الأب رفيق جريش: من حق الكنيسة العمل في السياسة .. والإخوان فقدوا مصداقيتهم في سنة
الأحد 19/أكتوبر/2014 - 01:05 م
طباعة
- الكنيسة تعمل في السياسة وهذا حقها!!
- الدعوة لمقاطعة الانتخابات دعوة خبيثة
- مشروع قناة السويس عظيم ولكن أين مشروعات الصعيد؟
- نجهز لقافلة جديدة للنازحين في العراق وداعش بنت أفكار الإخوان
- أؤمن أن الإخوان وراء مذابح ماسبيرو وبورسعيد وتعرية فتاة التحرير
- الإخوان فقدوا مصداقيتهم في سَنة وهذا أخطر من سجنهم
- لا أدري لماذا تصمت لجنة شئون الأحزاب على مخالفات الأحزاب الدينية
الأب رفيق جريش المتحدث الرسمي للكنيسة الكاثوليكية بمصر مثقف بكل ما تحمله الكلمة، قارئ جيد للأحداث والكتب، يجيد القراءة والكتابة بخمس لغات، ويتفاعل مع الكثير من الأحداث؛ لذلك الحوار معه يمثل متعة وخاصة لأنه يتحدث بصراحة ودون مواربة..
- كيف ترى خروج المسيحيين بأعداد غفيرة في ثورة 30 يونيو؟
* المسيحيون جزء من الشعب المصري الذي اكتشف أن حكم الإخوان لمصر سوف يغير من طبيعة الشعب المصري وطبيعة مصر، وأن الدولة العريقة في أقل من سنة آيلة للسقوط، والمسيحيون مثل المسلمين قد يلعنون الحكومة؛ نظرا لمعاناتهم من الفقر والبطالة والروتين طوال النهار، ولكن عندما يستشعروا الخطر على مصر يهبوا للدفاع عن الدولة؛ لذلك أسرع كل الشعب واستغاث بالجيش طالبين منه إنقاذ الدولة قبل تذويبها.
- بصراحتك المعهودة أريد إجابة واضحة: هل تمارس الكنيسة السياسة؟
* نعم الكنيسة تمارس السياسة بمعناها الوطني وليس بمعناها الحزبي، أي لا تدعم حزبا ضد آخر، ولكن الكنيسة من حقها مثل كل شخص أن تدافع عن مصالحها، وهي في ذلك مثل أي جماعة لها مصالح، فنقابة الصحفيين تدافع عن أعضائها، وهكذا كل المؤسسات، والكنيسة من أقدم المؤسسات في مصر، وهي لا تدخل في صراع سياسي ولكن تبرز مواقفها وفقا لاحتياجات رعاياها، وسوف أعطي مثالا عندما تطالب الكنيسة بقانون دور العبادة أو الأحوال الشخصية، هذه المطالب تجعلها تمارس السياسية لإبراز احتياجات رعاياها.
- هل من هذا المنطلق تقوم الكنيسة بالتوجيه الانتخابي لتحقيق مصالحها؟
* الكنيسة في الانتخابات لا توجه، ولكنها تنصح، فإذا كان المرشح في دائرة ما يعمل ضد الكنيسة في الإطار الوطني فالكنيسة هنا تنصح أن لا يتم اختيار هذا المرشح، وأريد أن أقول: إن هذا يحدث في العالم كله وليس في مصر، فالكنيسة تعمل لمصلحة رعاياها، فعندما أرادت الحكومة الاشتراكية اليسارية الفرنسية الإلحادية- حيث أعلن رئيس فرنسا أنه ملحد- إصدار قوانين تعطي حقوقا للمثليين وحق الإجهاض، قامت الكنيسة في فرنسا، واستخدمت كل إمكاناتها لمنع مناقشة هذه القوانين في البرلمان، لدرجة أن الكرادالة تظاهروا في الشوارع واضطرت الحكومة بالفعل لتأجيل مناقشة هذه القوانين لأجل غير مسمى، فالكنيسة الفرنسية هنا تدخلت في السياسة من منطلق وطني.
- دعت بعض الأصوات على الفيس بوك لمقاطعة الأقباط للانتخابات إذا لم يحل حزب النور والأحزاب الدينية؟
* هذه دعوات خبيثة فالمقاطعة فعل سلبي غير مُجْدٍ على الإطلاق، لقد ظهرت قوة الأقباط الصوتية ككتلة مؤثرة ومهمة، ولا يجب أن يتم تشتيتها، أما بالنسبة للأحزاب الدينية فيجب أن تخرج لجنة شئون الأحزاب ببيان واضح للناس تعلن فيه موقف هذه الأحزاب من المادة 74 من الدستور التي تمنع قيام الأحزاب على أسس دينية، أو أن تقوم هذه الأحزاب بتوفيق أوضاعها.
- كيف تنصح الشعب بالاختيار حيث إن كل القوائم الآن لن تخلو من مسيحيين؟
* سوف ننصح أو نقترح اختيار الأصلح لمصر؟ فهناك كثير من النواب المسيحيين لم يفعلوا أي شيء لا للمسيحيين ولا لمصر، الجدوى هنا بالمصلحة الحقيقية، لا بخانة الديانة.
- لماذا طلبت بعودة جلسات النصح والإرشاد مجددا؟ وهل لا ترى في هذه الجلسات تأثيرا على حرية اختيار العقيدة؟
* إلغاء تلك اللجان أحدث فتنة طائفية لإلغاء الإفادة التي كانت تأتي من مديرية الأمن إلى الكنيسة التابع لها طالب التحول، وآن أن تأخذ الحكومة خطوة جريئة، لعودة جلسات النصح والإرشاد، لمن يريد أن يُحول من دين إلى آخر، وألا يكون في مديرية الأمن مثلما كان يحدث، حتى لا تكون هناك شبهة ضغط على المتحول، بل أن تكون أمام المحكمة أو النيابة، أو جهة محايدة، وأن يكون عملها يتسم بالجدية، وليس كما كان في السابق.
والهدف ليس مكسبًا لهذا الدين أو ذاك، ولكن الهدف أن يتأكد المجتمع وأقارب المتحول أن إيمانه الجديد نابع عن اقتناع وإرادة حرة.
وأقترح أن تضم لجنة النصح والإرشاد إلى عضويتها شخصا قانونيا، وآخر نفسيا، أو ما تراه اللجنة مناسبًا، بجانب عضوية القس والشيخ، لحل المشاكل المزمع حدوثها عند التحول للدين الجديد، ولا أجد في ذلك منعا لحرية العقيدة، بالعكس أنا أريد أن يكون اختيار العقيدة الجديدة مبنيا على كامل حرية الإرادة لا عن لحظة ضيق أو أزمة اقتصادية أو مشكلة زوجية عابرة؛ لذلك طلبت أن تكون موجودة عند التحول إلى أي دين.
- كيف ترى مشروع قناة السويس الجديد؟
* هذا مشروع من المشروعات الكبرى التي تم الآن بقيادة الرئيس السيسي وحكومته بعد تعثر مشروعات التنمية الكبرى لأكثر من 30 عاما، وهذا مشروع رائع والأكثر روعة فكرة التمويل عن طريق الشعب؛ لأن هذه الطريقة أسلوب مهم لعودة الانتماء المفقود؛ لذلك ننتظر مزيدا من المشروعات الكبرى وخاصة في الصعيد لأنه يستحق التنمية، والتنمية سوف تكون طريقا عمليا لمواجهة فكر الظلام الذي يستغل الفقر والبطالة لكى يعشعش هناك.
- كان للكنيسة الكاثوليكية دور رئيسي في تنظيم قافلة لمعونة النازحين في العراق ماذا عن القافلة الجديدة؟
* ما ترتكبه داعش من جرائم باسم الدين يمثل مأساة إنسانية مكتملة الأركان فهناك أكثر من 100 ألف نازح ولاجئ يعيشون الآن تحت قسوة برد الشتاء والأمطار من بينهم مرضى وعجزة وأطفال ومسنون، وقد نظمنا قافلة توجهت إلى أربيل نقلت معها 7 آلاف و200 طن من المواد الغذائية والبطاطين، بالتعاون مع وزارة الصحة ونقابتي الأطباء والصيادلة، ونحن الآن في مرحلة إعداد القافلة الجديدة لأن الشتاء يحتاج إلى مزيد من المعونات، وخاصة من البطاطين، وعندما ننتهي من تجهيزها سوف نعلن عن موعد سفرها في أقرب وقت.
- هل ترى أن فكر داعش بالفعل منبثق من فكر الإخوان؟
* نعم بالطبع ولذلك لم أتعجب من إعلان الشيخ القرضاوي على أن خليفة داعش من الإخوان.
- هذا يقودني لكي أسالك: إن الإخوان قد تعرضوا للسجن كثيرا ولكن ظل فكرهم موجودا فهل ترى أن سجنهم هذه المرة يؤدي إلى نفس النتيجة؟
* لا لأن هذه المرة أخذوا فرصة عمرهم واكتشف الشعب كذبهم وكذب أفكارهم التي ظلوا يروجون لها طوال 80 عاما، فلم نر من الإخوان طوال عاما على كرسي الحكم إلا عكس كتبهم وخطبهم، بل لم يهتموا بالدين ولم يفتتح مرسي مسجدا واحدا، وكانوا أكثر فسادا في المصاريف والمحسوبية، لقد فقدوا مصداقيتهم بالكامل وهذا اهم من سجنهم.
- كيف بدأت علاقتك بالإخوان؟
* ولدت في أسرة تهتم بالسياسية، وكان والدي يتحدث كثيرا عن الإخوان، مثل كل المصريين، وخاصة بعد محاولاتهم الآثمة لاغتيال الزعيم جمال عبد الناصر، بالمنشية، ومن مرحلة السمع انتقلت إلى القراءة عنهم في الكتب والصحف، وفي مرحلتي الدراسة الثانوية والجامعية تعرفت عن قرب بالفصائل المختلفة للطيف السياسي المصري، الاشتركيون والشيوعيون والإخوان.
- وكيف تحولت إلى علاقات شخصية؟
في فترة التسعينيات، كانت هناك مجموعة العدالة والمساواة الكاثوليكية، وكانت تدعو الإخوان كفصيل لتقديم أفكارهم سواء أكان ذلك في مدارس الجزويت أو الراهبات المصريات، إلى جانب حفلات الإفطار في شهر رمضان، وكان في مقدمة الحضور عصام العريان وأبو العلا ماضي وعصام سلطان، من الإخوان وحمدين صباحي من الناصريين، كما تعرفت على جورج إسحق، وحدث الاحتكاك من خلال هذه الندوات، وككاهن فالعلاقة الإنسانية تفوق أي خلاف سياسي حيث الجميع إخوة في البشرية، مهما كانت الاختلافات السياسية، وهم في هذه الفترة كانوا يقدمون أنفسهم كفصيل مظلوم وبريء، ونحن نتعامل بالحب نقدم الأفكار وأسس الحوار وقبول الآخر، والطابع المصري الأصيل بلقمة العيش والملح.
- وماذا عن الأيام الأولى من ثورة 25 يناير؟
* في أول أيام الثورة نزلت التحرير، واستبشرنا خيرا بأن الإخوان خرجوا من تحت الارض والعمل العلني، ومشاركة كافة الفصائل، وأن ما جرى في التحرير "هيغيرهم" ويغير من طباعهم المنغلقة، إلى أن حدثت موقعة الجمل، وأكد لي أصدقاء يملكون عمارات في ميدان التحرير، أن الإخوان هم الذين عملوا موقعة الجمل وألقوا المولوتوف، ورغم هذه التأكيدات كنت متشككا ولا أدري لماذا أنا والكثيرون في هذه الفترة لم نع أو ندرك خطورة الإخوان، وسيطرت علينا صورتهم كابن تيار ديني يواظبون على الصلاة ويظهرون الأخلاق.
- ولكن اسمح لي نشأت في وقت محاولتهم لاغتيال عبد الناصر، وقرأت عنهم وعرفت دورهم في اغتيال السادات والجماعات التي انشقت عنهم وإرهابها للمسيحيين، وقيل لك عن دورهم في موقعة الجمل كل هذا ولم تدرك خطورتهم؟
* أنا لست متخصصا وانخدعت كباقي الشعب، بل ووجدت نخبة مثقفة وعميقة ومتخصصة يدافعون عنهم، وقالوا إنهم عملوا مراجعات كثيرة، وإنهم تركوا العنف، والذي كان سببه النظام السابق، وقد رحل فلا معنى لاستخدامه إلى جانب امتلاكنا لروح المحبة والمسامحة والصلاة فصدقناهم للأسف.
- وكيف تطورت العلاقة معهم بعد ذلك؟
* عندما وقعت مذبحة ماسبيرو وعرفت ان هناك طرف ثالث في المذبحة حركها الإخوان
- هل تقول إن الإخوان كان لهم دور في مذبحة ماسبيرو؟
* نعم.
- عندما يقال هذا الآن، يعلق البعض بأنكم تجاملون الجيش حاليا، وتريدون تبرئته من جريمة ماسبيرو؟
* أولا نحن لا نجامل أحدا على حساب دماء أبنائنا.
وثانيا الكلام عن الطرف الثالث كنا نقوله وقتها، ولكن للأسف فذاكرة المصريين مثقوبة كذاكرة السمك، وكما قال نجيب محفوظ: "آفة حارتنا النسيان"، فالطرف الثالث كان حاضرا في جرائم بورسعيد ومحمد محمود، بل وفي جريمة تعرية فتاة التحرير، فالشخص كان يرتدي ملابس عسكرية وكوتش أبيض، في حين أن العسكر لا يرتدون الكوتش، بل البيادة، وهذا يتواكب مع تحذيرات ارتداء البعض الملابس العسكرية، وكان كثيرون يؤكدون أن الطرف الثالث هم الإخوان.
- ومتى أدركت أن الإخوان سوف يصلون للحكم؟
* من خلال دوري كمدير للمكتب الصحفي للكنيسة الكاثوليكية بمصر رأيت العديد من الشواهد والاعوجاجات الدستورية والقانونية، أصبحت تدل أكثر على أن الإخوان "هياخدوا" الحكم، وعندما جاء مرسي استبشرنا خيرا لكن سرعان ما خابت الآمال.
- رأيتك تضع لافتة بالكنيسة بعد وصول الإخوان للحكم تؤكد الحب لمصر وتطلب رعيتك بعدم الهجرة فهل هاجر البعض خوفا؟
* نعم حدثت هجرة ولكن محدودة، وكنت دائم طمأنة الرعية، ولكن سرعان ما اكتشفنا أن كلام الإخوان الجميل ووعود مرسي لنا عن سرعة وجود قانون لبناء الكنائس وقانون للأحوال الشخصية وقانون لعدم التمييز- وعودا تطير في الهواء، وأصبح الواقع هو إفساح المجال للمتطرفين، وبدأنا نرى جمعة قندهار، وأصبح هناك شواهد بأن اسوا ما في التيار الإسلامي هو الذي سوف يحكم، وتجمعت كل المساوئ في لجنة كتابة دستورهم.
- أعرف أن لك دورا كبيرا في تحريض قيادات الكنائس على الانسحاب من لجنة دستور الإخوان؟
* نعم كنت أشعر أن وجود الكنيسة في هذه اللجنة وصمة عار؛ لذلك شجعت القيادات على الانسحاب، وإن كنت لا أريد أن أتحدث عن تفاصيل هذا الانسحاب الآن، وقد كان أمرا ضروريا واتفق معي فيه نيافة الأنبا باخوميوس القائمقام في ذلك الوقت.
- وكيف دخلت في لجنة الحوار الوطني؟
* عندما ظهر العوار الكبير في دستور الإخوان قال الرئيس المعزول مرسي إن من حق مجلس الشورى أن يعدل بعض مواد الدستور، وكون لجنة لطرح أسماء شخصيات عامة للتعيين في مجلس الشورى، وظلت الكنيسة منسحبة من الحوار الوطني لمدة 3 جلسات، وتحت ضغط ووعود رشحتني القيادة الكنسية بأن أكون مندوبا عنها في لجنة الحوار الوطني، وفي الجلسة الأولي لي دخل المستشار محمود مكي، وقرأ أسماء التسعين المعينين للشورى، وكان اسمي من بينها، وكنت جالسا أمامه وهو لا يعرفني، واعتذرت عن الترشح متحججا بأن القانون الكنسي يمنع عمل الكاهن الكاثوليكي بالسياسة، وإن كان بعض المفسرين القانونيين يرون أن عضوية الشورى خدمة وليس عملا سياسيا، ولكني شخصيا كنت غير قابل؛ لذلك رشحت الدكتور ماجد عقاد والمحامي جميل حبيب، وقاما بدورهما على أكمل وجه، ولم ينزلقا إلى الرياء، بل كانا يُعملان ضميريهما، وكان الدكتور عقاد أول من تقدم باستقالته بعد سحل المواطن حمادة صابر أمام الاتحادية.
- وكيف انسحبت من الحوار الوطني؟
* اشتركت في الحوار لمدة 5 جلسات وبسبب مشادة بيني وبين فريد إسماعيل ممثل حزب الحرية والعدالة والذي جاء متأخرا خمس ساعات، ثم قال بالفم المليان (لماذا نحن نتحاور عن تعديل الدستور، ما دام الاستفتاء أقره فلسنا ملزمين بتغيير المواد)، وهنا انفعلت بشدة وقلت: (أجئت متأخرا 5 ساعات وياريتك ما جيت لأنك نطقت بالكفر)، ثم توجهت بالكلام للمستشار مكي والعوا صارخا (إيه انتوا جايبينا اكياس جوافة)، وحدث هرج ومرج شديد؛ لأن الجميع اندهش من خروج الكاهن الهادي الوديع عن شعوره، فقد غضبت بشدة وشعرت أن الموضوع استكراد، وطلب مني المستشار فؤاد جاد الله عدم الانسحاب وأنه سوف يطلب من الرئيس الضغط على حزب الحرية والعدالة، وكان كلاما بلا فعل فانسحبنا.
- التقيت مرسي كيف تراه؟
* شخص (غلبان) يسترسل في الكلام، وليس رجل دولة.
- ومع ذلك شاركت في الحوار الفضيحة الخاص بأزمة سد النهضة الإثيوبي؟
* شاركت والكنائس لإدراكنا أن الأمر خطر قومي.
- ظهر وجهك في الحوار ممتعضا لماذا؟
- لم أكن أعرف أن الجلسة مذاعة، وظهرت ممتعضا بسبب التخاريف التي كنت أستمع لها، كنت حاسس أنهم بيقولوا كلام أهبل وخطيرا؛ ولذلك أنا متأكد أن بث الجلسة كان مقصودا لإظهار بلاوي وهشاشة المعارضة وفضحها أمام الرأي العام، وكان كلامي محددا أننا مع السلام وضد الحرب ونرشح العمل الدبلوماسي.
- وكيف ترى حرق الكنائس والانتقام من الاقباط بعد 30 يونيو؟
* الشعب المصري كله "قرف" من حكم الإخوان، لقد اكتسبوا عداوة الشعب والأزهر والقضاة والإعلام والكنيسة، والأقباط أضيروا بشكل كبير، كل يوم فتنة وتهجير، وضرب الكاتدرائية وهو حدث لم تكن له سابقة أن يضرب مقر البطريرك بما له من رمز معنوي ثم قتل الشيعة، الدولة كانت على شفا الانهيار؛ لذلك اعتبرت "تمرد" هبة من السماء، ووقعتها مبكرا، وشارك المسيحون بكل قوتهم في مظاهرات 30 يونيو وما تلاها لإنقاذ وطنهم، وأقدر أن عددهم في الشارع كان يقترب من 8 مليون؛ لذلك اعتبروا حرق كنائسهم، والاعتداء عليهم قربانا فداء مصر، أما أنا فاعتبر ذلك خيانة من الإخوان للقمة العيش والملح التي أكلوها في هذه الكنائس والمدارس التي فتحت أبوابها لهم، وقت أن كان النظام السابق يطاردهم من المحافل، وإن كان قد ترك لهم الشارع بالكلية، وهي أكبر خطيئة لنظام مبارك.