"كرفانات" للنازحين هربا من برد الشتاء ونار داعش

الخميس 16/أكتوبر/2014 - 08:33 م
طباعة بناء كرفانات للنازحين بناء كرفانات للنازحين
 

لجنة الإغاثة الأسقفية تقيم كرفانات لإيواء العائلات العراقية

لجنة الإغاثة الأسقفية
جاء الشتاء وهطلت الأمطار الغزيرة، في محافظة دهوك بالعراق الأمر الذي أدى إلى تعرض عشرات من خيم النازحين  من الإيزيديين والمسيحيين للغرق،  خاصة في مخيم خانك، والتي يقطنها آلاف من النازحين من أهالي قضاء سنجار،كما أدت العواصف الشديدة إلى تهاوي عشرات المخيمات، تواكب ذلك مع تأكيدات على أنه أصبح من الواضح أن  تنظيم داعش  أقوى من غارات وقصف قوات التحالف الدولي، الأمر الذى يعتبره النازحون مؤشرًا إلى أن عودتهم لديارهم شبه مستحيلة.
لذلك أسرعت  لجنة الإغاثة الأسقفية في نصب كرفانات لإيواء العائلات العراقية المهجرة والساكنة في الخيم (800 خيمة).
المطران اميل شمعون
المطران اميل شمعون
و تم نصب 94 كرفاناً (بيوت  خشبيه جاهزة)، ومن المؤمل أن تصل إلى 250 كرفاناً خلال الأيام القادمة، وذلك بتمويل من جمعية "الكنيسة المتألمة" Church In Need  في المانيا، ومن جمعية "المسيحيون العراقيون المتألمون" ICN في لندن، وكاريتاس العراق، وأبرشية مار توما الرسول في ديترويت، وجماعة "تبني عائلة مضطهدة"، إضافة إلى تبرعات من المتعاطفين مع النازحيين  بالنمسا وفلندة وأستراليا وبلجيكا وألمانيا.
وفى سياق متصل أكد رئيس أساقفة الموصل للكلدان المطران إميل شمعون نونا، على صعوبة الأوضاع التي يعيش فيها اللاجئون والتي تزداد سوءا مع مرور الوقت لأن هؤلاء الأشخاص لا يرون بوادر أمل في العودة قريبا إلى ديارهم. وقال إن الكنيسة المحلية تبحث عن شقق سكنية للإيجار كما أنها تسعى إلى إيجاد حلول بديلة نظرا لعدم توفر العدد الكافي من المساكن لتأوي كل اللاجئين، والكرافانات ولم تخل كلمة رئيس أساقفة الموصل من الإشارة إلى الظروف الحياتية الصعبة للأسر التي سُلخت عن أرضها وتقيم حاليا في الخيم والمدارس الرسمية أو تتقاسم الشقة السكنية نفسها مع عائلات أخرى.
وإزاء التهديد الخطير الذي تواجهه حاليا محافظة الأنبار وإمكانية تقدم مقاتلي داعش جنوبا للسيطرة على العاصمة بغداد وأجزاء كبيرة من البلد العربي قال رئيس أساقفة الموصل للكلدان: "إننا نبذل ما في وسعنا لمساعدة هؤلاء الأشخاص على العيش في ظروف أكثر إنسانية"، معربا عن امتنان السلطات الكنسية المحلية للمساعدات والتبرعات التي تصل من أنحاء العالم كافة لشراء مزيد من الكرفانات كما طالب بالاقتراحات العملية والحلول  المبتكرة من المهتمين بالقضايا الانسانية والعلماء لمواجهة الازمة ومخاطر الشتاء .
كرفانات للنازحين
وفي هذا السياق اقترح أسقف إيطالي "إجراء توأمة مع الأسر العراقية النازحة"، أي أن يلتزم الإيطاليون بمبدأ التكافل، وذلك بتوفيرمبالغ لتغطية تكاليف الحياة اليومية للنازحين من شر تنظيم "داعش" من الايزيديين والمسيحيين .
وأضاف الأمين العام لمجلس الأساقفة الإيطاليين المطران نونتسيو جالاتينو، الذي يترأس وفد المجلس إلى العراق أن "الوصول إلى العراق كان مؤشرًا هاماً لإعطاء استمرارية لاهتمام والتزام الكنيسة الإيطالية بشأن الفقراء"، لكن "بعد ما رأيناه هنا من احتياج الأسر والعوز لا يمكننا إلا الاستجابة بسرعة وواقعية، والأسلوب الأكثر مباشرة وأهمية ربما يتمثل بالتوأمة، أي  التكافل. 
وأشار الأسقف الإيطالي إلى أن "ما يحدث هنا تشجيع كبير بالنسبة لنا، لأننا نعرف كيف تعمل الكنيسة"، فـ"الوضع الحالي يشكل عبئاً هائلاً، مع حمل كبير من احتياجات اللاجئين"، وأردف "إننا بحاجة لمساعدتنا على حمل هذا العبء".
وأطلق المطران  جالاتينو نداءً "للأبرشيات والكنائس والرعايا والعائلات الإيطالية لأجل كفالة ، توفر ضماناً بالالتزام، بدءاً بتقديم الحد الأدنى من متوسط نفقات أسرة من اللاجئين ليوم واحد، إلى شهر أو سنة"، وإختتم بالقول "عند عودتنا، ستنشر كاريتاس الإيطالية الإجراءات لإعطاء بُعد ملموس لمبادرة لا نتردد في طلب الالتزام بها فوراً"، وفي سياق متصل جمعت حملة التبرعات "تبني المسيحيين من الموصل" مبلغاً قدره 700 ألف يورو تقريباً (900 ألف دولار) لتمويل الاحتياجات الأساسية للاجئين المسيحيين واليزيديين في كردستان الذين هربوا من بطش وهمجية داعش  وذلك من منطقة الشرق الاوسط .
الأمر الذى يدل على الرحمة النشطة تجاه الشعب العراقي من جانب عشرات الآلاف من الناس الذين يدركون أن الشرق الأوسط يلعب دوراً مهماً في تحديد مصير العلاقات بين الشرق والغرب.
وقد دعا السينودس الذي يجتمع حالياً في الفاتيكان ويضم أساقفة من كل دول العالم، أصحاب النوايا الحسنة لمواصلة تقديم المساعدة اللازمة للضحايا الأبرياء الذين يتعرضون لهذه الأحداث الهمجية التي تجري، وفي الوقت نفسه طالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الضرورية لإعادة إرساء التعايش السلمي في العراق.
وأكد  رئيس أساقفة الكلدان في الموصل المطران أميل نونا الذي هرب  مؤخرا من ميليشيات داعش . أنه فيما يبدو ان داعش .أقوى من الضربات الجوية للتحالف الدولي.
وهكذا، فالأمر الأكثر إلحاحاً هو آيات العزاء والمساعدة للاجئين الذين مازالوا مُنهكين من العيش في الخيم والمدارس والكنائس، ومع دخول فصل الشتاء واحتمال تساقط الثلوج، تصبح حالة الطوارئ أكثر سوءاً مع الحاجة الماسة للغذاء والملابس الدافئة والمأوى.
قال المطران نونا إننا نتطلع الى استئجار منازل لكنه من المستحيل العثور على سكن للجميع، إذ أن إيجاد السكن ليست بالعملية السهلة، ولذلك سوف نبحث عن حلول أخرى، وقال أيضاً، إضافة الى الصعوبات الاقتصادية الكبيرة، لا يمكن للأطفال الذهاب الى المدارس، فهي نشاطات مهمة للأطفال والشباب إذ تجعلهم يلعبون لينسوا حتى وإن كان ذلك لبضع لحظات، تلك هي مأساة الحرب إذا استمرت حكومات المجتمع الدولي على فتورها، وهذا هو ليس الحال بالنسبة لأولئك الذين يشاركون في الحملة، ومعاً سيكونون تقريباً مجتمعاً دولياً جديداً يلتزم بمحو لامبالاة العولمة مع وصول الهدايا من الصين وتايوان وسويسرا (لاسيما أبرشية لاكانو) وجمهورية التشيك وبولندا وفرنسا والبرازيل وغيرها.

شارك