الشباب المصري والرحلة إلى داعش

الإثنين 20/أكتوبر/2014 - 10:08 م
طباعة الشباب المصري والرحلة
 
أثار خبر وفاة أحد المرشحين السابقين للانتخابات البرلمانية المصرية 2011، في عملية انتحارية نفذها في العراق منذ يومين والذي تداوله نشطاء من خلال موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ، أثار هذا الخبر الحديث عن المصريين المنضمين لداعش، عن أعدادهم وكيفية تجنيدهم ومهامهم. 
ومن الواضح أن الأزمة تكمن هنا في نوعية الشباب الذين يتم تداول صورهم، والذين التحقوا بهذا التنظيم الإرهابي، فهم في الغالب أبناء الطبقة المتوسطة الحاصلين على تعليم عال.. نوعية الشباب هذه تثير تساؤلات حول دوافع التعصب والتطرف الديني غير الفقر والحاجة المادية.. فيُرجعها البعض إلى انكسار أحلام الشباب وانغلاق أفق التغيير أمامهم، ورد آخرون على ذلك بأن هذا ليس مبرر للتحول إلى قتلة وباعة عبيد. 
تحليلات أخرى تذهب إلى الخلل في منظومة القيم التي حلت في المجتمع المصري خاصةً بعد انتشار الفكر الوهابي وانخفاض جودة التعليم التي أنتجت عقولا هشة يسهل السيطرة عليها.

حكاية أحمد الدروي

حكاية أحمد الدروي
أحمد الدروي هو ابن الطبقة الوسطى الذي يعيش في حي المعادي المعروف بأنه من أحياء مصر الراقية، كان يعمل ضابطا سابقًا في وزارة الداخلية واستقال عام 2007، وقد نشر على صفحته على "فيس بوك" سبب استقالته، قائلاً: "كانت استقالتي أبسط رد على ازدواجية المعايير والعنصرية القبيحة في المعاملة بين الغني والفقير، بين المصري والأجنبي.. استقالتي كانت نتيجة طبيعية، وصرخة اعتراض على تحويل المدنيين للمحاكمات العسكرية، وتعذيبهم بأبشع الوسائل وأحقرها".
الدروي رشح نفسه في الانتخابات المصرية لمجلس الشعب 2011 بعد اندلاع ثورة 25 يناير عن دائرة "حلوان والمعادي و15 مايو" أمام الإعلامي مصطفى بكري المحسوب على نظام مبارك.. خسر الدروي معركة الانتخابات وانزوى فترة، ثم ظهر مرة أخرى عقب عزل الرئيس الأسبق المعزول "محمد مرسي"، وندد بقرار عزله  ورفع شعار رابعة على صفحته على تويتر، ثم اختفى تماما، وظهر مرة أخرى منذ يومين على صفحات الإنترنت عقب نشر صور له وهو يرتدي رداء داعش، وانتشر خبر تنفيذه عملية انتحارية لصالح التنظيم الإرهابي.

حكاية إسلام يكن

حكاية إسلام يكن
إسلام يكن هو ابن شريحة عليا من الطبقة الوسطى، يسكن حي مصر الجديدة الذي يعتبر من أرقى الأحياء في مصر وهو خريج مدرسة "ليسيه الحرية" وكان منضماً لحزب النور السلفي، غَرَّد يكن في أغسطس الماضي عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: إن الله "هداه إلى الطريق الصحيح"، وبدأ ينشر صورًا لجثث ورقاب مقطوعة يقول إنه مَن قتلهم، وأضاف أن قدوته الآن هو "أبو بكر البغدادي"، أمير داعش، وهوايته الجديدة القتل بدلا من صالات الجيم. 

المصريون داخل التنظيم

في مطلع الشهر السابق قدمت سوريا لائحة بأسماء التسعة مصريين وهم: 
1- الملقب «أبو عماد» وقتل مع مسلحين في دارة عزة بحلب يوم 11 سبتمبر الماضي.
2- «أبو العباس» من الجيزة، وقتل خلال استهداف مجموعة مسلحة بحلب يوم 19 سبتمبر الماضي.
3- رياض السرحان «40 سنة» الملقب بـ«النمر»، وقتل خلال استهداف تجمع للمسلحين في ريف سمعان الغربي يوم 13 أكتوبر الماضي.
4- عز الدين المصري (37 سنة)، والملقب بـ«أبو نجم» وقتل خلال استهداف تجمع للمسلحين في ريف سمعان الغربي يوم 13 أكتوبر الماضي.
5- عبد الباري الصميد (38 سنة) ولقبه "أبو سفيان"، قتل خلال استهداف تجمع للمسلحين في ريف سمعان الغربي والأتارب يوم 15 أكتوبر الماضي.
6- أبو عبيدة المصري (43 سنة)، وقتل خلال استهداف تجمع للمسلحين في ريف سمعان الغربي والأتارب يوم 17 أكتوبر الماضي.
7- عبد الوهاب بن إبراهيم (35 سنة) وقتل أثناء الهجوم على الفوج 46 بالأتارب يوم 27 أكتوبر الماضي.
8- داود المصري (38 سنة)، وقتل أثناء الهجوم على الفوج 46 بالأتارب يوم 30 أكتوبر الماضي.
9- أبو مريم المصري (25 سنة) قتل مع عدد من المسلحين في ريف حلب مؤخرا.
وكانت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية، قد نشرت  دراسة أصدرها المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي، التي أكدت أن المصريين، هم الأكثر تجنيدا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
وقال المركز الدولي ومقره لندن: "إن مصر مثل جيرانها في المنطقة لديها صلات ملموسة بالتنظيم الإرهابي، فالكثير من مواطنيها يلتحقون بصفوف تنظيم داعش ويقدر عددهم نحو 300، وقدرت الصحيفة  نسبة المصريين في صفوف الدولة الإسلامية، بما يعادل 10 مرات بالنسبة للتونسيين".
وكان عبد المنعم عز الدين بدوي المصري السوهاجي هو أول وزير دفاع لداعش والذي قتل عام 2010، وهو أحد مؤسسي التنظيم، كما أن 3 مصريين أعضاء في مجلس شورى الجماعة. 

"داعش" في مصر

داعش في مصر
في حساب لـ «داعش»، على «تويتر» أكد أن أتباع التنظيم موجودون في مصر، وأشار إلى مئات الشباب الذين التحقوا بتنظيم "البغدادي"، والذين عاد بعضهم ليشكلوا بؤراً إرهابية منها تنظيم "أجناد الله في أرض الكنانة"، وأضاف حساب التنظيم قائلاً: "ردًّا على المشككين في وجودنا على أرض مصر نبشرهم لم ولن ننشر شيئاً قبل نشر أول عملية ذبح بالصوت والصورة وستكون مهداة لكم ولكل مشكك في وجودنا".

الرحلة إلى "داعش"

الرحلة إلى داعش
لكي تدخل إلى سوريا هناك محطة أساسية لا بد العبور منها وهي تركيا، يروي المصريون العائدون من جحيم الحرب في سوريا رحلتهم التي ابتدأت بالحصول على تأشيرة سفر إلى تركيا بغرض السياحة والتي لا يتجاوز سعرها الـ 350 جنيهاً، ثم الانتقال إلى ميناء الإسكندرية أو بورسعيد، حيث لا يزيد سعر تذكرة الذهاب إلى ميناء الإسكندرونة أو ميناء مارسيم في تركيا عن 1000 جنيه، ومنها الانتقال إلى الحدود السورية التركية، ثم الدخول إلى سوريا عبر المعابر الممتدة في المنطقة الحدودية بين البلدين، مثل معبر الريحانية ومعبر الحيزتاب، وهناك آخرون قد يسافرون أولاً إلى إحدى الدول الأوروبية قبل السفر إلى تركيا.
يستخدم تنظيم داعش مواقع التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك " و"تويتر"، وغرف الدردشة التي يستخدمها عناصر التنظيم للتواصل مع الشباب المصريين لتجنيدهم، ومن أهم المواقع التي يستخدمها التنظيم هو موقع " ask.fm" الشهير للإجابة على أسئلة الذين يريدون الانضمام إلى داعش، ويقدم نصائح للمنضمين الجدد حول ما يجب إحضاره بالتحديد، وكيفية تفادي الإجراءات الأمنية المشددة عبر الموانئ البحرية والجوية. 

شارك