كامل رحومة الصندوق الأسود لـ"الإخوان" يتحدث في حوار المفاجآت/مفاجأة.. الإرهابية تمجد 25 يناير علانية وتهاجمها سرا/مسؤول إخوانى يمهد لـ«المصالحة المصرية- التركية» بالمحافظات
الأربعاء 13/يوليو/2016 - 10:24 ص
طباعة
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف المحلية والعربية بخصوص جماعات الاسلام السياسي وكل ما يتعلق بتلك التنظيمات داخل مصر بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) صباح اليوم الأربعاء الموافق 13-7-2016.
كامل رحومة الصندوق الأسود لـ"الإخوان" يتحدث في حوار المفاجآت: "السيسي" أفسد مخططًا لاستبدال "الشاطر" بـ"مرسي" في "30 يونيو"
نائب المرشد منع الأعضاء من التظاهر فى «أحداث الحرس الجمهورى».. وزوّر نتائج استفتاء حول المشاركة فى 30 يونيو لتخدير جماعته
«الشاطر» سرب وثيقة سفر والدة «أبوإسماعيل».. وتفوه بألفاظ سوقية عند استبعاده من الترشح للرئاسة
أبوالفتوح والبرادعى ينفذان مشروعًا غربيًا واحدًا.. و«وائل غنيم» و«بلال فضل» و«مصطفى النجار» يتبعونهما
رئيس «مصر القوية» يحتفظ بعضويته فى التنظيم الدولى.. والبرادعى كان يعلم بوجود نية لانتخابات رئاسية مبكرة
لا يزال تنظيم الإخوان يمثل غرفة سوداء مظلمة مليئة بالأسرار، منذ تأسيسه وحتى الآن بحكم طبيعته السرية الغامضة، أسرار كبيرة وكثيرة مدفونة داخل صندوق أسود يحتاج إلى من يفك شفراته، ومن بين من نجحوا فى فك بعض طلاسم هذا الصندوق القيادى الإخوانى المنشق، كامل رحومة، الذى منحه تنظيم الإخوان نفسه لقب «الصندوق الأسود للجماعة» وقت أن كان فيه لامتلاكه العديد من الأسرار الخاصة بالإخوان والتى لم تنشر من قبل.
اختفى «رحومة» عن الأضواء تمامًا واكتفى بكتابة بعض المقالات وتنظيم الندوات والحوارات الثقافية بالبحيرة، متبنيًا فكرا حداثيًا يتفق فى كثير من جوانبه مع رؤية د. عبدالوهاب المسيرى، ويدعو لهذا الفكر من خلال جمعية تحمل اسم «محبى عبدالوهاب المسيرى لتنمية الفنون والآداب»، رافضًا الحديث عن جماعته السابقة، وما فيها من أسرار، حتى التقته «البوابة»، ونجحت فى إثنائه عن قراره ليفتح فى حواره معها إحدى خزائن الأسرار الكثيرة التى يمتلكها عن الجماعة، وإلى نص الحوار..
■ ما آخر مؤلفاتك بعد الكتاب الشهير «المسيرى وثقافة المكان»؟
- لى كتاب قيد الإصدار الآن اسمه «المقاهى الثقافية فى العالم»، وكتابان رهن الإعداد، واحد عن «هرمس الحكيم» والثانى عن «الفولكلور فى محافظة البحيرة».
■ ما حكاية لقب «الصندوق الأسود» هذا؟
- صديقى الكاتب الصحفى «سامح عيد» فى كتابه «تجربتى فى سراديب الإخوان» أفرد فقرة كبيرة عنى بعنوان «كامل رحومة الصندوق الأسود»، لأن سامح كان «مسئولى فى الإخوان» أى أعلى رتبة منى.. لكن صديقنا المشترك «أ. د. عمار على حسن» عدل اللقب للـ«الصندوق الأبيض» خوفا علىّ.. وأنا رضيت بلقب وسط بينهما «الصندوق الرمادى».
■ ما سر رفضك الحديث عن جماعة الإخوان.. ولماذا اختصصت «البوابة» بذلك الآن؟
- أنا خلاص نسيتهم.. ونسيت فكرهم.. وسيرتهم بتقلب عليا المواجع.. أنا سعيد يا عزيزى بنسيانهم.. أما لماذا أختص «البوابة».. فأنت أتيتنى حتى باب بيتى فى دمنهور ومن ثم تُكرم أنت و«البوابة»، والحقيقة فأنا مهتم بالأفكار أكثر من اهتمامى بالأشخاص والأحداث.
■ كيف كانت بداية انضمامك لجماعة الإخوان؟
- دخلت الإخوان عن طريق أحد جيرانى الذى رشحنى للانضمام إلى الجماعة وأنا فى سن صغيرة من عمرى (١٩ سنة تقريبًا)، وهى نفس طريقة تجنيد معظم أعضاء الإخوان.
■ وما سر خروجك من الجماعة؟
- خروجى منها.. أم رفضى الرجوع إليها؟
■ فسر لي؟
- نعم.. هم تخلصوا منى أولا، ثم حاولوا إرجاعى فيما بعد، لكننى رفضت لأننى كنت قد راجعت أفكارى بالقراءة والاطلاع، والقراءة حصن من أراد طريق الصواب، وهم يكرهون القراءة.
■ لماذا؟
- المعرفة يا سيدى فى هذه الجماعة معرفة تداولية تقوم على ما يشبه الشائعات دون تحقيق علمى أو تخريج لما يقولون، يكفى أن تثق بالقيادة، ثم تقول القيادة ما تقول، ولا مانع من موقفين من سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) على آيتين على حديثين (نقاوة)، فى صورة خطاب إسلامى بسيط، يخاصم العلوم الاجتماعية ويعادى المعرفة الحرة أصلًا، وللعلم الجماعة لا تقبل أى عقول نقدية بداخلها، بدليل أن معظم قيادات الجماعة من الأطباء والمهندسين والجيولوجيين والزراعيين، وتلك التخصصات لا تحتاج إلا إلى خطاب إسلامى بسيط كما قلت لك، ولن تجد فيهم قيادة تخصص فلسفة أو اجتماع أو قانون أو أدب إنجليزى مثلا أو أى فرع من فروع العلوم الاجتماعية.
■ عرفت أن لخروجك حكاية طريفة، فما تلك الحكاية؟
- لن تصدق القصة ولكنى سأحكيها لك، يومًا ما قامت الجماعة بعمل فرقة بحثية على كتاب عن الإبداع، وقالوا لنا - وهذا كلام غير حقيقى طبعا - إن هناك هدفر إخوانيا كبيرا اسمه «تشجيع الإنتاج الذهنى والإبداع الفكرى واستقلالية الشخصية»، ودعونى للمشاركة فى هذه المسابقة، فقمت بكتابة بحث باسم «الفاعلية: إبداع واستقلالية شخصية»، يومها أخذت جائزة أفضل بحث، وكرمت من قبل الجماعة، فطلبوا أن يقابلوننى ويجلسوا معى، وبالفعل حددوا لى موعدا مع «د. حامد عبدالماجد القويسى» وهو موجود فى لندن حاليًا، ثم بتدخل آخرين تم إلغاء المقابلة، وأرسل قسم التربية لى رسالة مفادها ألا أكتب مرة أخرى، وقالوا لى وقتها جملة لن أنساها: «لا للتنظير، المنظرون دائمًا على خطر».
■ لماذا يكرهك الإخوان كل هذا الكره دونًا عن باقى المنشقين عن الجماعة؟
- هم يكرهون المنشقين جميعًا.. ولكنهم يكرهوننى بزيادة، لأنى أستطيع فعل ما أراه صادقا.. هم يخافون من مبادأتى وحركتى السريعة، وقد أخبرنى صديقى «سامح عيد»: إنهم جميعا - باستثناء «م. حسام حميدة» - كانوا مجمعين على ضرورة التخلص منى لأنى «لمض»، ولأن ماكينة الفرز الإخوانية كانت تشير لهم بأنى مشاغب.. وسامح له رأى آخر: إنهم يكرهوننى لأنى شخص لدى طبيعة ورثتها عن عائلتى وهى الفهم والتحليل والربط حتى الوصول للحقيقة، الأمر الذى جعلنى أرى أشياء لم يرها غيرى فى الجماعة، وهذا سر كرههم لى، هذا بالإضافة إلى أننى ليس عندى قداسة لأى شخص منهم، فكنت أرى كل القيادات على طبائعهم دون هالات قدسية.
■ لكنك قلت إنهم حاولوا فيما بعد استيعابك فمتى؟ ولماذا لم توافق؟
- كان ذلك فى حوالى ٢٠٠٣م أو ٢٠٠٤م.. لأننى كنت تعرفت بالدكتور عبدالوهاب المسيرى.. وهو بالمناسبة عكس ما يظن البعض.. كان لا يحبهم ولا يحبونه.. وهو ضد إسلام التنظيمات، وضد دمج الدين فى السياسة، ومفهومه العبقرى عن «العلمانية الجزئية» هو رؤية راجحة جدا لصورة الإسلام الحقة.. والله أعلم.
■ لك تحليل خطير مختصره أن خيرت الشاطر وراء ثورة ٣٠ يونيو وعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، فكيف هذا الأمر؟
- خيرت الشاطر من أهم وأقوى قيادات الإخوان، ومدعوم بشكل كامل من أمريكا وإنجلترا، وقوته تفوق التنظيم الدولى للإخوان، كانت عينه على الرئاسة منذ الوهلة الأولى، ومعلوماتى أنه صدرت له أوامر غربية عن طريق «كاترين أشتون» مفوضة العلاقات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، وآخرين بألا يعادى يوم ٣٠ يونيو، قبل أن يتحول إلى ثورة غضب ضد الإخوان، وكان هذا ظاهرا عندما قرر ألا ينزل الإخوان إلى الميادين فى هذا اليوم بعد أن كانوا قرروا النزول، ومن المعلومات أيضا التى وصلت لى من داخل الجماعة، حدوث استفتاء داخلى أشبه بالورقة البحثية لمعرفة رأى الشعب المصرى فى النزول يوم ٣٠ يونيو ضد الرئيس الإخوانى محمد مرسى، ووصلت نتيجة الاستفتاء إلى أن أكثر من ٩٠٪ من الشريحة المستهدفة سينزلون يوم ٣٠ وسيشاركون فى الثورة على الإخوان، ولكن تم تزوير هذا الاستفتاء كعادتهم لتصبح نسبة المشاركين فى هذا اليوم من الشعب فقط ٤٣٪، ليمارس خيرت معهم خطة الخداع المتفق عليها مع الأمريكان. وقد أكد لى هذا التزوير قيادى من المنوفية قريب من الدكتور «كمال الهلباوى»، وقال إن هناك تحقيقات داخلية تمت داخل الجماعة بتهمة عدم الثقة فى القيادة مع كل من شكك فى تلك النسبة التى جعلت جمهور الإخوان مطمئنًا جدًا بألا أحد سينزل ضد مرسى فى ٣٠ يونيو.
■ وإلام كان يهدف الشاطر من هذا الأمر؟
- معلومات مؤكدة لدى أيضا تفيد بوجود نية فى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان البرادعى يعرف بهذا الأمر، ولمح بذلك فى «مؤتمر الاتحاد الأوروبى» فى فلورنسا بإيطاليا، وكان من المنتظر أن يكون خيرت الشاطر هو ممثل الإخوان فيها، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهى السفن، بعد أن أعلن الرئيس السيسى عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى من منصبه واعتقاله، الأمر الذى أفسد كل مخططات الإخوان، وللعلم خيرت الشاطر شخص براجماتى جدا، وتاجر، كان يحلم بكرسى الرئاسة بدليل أن الجماعة رشحته أو هو الذى رشح نفسه فى البداية كمرشح رسمى لها ودفعت بمرسى احتياطيا له، وبعد خروجه حتى من السباق الانتخابى وفوز مرسى بالرئاسة كان الشاطر هو من يدير الدولة خلف الستار، ومن الطبيعى جدا أنه بعد سقوط مرسى يكون خيرت الشاطر هو بديل الإخوان، وأؤكد لك على وجود خطة إخوانية محكمة وضعت لتغيير مرسى لصالح خيرت.
■ هل الشاطر كان متعطشًا لهذه الدرجة لرئاسة مصر؟
- التعطش كلمة بسيطة، سأقص لك موقفا خطيرا، وهو ببساطة أن خيرت الشاطر عندما علم باستبعاده من الانتخابات الرئاسية قبل الماضية تلفظ بألفاظ شوارعية وركل الكرسى برجله وأشياء أخرى أخبرنا بها من حضر، ولولا الإحراج الذى قد يتسبب لهم لسميتهم بالاسم.
■ ولكنك قلت لى عنهم قبل التسجيل؟
- لو سمحت، هذا أمر يحتاج منى استئذانهم، وبالنسبة لتعطش الشاطر للرئاسة سأزيدك من الشعر بيتًا آخر: لعلمك «خيرت الشاطر» هو من سرب وثيقة جواز سفر والدة «حازم صلاح أبوإسماعيل» للجنة العليا للانتخابات، وقد حصل على الوثيقة بمساعدة تنظيم الإخوان فى ولاية كاليفورنيا.
■ لماذا؟
- ليستأثر هو بكونه المرشح الإسلامى المقابل لأبوالفتوح.
■ نعم أتفهم ذلك.. ولماذا كانت تريد أمريكا عزل مرسى، ومرسى مثل الخاتم فى أصبعها؟
- قلت لك أمريكا يهمها الفوضى.. وأن يحدث صراع فى مصر على السلطة، لكن الجيش المصرى تنبه لذلك وكان أذكى من كل الأطراف.
■ وبعد انشقاقك عن جماعة الإخوان.. انضممت لعبدالمنعم أبوالفتوح فى حزب مصر القوية ثم تركته أيضا فلماذا؟
- برغم خروجى من الجماعة منذ زمن طويل، كنت لم أخرج من عباءة فكرة «الإسلام السياسى» التى خلعتها برمتها عنى الآن، فما هى إلا أكذوبة كبرى. فكان أبوالفتوح هو الأقرب لأفكارى.. ثم بدا لى منه ما جعلنى أتحفظ عليه عبر مراحل، أولًا وجدته مثل الإخوان لا يحب القراءة والقراء ولا الثقافة ولا الفكر.. أخذت مسافة قصيرة.. فوجدته يتصرف فى الحزب منفردًا، وقد قيل لنا صراحة: «هذا حزب أبوالفتوح ولا أحد غيره».. فأخذت مسافة أكبر، وأذكر أن عرض علىّ أمين الحزب بالقاهرة «أ. أسامة الدلهماوى» وتقريبا أمين الجيزة لا أتذكر «أ. صفى الدين»، ومن قبلهم القائم بأعمال أمين التنظيم فى الحزب «على أنور» دخول المكتب السياسى للحزب لكننى رفضت.
كانت القطيعة السياسية الكاملة بعد تصريحاته عقب أحداث الحرس الجمهورى عندما قال: «حدثنى من أثق به»!!.. وأنا أعلم أن من يثق به هم أصدقاؤه من الإخوان و«د. محمد الشهاوى» مدير حملته الانتخابية الذى كان موجودا فى تلك التظاهرات، وللعلم أبوالفتوح كان يعده لمنصب نائب رئيس الجمهورية فى حال فوزه بالانتخابات، وقلت لنفسي: بعد كل هذا ما زلت تقول عن الإخوان عجبا: «حدثنى من أثق به!!..» وكتبت ساعتها مقالا مهذبا فى عمود فى جريدة الوطن بعنوان «أبوالفتوح فقد البوصلة.. ولهذا أستقيل من حزبه».
■ هل صحيح أن أبوالفتوح يحتفظ بعضويته فى التنظيم الدولي؟
- أظن نعم ما زال.. فهو دائم الاتصال بهم، بل والسفر فى مهام واضح أنها تتبع التنظيم الدولى، مثل مهمته مع إخوان الأردن مثلا.. بمعنى آخر هو متعارض مع إخوان مصر ومتقابل مع إخوان الخارج.
■ هذا يعنى أن أبوالفتوح لم ينسلخ بعد بشكل رسمى من الإخوان؟
- عبدالمنعم أبوالفتوح هو المؤسس الحقيقى لجماعة الإخوان فى مصر، ويطلق عليه فى الجماعة المؤسس الثانى لجماعة الإخوان، فبعد خروج «عمر التلمسانى» من السجن بفرمان من الرئيس الراحل أنور السادات، لم يكن هناك إخوان، بل قام أبوالفتوح بحشد طلاب الجامعات من أبناء الجماعات الإسلامية الأخرى وأقنعهم بالانضمام إلى الجماعة وأصبح أميرهم، وبالتالى تأسست جماعة الإخوان من جديد، ومن وجهة نظرى التاريخية من حق أبوالفتوح أن يكون مرشد الإخوان فهذا حقه تاريخيا.
■ هل فعلا أبوالفتوح هو رجل أردوغان فى مصر؟
- يا سيدى أبوالفتوح أقوى من هذا.. هو ليس رجل أردوغان، بل يمكن القول - بغض النظر عن منصب أردوغان كرئيس دولة - أردوغان هو رجل أبوالفتوح، فأبوالفتوح أعلى منه فى التنظيم الدولى تاريخا ومكانة، ولكن الآن.. الرتبة تلغى الأقدمية.. أردوغان رئيس دولة تلعب لاعبا أساسيا فى المنطقة. ودليلى على ما سبق تلك الصورة التى تجمعهما مع «راشد الغنوشى» أثناء عزاء والدة أردوغان، حيث يظهر جليا احترام وتقدير الرئيس التركى لرئيس حزب مصر القوية وكأنه رئيسه.. مع العلم أنه كان مجرد مرشح محتمل للرئاسة أيامها.
■ وما طبيعة العلاقة بين أبوالفتوح وخيرت الشاطر؟
- أبوالفتوح والشاطر عدوان منذ زمن بعيد، ولا يغرنك بكاء أبوالفتوح - فى الفيديو الشهير - على سجن خيرت، فكلاهما كانا يتنافس على رئاسة عصابة الإرشاد.
■ هل بالفعل يوجد توافق كبير بين البرادعى وأبوالفتوح؟
- أجزم بذلك، بدليل أن حملة البرادعى انضمت إلى حملة أبوالفتوح فى الانتخابات الرئاسية قبل الماضية، وكان هناك تقارب كبير جدًا بين الطرفين، وبينهما تنسيق كبير، وهذا بالنسبة لى يعنى وجود توافق سياسى بين أبوالفتوح والبرادعى، وأنهما يتبعان مشروعا غربيا واحدا. وبالمناسبة «وائل غنيم» أحد التلاميذ النجباء لعبدالمنعم أبوالفتوح، وكان دائم التنسيق معه، وكذا «عبدالرحمن يوسف» و«بلال فضل» و«مصطفى النجار».
■ بمناسبة أحداث الحرس الجمهورى.. ما شهادتك عن تلك الواقعة باعتبارك كتبت أكثر من مقالة عنها؟
- كان لدى شهود عيان أثناء أحداث الحرس الجمهورى، وأكدوا لى أن الإخوان هم من تحرشوا بالجيش، بدليل أن هناك اثنين منهم قتلا داخل مقر الحرس الجمهورى، إذن هم من بدأوا بالهجوم، وأستدل على ذلك أيضًا بوجود مستشفى ميدانى معهم أثناء التظاهر أمام المقر، وهذا يعنى أنهم كانوا ذاهبين وفى نيتهم الاشتباك مع الجيش، وللعلم كما روى لى قيادى - آثر السلامة الآن - أن قوات الجيش حذرتهم بالميكروفون ثم بالماء ثم بالغاز وعندما تمت مهاجمة المقر فعلًا اضطر الموجودون داخله لاستخدام الرصاص الحى.
فى أى دولة فى العالم لا يستطيع أحد اقتحام منشأة عسكرية دون أن يتم التعامل معه وفق قواعد الاشتباك، ومن الأكاذيب أيضا عن تلك الواقعة أن الجيش ضربهم أثناء صلاة الفجر، وهذا محض افتراء، لأن الإخوان صلوا ٣ صلوات أمام مقر الحرس الجمهورى بطريقة صلاة الخوف التى تستغرق وقتا طويلا، ناهيك عن إطالتهم فى قراءة القرآن، كأنما كانت قيادتهم تريد أن يطلق عليهم النار وهم يصلون، لأن أول قتيل وصل رابعة القريبة جدًا من الحرس الجمهورى بشهادة الشهود بعد آذان الفجر بأكثر من ساعتين.
■ هذا كلام خطير.. أنت تقصد أن قيادتها كانت تتحرش بالقوات لموت أبنائها؟
- نعم.. أزيدك من الشعر بيتًا.. لى زميل قيادى إخوانى كبير هو الآن قد راجع أفكاره أو قل آثر السلامة.. المهم.. سألته: «متى نويت ترك الجماعة؟».. قال لي إنه كان مسئولا عن مجموعة البحيرة فى «حادثة المنصة» التى وقعت بعد السحور فى رمضان، وأنهم وهم يوجهونه للمهمة قال له أحد القيادات: «شدوا حيلكم.. عاوزين النهارده شهيد!!»، قال لي: «فذهلت!!.. وعلمت أننى أدفع بأبناء الناس إلى المحرقة ظلما وعدوانا».. مع العلم إن أكثر ضحايا حادثة المنصة كانوا من محافظة البحيرة.
■ لك معلومات ورؤى وتحليلات عن شخصيات كثيرة معروف وغير معروف ارتباطها بالإخوان.. دعنا نبدأ بباسم يوسف الذى لك وجهة نظر فيه مثيرة للجدل؟
- فى البداية لا بد أن نعرف أن «باسم يوسف» إعلامى طبقا لقيم السوق الأمريكية.. هو أمريكانى النزعة شاء أم أبى، وبقصد أو دون قصد.. وبما أن المقاول واحد (أمريكا) فطبيعى يكون مع ما تمليه عليه المصالح الأمريكية. ومعلومة مؤكدة أيضًا، باسم يوسف منتجه هم الإخوان أنفسهم من الباطن، والظاهر هو «طارق عدلى القزاز»، وللعلم والد المنتج (عدلى القزاز) عضو مهم جدا فى تنظيم الإخوان، وكان مستشار المخلوع مرسى لتطوير التعليم، ومقرب من خيرت جدًا، هو وكل أبناؤه، ومنهم واحد مسئول ملف خارجى فى التنظيم الدولى «خالد القزاز» الذى كان سكرتيرا للمخلوع مرسى للشئون الخارجية وهو كندى الجنسية، وعمه «حسين القزاز» الأمريكى المصرى كان مستشارًا للمخلوع مرسى ومسئول الإخوان فى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو حلقة الوصل بين الإدارة الأمريكية وتنظيم الإخوان.
لو لم تتخيل الأمر معى للآن، فانظر إلى أول ٦ حلقات له على اليوتيوب أيام ميدان التحرير، فقد كانت تحمل تطبيعا واضحا لفكر الإخوان داخل النسيج المصرى، بحيث يسخر من كل من يتهم الإخوان والكنتاكى والأجندة والتمويل الأجنبى.. إلخ.. حللهم وسترى. أنت تعلم أن الشعب المصرى يتأثر بالنكتة والفكاهة وهو ما فعله باسم، وللعلم هو له علاقة قوية بخيرت الشاطر، وأملك معلومة شبه مؤكدة بأن الشاطر كان المنتج الخفى للبرنامج.. هل رأيت باسم انتقد «خيرت» فى برنامجه ولو مرة واحدة؟!
■ إذن لأمريكا رجال كثيرون داخل الصف الإخواني؟
- كثير جدا مثل «حسن القزاز» و«عبدالموجود الدردير» و«محمد الإبيارى» و«محمود الشرقاوى» و«يوسف غالى» و«نديم مازن» و«أسامة رحيم» وكثير.. بالإضافة إلى آخرين تحيزوا لمواقف الإخوان بأوامر أمريكية مثل «أيمن نور» المعروف بعلاقته مع المخابرات الأمريكية، والذى بانضمامه لصفوف الإخوان أوضح للجميع مع من تقف أمريكا؟ ناهيك عن الشيخ «محمد أحمد الراشد» القطب الإخوانى البارز الذى يحاول حاليا لم شمل الإخوان بأوامر أمريكية بريطانية. ثم إن الاتصالات بينهم قديمة لدرجة إن «أ. د. سيد دسوقى حسن» ذكر لى أنه فى التسعينيات أيام أزمة ماليزيا بين «محاضير محمد» و«أنور إبراهيم» انحاز لـ«محاضير» بمقال فى «مجلة المجتمع الإسلامى» - على ما أظن - فعاتبه «يوسف ندا» تليفونيا قائلا له: «كيف تنحاز لمحاضير، ضيعت جهد إخوانك، نحن فى انعقاد دائم ندير الأزمة، ومعنا (هنرى كيسينجر) فى الاجتماع».. فطبعا ذهل د. سيد مما سمع.
■ كيف ترى الخلافات الإخوانية الحالية؟
- هذه مناورة بعمل جناحين مثل أجنحة السوبر ماركت، من يريد عنف يوجد، ومن يريد سلمية يوجد، كما شركات السلع الاستهلاكية بمبدأها الشهير «لماذا ينافسنا الغير بمنتج آخر.. فلننتج نحن المنتج الآخر وننافس أنفسنا».. يا سيدى خلافات الإخوان الحالية وهمية هدفها إعادة نشر الجماعة، ومن الممكن أن يفعلوا أى شيء حتى يضمنوا استمرار وجودهم فى مصر، فهم يؤمنون بمبدأ شهير عندهم ويلوونه بميكافيلية بارعة على غير حقيقته فى علم أصول الفقه، وهو: «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».. فكلما أرادوا أن يبرروا شيئًا يقولون لأفرادهم: «ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب».. فأى شيء مباح لأنه لا يتم الواجب إلا به.
■ وكيف ترى مستقبلهم فى مصر؟
- مستقبل الإخوان فى مصر «لف وارجع تانى».. لكن النتيجة تعتمد على إرادة النظام فى مصر فى القضاء عليهم أو بقائهم، وللأسف أنا عندى هاجس - لا قدر الله - أنهم لم ولن ينتهوا، سيكمنون لفترة ثم يعودون بطريقة حلزونية بمساعدة قوى خارجية تسعى لذلك.
■ وما مظاهر هذه المساعدات من القوى الخارجية؟
- غير الدعم المادى والأنشطة الاقتصادية.. ألم تر أنهم يرمزون رموزا تدعمهم، مثل «أبوتريكة» و«الننى» و«عمر جابر» و«محمد صلاح».. ألم ترى كيف أن الفيفا يكرم «أبوتريكة» بترشيحه ضمن عشر أساطير للكرة العالمية؟.. أليست هذه مبالغة؟.. وإن كانت ليست مبالغة.. هل يصح أن يكرم دون ترشيح من بلده له؟.. فمن الذى رشحه؟.. أى الدول وأى الهيئات؟.. ثم شركة بيبيسى كولا تعطى الجائزة الأولى فى برنامجها العالمى «ذا فويس» لمطربة محجبة.. كيف؟.. ومنذ متى؟.. ومنتج شيبسى يضع صورة من الصور المتعددة عليه تحت عنوان (حلم البطولة) والصورة للرئيس المخلوع باسم الشعب «محمد مرسى»، وسأعطيك كيسا منها أو صورته قبل رحيلك.. وخذ منى هذا التوقع: احتمال كبير على ما أفهم أن يحصل على إحدى جوائز نوبل هذه السنة واحد من أفراد الإسلام السياسى أو أحد مؤيديهم، وقد فعلوها من قبل مع «توكل كرمان».
■ محمد صلاح اللاعب!!.. وما دخل محمد صلاح فى هذا؟
- انظر إلى من هو مؤلف كتاب «محمد صلاح فى زمن غياب القدوة» إنه «محمد عبدالمنعم خضر» صحفى بجريدة الشعب الجديدة تبع «أ. مجدى أحمد حسين» المعروف بميوله الجهادية على طريقة «حازم صلاح أبوإسماعيل» كما أخبرنى هو بنفسه بذلك.. وانظر المطروح فى داخل الكتاب وأنت تعرف ماذا أقصد.
■ من هم أخطر قيادات الإخوان على مصر من وجهة نظرك؟
- أخطر قيادة إخوانية على مصر هو «خيرت الشاطر»، فهو الجماعة، ثم أستاذه «محمود عزت»، ومعهما باقى خماسى القوى «محمود حسين» و«رشاد البيومى» و«محمود غزلان» وفى السابق كان «جمعة أمين» قبل وفاته. والدول تتفاوض مع بعض على رأس خيرت الشاطر، التخلص منه ليس بهذه السهولة هو مثل أيمن الظواهرى وأسامة بن لادن وأنا أراه بشكل شخصى أخطر منهما. يلى هذه المجموعة شباب التنظيم الدولى المتأمرك دائم الاتصال بالخارج من أمثال «أحمد عبدالعاطى» وأقرانه.
■ ما سر تبرؤ الجماعة من نجل حسن البنا الذى وافته المنية مؤخرًا؟
- السر هو كم المخالفات الفجة فى نقابة المحامين بالأدلة والوثائق التى لا يريد كثيرون سردها لأنه بين يدى الرحمن الآن، منهم صديقى وأستاذى «مختار نوح».. والجماعة تبرأت من «سيف الإسلام» بسبب أفعاله رغم أنه كان عضوا فى مكتب الإرشاد، وقامت بتجميد عضويته.. لكن بعد وفاته - كما هى عادتهم - نعوه وعدوه مجاهدا وتصدروا الصفوف الأولى فى نعيه، كما فعلوا مع «م. محسن القويعى»، لأنهم يريدون دفن المشاكل والقلاقل.
■ محسن القويعى!!.. نعم.. عاوزين نتكلم شوية عنه.
- الكلام عن القويعى يطول شرحه.. لكن أعدك بتسليمك وثائق جديدة ومهمة عنه قريبا.
■ معلومة واحدة فقط.. وليكن ما كان بينه وبين نائب المرشد السابق «جمعة أمين».
- كان بينهما عدم استظراف.. القويعى رجل وطنى مدنى يبكى عند سماع السلام الجمهورى، وكان ملتزما بجد، يحب الناس والناس يحبونه.. أما «جمعة أمين».. هو انتقل إلى بارئه الآن.
■ عذرا.. أكمل لو سمحت.
- القويعى حضر تحقيقا فى مكتب الإخوان لمحافظة البحيرة يخص أموال نقابة الأطباء أو تبرعات لجنة الإغاثة، والتحقيق أدان عضوين من أعضاء مكتب الإرشاد يأخذون الأموال فى حساباتهم الشخصية («جمعة أمين» و«أسامة نصر»)، ولما سألت القويعى على ذلك، قال لى : «اسأل د. حمدى عبيد هو اللى قفشهم».. فتوجهت للدكتور حمدى وكان وقتها عضوا فى المكتب الإدارى للمحافظة وأمين الأطباء بالمحافظة - وهو حى يرزق - قال لى د. حمدي: لماذا قال لك «م. محسن القويعى» ذلك؟.. هذا أمر داخلى يخص الجماعة.. قلت له: «ولكنك كنت ضدهم فى التحقيقات».. فابتسم راضيا وابتسمت معه.
■ لك وجهة نظر خاصة جدا عن الإخوان كفكرة وعن «حسن البنا».. ما هي؟
- دعنى أبدأ بحسن البنا، فأنا أراه تكفيريا كبيرا، وسيد قطب حمامة سلام بالنسبة له، حيث إنه قام فقط بشرح ما قاله حسن البنا، وأى مراجعة صادقة لكتبه سيدرك من به قليل منهجية ما أقوله لك.. ومن الممكن أن تراجع أحاديث وكتابات «أ. طارق أبوالسعد» ومعالى الوزير «حلمى النمنم».. أما الإخوان فأنا أراها جماعة ماسونية بدليل تأسيسها من قبل المخابرات البريطانية، بالإضافة إلى نظام الأسر الذى اعتمده البنا والذى يؤكد ما أقوله لأنه نفس النظام فى أساسه فى الماسونية، وكنت أتمنى أن يعترف حسن البنا بأنه اتخذ من الفكر التنظيمى الماسونى منهجا لجماعته ويتحجج بأى حجة ويقول مثلا إنه اختاره لأنه المنهج الأصح فى الوقت الحالى لمحاربة أعداء الإسلام.
■ ما معنى الماسونية عندك؟
- هى كيانات سياسية واقتصادية كبرى لها مصالحها ومربوطة بأجهزة مخابرات عالمية تديرها بطرق خفية، مثل جماعات المافيا وبعض شركات المالتى ناشيونال وبعض المؤسسات التى لا تهدف للربحية.. إلخ.
■ لكنك قلت لى إنك ترتاب فى أمر حسن البنا نفسه؟
- نعم.. وقراءة متأنية لما كتبه هو فى كتابه «مذكرات الدعوة والداعية» تجد الكثير، فمثلًا: «كيف أن حسن البنا ابن الـ٢٢ عاما أثناء إنشائه الإخوان يملك فهمًا صحيحًا عن الإسلام وهو لم يحطه من كل جوانبه بعد؟.. ألا تلمح معى أشياء كثيرة مريبة كانت محاطة به مثل انتشاره السريع فى كافة أقطار الجمهورية بسهولة ويسر، سنة واحدة ويمتلك فروعا لجمعيته فى معظم مديريات مصر بما فيها الصعيد. وامتلاكه لتليفون فى العشرينيات من القرن الماضى فى قريته البسيطة - كما ورد فى مذكراته - كيف هذا؟، والبحيرة كلها كانت بها وقتها فقط عشرة تليفونات أو أكثر قليلا، وكلها تليفونات وظيفية (مدير المديرية - الحكمدار - المأمور.. إلخ). ناهيك عن التساؤل الذى طرحه الأستاذ «عباس محمود العقاد» عليه وهو حى سنة ١٩٤٧م ولم يجب عنه.. فلقد تساءل الأستاذ العقاد عن نسبه (هل هو من عائلة «البنا» أم من عائلة «الساعاتى») و(لماذا نصفه «بنا» ونصف إخوته «ساعاتى») و(هل هو من المحمودية أم من شمشيرة بفوة؟) و(أين توجد عائلته الساعاتى هذه؟.. ومن هم أعمامه؟).. مما يومئ بتلميح الأستاذ العقاد عنه أنه وأباه مجهولا النسب أو قل (نسبهما سرى للغاية).
■ ما سبب مقتله الحقيقي؟
- بعد انقلاب اليمن سنة ١٩٤٨م رفع «الملك فاروق» يد الحماية والدعم عن حسن البنا هو و«الملك عبدالعزيز بن سعود» بعد أن كانوا أصدقاء، لأن البنا قاد من مكانه بالقاهرة انقلاب اليمن على صديقهما المشترك «الإمام يحيى».. فتفرق دمه بين من يرغب بقتله.. وبشهادة ابنه «سيف الإسلام» فالملك «فاروق» بريء من قتله والإخوان يعلمون بذلك.. وقال بالحرف الواحد فى جريدة الشروق الصادرة فى ١٢/٢/٢٠٠٩م: «لقد حيكت مؤامرة دولية مدعومة من الداخل ضمن مخطط استهدف الإيقاع بالملك والنحاس والبنا وقال إنه سيكشف خيوط تلك المؤامرة وإنه يعكف حاليًا على إعداد كتاب سيكشف فيه من قام باغتيال والده».
■ ما مصادرك فى انقلاب اليمن .. خاصة أننى قرأت كلمة فى مقدمة كتاب «أ. عبدالخالق فاروق» عن الإخوان، يشكرك فيها على مشاركتك فى الجزء الخاص بتاريخ الإخوان؟
- نعم الانقلاب من تدبير حسن البنا.. إذ لما شاركت فى بعض المراجعات التاريخية لكتاب «أ. عبدالخالق فاروق» الحاصل على جائزة أحسن كتاب فى العلوم الاجتماعية فى معرض القاهرة للكتاب ٢٠١٥م المسمى «اقتصاديات جماعة الإخوان فى العالم»، كان من ضمن نصيبى تاريخ الإخوان فى اليمن، وتوسعت فى قراءة المراجع والبحث والتنقيب عن أمر لم أكن أعلم عنه شيئا، وتوسعت فى مراجعهم ومصادرهم هم، فوجدت أن كتبهم لم تنكر الانقلاب ولا دور الإخوان فيه، لكن سموه «ثورة» وليس «انقلابا».. بالله عليك أليس هذا من عجائب الأقدار.. ثورة وليس انقلابا.. وقد حكم تحالف الإخوان والإمام الجديد «عبدالله بن الوزير» اليمن ٢٦ يومًا.. حتى سقط الانقلاب.. ولما قتلوا «الإمام يحيى» وقد كان صديقا للبنا، قتلوه بسيارة الإخوانى الاقتصادى الجزائرى «الفضيل الورتلانى» حيث أطلقوا منها ١٠٠ قذيفة أصيب بـ٥٢ منها. وتم تنصيب «عبدالحكيم عابدين» زوج أخت حسن البنا و«الفضيل الورتلانى» من مستشارى الإمام الجديد، والقائم بالإعلام الشيخ «مصطفى الشكعة» الذى يحكى العجب عن عابدين فى مذكراته، وقد ترك الإخوان عند عودته مصر بسبب أفعال عابدين كما ذكر.
■ ما حكاية «عبدالحكيم عابدين» هذا؟.. وما السبب فى لقبه الشهير «راسبوتين الإخوان»؟
- لا أحب الخوض فى هذا الموضوع.. لكن كتاباتهم ومحاضرهم الرسمية أدانته.. والبنا رفض عقابه، وكان هذا سببًا فى خروج إخوان كثر، منهم وكيل الجماعة «أحمد السكرى».. وتستطيع الرجوع إلى مقالات «أحمد السكرى» أيامها - عام ١٩٤٧م - بعنوانى «الشيخ الكذاب» و«كيف انزلق البنا بدعوة الإخوان» بجريدتى «صوت الأمة» و«الكتلة»، وكل المقالات موجودة فى كتاب «عبدالرحيم على» المسمى «قراءة فى الملفات السرية».. أو إلى مذكرات الشيخ «مصطفى الشكعة»، أو إلى حتى الكتب التى تنفى عنه التهمة مثل «أحداث صنعت التاريخ» لمحمود عبدالحليم الذى لم ينف الواقعة بل بررها لصالح عابدين بأنه كان عاطفيا وانضحك عليه.. وعابدين هذا هو النواة الأولى للتنظيم الدولى للإخوان الذى تأسس فيما بعد على يد «سعيد رمضان» زوج ابنة البنا.
■ وهل كان انقلاب اليمن سببًا فى مقتل النقراشى باشا رئيس الوزراء؟
- لا.. السبب نذالة الإخوان وخستهم.. لأنه رفض أن يحاكم «عبدالحكيم عابدين» و«مصطفى الشكعة» على أرض غير مصرية.. وتم التحقيق معهما وحصلا على البراءة الإجرائية وأفرج عنهما.. وكان جزاء النقراشى بدلا من رد الجميل له؛ أن يتخلصوا منه.
■ وهل الجماعة شيعية فعلا كما كتبت فى مقالاتك؟
- أركان البيعة العشرة تؤكد شيعية الجماعة وبالتحديد ركن الثقة، لا يوجد فى الإسلام بند اسمه «ثقة» فى شيء، والنموذج الإسلامى فى التفكير هو العقل النقدى، تشك فى كل شيء، فمثلا كان الرسول يمشى فى الظلام مع زوجته صفية فنادى على صحابته قائلا لهم: «إنها صفية» درءا للشبهات ولم يطلب منهم أن يثقوا فيه ثقة عمياء. يا عزيزى الثقة فى القيادة هى المقابل الموضوعى للمبدأ الشيعى «عصمة الإمام»، أى أن الإمام لا يخطئ.
من الأشياء أيضا التى تؤكد شيعية الجماعة هو منصب المرشد الغير موجود فى صلب التاريخ الإسلامى إلا فى الشيعة، وهو اختراع شيعى. هذا بجانب ادعاء الجماعة أن حسن البنا هو صاحب أول مشروع إسلامى مكتوب بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهذا معناه إنه إمام غائب، ومعناه أن ١٣ قرنا قبله كانوا فيها لا يفقهون ما فقهه هو، وليكن فمن أين له بهذا الفيض من المشروع الذى يدعيه، هل أوحى إليه؟ أم جاؤه هذا المشروع إشراقا؟ وأفكار البنا التى يتغنون بها تحتاج المراجعة فعلى سبيل المثال لا الحصر كلمة «الله غايتنا» فهذه كلمة مصدر قلق فى العقيدة الإسلامية، الغاية تدرك فهل تدركون الله وتمسكونه، هذا شعار ضد التوحيد. وأؤكد لك أن فكر الإخوان أبعد ما يكون عن عقيدة وفكر أهل السنة والجماعة.
■ هل صحيح ما ذكرته لى أن أعدادًا كبيرة من الإخوان والسلفيين يتجهون للإلحاد؟
- اسأل أحد متخصصى مناقشة الملحدين فى مصر والعالم الإسلامى سواء كان طبيبا نفسيا مثل «د. أحمد عكاشة» و«د. أحمد عمارة» أم كان داعية مثل صديقى العلامة البروفسير «أ. د. عمرو شريف» أحد تلاميذ «د. عبدالوهاب المسيرى».. اسأل أحدهم عن هذه الحقيقة وستعلم حجم الكارثة.
■ وكيف ذلك؟
- فى جماعات الإسلام السياسى بدرجاته يصدرون الإسلام لأفراد تنظيماتهم على أنه هو الفهم الأوحد الصحيح.. فإن سقط هذا الفهم الوحيد نتيجة الممارسات البشرية سقط معه عنهم الإسلام بكل يسر وسهولة، وإما أن يعيش الفرد منهم فى صراع داخلى لا يفصح عما يجول بخاطره فينتابه الكثير من الأمراض النفسية.. والسبب فهمه الضيق للإسلام.
■ كيف ترى مستقبل السلفيين فى مصر؟
- جمهور السلفيين قريب جدا من الإخوان، وأنا أرى هذا التنظيم قاعدة بلا رأس، لأن القيادات غير قادرين على السيطرة على القاعدة، فأنا لا أرى مثلا فى «ياسر برهامى» خطرا على الدولة المصرية ولكن الأزمة أنه يروج مثلا للإسلام الوهابى الذى تأباه الوسطية الإسلامية بنسختها المصرية.
■ فى نهاية حوارنا.. ماذا تريد أن تقول للإخوان والسلفيين بصفتك كنت أحد أهم أبناء تيار الإسلام السياسي؟
- أريد أن أسألهم سؤالا مهما وجوهريا، وهو: «هل طالبنا الله بالعمل بالإسلام أم للإسلام؟».. وأقول لهم إنه لا يوجد شيء يسمى العمل للإسلام، هذه أكبر كذبة صنعها الإسلام السياسى، فهذا التصور تصور تكفيرى يضع العبد فى مقام الإله، لأن المسئول عن أولاده، هو الذى يرى ويحدد لهم مصالحهم، وآراؤه عنهم فوق رقبتهم.. كذلك المسئول عن الإسلام هو فوق الإسلام يعمل له ولا يعمل به.
■ ألن توجه كلامك لجماعة الإخوان خاصة؟
- نعم أفعل، وأقول لهم: «هل كان يوجد شيء قبل حسن البنا فى التاريخ الإسلامى كله اسمه تنظيم تابع لعقيدة أهل السنة والجماعة وخارج إطار الدولة؟.. أو بتعبير آخر خارج سلطة ولى الأمر؟».. فهذه هى الأكذوبة الكبرى.. تنظيمكم غير إسلامى كما تعتقدون.. خاصة وأن كلكم يعلم أكبر رأس فى الجماعة فى مصر ولكنكم لا تعلمون من هو رأس التنظيم الدولى.. فأنتم تتبعون تنظيما لا تعرفون نهايته.. وربما كان رأس هذا التنظيم غير مسلم أصلًا.
(البوابة نيوز)
مواقع السلفيين الإعلامية ترفع شعار "لا أرى لا أسمع لا أتكلم" عن لقاء بكار وليفنى.. 4 منابر للدعوة السلفية والنور تتجاهل الحديث عن اللقاء وتكتفى بنشر فتاوى برهامى ومقالات القيادات عن شهر رمضان
• إعلام الحزب يخشى تورط التيار السلفى حال إثبات الواقعة
رفعت مواقع حزب النور السلفى، شعار " لا أرى لا أسمع لا اتكلم"، فى واقعة زيارة مساعد رئيس حزب النور لشئون الإعلام نادر بكار ، بوزيرة خارجية اسرائيل الاسبق تسيبى ليفنى، فرغم امتلاك كلا من الدعوة السلفية وحزب النور 4 مواقع إلا أن جميعها لم تطرق ولو بالإشارة حول هذا اللقاء سواء بالاثبات أو النفى، واستخدمت أسلوب "ودن من طين وودن من عجين". موقع الفتح الذى يعد الموقع السلفى الاشهر للدعوة السلفية، والمهتم بنشر اخبار اسلفيين وحزب النور بجانب بعض الاخبار، لم يتحدث مطلقا عن لقاء نادر بكار مع تسيبى ليفنى، فالموقع فقط اهتم بنشر مقالات لكل من الشيخ ياسر برهامى، والشيخ عبد المنعم الشحات، حول فضائل شهر رمضان الذى انتهى منذ ما يقرب من أسبوع. كما اهتم الموقع بنشر بيانات وتصريحات النواب، بالإضافة إلى تصريحات الحكومة حول الازمات الحالية، بالإضافة إلى تصريحات نواب حزب النور حول بيانات الإحاطة التى يتقدمون بها إلى البرلمان. وعلى ذات الجانب، موقع "آخر الأنباء" وهو الموقع الرسمى لحزب النور، لم ينشر أى بيان أو تصريح لأحد قيادات أو كوادر حزب النور حول واقعة نادر بكار مع تسيبى ليفنى، ولكن اهتم فقط بلقاء اللجان البرلمانية اليوم لمناقشة أزمة جوليو ريجينى، وتهنئة لأمانات النور لعدد من اعضاء الحزب لحصولهم على رسائل دكتوراه. موقع "أنا السلفى "الموقع الذى يعد الناطق الرسمى للدعوة السلفية، لم يكن بعيدا عن ما فعله المواقع السلفية الأخرى، فتجاهل هو الأخر الحديث عن الواقع تماما، فالموقع السلفى، اقتصر على نشر عدد من المقالات لأبرز قيادات مجلس شورى الدعوة السلفية تتضمن تعليمات لكوادر الدعوة حول ما يجب فعله بعد شهر رمضان، ونصائح قرآنية، بجانب عدد من فتاوى الشيخ ياسر برهامى كان اخرى حكم الجميع بين صلاتى الظهر والعصر للمسافر. أخر المواقع السلفية كان موقع "صوت السلف" ، وهذا الموقع بالتحديد اهتم بنشر خطب الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والدروس التى يلقيها للقواعد فى المساجد، بجانب عدد من الفتاوى القديمة للشيخ. ويفسر هذه الحالة الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الذى أكد أن تجاهل جميع مواقع السلفيين هذا اللقاء يؤكد عن حالة ارتباك شديدة ضربت التيار السلفى، لذلك فضلت هذه المواقع التزام الصمت فهى تخشى من نفى اللقاء ثم يتم إثبات اللقاء فيما بعد فتفقد المصداقية، أو تؤكد اللقاء فتزيد من أزمة حزب النور. وتوقع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن يتجه حزب النور لفصل نادر بكار، من الحزب حال زادت الأزمة عن حدتها، موضحا أن بكار يعد أحد أبرز الكوادر التى يعتمد عليها الحزب ويالتالى فإن قرار فصله سيكون صعبا ولكن سيكون الحل الوحيد لهم.
(اليوم السابع)
مقتل إرهابيين خلال عملية تمشيط أمني في سيناء
كشف مصدر أمني مصري، أن قوات الأمن بشمال سيناء أفشلت هجوم إرهابي مسلح من قبل عناصر ما يسمى بتنظيم «أنصار بيت المقدس»، استهدف قوة أمنية أثناء قيامها بعمليات تمشيط واسعة على الطريق الدولي رفح العريش.
وقالت المصادر، إن اشتباكات دارت مع الإرهابيين، وأسفرت عن مقتل اثنين، عُثر على جثتيهما بمحيط الاشتباكات داخل الزراعات القريبة من الطريق الإسفلتي. وقال شهود العيان، إن أنصار التنظيم الإرهابي الذي سبق أن بايع تنظيم داعش باسم «ولاية سيناء» قاموا بسحب 3 مصابين على دراجات نارية، وفرت من منطقة الاشتباكات، فيما أغلقت القوات الطريق الدولي لمدة نصف ساعة أمام حركة السيارات باتجاه العريش، ثم أعادت فتحه مرة أخرى.
من ناحية أخرى، قضت محكمة جنايات مصرية أمس بالسجن 7 سنوات بحق ضابط شرطة وثلاث سنوات بحق 5 شرطيين أدينوا بضرب مدني حتى الموت في مركز للشرطة في محافظة الأقصر جنوب البلاد نهاية العام الفائت. وأحيل 13 شرطياً، بينهم أربعة ضباط للمحاكمة في ديسمبر الفائت في الأقصر للاشتباه بمشاركتهم في ضرب مدني يدعي طلعت شبيب (47 عاماً) ما أدى إلى وفاته. وقال مسؤول قضائي، إن المحكمة قضت بحبس «الملازم أول سمير هاني 7 سنوات و5 أمناء شرطة 3 سنوات» بعد إدانتهم بتهم «ضرب أفضى إلى الموت واستعمال القسوة» بحق المجني عليه. وأضاف المسؤول أن المحكمة برأت 3 ضباط و4 شرطيين في قوات مكافحة الشغب من التهم الموجهة اليهم. وتسعة من المتهمين محبوسون منذ توقيفهم وحضروا جلسة المحاكمة أمس التي عقدت في محافظة قنا لدواعي أمنية، بحسب مسؤول امني. وأوقفت الشرطة المجني عليه شبيب في نهاية نوفمبر الماضي في مقهى في الأقصر واقتادته إلى مركز للشرطة قبل أن يتم نقله بعد اقل من ساعة لمستشفى حكومي وقد فارق الحياة. وتم توقيف الشرطيين الثلاثة عشر بعد تقرير للطب الشرعي أكد أن الضحية تعرض لضرب عنيف على قفا العنق والظهر إلى حد كسر عموده الفقري. وأثار حادث قتل شبيب ردود فعل غاضبة في محافظة الأقصر في صعيد مصر، حيث خرجت تظاهرات غاضبة تطالب بالقصاص له.
(الاتحاد الإماراتية)
خبراء مصريون: دول كبرى تستخدم «داعش» ضد دول المنطقة
اتهم خبراء وسياسيون مصريون دولاً كبرى باستخدام تنظيم «داعش» للضغط على دول المنطقة، ودعوا الحكومات العربية إلى وضع استراتيجية للقضاء على التنظيم الإرهابي. وقال الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن تنظيم «داعش» ظهر لظروف محلية ودولية، مشيراً إلى أن الفتنة الطائفية والمذهبية ساعدت على استقطاب عناصر للتنظيم من الدول العربية، موضحاً أن الظرف الدولي كان مشجعاً، لاسيما أن الجهود الدولية التي بذلت في أول عامين، بعد إعلان التنظيم، لم تكن على المستوى المطلوب، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن جادة في التعامل معه، ما صعب القضاء عليه.
وقالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن «داعش» نجح في توحيد متطرفي أوروبا ضده، مشيرة إلى أن الكتلة المتشددة في أوروبا تم تربيتها عن طريق مراكز بحثية إسلامية، عبر بث أفكار متطرفة، وتغذية أفكار التطرف، وتحولت تلك المراكز فيما بعد إلى حواضن للإرهابيين.
وقال أحمد بان الخبير في شؤون الحركات الإسلامية: إن تنظيم «داعش» الإرهابي حقق خلال عامين فقط مكاسب على الأرض، نتيجة أن الدول الكبرى استخدمته كورقة ضغط على دول المنطقة، مشيراً إلى أن بيئة الصراع في العراق وسوريا وليبيا دفعت إلى انتشار التنظيم، لافتا إلى ضلوع تركيا وإيران في تقديم دعم خفي للجماعات المتطرفة.
(الخليج الإماراتية)
باحث إسلامي: إنشاء الإخوان لشركة إنتاج سينمائي «توفيق أوضاع»
أكد هشام النجار، الباحث في الحركات الإسلامية، أن ما قيل حول اعتزام جماعة الإخوان إنشاء شركة إنتاج سينمائي مقرها تركيا، محاولة من أردوغان لتوفيق أوضاع الجماعة ويكون البعض منهم بعيدًا عن الاشتغال بالسياسة التي فشلوا فيها ولم يحققوا إنجازات ومكاسب ومن الممكن أن تكون محاولة لإعادة التموضع.
وأضاف النجار في تصريح لـ«فيتو»، يعتمد الإخوان في هذا على فترة اهتموا فيها بهذا المجال من خلال مرشدهم حسن البنا وشقيقه الذي كان كاتبًا مسرحيًا وقدم عدة أعمال مسرحية شارك فيها فنانون معروفون باسم الجماعة.
وأشار إلى اهتمام البنا مؤسس الجماعة بالفن وكان يحضر بنفسه بروفات المسرحيات وكان يحرص على إقامة علاقات قوية مع الفنانين مثل حسين صدقى وأنور وجدى وعمر الشريف وغيرهم، وأخوه الكاتب المسرحى عبد الرحمن البنا ومن أشهر مسرحياته جميل بثينة.
(فيتو)
مفاجأة.. الإرهابية تمجد 25 يناير علانية وتهاجمها سرا.. رسائل التنظيم إلى شعب بعض المحافظات تتهم الثورة بإفساد أخلاق شباب الإخوان وتجعل القادة "ربانيين".. مختار نوح: لديها اذدواجية معايير
فى مفاجأة من العيار الثقيل، كشفت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن التنظيم فى مصر وزع خلال الأيام الماضية رسائل على شعب، وأسر الجماعة فى بعضا لمحافظات التى تسيطر عليها جبهة محمود عزت، تتضمن بشكل واضع اتهامات لثورة 25 يناير بأنها افسدت أخلاق شباب الإخوان، وتحمل تهديدات قاطعة لكل الشباب الذين أعلنوا تمردهم على تعليمات اللجنة الإدارية العليا الجديدة التى يترأسها محمد عبد الرحمن، عضو اللجنة الإدارية العليا للجماعة. وأضافت المصادر فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هذه الرسائل التى تم إرسال إلى المكاتب الإدارية بالإسماعيلية والدقهلية وكفر الشيخ، وبعض المناطق، تتضمن الاستشهاد ببعض الأحاديث النبوية التى تتضمن مبادئ السمع والطاعة للقيادات الموجودة على غرار: "ليس منا من لم يحترم كبيرنا"، وكذلك الحديث حول تاريخ كل قيادات مكتب إرشاد الجماعة فى محاولة لوقف نقد قيادات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعى، بالإضافة إلى استعراض دور الشباب فى الاستجابة لتعليمات القيادات منذ عهد حسن البنا، كما تتضمن أيضا الحديث حول ما شهدته الجماعة من فصل قيادات لها عقب ثورة 25 يناير مباشرة بسبب رفضهم لتعليمات القيادات حول عدم تدشين حزب جديد غير حزب الحرية والعدالة – المنحل-. وتأتى هذه الرسائل، على خلاف ما تروجه الجماعة للرأى العام من تمجيدها لثورة 25 يناير 2011، ومزاعمها أنها تسعى لتحقيق أهداف الثورة، ومشاركتها بقوة فى الثورة، وذلك عبر منابرها الإعلامية التى تبث من تركيا. حديث المصادر جاء تزامنا مع ما أكده القيادى الإخوانى عز الدين دويدار، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" حيث قال: "رسالة نزلت للأسر الإخوانية فى بعض الأماكن فى آخر أسبوع فى رمضان بعنوان (رجال الله)، بتمدح وتصف جيل الشيوخ الربانيين وتقواهم، وتتحدث عن جيل شباب الإخوان بوصف جيل أفسدته الثورة، وتقول إنه جيل غير قابل للإصلاح". وفى ذات السياق، اتهم قيادى إخوانى القيادة الحالية للجماعة بتسطيح مناهج التربية فى الجماعة كى تساهم فى إجبار كوادر التنظيم على طاعة القيادات، وتحويلهم إلى مجندين داخل الجماعة يسمعون ويطيعون التنظيم. وقال أنس حسن القيادى بجماعة الإخوان فى تصريح له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "المشكلة أن الإخوان الآن يبحثون من أصاب ومن أخطأ فى الخلاف الأخير، لا أحد يبحث عن من أخطأ ومن أصاب فى توريط الحركة بحمل الكلفة السياسية كاملة، ولا أحد يبحث من أجرم بحق مناهج التربية داخل الجماعة وتسطيحها وتحويلها إلى ما يشبه الثقافة الإسلامية، التى أخرجت لنا نسخاً مطيعة من المجندين الذين يؤمنون ويصفقون على كل زفرة ونفرة". وأضاف القيادى الإخوانى: "لا أحد يبحث عن مسئولية فشل الجماعة فى إخراج كوادر سياسية رصينة، ولا علمية قوية، ولا قيادات تعى واقعها وتفهمه، ولا أحد يبحث أثر تدمير ممنهج لقدرات الجماعة السياسية ودفن للكوادر الحقيقية ودفعها للانشقاق". من جانبه قال مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إن الجماعة تنظر لثورة 25 يناير بعدة وجهات نظر، ففى الوقت التى تصور فيه للرأى العام أنها مع أهداف ثورة يناير وتسعى لتحقيق مطالبها تتهم الثورة فى السر بإفساد شباب الجماعة. وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن 25 يناير 2011 جعل شباب الجماعة يطالب بمحاسبة القيادات بعدما كان لا يجرأ الحديث عن مساءلتهم فى الماضى. من ناحيته قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن هذه الرسائل التى يتم نشرها عبر الأسر والشعب هى محاولة لإعاقة دعاوى ومساعى المراجعات والنقد الذاتى وحصرها فى بعض الملفات الهامشية دون التطرق للملفات الأساسية. وأضاف النجار لـ"اليوم السابع" أن هذه الرسائل محاولة لعرقلة مساعى إلزام القيادات بالاعتراف بالأخطاء وبضرورة التراجع وفق دراسات منهجية شاملة تثبت الأخطاء والكوارث التى ارتكبها القادة طوال الفترة الماضية ، ومن ثم البدء بمنهج مختلف وفى مسارات جديدة وبرؤى جديدة، وهذه المراجعات يسعى القادة لإجهاضها فى مهدها من خلال إضفاء القداسة عليهم.
(اليوم السابع)
مسؤول إخوانى يمهد لـ«المصالحة المصرية- التركية» بالمحافظات
كشفت مصادر وثيقة الصلة بجماعة الإخوان أن الدكتور محمد عبدالرحمن المرسى، عضو مكتب إرشاد الجماعة الهارب، عقد لقاءات سميت «وضوح الرؤية» فى الصعيد والدلتا، ممثلا عن جبهة الدكتور محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان، لتوضيح حقيقة المصالحات التى تقودها تركيا مع روسيا وإسرائيل ومصر، والخلاف الدائر بين القيادات حول المصالحة وحقيقة التنازلات.
وأضافت المصادر أن المرسى أوضح أن تركيا تريد إجراء مصالحة مع القاهرة من أجل عودة الإخوان وتخفيف الضغط عليها، وأن تركيا تعتبر إنهاء أزمة الإخوان مع النظام ركيزة أساسية فى المصالحة، وأن قيادات الجماعة فى الخارج أبلغوا قيادات مصر بأن المصالحة التركية- المصرية ضرورة فى الوقت الحاضر.
وأكدت أن المرسى أخبر قيادات المناطق فى القاهرة، أمس، بأن الجماعة فى سبيل تقديم تنازلات خاصة، وأن هناك ضغوطا تمارس على نظام أردوجان لإتمام المصالحة والضغط على التنظيم الدولى للجماعة لتقديم تنازلات.
وقال عمرو عمارة، رئيس حزب العدالة الحرة، تحت التأسيس، إن المصالحة مع الإخوان ستكون ركيزة أساسية، خاصة أن نظام أردوجان لن يتنازل بسهولة عن اللعب بورقة الدفاع عن الإخوان، خاصة أنها ورقة رابحة لتحقيق أى مكاسب سياسية واقتصادية مع القاهرة.
وأضاف عمارة، فى تصريحات لـ«المصرى اليوم»: «أتوقع أن الجماعة متخوفة من الأحكام القضائية الصادرة ضد قياداتها، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، خاصة أن هناك تأكيدات من أردوجان بأن تركيا ستضغط من أجل وقف الإعدامات».
وأكد أن أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، المنشق عن تحالف دعم الشرعية الإخوانى، سيكون هو همزة الوصل بين السفارة التركية والإسلاميين، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، خاصة أنه مصدر ثقة بين الإسلاميين والقوى السياسية المعارضة للنظام، خاصة أنه آخر من خرج من السجن، وهو عالم بما يدور فى ذهن القيادات الإسلامية المحبوسة وكيفية رد فعلها تجاه أى مبادرات أو مصالحات مع النظام.
ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط»، اللندنية، أمس، عن محللين سياسيين القول إن سبب تضارب تصريحات المسؤولين الأتراك بشأن تحسين العلاقات مع مصر هو الصعوبات التى يشكلها وجود قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين والكيانات المتحالفة معها، فضلا عن تركز القنوات التليفزيونية والمواقع الإلكترونية الناطقة باسم الجماعة فى إسطنبول وشعور قادتها بأن تركيا بدأت تتخلى عنهم. وقال أحد قيادات مجلس شورى جماعة الإخوان الإرهابية فى تركيا للصحيفة، طالبا عدم ذكر اسمه، إن تركيا تتحرك من منطلق مصالحها كدولة، وإن «الإخوان» لا علاقة لهم بهذا القرار، معربا عن اعتقاده بأن وضعهم فى تركيا لن يتأثر نتيجة لذلك. فى المقابل، قال أحمد بان، الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية، إن المصالحة المصرية- التركية إن تمت ستكون على حطام سفينة الإخوان فى مصر، خاصة أن تركيا اقتنعت بأن الإخوان سقطوا فى مصر وأصبحوا فى حالة عداء مع الشعب وليس النظام، وأن عليها من أجل تصحيح مواقفها وبناء ثقة مع الشعب والنظام أن تبتعد عن الإخوان.
(المصري اليوم)
محاولات تسرب داعش من ليبيا إلى مصر.. تعميم الفوضى وإنهاك الدولة
مخططات التنظيمات الإرهابية ضد الدولة المصرية، ترى في الساحة الليبية أرضية مناسبة، ولا غنى عنها، لأسباب توفرها الجغرافيا والتداخل الاجتماعي والتاريخي، بالإضافة إلى طبيعة الواقع والأحداث التي تعيشها ليبيا، كما أنّ التهديد الأكبر لمصر، كان متمثلا في غياب المعلومات التامة والمتكاملة عن العناصر المصرية الموجودة في مثل هذه الإمارات التي تتبع القاعدة، أو تنظيم الدولة الإسلامية، أو جماعة الإخوان، والتي اهتمت بكامل تشكيلاتها بتدريب العناصر المصرية، من أجل استخدامها في حرب جبهات مفتوحة، أو حرب عصابات في ما بعد ضد الجيش المصري.
مخطط الإسلاميين وأطماعهم في مصر من داخل الأراضي الليبية، بدأ منذ ثورة 25 يناير، حينما أوفد أيمن الظواهري، عبدالباسط عزوز، لإنشاء أول معسكر تابع لتنظيمه بجوار بنغازي، كما أنّ الإمارة ألأخطر في وسط ليبيا هي إمارة سرت، التي يسيطر عليها داعش الآن، وتتمركز في عدة نقاط فيها، منها بعض مزارع منطقة الضهير وبوهادي، وتحكم سيطرتها على قاعدة القرضابية، وتتخذ مجمع قاعات سرت الكبرى وأغادوقوا، مركزا لها، أمّا إمارة طرابلس.
فأغلب العناصر التي تسيطر عليها هي تابعة لجماعة الإخوان، وقواتهم، فجر ليبيا، التي يسيطرون على أغلب ميليشياتها، وكذلك قوة درع ليبيا، الأوسع انتشارا في شتى أرجاء ليبيا، والتي تشبه تحركاتها وتصرفاتها كثيرا وحدات الجيش النظامي الاعتيادية، وهي تحت قيادة وسام بن حميد، كما تسيطر ميليشيا بشير السعداوي على محيط الهضبة الشرقية، بالقرب من جامعة طرابلس.
تنظيم الدولة يرى أنّ أقرب المجتمعات في مصر إليه لقيام “جهاد تمكين”، هو سيناء، وذلك لطبيعتها الاجتماعية، ثم يتدرج الأمر من مطروح إلى جنوب الصعيد، فشماله، والمراكز الشرقية قبل الغربية، ثم يتدرج الأمر حتى الوصـول إلى داخل الدلتا، التي يصعب جدا أن يكون فيها الأمر في هذا الجيل، إلاّ إن كان “فتحا”، وفق قول أبي مودود الهرماسي، كاتب الرسالة، في سلسلته “كشف الأسرار“.
تبدأ الخطة بإثارة الفوضى بين الجهات المنوطة بحمل السلاح، واستدراج عناصر منها لشن عمليات ضد فريق آخر، وتأليب فريق على آخر، بالإعلام، والمال، وتذكير أناس موحدين صادقين من داخلهم بشرعية الفوضى وفضلها، طالما هي ضد العلمانيين، حسب رؤيتهم.
المرحلة الثانية هي إنهاك الدولة بإسقاط منظومة المال، باستهداف مباني البورصة والبنوك، وإضعاف الجنيه أمام العملات الأخرى، ومنظومة الطاقة من كهرباء ونفط وغاز، ووقود، التي تخص الجيش والشرطة، واستهداف مصافي التكرير وبواخر الإمدادات الخليجية.
الهرماسي حبذ الهجوم على شركات الأمن الخاصة، وقال “لا بد أن تنسف عن بكرة أبيها، أمثال شركة فالكون للحراسة، ونقل الأموال، وشركة الفرات، وشركة ‘جي فور إس” العالمية للحراسة”. مرحلة الاغتيالات تأتي عقب استهداف الاقتصاد، وهي ما سماها تنظيم الدولة “اغتيال أئمة الكفر ممن لا ترافقهم حراسة، وهم من القضاة وضباط الشرطة والجيش والإعلاميين”.
داعش في رسالته “سر الأحجية”، وباقي رسائله، اتفق مع كل الجماعات المسلحة الأخرى، على استراتيجية واحدة للعمل تبدأ بمرحلة الإنهاك، وهي مرحلة العصابات الصغيرة، وحروب الإرهاب المحدود، عبر أسلوب الاغتيالات والكمائن الصغيرة وأعمال التفجيرات المنتقاة، لتنهك الأمن وتربك السياسة وتجهد الاقتصاد، والمرحلة الثانية، وتدعى مرحلة التوازن، ثم مرحلة الحسم.
مصر في عقل داعش تمثل الطريق للتمكين في المنطقة عبر الفوضى، لأنها البيئة الصالحة للتغيير، وأن طريق التنظيم لصناعة دولة في مصر، لا بد وأن يمر عبر صناعة بيئة جهادية، وهذه البيئة لا توجد إلاّ في الفوضى.
سعى داعش جاهدا إلى خلق الفوضى في مصر، وعبر أكثر من 10 كتب تبشر بواقع أكثر تطرفاً وإرهاباً، وعبر دعايته في مواقع التواصل الاجتماعي، تم فتح الإمكانية للمشاركة أمام المتعاطفين معه، لتحويل نبضاتهم العاطفية إلى ظاهرة يتم توجيهها واستثمارها، لإنشاء خلايا متنوعة لا ترتبط تنظيمياً، من أجل خلق هذا الواقع، وقد تمّ وتم تطبيقه عمليا، حينما وقع خطف عمال أقباط يعملون بليبيا، وذبحهم لتوريط مصر، وبث ذلك في فيديو يوم 15 فبراير عام 2015، وردت الدولة المصرية بقصف مواقع التنظيم بدرنة، وسرت بالطائرات.
رأى داعش أن فتح حرب إقليمية مفتوحة يكون هو أحد أطرافها المهيمنة، هو الوسيلة الوحيدة لإيقاف الدولة المصرية عن دعمها لقوات حفتر، وأن العمل على نقل المعركة لمصر، هو وسيلة دفاعية يستطيع بها التنظيم مقاومة الجيش المصري.
وعلى الحدود الغربية لمصر ثلاثة معسكرات كانت -إلى وقت قريب- يقودها مصريون هاربون، وتم القبض على أحدهم، وهو ثروت صلاح شحاتة، أحد قادة تنظيم الجهاد، ولا تنبع خطورة الأوضاع من هذا فقط، بل إن الرقعة الجغرافية لانتشار السلاح الليبي وصلت من مدينة مطروح المصرية، وحتى شمال سيناء، عن طريق الجماعات الليبية، ومنها أنصار الشريعة، التي كان أحد مشايخها، المصري أحمد عشوش.
(العرب اللندنية)
مصدر مقرب من "حسان" ينفي اتهامه بالدعوة للانضمام إلى "داعش"
كشف مصدر مقرب من الداعية السلفى محمد حسان، عن غضبه من التصريحات التى أدلى بها شباب عائد من القتال، فى صفوف تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا، ويدعى محمد يحيى، قدم إلى مصر من قيرغيزستان، للدراسة فى الأزهر الشريف.
كان الشاب الملقب بـ«مترجم داعش»، قال إن السبب الرئيسى وراء انضمامه لهذا التنظيم الإرهابى يرجع إلى فتوى أفتى بها «حسان» تلامذته، بوجوب السفر إلى سوريا، والجهاد فيها ضد الرئيس السورى بشار الأسد، بدعوى «ارتكابه جرائم كبرى بحق السنة هناك»، مشيرًا إلى أن «حسان» دفع ١٠٠ دولار، لكل شاب رحب بفكرة الجهاد فى سوريا، دعمًا منه.
وقال المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، لـ«البوابة»، إن ما صرح به الشاب العائد من «داعش» محض كذبٍ وافتراء، وإن «حسان» لم يدع أبدًا للانضمام إلى «داعش»، بل كان من ألد أعداء هذا التنظيم، وظهر هذا فى فيديوهات كثيرة، وإصدارات خاصة بـ«داعش» هاجمته ووصفته بـ«عالم السلاطين» الذى يجب قتله.
ولم ينف المصدر المقرب من «حسان» فتواه بوجوب الجهاد فى سوريا، بحجة وجود جرائم حرب، يرتكبها النظام السورى فى حق السوريين، وبالأخص السنة منهم، لكنه قال فى الوقت ذاته، إن تلك الفتوى لم تكن فردية، وإنما هناك ٥٠٠ عالم ومؤسسة إسلامية حول العالم أفتت بنفس الفتوى، الأمر الذى جعله يدعو للقتال فى سوريا فى العلن.
وأوضح، أن «حسان» دعا إلى ذلك فعلاً، أثناء حضوره مؤتمر الرئيس الإخوانى المعزول محمد مرسى فى استاد القاهرة، الذى شهد تحريضًا واضحًا من جميع مشايخ السلفية والإخوان للشباب على السفر إلى سوريا والقتال هناك.
(البوابة نيوز)
علماء الأزهر يحرمون مسابقات التوقعات لنتائج كرة القدم.. أمين الفتوى: قمار محرم.. خالد عمران: لا يجوز باتفاق الفقهاء أن يكون مال الجائزة من جميع المتسابقين.. على الأزهرى: الميسر بعينه
اتصل الآن على رقم (...) واترك توقعك بنتيجة المباراة.. والفائز يحصل على جائزة قدرها (…)، هذا ما تقوم به بعض القنوات قبيل مباريات كرة القدم، من الإعلان عن مسابقة بجائزة مالية لصاحب التوقع الصحيح، وهو صورة مقننة للمراهنات التى تجرى فى أوروبا والتى تعد "قمار" فى الشريعة الإسلامية، "اليوم السابع" استطلع آراء علماء من الأزهر الشريف حول مشروعية تلك المسابقات. فى البداية يقول الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، ما دامت الجائزة جزءا من أرباح الرسايل ويأخذها أحد المجيبين بالإجابة الصحيحة والذى يتم اختياره دون غيره بالحظ فهو قمار محرم. فيما قال الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الأصل فى المسابقات أنها جائزة شرعًا إذا كانت هادفة وتعود على المجتمع بالنفع العام وتحقق فيه الخير والنماء وكانت بعيدة عن القمار والميسر والمراهنة والتدليس والغرر أو الجهالة؛ وذلك لما رواه أبو داود وأحمد عن عائشة رضى الله عنها أنها كانت مع النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى سفرٍ، قالت: فسابَقتُه فسَبَقتُه على رِجلي، فلما حَمَلتُ ساَبقتُه فسَبَقني، هذه بتلك السَّبقَة. وأضاف يجوز شرعًا تحديد جائزة لمن ينجح ويسبق غيره فى حل المسابقات الهادفة والمباحة شرعًا بشرط أن تكون الجائزة من أموال المنظمين لهذه المسابقة أو من أى جهة تقدمها للفائزين، ولا يجوز باتفاق الفقهاء أن يكون مال الجائزة من جميع المتسابقين؛ بأن يدفع كل منهم القليل ليحصل بعضهم على الكثير الذى يشمل ما قام بدفعه هو وما دفعه غيره من المتسابقين؛ لأن ذلك من باب المراهنة والمقامرة والميسر الذى نهى عنه الإسلام فى قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّما الخَمرُ والمَيسِرُ والأَنصابُ والأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطَانِ فَاجتَنِبُوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحُونَ}. وعليه فإننا نفيد بأن مثل هذه المسابقات الهاتفية عبر الإذاعة والتليفزيون وغيرهما-كالفضائيات-إن كانت موافقة للشروط والضوابط الشرعية المشار إليها سابقًا فلا مانع منها شرعًا، أما إذا اشتملت على الخداع أو التدليس أو القمار أو المراهنة، وكان قصد الشركات المنظمة لها التربح من ورائها، وجعل المسابقة مشروعًا استثماريًا والحصول على أموال الناس بطريقة تحايليه، وتقديم جزء قليل من هذه الأموال فى صورةِ جائزة فتكون هذه المسابقات محرمة شرعًا. من جانبه يقول الدكتور على محمد الأزهري، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر،إن المسابقات التى تُقام عن طريق رسائل (SMS) بتكلفة الرسالة العادية لأى شبكة من الشبكات فإن الأمر لا حرج فيه إن كان نافعًا للناس، أما إن زادت قيمة الرسالة عن القيمة المعتادة كان هذا ضربًا من المقامرة، أما ما يتعلق بشأن إقامة مسابقة عبر بعض القنوات الداعمة للمباريات وتتعلق بإرسال رسائل نصية على رقم مختصر من شأن هذا الزعم أن تتوقع الفريق الفائز وفى نهاية الأمر يتم اختيار شخصية لتقديم مبلغ مالى أو هدية عينية كسيارة أو ما شابه للفائز، فهذا ضرب من المقامرة أيضًا لا يجوز بأى حال من الأحوال، فإن الهدف من هذه المسابقة المزعومة جمع أكبر كمًا من المال وتقديم جزء ربما لا يُذكر لشخص أو أكثر، فهذا هو عين الميسر (القمار) قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ). وتابع: ولقد ذكر الإمام الماوردى فى كتابه (الحاوى الكبير) تعريف الميسر فقال: "هو الذى لا يخلو الداخل فيه من أن يكون غانمًا إن أَخَذ، أو غارماً إن أَعْطَى" ـ وهذا بالضبط ما يحدث فى هذه المسابقات فإن الراسل يصيبه غرم ومن المعلوم أن جملة من الضوابط الشرعية لدخول المسابقات تندرج فيما يلى: 1 ـ أن تكون الجائزة خالية من القمار لعموم الآية السابقة . 2 ـ أن تكون الجائزة خالية من الغرر: أى الشيء غير المعلوم . 3 ـ أن تكون الجائزة خالية من الربا أى خالية من أى عوض مشروط ـ والعوض مشروط فى نحو هذه المسابقات . 4 ـ أن لا يكون الهدف من هذه الجوائز أكل أموال الناس بالباطل، ومن المعلوم أن الهدف الرئيسى من هذه المسابقات هو جمع أكبر قيمة من المال، وبهذا تحقق فيهم أكل أموال الناس بالباطل فكانت مسابقاتهم مردودة عليهم قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) (النساء:29) لأن الأصل فى المال هدف الحفظ والبذل فى سبيل الله تعالى، وهذه المسابقات لا طائل منها إلى ضياع أموال الناس وأكلها بدون وجه حق . ويشترط فى الجائزة أن تكون مبذولة من صاحب المال نفسه القائم على أمر المسابقة مثلًا القناة تخرج من ذمتها المالية لا من تحصيل المبالغ من المرسلين رسائل نصية بمبالغ باهظة، وأن يكون الهدف من المسابقة إثراء الناحية الفكرية والعلمية وهذه المسابقات المزعومة لا طائل منها أصلًا.
(اليوم السابع)