خبير إسرائيلي لـ"دويتشه فيله": إسرائيل تساعد سرا في مواجهة "داعش"
الخميس 23/أكتوبر/2014 - 03:47 م
طباعة
يرى الصحفي الإسرائيلي روني شاكيد في حوار مع دويتشه فيله أن "داعش" لا يشكل حاليا خطرا على إسرائيل، كما يرى أن إسرائيل تساعد بشكل سري في مواجهته، وأنها تريد نظاما قويا يسيطر على الأمن بسوريا، بغض النظر عما إذا كان ديمقراطيا أم لا.
هل لإسرائيل أي دور في مواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" استخباراتيا أو بشكل مباشر؟
روني شاكيد: إسرائيل ليست في التحالف الدولي الذي يشن حربا على "داعش". من ناحية أخرى إسرائيل موجودة على الحدود إلى جانب سوريا ولديها مخابراتها وكل الأجهزة الأمنية القادرة على مساعدة التحالف الدولي في الحرب على "داعش". أعتقد أن هذا هو الدور الذي تقوم به إسرائيل حاليا. توجد مساعدة، وإذا لم يكن هناك مساعدة فأعتقد أن هذا لن يكون أمرا جيدا من طرف إسرائيل. نحن نعرف أن هذه المساعدة يجب أن تكون سرية؛ وذلك لأن التحالف توجد فيه دول عربية وتوجد تركيا أيضا. تركيا لا تريد أن يكون لإسرائيل أي صلة بهذا الشيء. هذا هو سبب وجود مساعدات سرية.
من جهة أخرى، إسرائيل تعطي مساعدات مباشرة لسوريا. فكل يوم يأتي إلى المستشفيات الإسرائيلية ثلاثة أو أربعة حتى عشرة جرحى سوريين وكثير منهم يتحدثون إلى الإعلام الاسرائيلي حول ذلك.
ما مدى خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" حاليا على إسرائيل؟
لدينا مشكلة؛ لأن "داعش" قريبة من الحدود الإسرائيلية وخصوصا في منطقة الجولان والقنيطرة. لدى إسرائيل مشكلة في هذه المنطقة. فمن وقت إلى آخر تنزل قذائف هاون على إسرائيل. وإسرائيل تقول إنها لن تعطي أي فرصة لحدوث مشكلة على الحدود ولا تريد أن تتمدد هذه الحرب إلى داخل إسرائيل.
من ناحية أخرى في إسرائيل ثمة الكثير من العرب والمسلمين وحتى اليوم ذهب ما يقدر بـ 15 إلى 17 شخصا منهم إلى تركيا ومن تركيا إلى سوريا ومنها إلى العراق حيث انضموا إلى جيش "داعش". ونحن نعرف أشخاصا منهم قتلوا هناك، منهم دكتور ذو جنسية إسرائيلية من منطقة النقب ذهب إلى سوريا وتطوع في صفوف "داعش" ولقي مصرعه هناك. يوجد العديد ممن يريدون التطوع هناك وهذه مشكلة لإسرائيل لأن هؤلاء المتطوعين إذا عادوا إلى إسرائيل- كعودة أمثالهم إلى ألمانيا أو بلجيكا أو هولندا- فهذه مشكلة كبيرة لأمن إسرائيل ولأمن الغرب أيضا.
الأشخاص الذين تمت معالجتهم في المستشفيات الإسرائيلية، هل هم بشكل أساسي من المعارضين السوريين؟ وهل دوافع إسرائيل إنسانية بحته أم أن ثمة رسالة سياسية؟
إسرائيل تقول إنه لا يخصها إن كانوا من المعارضة أو من غير المعارضة السورية. وتقول إسرائيل إنها على استعداد لمعالجة كل من يسقط جريحا هناك. الجرحى الذين وصلوا إلى المستشفيات السورية من بينهم من كان يحارب الجيش السوري ومنهم من كانوا مع الجيش السوري ومنهم من كانوا يحاربون ضد "داعش". إن ما يخص إسرائيل هو العلاج ولا تدقق في من هو المريض.
ثمة تقارير إعلامية- قد تكون غير صحيحة- تقول إنه قد يكون لإسرائيل مصلحة في تدريب الجيش السوري الحر. هل هذا الكلام صحيح؟
هذا الكلام ليس له أي أساس من الصحة على الأرض. إسرائيل دولة ديمقراطية وإذا حدث شيء من هذا القبيل فسيعلم كل العالم بذلك في يوم واحد. كما أننا في الإعلام الإسرائيلي لن نسكت على ذلك؛ لأننا لا نريد أن تتدخل إسرائيل في الموضوع السوري ولا نريد أن تكون طرفا في هذه المشكلة، لا نريد أن تكون إسرائيل طرفا في هذه الحرب ولكننا نريدها أن تتدخل إنسانيا.
حين سيطرت المعارضة السورية على أجزاء من المنطقة السورية الحدودية مع إسرائيل، لم تتحرك إسرائيل ضدها ولكن يقال إنها قصفت مواقع عسكرية للنظام السوري على الحدود؟
إسرائيل كانت ترد على مصدر النيران التي تصل إلى أراضيها، بغض النظر عن مصدر النيران.
المعارضون السوريون يقولون: إن إسرائيل قصفت مواقع أسلحة النظام على الحدود كي تمنع استيلاء المعارضة على أسلحة النظام السوري، هل هذا صحيح من وجهة نظرك؟
هذا الكلام غير صحيح. كل شيء مفتوح في إسرائيل، والإعلام الإسرائيلي موجود هناك بكثافة ويزودنا بمعلومات أولا بأول. إسرائيل ترد على مصادر النيران بغض النظر عما إذا كان المصدر هو الجيش السوري أم المعارضة.
هل لإسرائيل مصلحة في الصراع الدائر في سوريا وفي العراق وفي غيرهما بالمنطقة العربية، في رأيك؟
بالعكس. إسرائيل لا تريد مشاكل في المنطقة ولا تريد "داعش". ولا تريد أن يوجد الإرهاب المتطرف في المنطقة، بل تريد أن تكون سوريا والعراق دولتين مثل كل الدول، ولا تريد مشاكل- مثل ما يحدث في هذه الأيام- يمكن أن تؤثر على كل المنطقة.
هل تدريب المعارضة السورية المعتدلة قد ينهي مخاوف إسرائيل الأمنية؟
هذه الحرب ليست حربا على إسرائيل وليست ضد إسرائيل، إنها حرب لها أهداف أخرى، وإسرائيل تتصرف بطريقة لا تشكل خطرا على أمنها.
في رأيك، هل تكمن مصلحة إسرائيل في بقاء نظام الأسد أم في وجود نظام ديمقراطي في سوريا؟ ما الذي يصب في مصلحة إسرائيل أكثر؟
إسرائيل تريد نظاما قويا في سوريا. ليس من المهم كيف يكون شكل هذا النظام. المهم أن تكون الدولة قوية ويكون عندها إمكانية السيطرة على الأمن والمشاكل الموجودة في سوريا. وكل ما هو غير ذلك لا تريده إسرائيل.
هل أشد ما تخشاه إسرائيل في المنطقة هي إيران ونظام الأسد وحزب الله أم قيام كيان مثل تنظيم "الدولة الإسلامية"؟
إسرائيل تريد سلطة قوية في سوريا ونظاما مسيطرا على الأمن. مشكلة إسرائيل الأساسية ليست "داعش" بل إيران والأسلحة النووية، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي. هذا هو الخطر الكبير على إسرئيل. إلى الآن، "داعش" لا يشكل خطرا على إسرائيل وأتمنى ألا يكون هذا كذلك في المستقبل.