ضغوط قطرية تركية وتحريضات إخوانية وراء إغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم

السبت 18/أكتوبر/2014 - 02:52 م
طباعة ضغوط قطرية تركية
 
ضغوط قطرية تركية
في سبتمبر الماضي أغلقت السودان المركز الثقافي الإيراني وفروعه في البلاد، وأمهلت المستشار الثقافي الإيراني والعاملين في المراكز 72 ساعة لمغادرة البلاد، وذلك استنادا إلى العلاقات والتعاون العسكري والدعم السياسي المعلن بين البلدين.
وقد نشرت وزارة الخارجية السودانية نشرة تصف بها المركز الإيراني بـ«المهدد للأمن الفكري والاجتماعي في البلاد»، واتهمته بتجاوز التفويض الممنوح له، والاختصاصات التي تحدد الأنشطة المخولة له.
وتابعت النشرة أن "الخرطوم ظلت تتابع نشاط المركز الثقافي الإيراني وفروعه في ولايات السودان، وتأكدت أخيرا أنه تجاوز التفويض الممنوح له، والاختصاصات التي تحدد الأنشطة المخول له القيام بها، واستدعت الخارجية بناء على تلك المعلومات القائم بأعمال السفارة الإيرانية في الخرطوم، وأبلغته بقرارها إغلاق المركز الثقافي بالخرطوم وفروعه المختلفة، وإمهال المستشار الثقافي الإيراني والعاملين في هذه المراكز 72 ساعة لمغادرة البلاد".

وفي تصريحات لوزير الخارجية السوداني علي كرتي في وسائل الإعلام قال: إن صبر الخرطوم على طهران قد نفد، وأكد في نفس الوقت أن رغبة بلاده كانت تركز على تعزيز المصالح المشتركة، بعيدا عن إيذاء الآخرين، سواء في الخليج، أو في المحيطين العربي والإفريقي، وقال: إن السودان لن تسمح باستغلال إيران حاجته، لتحقيق مآربها على حساب المجتمع، والدين، والجوار، والصداقة، عربية كانت أو إفريقية .
وفي تصريحات أخرى للناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السودانية يوسف كردفاني كشف فيها عن تجاوز الملحقية الثقافية والمراكز دورها الثقافي والدبلوماسي، وقال: إن القرار جاء كاستجابة لنداءات عدد من علماء الدين الإسلامي في البلاد وتحذيرهم من إمكانية حدوث فتنة مذهبية. 
ضغوط قطرية تركية
وبعد انقضاء ما يقرب من شهر ونصف من إغلاق المركز تناثرت الأحاديث عن السبب الحقيقي وراء إغلاق المركز، بأن هناك ضغطًا قطريًّا تركيًّا مورس على السلطة السودانية لإغلاق المركز، وذلك بعدما أمد التنظيم العالمي للإخوان المسلمين السلطات السودانية بمعلومات أن المركز قد تحول إلى مركز استخباري إيراني، وأن إيران استخدمته لتزويد مصر بوثائق وصور لمعسكر في منطقة أم درمان السودانية أنشأه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين وجماعة الإخوان المسلمين في مصر لإعداد وتدريب عناصرها، ومن ثم إرسالهم إلى ليبيا، ومنها إلى مصر أو من السودان مباشرة إلى مصر.
في نفس الوقت تناثرت التحليلات على أن السودان تلعب على الحبلين، بمحاولتها كسب رضا دول الخليج وعلى رأسهم السعودية وتلافي الضغوط التركية القطرية من جهة، وإبقاء العلاقات مع طهران بنفس القوة وعدم تفعيل القرار على أرض الواقع من جهة أخرى، وهذه الاستراتيجية هي التي دفعت مساعد وزير الخارجية الإيراني للشئون العربية والإفريقية، حسين أمير عبد اللهيان، بالتصريح بأن هناك بعض التيارات تحاول تخريب العلاقات الطيبة بين طهران والخرطوم، وأنه واثق أن المسئولين السودانيين لن يسمحوا بالمساس بالعلاقات التاريخية بين البلدين.. كما وصفها.

شارك