العراق يبتلع الطُّعْم الأمريكي.. والتقسيم على المحك!!

الخميس 23/أكتوبر/2014 - 02:26 م
طباعة العراق يبتلع الطُّعْم
 
تسعى الولايات المتحدة، والعراق، إلى إعداد خطة هجومية تنفذها القوات البرية العراقية لاستعادة بلدات ومدن من تنظيم الدولة الإسلامية، داعش.
ويبدو أن أمريكا بدأت تكشف عن نيتها في محاولة تقسيم العراق إلى دويلات، كما أشارت من قبل صحيفة وورلد تريبيون الأمريكية، والتي أكدت أن هناك خطة الولايات المتحدة الأمريكية لتقسيم العراق إلى دويلات سنية وشيعية وكردية.
وتعتبر مبادرة "النقاط الأربع عشرة" التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي الثامن والعشرون "وودرو ويلسون" عقب نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1918م الوثيقة الرسمية الأولى التي كشفت عن استراتيجية الولايات المتحدة تجاه العراق والقائمة على فكرة تفكيك جغرافية العراق بتاريخه وموارده ورمزيته الحضارية، إلى ثلاثة كيانات مذهبية وعرقية متباينة؛ فقد شدد ويلسون آنذاك، في إحدى النقاط على ما أسماه بضرورة اقتناص القوميات غير التركية فرصة الأوضاع العالمية المواتية لبناء أوطان مستقلة لها.
وحرضت أمريكا الأكراد وأقنعتهم بفرصة الظرف العالمي والإقليمي المناسب، لكن ما إن انتفض الأكراد حتى انتقم منهم أول رئيس لتركيا، مصطفى أتاتورك أبشع انتقام… ليتوارى مشروع الانفصال عن المنطقة وإن نجح الأمريكان في زرع فكرته داخل عقول الأكراد.
وتقوم خطة إعادة بناء الجيش العراقي بدعم من وزارة الدفاع الأمريكية، لتأسيس جيش من الصفوة لمواجهة التمرد الذي يميز التركيبة العرقية للمجتمع العراقي.
ريت ماكجورك، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي، أكد أن دولة العراق تسعي بشكل كبير إلى إعادة هيكلة أجهزتها الأمنية، مع تشكيل وحدات محلية لتأمين المناطق المحلية داخل الدولة بينما يقوم الجيش الوطني بشكل عام بمهام الإشراف والدعم.
وأضاف أن تنفيذ هذا البرنامج سيستغرق سنوات لإثبات مدى نجاحه أو فشله، كما أن النظام الجديد سيكون الجيش هو المسئول فيه عن الأمن، بعيدًا عن الطوائف الثلاث، سواء السنة أو الشيعة أو حتى الأكراد.
فيما قال مسئول أمريكي: إن هناك خطة منهجية تستهلك الكثير من الوقت تُعَدُّ لتُمَكِّن القوات العراقية من استعادة المدن التي سقطت بيد تنظيم الدولة الإسلامية داعش.
وأوضح أن التنفيذ الفعلي والواقعي لن يبدأ قبل أشهر، أي قبل التوثق من عدم إقحام القوات العراقية في مهمات فوق طاقتها، قبل أن تكون قادرة على استعادة الأرض من داعش والحفاظ عليها.
صحيفة واشنطن بوست، ذكرت عن المسئول قوله: إن الخطة قد تتضمن مشاركة مستشارين عسكريين أمريكيين ميدانيًا، إذا أوصى القادة العسكريون الأمريكيون بذلك، لكن المسئول أوضح أن المستشارين لن يشاركوا في عمليات قتالية.
وقد أكد المسئول الأمريكي أن الخطة الهجومية ستنفذ وفق جدول زمني محدَّد، بتحرير قرية بعد قرية، مرجحًا إرجاء أي محاولة لطرد قوات داعش من الموصل إلى وقت لاحق من العام المقبل.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أعلن من قبل أن استراتيجيته ضد داعش تشتمل- بالإضافة إلى الضربات الجوية- على إرسال مدربين ومستشارين عسكريين للعمل في الجيش العراقي الذي فر عمليًّا أمام مسلحي داعش في الموصل، وتشكيل حكومة جامعة تضمن تمثيلاً حقيقيًّا للسنة والأكراد.
العالِم الأمريكي، نعوم تشومسكي، تحدث في كتابه "ما الذي يريده حقيقة العم سام"، عن الاستراتيجية السياسية والعسكرية للولايات المتحدة تجاه العالم الثالث والتي يحكمها- من وجهة نظره- دوما هاجس الخوف من بروز النموذج الجيد.
وكما رأى محللون أن الحرب على تنظيم "داعش"، ما هي إلا مخطط أمريكي يستهدف إقحام المنطقة العربية في حرب غير واضحة المعالم، مشككين في نوايا الولايات المتحدة من الحرب.
وتعمل الطائرات كغطاء جوي للقوات ، ويسعى النظام العراقي إلى التصدي لداعش وتكوين جيش "سُنّي" في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وسحب الجيش الاتحادي من تلك المناطق حتى بعد تطهيرها•
 وتسود المخاوف في العراق من أن يتحول الحرس الوطني إلى ميليشيا طائفية جديدة تستهدف مناطق بعينها، أو أن يتم تقسيم التشكيل ذاته على أساس طائفي، بحيث تتقاتل مجموعات الحرس الوطني السنية مع نظرائها من الشيعة، وينقسم العراق تبعاً لذلك بشكل طائفي. 
ذكرت الأخبار اللبنانية، عن المحلل السياسي حسن العاني، قوله: إن حكومة العبادي قد شربت الطعم بعدما وضعتها الولايات المتحدة بين خيارين أحلاهما مر، فإما قَبول داعش أو التقسيم، ففضّل العبادي ومن معه من الكتل السياسية الخيار الأخير بعدما وافق على بناء جيش وفق أسس مناطقية وطائفية• 
ويرى الكاتب السياسي ربيع نادر أن هناك مآرب غير واضحة المعالم تقبع خلف تشكيل "الحرس الوطني"، لا سيّما أنه لم يأت كحل "محلّي"، وإنما وفق الرؤية الأمريكية للوضع الراهن.
 نادر أضاف، أن ما هو منصوص عليه في مسودة قانون الحرس الوطني، يضع هذه التشكيلات كرديف للقوات الأمنية، لكن هناك مخاوف من أن تتخذ بعض المحافظات التي عاشت ارتباكات أمنياً من هذه القوات، بديلاً عن الجيش العراقي، وتسيطر قوات تابعة لتنظيم "داعش" حالياً على مدينة الموصل وهي ثاني أكبر المدن العراقية، إذ يبلغ تعداد سكانها 1.8 ملايين نسمة، فيما تتخوف الولايات المتحدة والقوى الغربية من أن يتمكن "داعش" من اقتحام بغداد والسيطرة عليها ليكون العراق بأكمله قد سقط بأيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. 
وما يخشاه الكثير من العراقيين اليوم أن تتقسم بلادهم طائفياً، وتصبح ثلاثة دول بفعل الأمر الواقع، حيث تصبح أجزاء من العراق دولة سنية، وأجزاء أخرى دولة شيعية، ويستقل الأكراد في الشمال ليؤسسوا دولة مستقلة لهم.
الجدير بالذكر أن البرلمان العراقي، تسلم  من الحكومة مسودة قانون "الحرس الوطني"، بهدف مناقشتها والتصويت عليها، حيث نصت المادة الثانية من المسودة على "تشكيل قوات عسكرية نظامية محلية في كل محافظة من أبناء المحافظة نفسها فقط"، في الوقت الذي بدت فيه خطورة القانون من الفقرة الخامسة من المادة الثانية عند "اعتماد ضوابط تحديد نسبة تمثيل المكونات داخل القوات العسكرية بحسب الكثافة السكانية وتنوعها في الوحدات الإدارية، وبما يضمن تمثيل جميع المكونات وتنوعها مع مراعات خصوصية بعض المحافظات"، وهذا ما سيؤدي إلى إنشاء قطعات عسكرية من طائفة واحدة بحسب المنطقة.

شارك