الحكومة اليمنية الجديدة.. هل يسير الحوثيون على خطا الإخوان؟
الإثنين 20/أكتوبر/2014 - 12:05 م
طباعة
فيما يبدو أن الحوثيين لم يكتفوا بالانتشار في محافظات شمال ووسط اليمن، بل يسعون إلى الحصول على وزارات سيادية في حكومة رئيس الوزراء المكلف خالد بحاح.
وزارت سيادية
عبد الملك الحوثي
لا تزال الرئاسة اليمنية تبذل مساعيها الرامية إلى إعلان تشكيل حكومة جديدة، إلا أن الرئاسة فوجئت بطلب تنظيم «أنصار الله» الذراع العسكرية لجماعة (الحوثي) بـ3 حقائب سيادية من رئيس الجمهورية اليمني، عبد ربه منصور هادي، هي الدفاع والداخلية والمالية.
كما يطالب الحوثيون بما يزيد عن نصف الحقائب الوزارية في حكومة خالد بحاح، وهو ما يشير إلى سعي الحوثيين للتحكم في اليمن عبر الوزارات السيادية والثقل السياسي في الحكومة الجدية.
وعلمت صحيفة «الشرق الأوسط» من مصادر رئاسية أن رئيس الوزراء المكلف أجرى لقاء مطولا أمس مع الرئيس عبد ربه منصور هادي من أجل التشاور على الأسماء التي ستشغل المناصب الوزارية السيادية، وفي انتظار أن يجري مشاورات مع بقية الأطراف، من بينهم أنصار الله (الحوثيون) من أجل تقديم مرشحيهم إلى الوزارات المحددة، غير أن بعض القوى السياسية، حتى اللحظة، ترفض المشاركة في الحكومة في ظل التمدد الحوثي واستخدام السلاح لفرض أجنداته السياسية، حسب تلك المصادر.
في الحروب السابقة كان إخوان اليمن يخوضون الحرب مع أنصار الله من وراء الستار، وواجهتهم كانت القاعدة وأنصار الشريعة ومجاميع جهادية وقبلية متنوعة.
بعد معركة الفرقة وصنعاء انعكست الوضعية بحيث أصبح تنظيم القاعدة يخوض الحرب مع أنصار الله من وراء الستار، وواجِهَتُه هم الإخوان المسلمون حزب الإصلاح.
الدعم الإيراني
علي أكبر ولايتي
رغم النفي الدائم لقيادات الحوثيين حول الدعم الإيراني، إلا أن قيادات سياسية في طهران أعلنت أن الحكومة الإيرانية تقف بكل قوة وراء الحوثيين وتدعمهم، وهو ما يثير علامات الاستفهام حول حقيقة العلاقات الحوثية الإيرانية وتأثيرها على دول الخليج العربي في ظل الحرب الكلامية بين طهران والرياض وعدد من العواصم الخليجية.
فقد امتدح مستشار المرشد الإيراني للشئون الدولية علي أكبر ولايتي جماعة أنصار الله التابعة لـ"جماعة الحوثي" في اليمن، وقال إن بلاده تدعم ما وصفه بنضالهم العادل.
وأضاف "ولايتي" في لقائه بطهران السبت علماء وشيوخا من الطائفة الزيدية اليمنية، أن هذه الجماعة أحدثت ما سماه بتحول فريد من نوعه في تاريخ اليمن، واعتبر أن "الانتصارات المتلاحقة للجماعة تدل على أنها جاءت بشكل مدروس ومخطط".
وأعرب "ولايتي" عن أمله بأن تقوم الجماعة الحوثية في اليمن بنفس الدور الذي يقوم به حزب الله في لبنان، وأوضح أن حزب الله يحارب إلى جانب جيش بلاده ضد أولئك الذين يستهدفون لبنان، مضيفا أن إيران تعتبر جماعة أنصار الله في اليمن "جزءا من الحركات الناجحة للصحوة الإسلامية".
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي دائم الاتهامات لطهران بأنها وراء ما يجري في اليمن، وأنها تدعم الحوثيين بشكل قوي، وهو ما تؤكده تصريحات علي أكبر ولايتي.
اليمن في انتظار حكومة الحوثيين
فيما يبدو أن الحوثيين الآن أصحاب الكلمة العليا في الشأن اليمني حتى إشعار آخر، وحكومة خالد بحاح ستكون بأغلبية حوثية أو المقربون لهم عقب تواري نجم حزب التجمع اليمني للإصلاح الذراع السياسي لجماعة الاخوان في اليمن، والمرشح الأكبر أن يكون حزب المؤتمر الشعبي العام – الحزب الذي يترأسه الرئيس السابق علي عبد الله صالح- مشاركا بقوة في تشكيل الحكومة، وربما ستكون للحوثيين والمؤتمر الشعبي العام الدور والجانب الكبريان في التشكيل المقبل للحكومة التي يتطلع إليه الجميع، في ظل مساع لعدم تحول الصراع السياسي في اليمن إلى صراع "مذهبي" وهو ما تسعى إليه جماعة الإخوان.
المشهد الآن
دخل الحوثيون اللعبة السياسية وقصر السلطة من أوسع أبوابه عبر الوصول إليه عن طريق الحقوق الاجتماعية للشعب اليمني، والتي تمثلت في قيادته لرفض رفع أسعار الوقود "الجرعة"، وفي ظل خطاب توافقي لا إقصائي لزعيمهم عبد الملك الحوثي يمد من خلاله يده للجميع، ويشمل كل مكونات الشعب اليمني، فهل سيستطيع الحوثيون في قيادة الدفعة والخروج باليمن من الوضع الأمني والاقتصادي الهش، أم أن الفشل سيكون نصيبهم كما كانت تجربة الإخوان في الحكم؟