حقيقة تراجع السعودية عن تدريب المعارضة المسلحة السورية.. وسر الترحيب التركي

الخميس 16/أكتوبر/2014 - 08:49 م
طباعة حقيقة تراجع السعودية
 
يبدو أن السعودية أصبحت أكثر اتزانًا في دعم وتدريب المعارضة المسلحة السورية، وذلك عقب تجربة 3 سنوات من  الصراع ضد الحكومة السورية في دمشق، فالصراع المسلح لم يحقق الهدف الرئيسي منه بإسقاط النظام السوري، بل أدى إلى ظهور المئات من الجماعات المسلحة التي يوجد جزء منها يهدد المملكة.

سر تقرير رئيس الاستخبارات السعودي

سر تقرير رئيس الاستخبارات
قدم الأمير خالد بن بندر رئيس الاستخبارات السعودي، تقريرًا إلى  خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يؤكد له فيها خطورة تدريب المعارضة السورية، لأنه لا يوجد أي قوي معتدلة مسلحة في سوريا.
وأضاف رئيس الاستخبارات السعودي، أن أي مقاتل سوري سيدخل الأراضي السعودية هو في النهاية من التيارات الجهادية الإسلامية فلا وجود لأي قوى وطنية أو ديمقراطية معتدلة مسلحة داخل الأراضي السورية.
وقال الأمير خالد إن السماح بدخول سوريين إلى الأراضي السعودية من أجل التدريب والتجهيز هو خطر سيهدد الأمن الداخلي السعودي ولا بد من مراعاة ذلك باهتمام كبير. 
ورأى رئيس الاستخبارات السعودي، أن فتح معسكرات للسوريين في السعودية سيستفز الإيرانيين الذين ربما سيدفعون بالحوثيين لتعقيد الموقف بين السعودية واليمن بعد أن أصبح الحوثيون قوة لا يستهان بها، وفقًا لشبكة "إرم" الإخبارية.
وحتى هذه اللحظة لم يبلغ السعوديون الجانب الأمريكي استعدادهم لتنفيذ إعلان وزير الخارجية جون كيري بتدريب مقاتلين سوريين، إلا أنهم لم يحسموا قرارهم بشكل نهائي.
وأعلن جون كيري، أن المملكة العربية السعودية على استعداد لاستضافة معسكرات لتدريب مقاتلين بالمعارضة السورية المعتدلة، ما أثار جدلا داخل الأسرة الحاكمة في السعودية.

ما وراء الرفض

ما وراء الرفض
أصبح الكثير من المسئولين السعوديين على قناعة تامة بضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا، وأنه لابد من الخروج من هذه الدوامة. ورغم إجماع السعوديين على كره بشار الأسد، إلا أنهم لا يريدون انتكاسة في المفاوضات السعودية الإيرانية بعد أن قطعت شوطًا كبيرًا، هذا إلى جانب قناعات الكثيرين منهم بألا وجود لمعارضة معتدلة داخل سوريا يمكن الاعتماد عليها. 
فالثقل العسكري كله للتنظيمات الإرهابية، وأن ما يسمى بالجيش الحر الذي انطلق في بداية الأحداث قد انخرط الآن إما في صفوف داعش أو في جبهة النصرة "القاعدة" أو الجبهة الإسلامية، وأن الجيش الحر قد انتهى به الأمر إلى جماعات صغيرة لا تنسيق بينها، مما نتج عنه استقالات وانشقاقات وتغييرات واسعة داخل المجلس العسكري للجيش الحر.
كما فشلت السعودية في تحييد موقف الجبهة الإسلامية من التحالف بالرغم من أنها هي التي رعت تشكيلها وزودتها بالمال والسلاح.
وأعلنت الجبهة الإسلامية بصراحة وبقوة أنها ستتصدى لقوات التحالف متحدية بذلك قرار اشتراك العربية السعودية في تلك القوات وأن الجبهة ستفتح تنسيقا مباشرا مع داعش وجبهة النصرة بل إنها قد اتخذت قرارا بوقف القتال الداخلي مع داعش ما يعني أن التأثير السعودي على الجبهة الإسلامية قد انتهى.
الجبهة الإسلامية التي يملك الإخوان المسلمون نفوذا كبيرا فيها، عبر لواء التوحيد، وبعض قيادات الجبهة ، ترفض الإذعان للرياض، والالتزام بما تطلبه، الأمر الذي جعل المملكة تفكر جليا في تدريب معارضة مسلحة معتدلة حيث معدلات النجاح لا تذكر، وهو ما يعني أن الرياض أصبح أكثر قبولًا بحل سياسي في ظل انقلاب الجماعات الإرهابية على من يمولها وتعدد الولاءات بين قادة هذه الجماعات، أدى إلى أن تراجع السعودية موقفها من تدريب المعارضة السورية المعتدلة.

حلم أردوغان

حلم أردوغان
وفي ظل التردد السعودي الأقرب إلى الرفض لتدريب المعارضة السعودية المسلحة، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية  اتصالات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاستقبال وتدريب المعارضة المسلحة السورية المعتدلة.
وأكد الرئيس التركي أن الإطاحة بحكومة بشار الأسد ووحدة أراضي سوريا ستظل أولوية لتركيا، مشدد على أن بلاده تعطي الأولوية لمحاربة تنظيم داعش، وجماعات "إرهابية" أخرى في المنطقة.
وترفض تركيا في الوقت الراهن الانضمام الى التحالف العسكري الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لأن الغارات الجوية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قد تعزز معسكر الرئيس السوري بشار الأسد العدو اللدود للحكومة التركية الإسلامية المحافظة.
واشترطت السلطات التركية قبل المشاركة في حرب قوات التحالف ضد "داعش" إقامة منطقة عازلة ومنطقة حظر جوي في شمال سورية وتدريب وتسليح مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة وإعادة التأكيد على أن الهدف هو قلب نظام دمشق.
إلى ذلك قالت مصادر في مكتب رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلوا، أنه تم التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة على تدريب قوات المعارضة السورية.

المشهد الآن

المشهد الآن
باتت السعودية أكثر اقتناعًا، بأن تسليح المعارضة لن يجدي نفعًا، ولن يحقق أهدافه، بعد أربع سنوات من القتال  بين المعارضة والجيش العربي السوري، لم يسقط الأسد ولم تنجح المعارضة، والخاسر كان الشعب، وجاء قبول حكومة أردوغان بتدريب المعارضة السورية المسلحة أمرًا طبيعيًا في ظل سياسة تاريخ الدولة الكردية ضد سوريا عبر مئات السنين، ووفقا لايدلوجية الرئيس التركي الخارج من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، والذي يريد تحقيق نصر سياسي على حساب الشعب والدولة السورية، بعد خسارة أغلب معاركه السياسية في المنطقة، وإسقاط حكم الإخوان في مصر عقب ثورة 30 يونيه؟

شارك