داعش يتقدم.. هل سيبدأ التحالف المواجهة علي الارض؟

الثلاثاء 14/أكتوبر/2014 - 12:16 م
طباعة داعش يتقدم.. هل سيبدأ
 
يبدوا أن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" قد رسّخ أقدامه في كل من سورية والعراق، وأزال الحدود بين البلدين في المناطق الخاضعة إلى سيطرته، وواصل تقدمه في العراق وسوريا
ومن ثم  أن التركيز على الضربات الجوية باعتباره أسلوباً للانخراط في العمل العسكري أمر غير فعّال أيضاً، خاصة وأن تنظيم الدولة الإسلامية يعي تماماً أنه ما من بلد غربي يرغب في إرسال قوات برية إلى سورية أو العراق، وهو مستعدّ للدفاع عن نفسه وفقاً لذلك.

توسع داعش في العراق وسوريا

توسع داعش في العراق
واصل تنظيم «داعش» تقدمه في محافظة الأنبار غرب العراق واستولى أمس على معسكر هيت ليسيطر بشكل كامل على هذا القضاء (150 كلم غرب بغداد) بعد انسحاب الجيش العراقي من المعسكر باتجاه ناحية البغدادي, حيث قاعدة «عين الأسد» الجوية المهمة.
وبينما وصف مسؤولون عسكريون عراقيون انسحاب الجيش بأنه «تكتيكي»، فإن ضابطا في الجيش العراقي قال إن مقاتلي «داعش» اقتحموا المعسكر واستولوا على 3 عربات مدرعة و5 دبابات على الأقل.
تقدم مقاتلي تنظيم "داعش" جعلته في العراق يؤكد فشل الضربات الجوية لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، واصبح تنظيم الدولة اقرب الي العاصمة العراقية بغداد عقب السيطرة علي جزء كبير من محافظة الانبار.
وفي سوريا  واصل تقدمه في احياء مدينة كوباني" عين العرب" الكردية من اجل الوصول الي الحدود التركية واتساع دولته من بغداد الي تركيا.
و تمكن عناصر تنظيم «داعش» من السيطرة على مبنى المركز الثقافي في مدينة كوباني (عين العرب) بعد اشتباكات مع قوات «وحدات حماية الشعب» الكردية ليصبح أول مبنى يحتله التنظيم وسط المدينة.
توقعت مراقبون أن تكون الوجهة المقبلة لتنظيم الدولة الإسلامية، بحال سيطرته على عين العرب (كوباني)، مدينة راس العين شمال محافظة الحسكة والمعروفة لدى الأكراد السوريين بـ (سري كانيه)، ورجّحت أن يؤدي توجّه التنظيم لتلك المنطقة لحركة نزوح واسعة لمسيحيين وأكراد.
وكانت محافظة الانبار قد تقدمت بطلب لدخول قوات برية أجنبية لحمايتها من السقوط بيد (داعش) فيما تمانع بل ترحب بدخول أي قوات من الحشد الشعبي والمتطوعين في إطار المؤسسة العسكرية العراقية»، مبينا أن «(داعش) ومثلما أثبتت التجربة يستهدف الجميع من دون استثناء». وأضاف الفهداوي أن «الجيش الذي يقاتل في الأنبار هو جيش عراقي وليس كله من أهالي الأنبار بدءا من قائد العمليات والكثير من القادة والآمرين وبالتالي لا توجد حساسية في حال جرى ذلك في سياق مؤسساتي صحيح لأننا دفعنا طوال السنوات الماضية ثمن الأخطاء التي ارتكبتها الميليشيات المسلحة من كل الأطراف والأطياف وهي خارجة عن القانون».

التدخل البري

التدخل البري
لم يستبعد الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، نشر قوات برية في العراق إذا تطلب الوضع. وكان ديمبسي, الذي يترأس اليوم في واشنطن اجتماعا لأكثر من 20 من رؤساء أركان القوات المسلحة في دول مشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب بما فيها 8 دول عربية, قد قال أول من أمس إن «الموصل قد تشكل معركة حاسمة في الحملة البرية التي ستشن في مرحلة ما في المستقبل».
وير ي مراقبون انقوات التحالف البرية سوف تتحرك في ظل عدم وجود أي قوة قادرة علي مواجهة "داعش" في ظل فشل قوات الحشد الشعبي، وبضمنها الميليشيات المعروفة مثل «العصائب» و«بدر» و«كتائب حزب الله» و«أبو الفضل العباس» و«وسرايا السلام»، في تقديم برهان قوي علي مواجهة "داعش" بالاضافة الي انها تتواجد في مناطق ذات غالبية شيعية او مختلطة وهو ما يوضح تاثير المذهب علي مواجهة "داعش" فالأنبار محافظة ذات اغلبية سنية وهو يطرح تساؤلا حول مدي استعداد المليشيات الشيعية في  دخول الانبار ومدي استقبال اهالي المحافظة لهم، ومدي استراتيجة هذه المليشيات في التعامل مع اهالي السنة بالمحافظة.

المشهد الأن

المشهد الأن
أصبح علي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، التدخل البري في العراق اذا كانت تريد  تحقيق انتصار  لعدم اثارة الراي العام بالهزيمة امام تنظيم "ارهابي" بالإضافة الي ان  تكلفة الحرب، ولكن الامور علي الارض لن تكون نزهة للأمريكان ، فمقاتلو تنظيم "داعش" هم تمرسوا علي حرب العصابات، ووعلي قيادات البيت الابيض اذا ارادت تحقيق نصر يكتب لها امام الشعب الامريكي، ان تعي جيدا الحرب في مستنقع "داعش" ، وربما تكون تكلفة البشرية كبيرة.
واصبح الحرب امام "داعش" تطلب تغيرا في الاستراتيجيات، ونتائجها قد تؤدي اعتراف شبه رسمي بتنظيم الدولة وظهور دولة سنية من الحدود العراقية حتي مشارف بغداد، او  ظهور خريطة سياسية ونظام حكم جديد في العراق عبر تقسيم والدولة اللامركزية ويكون هناك اقليم سني واخر كردي وثالث شيعي، أي ان كل نتائج التي ستخرج من حرب "داعش" لن تعود بالخارطة القديمة للعراق.

شارك