مهاجم المركز التجاري في ميونخ اشترى بندقيته من الإنترنت
الأربعاء 27/يوليو/2016 - 04:10 م
طباعة
مهاجم المركز التجاري في ميونخ حصل على بندقيته من شبكة داركنت الإليكترونية؛ حيث تتم فيها الصفقات بهويات مجهولة. في مقابلة مع دويتشه فيله يشرح الباحث البريطاني جيمي بارتليت مدير مركز تحليل وسائل الإعلام الاجتماعية في مركز "ثنك تانك ديموس" في لندن ماهية مثل هذه الأسواق وسلعها المحظورة. والتي تستغل في الأعمال الإرهابية.
نص الحوار:
وفقًا للمحققين الألمان فإن منفذ هجوم ميونيخ قام بشراء سلاحه من "سوق داركنت" الإلكتروني، ماذا يعني هذا؟
جيمي بارتليت: أسواق داركنت هي أسواق مجهولة. ويوجد منها بضعة آلاف منتشرة على الشبكة العنكبوتية. ويمكن الوصول إليها عبر ما يطلق عليه بمتصفح تور. ويسمح هذا المتصفح بالبحث من خلال الانترنت دون أن يتم التعرف على شخصية المتصفح وهويته. وتوفر هذه الأسواق كل ما يكون المرء في حاجة إليه، وهي شبيهة بمواقع أمازون وإيباي الالكترونية، وتملك كل ما لدى هذه المواقع التجارية من تصنيفات وتقييمات للعملاء، إلا أن استخدامها يتم بهدف بيع سلع غير مسموح بها قانونيا وخاصة التجارة بالمخدرات.
كل عام يتم تنفيذ عشرات آلاف أو حتى مئات آلاف عملية بيع من خلالها. عمومًا يذهب الناس إلى هذه المواقع لشراء الأشياء التي يصعب الحصول عليها. ويتم الدفع مع استخدام تشفيرللهوية، أما العملية المستخدمة هناك فتسمى بيتكوين (Bitcoin). ويتم تسليم البضاعة لمنزل المشتري، تمامًا مثل الأمازون أو موقع إيباي. إلا أن الفارق الوحيد هنا هو أن عملية الشراء تتم دون الكشف عن هوية المشتري، وبشكل سري.
عمليًّا كيف يمكن لبائع أن يرسل سلاحًا من داركنت للمشتري؟ أليس من الممكن أن يثير حجم الطرد ووزنه شكوكًا لدى الشرطة أو الجمارك، في حال تم الإرسال من خارج البلاد؟
بالطبع، يتم تداول هذه التجارة بشكل داخلي. ولا أحد يمكن أن يعرف أين يقيم التاجر أو المشتري، ومع ذلك تتم العملية التجارية، وعمليات الشراء، ويتم شحن البضائع بطريقة ما، ويتم الإشارة بشكل مموه لعناوين تخص البائعين، وذلك لإعطاء الانطباع أن الطرود معروفة المصدر، إلا أنه على الأغلب لا يمكن معرفة العنوان الحقيقي للمرسل، لكن يمكن معرفة من أي بلد جاءت.
بالنسبة للمخاطر المرتبطة باحتمال مراقبة المخدرات أو الأسلحة أو غيرها من المنتجات عند عملية الارسال، يمكن القول أنه في المملكة المتحدة وحدها يقوم البريد بإرسال ملايين من الرسائل والطرود البريدية. عادة يتم الفحص ضمن اختيار عينات منها، إلا أنه لا يمكن فتح جميع الرسائل؛ لذلك فإن الغالبية العظمى من الشحنات المرسلة تصل في العادة إلى أصحابها، كما أن للباعة نظمًا وتقنيات متطورة تمكنهم من إخفاء البضائع، وعدم تعرضها للكشف بسهولة؛ لذلك أعتقد أن عملية التسليم تتم دون مشاكل أو صعوبات كبيرة.
بعض الأسواق الكبيرة التابعة "لداركنت" أعلنت أنها لن تتسامح في بيع الأسلحة عبر مواقعها. وهذا يبدو بدرجة معينة بأنه نوع من التنظيم الذاتي.هل هنالك أخلاقيات معينة تلتزم بها هذه الأسواق؟
من المثير للاهتمام أن "أسواق داركنت" تبدو في كثير من الأحيان أنها تمتلك نوع من أشكال التنظيم الذاتي. الموقع الأكثر شهرة في داركنيت كان يدعى طريق الحرير"Silk Road"، والذي أغلق موقعه قبل 18 شهرا، ولكن قبل ذلك تم تسليم مئات آلاف المشتريات التي تمت من خلال تلك الأسواق. وعلى الرغم من أن مصدر الموقع كان مجهولا ، إلا أن هذه لأسواق أعلنت أنها لن تسمح بتداول سلع إباحية غير مشروعة، أو أسلحة، أو وثائق مزورة. الموقع أعلن أنه لن يخالف مبادئه التحررية، ومن بينها:"يمكنك أن تفعل بنفسك وبجسمك ما تريد، إلا أن الأسلحة والهويات المزورة تشكل تجاوزا للحدود".
ومع ذلك، كانت هناك دائما أسواق أخرى، لم تخذ مثل هذه الأفكار بعين الاعتبار، حيث لم يكن هناك أي شكل من الأشكال التنظيمية، وذلك لأن داركنت هي عبارة عن شبكة يمكن لكل شخص من خلالها تقديم خدمة إذا كان يود ذلك ، وفي حين قررت بعض الأسواق تطبيق قواعد معينة عليها، هناك دائما آخرون لا يلتزمون بذلك للأسف.
هل يمكنك أن تقدر مدى حجم تجارة الأسلحة عبر داركنت في أوروبا؟ أيضًا فيما يتعلق بتهريب الأسلحة إلى الشارع؟
من الصعب للغاية تقدير حجم تجارة الأسلحة في داركنت. ما نعرفه من خلال الدراسات وعمليات المسح بداركنت هو ارتباطها بالمخدرات بشكل أكبر، إذ إن حوالي عشرة بالمائة من المخدرات التي ضبطت في بريطانيا كان مصدرها داركنت.
بالنسبة للأسلحة لا يمكن إجراء مثل هذه الدراسات الاستقصائية، لأن الناس في استطلاعات الرأي لا يصرحون بما في حيازتهم من أسلحة غير مشروعة. ولقد فوجئت حقا عندما قرأت أن مهاجم المركز التجاري في ميونخ اشترى سلاحه من داركنيت، لقد قمت بمراقبة هذه الأسواق لفترة طويلة، كما تابعت تحركات أناس في داركينت، قيل أنهم يبيعون أسلحة عبره، إلا أنني لم أعثر على حالات كثيرة تشير إلى تحديد المشتري وحصوله على سلاح من داركنيت. وفي رأيي فإنه من الأسهل بكثير شراء أسلحة من الشارع، من قبل الشبكات الإجرامية، على شراءها من داركنت. المتاجرة بالأسلحة في داركنت قد تكون صغيرة بالمقارنة.