وفق أحدث التقارير الدولية.. "الكيماوي" أسهل وسائل القتل في سورية

الأحد 18/سبتمبر/2016 - 04:52 م
طباعة وفق أحدث التقارير
 
عاد ملف استخدام القوى المقاتلة على الأرض في سورية للأسلحة الكميائية إلى الصدارة مُجدداً، ففي أحدث التقارير الدولية التي تناولت الملف ووجهت اتهامات كالعادة إلى قوات الأسد، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيماوية إلى أن قوات الأسد مسؤولة عن هجومين بغاز الكلور السام في محافظة إدلب.
ولاتزال الجهات الأممية المدعومة من الولايات المتحدة الامريكية، تُصدر كل حين وآخر تقارير تُدين الأسد وتتهمه باستخدام تلك الأسلحة تارة، وتقارير آخرى تؤكد استخدام داعش لتلك الأسلحة تارة آخرى، وقد اهتمت "بوابة الحركات الإسلامية" بملف مصير الأسلحة الكميائية التي كان يمتلكها الأسد قبل أن يُقرر التخلص من جزء منها بإشراف دولي، وفضلاً عن خطورتها حال وقوعها في يد الجماعات المقاتلة، لذلك أفردت مساحات لتقارير تتناول الملف الشائك.
وفق أحدث التقارير
اللافت أن تلك التقارير دائماً ما حصرت استخدام تلك الأسلحة الكميائية على قوات (الأسد وداعش)، دون وضع قوى المعارضة المسلحة المدعومة من أمريكا في جملٍ مفيدة تُتهمها هي الآخرى باستخدام تلك الأسلحة، التي تعتبر في بعض الأوقات أسهل وسائل القتل وحسم المعارك هناك، خاصة أن الحرب في سورية، منذ 2011 وقد دخلت عامها الخامس دون حلول تلوح في الأفق، لا تعرف سوى لغة الحسم لتحقيق مكاسب لا تخدم في نهاية الأمر إلا القوى الكبرى أميركا وروسيا.
التحقيق الأممي زعم استخدام الأسد لغاز الكلور على بلدتين في محافظة إدلب، هما تلمنس في 2014، وسرمين في 2015م وأن تنظيم داعش استعمل غاز الخردل، وطالبت الولايات المتحدة وفرنسا مجلس الأمن الدولي بمحاسبة النظام السوري وتنظيم الدولة على استخدام تلك الأسلحة. 
وقد نقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسي غربي تأكيده أن تحقيقاً دولياً حدد هوية سربين من الطائرات المروحية التابعة للقوات الجوية للنظام السوري وهما "السربان 255 و253" ووحدتين عسكريتين أخرتين (الفرقة 22 والكتيبة 63) تتحمل المسئولية عن هجمات غاز الكلور.
وفق أحدث التقارير
كان مجلس الأمن تبنى بالإجماع في أغسطس 2015 القرار رقم 2235 بخصوص إنشاء آلية تحقيق مشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وقضى القرار بتشكيل لجنة لمدة سنة واحدة، مع إمكانية التمديد لها، للتحقيق في الهجمات التي تم استخدام السلاح الكيميائي فيها في سوريا.
وتتمتع الآلية المشتركة بسلطات تحديد الأفراد والهيئات والجماعات والحكومات التي يشتبه بهم في التورط والمسئولية وارتكاب أو المشاركة في استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، بما في ذلك غاز الكلور أو أي مواد كيميائية سامة أخرى.
التقرير المكوّن من 75 ورقة، والذي نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، زعم أن الأسد يتخذ من موقع يسمى "حافر 1" تحت الأرض مخبراً لإعادة بناء ترسانته الكيماوية في إحدى ضواحي ريف دمشق، وأن المعلومات تؤكد تصنيع عينات لغاز السارين السام وغاز VX الأكثر سماً فيه، في ذلك المقر، وذلك لاستخدامه في الأسلحة الكيماوية، وأن العينات التي جمعتها المنظمة أثبتت وجود غاز السارين داخل صواريخ بالستية كصواريخ" سكود" السوفيتيه و"توشكا"، مؤكداً أن المنظمة حصلت على دليل على وجود غاز السارين في موقعين متنقلين متواجدين فوق الأرض.
الجدير بالذكر أن وكالات استخبارات أمريكية، ذكرت في وقت سابق، أن "داعش" استخدم أسلحة كيميائية في سوريا ضد القوات الكردية على الأقل قبل أسبوعين، واستخدمه أيضًا في العراق، وأشار موقع "فوكس نيوز" إلى أن تلك التقارير تغذي المخاوف بشأن امتلاك داعش لترسانة أسلحة كيميائية محظورة يمكن أن تساهم في تصعيد القتال في المنطقة.
وفق أحدث التقارير
وقال مصدر على صلة بالمخابرات الأمريكية إن ما فعله داعش يمكن "أن يكون نموذجا" يمكن تكراره، وذلك في تصريح لـ"وول ستريت جورنال" الأمريكية، وتعتقد المخابرات الأمريكية أن داعش يطمح إلى امتلاك أسلحة كيميائية، مثل غاز الخردل، ولكن مسئولين أمريكيين قالوا إنه من السابق لأوانه التأكد من صلة داعش المباشرة بثلاث هجمات كيميائية، لأن العملاء المنخرطين في أحداث العراق لا يزالون يحللون المعلومات.
وقال مسئولون أمريكيون للصحيفة إن وكالات أكدت عبر اختبارات أن غاز الخردل تم استخدامه في شمال سوريا في يوليو، مما يجعله أول هجوم معروف لداعش يستخدمون فيه أسلحة محظورة، ويعتقد مسئولون في البنتاجون أن الجماعة الإرهابية داعش استخدمت أسلحة كيميائية ضد قوات البشمركة الكردية في شمال العراق، وفقا لـ"فوكس نيوز".
وفق أحدث التقارير
فأحد المسئولين اطلع على تقارير المخابرات الأمريكية من المنطقة، وذكر أن بثور الضحايا مطابقة لأعراض أشخاص آخرين أصيبوا بغاز الخردل، وتحاول وكالات الاستخبارات الأمريكية تحديد أصل استخدام المواد الكيميائية في الهجمات الثلاث، وتحدث مسؤولون أمريكيون لـ"فوكس نيوز" أن غاز الخردل مصنع محليا وليس من سوريا.
وقال مسئولون بارزون أمريكيون لـ"وول ستريت جورنال" إن داعش قد يكون حصل على غاز الخردل في سوريا، وأقرت حكومة دمشق بأنها تمتلك خزينا احتياطيا من الأسلحة الكيميائية عندما وافقت على تسليم ترسانة أسلحتها الكيميائية في 2013، ولا يعتقد بعض العاملين في المخابرات الأمريكية أن داعش تمتلك مخزونا كبيرا من الأسلحة الكيميائية.
وذكرت "سي إن إن" أيضا في تقرير لها منشور اليوم على موقعها الإلكتروني أن مصادر عسكرية واستخباراتية أمريكية كشفت لها أمس الجمعة أن داعش استخدم عنصرا كيماويا في هجماته بالحسكة في سوريا، وكذلك في هجمات أخرى ضد قوات البشمركة في شمال العراق.

شارك