة: "قال الله تعالى (إنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آية 33 من سورة المائدة. ولقد حدد العلماء من هم المحاربون لله ولرسوله فقالوا : إن المحارب المقصود في هذه الآية هو كل إنسان خرج في الطريق العام واشهر سلاحاً مخيفاً للناس معرضاً أمنهم وحياتهم للخطر، فإنه محارب قاطع طريق تجري عليه احكام المحاربين".
ورأى "أن ما يحدث مؤخراً من تقدم الجماعات المسلحة وعمليات القتل والذبح والأعمال التي تؤدي الى ازهاق أرواح الأبرياء من المسلمين وغيرهم ممن دخلوا بلاد الإسلام أو من هم يعيشون بيننا ومعنا واجراماً نراه عملاً مبتوراً معاقاً ينتج إما عن نفسية وعقلية مريضة لا يستقيم تفكيرها ولا أولوياتها ولا تعي ظروف ومصالح الأمة اليوم، او هي ناتجة عن مؤامرة كبيرة وخطيرة تنفذها أيادٍ عربية بشبهة إسلامية، ليست من الإسلام في شيء، ولكن بتخطيط وعقلية وتدبير صهيوني استعماري يسعى لفتح فجوة وخرق جدار الأمن العربي والاسلامي ليسهل عليه السيطرة على كل المنطقة الهيمنة الماكرة والخبيثة وتحطيم الهيبة والمنعة المعنوية التي تحيط ببعض الدول العربية والاسلامية. لذلك فإن فرض عقوبات قاسية على الارهابيين قد تكون رادعة لهم عن التعدي على الأبرياء والآمنين".