منذ أن قام تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في 13 سبتمبر ببث شريط فيديو، يُظهر إعدام الرهينة الإنجليزية "آلن هيسنج" على أيدي مسلحي تنظيم "داعش"، مصحوباً برسالة إلى ديفيد كاميرون جاء فيها "أن البرلمان البريطاني صوَت لصالح شن ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية في العراق وإن دماء "ديفيد" على يديك يا كاميرون وآلن سينج سيذبح لكن دماءه على أيدي البرلمان البريطاني".

 وقد أعلن رئيس الوزراء البريطاني في وقتها أنه سيلاحق القتلة ويقدمهم للقضاء،  ولقد أثار الإعدام الوحشي للرهائن على يد "داعش" استفزاز الشعب البريطاني، وأصبحت الحكومة البريطانية في مأزق بين محاربة الإرهاب واحتضان بريطانيا للكثير من قادة الإرهاب في العالم بخاصة تنظيم "الإخوان المسلمين" الدولي.

وفي محاولة للحكومة البريطانية لامتصاص الغضب الشعبي قامت بالإعلان عن مجموعة إجراءات تبدو في مواجهة الإرهاب، والحكومة البريطانية لا تزال تجري تحقيقات في لندن منذ شهر ابريل الماضي لتحديد إذا كانت أنشطة الإخوان داخل المملكة المتحدة لها علاقة بالإرهاب في العالم العربي أم لا؟

وكشفت "صنداي تلغراف" في تقرير لها أن حكومة ديفيد كاميرون ستبدأ حملة أمنية في بريطانيا قريباً ضد جماعة الإخوان المسلمين، على أن الحملة ستطال شبكة كبيرة ومعقدة من المؤسسات التابعة للإسلاميين وتضم أكثر من 60 منظمة خيرية إضافة إلى محطات تليفزيونية تعمل من لندن وتروج لأفكار متطرفة داخل بريطانيا وفي العالم العربي، وتشير المؤشرات الأولية في التحقيقات التي شارك فيها عدد من الأجهزة الأمنية امتدت إلى دول أخرى أن لدى الإخوان في العالم ثلاث قواعد رئيسة: لندن واسطنبول والدوحة.

وكشفت الصحيفة البريطانية لأول مرة الإجراءات التي ستتخذها الحكومة البريطانية ضد جماعة الإخوان المسلمين.. وهي كالآتي:- 

- التحقيق مع الجمعيات الخيرية التي تعتبر الخط الأمامي لأنشطة جماعة الإخوان في بريطانيا.

- التحقيق في عمليات التمويل التي تحصل عليها جماعة الإخوان وارتباطها مع الجماعات الجهادية.

- منع عدد من الدعاة ورجال الدين المرتبطين بالإخوان أو المرتبطين مع دولة قطر وتركيا من الدخول للبلاد.

- مراقبة العمليات المصرفية التي تتم لدعم تنظيمات إرهابية في ليبيا وأبها لصالح حماس.

ومن المعروف أن الحكومة البريطانية كانت قد أدرجت القطري عبدالرحمن بن عمير النصيحي واليمني عبدالوهاب الجهاني لاشتباههما في تمويل منظمات ارهابية.

والسؤال الذي يطرح نفسه على المحللين: لماذا يتخذ الأصوليون الإسلاميون إنجلترا حاضنة لهم خاصة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين؟! وذلك لأن القوانين الإنجليزية معقدة تعقيداً شديداً بشأن تحديد هوية الإرهاب، فمن الصعب إصدار أحكام على الأشخاص والمنظمات والجمعيات الخيرية بأنها إرهابية إلا في حالة ثبوت خطرها الأمني على المواطن الإنجليزي أو الدولة البريطانية، وهذه الصبغة تجذب إلى لندن العديد من الفارين من بلادهم على خلفية الإرهاب، بل إنهم يعمدون إلى إنشاء مشاريع خيرية ومدارس وشركات ومحطات تليفزيونية تقوم بدعم الإرهاب عبر شبكة شديدة التعقيد وتتميز بصعوبة التتبع وأبرز هذه الأمثلة منظمة الكرامة لحقوق الإنسان، ومقرها لندن والتي تشن حرباً شرسة على مصر وبلدان الخليج تحت ما يسمى «بحقوق الإنسان». 

والمعروف أن هذه المنظمة مدعومة قطرياً، وبالتالي لم يصدر بيان واحد يدين حقوق الإنسان في قطر، حتى إبان الحكم على الشاعر القطري بالسجن مدى الحياة لانتقاده أمير قطر في القصيدة.

ونحن نتساءل: هل الحكومة البريطانية جادة في محاربة الإرهاب على أرضها؟! أم أن هذه التدابير لمواجهة الغضب الشعبي في بريطانيا وبلدان أوربية أخرى؟