صدام مباشر محتمل بين "داعش" وتركيا.. سيناريو ما بعد احتلال "كوباني"!!

الأحد 12/أكتوبر/2014 - 05:43 م
طباعة صدام  مباشر محتمل
 
نظمت اليوم السبت، 12 أكتوبر 2014، في فرنسا وألمانيا، تظاهرات دعم للسكان السوريين الأكراد في مدينة عين العرب كوباني الكردية، شمال سوريا المهددة بالسقوط بالكامل بأيدي ما يسمى بـ"تنظيم الدولة الإسلامية،"داعش"، ورفع المتظاهرون لافتات تأييد لكوباني ورايات لحزب العمال الكردستاني التركي.
صدام  مباشر محتمل
فيما  تظاهر أكثر من 20 ألف كردي في شوارع مدينة دوسلدورف في غرب ألمانيا، ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" استجابة لدعوة عدد من الجمعيات الكردية.
وخرج عدة آلاف "6000 بحسب المنظمين" سيرا من ساحة الجمهورية باتجاه الباستي، رافعين لافتةً كُتب عليها "ماذا تنتظرون للتحرك؟ مجزرة جديدة؟".
وبدأت مدينة عين العرب، الدخول في مرحلة خطرة بعد ثلاثة أسابيع من القتال المتواصل بين تنظيم "داعش" مع قوات الحماية الكردية.
صدام  مباشر محتمل
وبرزت مدينة "كوبانى" في الأونة الاخيرة في أعين العالم  بعد حصارها من قبل تنظيم "داعش"، على رأسهم نظام الأسد والجيش الحر الذين تحالفوا من أجل مواجهة التنظيم، فبعدما كانوا أعداء صاروا يدًا واحدة للدفاع عن المنطقة، فتلك الحرب جمعت بين أعداء العالم ليصبحوا أصدقاء لمواجهة هذا التنظيم، فكلا من الجيش الحر ونظام الأسد يحاربان "داعش" وبالتالي اتفقا للمرة الأولى على موقف موحد، وكذلك أصبح النظام السوري حليفا لتركيا التي تساند في الوقت نفسه الجيش السوري الحر والقضية السورية نظرًا لأنه حال احتلال داعش لكوبانى سوف تفتح الحدود على تركيا مما يسهل دخول التنظيم إلى دولتهم، فضلا عن أن إيران أصبحت أيضا متحالفة مع تركيا للتدخل فى كوبانى لمواجهة خطر "داعش"، على اعتبار أن الأكراد تساندهم منذ بداية الحرب ضد داعش.
يرى الخبراء أن معركة داعش لاحتلال "كوبانى"، هي نفس معركة الأكراد ضد التنظيم، فإذا نجح التنظيم في احتلال المدينة فستصبح حدود الدولة الإسلامية للمرة الأولى مباشرة مع تركيا، وهو ما يعنى السيطرة على منطقة جغرافية كبيرة، ستمتد من مدينة منبج في ريف حلب على الحدود السورية التركية شمالا إلى مشارف بغداد جنوبا، بما تعنيه هذه المساحة الجغرافية الكبيرة من إمكانية التوزع والانتشار والمناورة، وهذا أمر مهم في ظل غارات التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم.
"مساحة جغرافية".
كما أن سيطرة "داعش" على كوبانى سيكون بالنسبة لهم إبعادًا لخطر الأكراد الذي ظهر على الأرض كقوة فاعلة محتملة لمحاربتهم  بمشاركة التحالف الدولي.
صدام  مباشر محتمل
ويرى مراقبون أنه حال نجاح تنظيم "داعش"، في احتلال "كوباني" والسيطرة عليها، سيدفع ذلك تركيا إلى الدخول في صدام مباشر مع التنظيم، باعتبار أن الحدود التركية ستكون مباشرة مع التنظيم، ما يؤدي إلى انتشار الجيش التركي عبر الحدود وإحداث مواجهات بصفة مستمرة قد تضع الطرف التركي في مأزق محتمل.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حذر من أن مدينة عين العرب "كوبانى بالكردية" الحدودية على وشك السقوط بأيدى تنظيم داعش، مشدداً على ضرورة شن عملية برية لوقف تقدم الجهاديين، قائلاً إن الرعب لن يتوقف ما لم نتعاون لشن عملية برية، مضيفاً أن الغارات الجوية ليست كافية وحدها، وقال لقد مرت أشهر بدون تحقيق أي نتيجة.
في الوقت نفسه، قال الكاتب البريطاني، كيم سينغوبتا، في مقال له  بعنوان " لم ننس سربرنيتسا "، حول الأوضاع في بلدة عين العرب "كوباني" السورية التي سقطت أجزاء كبيرة منها في أيدي عناصر تنظيم "داعش"، إنه في ظل سيطرة داعش على نحو 40% من عين العرب السورية وإحجام تركيا عن التدخل على الأرض لعدم قبول شروطها بفرض حظر على الطيران وإقامة منطقة عازلة من الجانب السوري، فإنه من المرجح أن يتعرض سكانها لمذبحة شبيهة بما حدث في سربرنيتسا في إشارة إلى المذبحة التي شهدتها البوسنة والهرسك سنة 1995 على أيدي القوات الصربية وراح ضحيتها نحو 8 آلاف شخص ونزح عشرات الآلاف من المدنيين المسلمين من المنطقة.
ونبه سينغوبتا إلى أن استمرار تمسك تركيا بعدم نقل معونات إنسانية إلى الأكراد في تلك المدينة وإغلاق الحدود وعدم مرونة الغرب في الموافقة على الشروط قد يفاقم عواقب سقوط كوباني ويشكل تهديدًا على حياة الآلاف الذين علقوا داخل المدينة أو على الحدود.
ولفت الكاتب إلى أن أنقرة في موقف صعب مع الضغوط الغربية وحساسية علاقتها مع الأكراد من ناحية واحتمال تورطها في ضرورة التحرك لإنقاذ حدودها واحتواء تدفق اللاجئين، إضافة إلى احتجاجات الأكراد وما يحدثه ذلك من توتر داخل تركيا ويهدد اتفاق السلام الموقع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني.
صدام  مباشر محتمل
في السياق ذاته قال إدوارد سولر، الخبير في منطقة البحر المتوسط، لصحيفة "تى إنتريسا "الإسبانية، إن تردد أنقرة فى مهاجمة داعش، لا يعنى أن تركيا تدعم داعش، حيث إنها لا تريد الإرهابيين على حدودها.
وأكد الخبير أن تركيا تحاول السيطرة على أكراد شمال سوريا الذين انضموا للجيش السوري الحر، ولكن من أسوأ السيناريوهات فى المنطقة أنه "إذا وقعت كوبانى فإن التوتر سينتشر فى جميع البلاد.
صدام  مباشر محتمل
فيما  حذر زعيم حزب العمال الكردستانى عبدالله أجولان، من أن هذا التنظيم سيكون مشكلة كبيرة للدول والحكومات، لافتا إلى أن الحرب سوف تستمر حتى طرد آخر عنصر للتنظيم من المناطق الكردية.
وحول سيناريوهات، ما بعد سقوط عين العرب "كوبانى"،  في يد تنظيم "داعش" فإن هناك تهديدًا واضحًا لنظام الأسد، ومواجهة محتملة ومباشرة بين التنظيم وتركيا، وبالأخص بعد الضغوط الأمريكية والتحالف الدولي لجر تركيا للحرب ضد داعش، لأن تركيا لا تريد الصدام المباشر الآن، فهي ما زالت بعيدة عن المشاركة العسكرية من أجل ضمان سلامة وأمان حدودها، وإذا شاركت تركيا في التحالف الدولي، ربما صار تنظيم "داعش" أمام مواجهة أقوى على الحدود، في صدامٍ محتمل ومباشر.

شارك