هل تغير نتائج معركة "بنغازي" بين الجيش والمليشيات مسار العملية السياسية في ليبيا؟

الأربعاء 15/أكتوبر/2014 - 05:50 م
طباعة حفتر وعملية الكرامة حفتر وعملية الكرامة
 
بدا قائد قوات عملية «الكرامة» اللواء خليفة حفتر، أمس الثلاثاء، ما وصفه بمعركة تطهير بنغازي، شرع الجيش في التمهيد لها عبر قصف مدفعي بواسطة مدافع الهاودزر، طال محيط مدينة بنغازي.. فيما نفذ أهالي المدينة عمليات منظمة لإغلاق مداخل ومخارج مناطقهم.
ويعيش سكان مدينة بنغازي، شمال شرقي ليبيا، حالة من الترقب، بعد إعلان مجموعات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن حراك شعبي، ينطلق الأربعاء، أطلقوا عليه اسم "انتفاضة 15 أكتوبر"، لمواجهة الجماعات المسلحة "المتشددة" في المدينة، لا سيما جماعة "أنصار الشريعة".

معارك ضارية في بنغازي

معارك ضارية في بنغازي
معارك ضارية في بنغازي
ووقعت صبيحة اليوم الأربعاء عدة عمليات عسكرية كشفت عن وجود الجيش الوطني في عمق بنغازي، حيث هاجمت الكتيبة 204 دبابات مدعومة من الكتيبة 21 التي يقودها العقيد جمال الزهاوي معسكر 17 فبراير بمنطقة قاريونس.
وتجري في محيط المعسكر الوحيد داخل بنغازي الخاضع لتحالف مجلس شورى ثوار بنغازي، وتتمركز فيه كتيبة 17 فبراير التي يقودها أحمد الجازوي وخليل بورزيزة.
وتشير بعض الأخبار التي لم تؤكد من جهات مستقلة، إلى سقوط المعسكر بيد الجيش، وفي حال تمت السيطرة على هذا المعسكر ستفقد قوات مجلس شورى ثوار بنغازي إحدى أهم قواعدها داخل المدنية.
كما شهدت منطقة بوعطني اشتباكات عنيفة بين فصائل من الجيش الوطني والصاعقة المدعومة من أهالي منطقة المساكن الجاهزة، والقادمة من منطقة بنينا التي تم تطهيرها بالكامل فجر اليوم، ويعتقد أن الهدف هو إعادة السيطرة على معسكر الصاعقة ومعسكر الكتيبة 319 على طريق المطار.
وشهدت مناطق جنوب غرب بنغازي، سيدي فرج والهواري والفعكات قصفًا مكثفًا من الطيران الحربي الذي انطلق في عملياته فجر اليوم، وتعتبر هذه المنطقة بمثابة العمق الاستراتيجي لجماعة أنصار الشريعة التي يقودها محمد الزهاوي، وكتيبة راف الله السحاتي التي يقودها إسماعيل الصلابي، وتحتوي المنطقة على كثير من معسكرات التدريب ومخازن الأسلحة.
وفي غرب بنغازي تسيطر الكتيبة 21 صاعقة على جزيرتي نادي الأهلي وطريق طرابلس، فعلى امتداد الطريق إلى الغرب من هذه المواقع يقع معسكر قنفودة حيث يتمركز درع ليبيا1 بقيادة وسام بن حميد، ورصد شهود عيان انطلاق صواريخ الغراد باتجاه أهداف داخل بنغازي صباح اليوم، ولم يتم التعرف على طبيعة الأهداف.

أهمية كتيبة 17 فبراير

اهمية كتيبة 17 فبراير
اهمية كتيبة 17 فبراير
سيطر الجيش الليبي الأربعاء على أكبر معسكرات ميلشيا أنصار الشريعة في بنغازي، وأكد الجيش وشهود عيان من سكان بنغازي سقوط معسكر كتيبة "17 فبراير"، بعد أن داهمت قوات الجيش الوطني مقر الكتيبة صباح اليوم.
قال المتحدث باسم "عملية الكرامة" في ليبيا الرائد محمد حجازي إن وحدات الجيش الليبي تقدمت ودخلت مدينة بنغازي، الأربعاء مشيرا إلى أن قوات الجيش دخلت معسكر ميليشيا 17 فبراير وسيطرت عليه.
وأكد حجازي في اتصال هاتفي مع سكاي نيوز عربية أن القوات سيطرت على موقعين آخرين من بينهما قصر ولي العهد، مضيفا أن المعارك أسفرت عن مقتل 16 من مسلحي الميليشيات من بينهم مسلحون من مالي.
وأسس كتيبة "17 فبراير" عضو جماعة الإخوان المسلمين فوزي أبو كتف ويكلف بقيادة جهاز الأمن الدبلوماسي الخاص بحماية البعثات الدبلوماسية والسفارات في ليبيا..
وتعتبر كتيبة 17 فبراير، الكتيبة الأكبر عددا والأهم تسليحا في شرق ليبيا، ويقدر عدد أفرادها بنحو 1500 شخصا، إلا أن بعض الجهات تقدرهم بضعف هذا العدد، وهي مكونة من 12 مجموعة، وتمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة وتتمتع بإمكانيات عالية ويسيطر عليها جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا.
منذ مطلع أغسطس الماضي، يسيطر مسلحون "متشددون" على مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية، بشكل كامل تقريبا، ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع "الجيش الوطني الليبي" بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وبحسب مصادر في المدينة، فإن الشباب المسلحين في أحياء بنغازي سيخرجون، الأربعاء، لعرقلة تحرك الميليشيات في المدينة، وذلك تيسيرا لدخول الجيش إليها.
وأعلنت مجموعات شبابية في بنغازي ما أسمته "النفير" في مواجهة الجماعات المسلحة "المتشددة"، وأغلقت أطراف المدينة بالسواتر الترابية.

احتمالات الحسم

احتمالات الحسم
احتمالات الحسم
كان التقدم الذي أحرزه ما يسمي مجلس شورى ثوار بنغازي المحسوب علي جماعة الإخوان المسلمين والذي يتشكل من مليشيات الإسلامية يأتي لأسلوب حرب الشوراع الذي أجاده مقاتلو مجلس شورى الثوار، ولكن مع تواجد المليشيات في سكنات عسكرية تحوّلت المواجهات إلى حرب تقليدية تعتمد على مسرح عمليات مفتوح مترامي الأطراف، تصبّ في صالح قوات حفتر، الذي لديه امتداد خارج مدينة بنغازي إلى بعض مناطق شرق ليبيا، أهمها مدينة المرج القريبة من بنغازي، ومدينة البيضاء، وطبرق في أقصى الشرق الليبي، معقل التأييد الشعبي والبرلماني لعملية حفتر العسكرية، إضافة إلى المناطق والقرى الصغيرة الممتدة بين هذه المدن والتي يحظى فيها حفتر بتأييد شعبي، وإمداد بشري بالمقاتلين.
وما يزيد تقدم وانتصار قوات الجيش الليبي على المليشيات الإرهابية، هو أن قادة مجلس شورى ثوار بنغازي لا يتواجدون في غرف قيادة تضع الخطط والاحتمالات القريبة والبعيدة وتدير المعركة، بل هم عبارة عن قادة يتقدمون الخطوط الأمامية ويشتبكون مباشرة بالأسلحة المتوسطة والثقيلة مع قوات حفتر، الذي يتواجد هو وقيادته من العسكريين الموالين له في غرف قيادة وتحكم بعيدة نسبياً عن مسرح الاشتباكات العسكرية.
وبالتالي بات الحسم العسكري، في بنغازي يعد اقرب لصالح قوات الجيش الليبي بقيادة اللواء حفتر والتي سيطرت على أقوى نقاط المليشيات الإسلامية وهي كتيبة 17 فبراير.

المشهد الآن

المشهد الأن
المشهد الأن
في ظل الصراع الدائر الآن في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية وعاصمة الشرق الليبية، ومع التقدم الذي أحزته قوات اللواء حفتر، فإن نتائج هذه المعركة الدائرة الآن بين قوات الجيش الليبي والمليشيات المسلحة قد تغير من النتائج السياسية في ليبيا في ظل دعم أقليمي ودولي لمجلس النواب المنتخب وحكومة الثني.
فهل سيحسم الجيش الليبي بقيادة حفتر المعركة في بنغازي في ظل الخلاف القوي بين أركان "فجر ليبيا" حول الحوار الذي دعت اليه الجزائر وتوقف الدعم العسكري لهم؟

شارك