تباين الموقف التركي من كوبانى.. واستمرار سيطرة "داعش" يزيد من غموض الأزمة

الخميس 23/أكتوبر/2014 - 10:02 م
طباعة تباين الموقف التركي
 
لم يزل الغموض يكتنف الموقف التركي من أزمة داعش ومدينة  كوبانى، في ظل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذى يواصل هجومه على النظام السوري، ويسعي للضغط على التحالف الدولي للحصول على عدد من المكاسب، وإنهاء المشكلة الكردية من خلال الصمت على ما يحدث للأكراد على الحدود التركية السورية من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
وكشفت مصادر عراقية عن فحوى اتفاق بموجبه يتم  عبور 200 من مقاتلي البشمركة الأكراد العراقيين الحدود عبر تركيا للدفاع عن مدينة كوباني السورية في مواجهة مقاتلي داعش، وأن هذه القوات  ستكون مزودة بأسلحة أثقل من تلك التي يستخدمها المقاتلون الأكراد في كوباني والذين يقولون إنهم بحاجة إلى أسلحة خارقة للدروع لصد تقدم داعش.
وعاد اليوم أردوغان مهاجما المجتمع الدولي - في ظل تقارير دولية تشير إلى ارتكاب جرائم غير انسانية وإبادة جماعية ضد الأكراد واللاجئين السوريين-  بسبب التنديد بما يحدث في كوباني وعدم اتخاذ موقف تجاه ما يحدث للسوريين بيد النظام السوري، بقوله (العالم الذي ظل صامتا على مقتل 300 ألف شخص في سوريا)، قد أقام الدنيا، ولم يقعدها من أجل "كوباني"، هذا جيد، ولكن أين كنتم عندما كانت درعا، وإدلب، وحمص، وحماة تحترق؟، العالم الذي لم يعر اهتمامًا لتنظيم دموي مثل تنظيم "بي كا كا" الإرهابي، يستطيع في لحظة تشكيل تحالف ضد تنظيم "داعش"، الإرهابي، هذا جيد، ولكن أين كنتم عندما قتل تنظيم "بي كا كا"، أكثر من (40) ألف شخص في بلدي".
ودعا أردوغان أوروبا إلى فتح باب الهجرة، واستقبال اللاجئين الفارين من سوريا والعراق بقوله "عدد الذين لجأوا إلى أوروبا، من سوريا، والعراق أو الذين قبلتهم أوروبا لا يتعدى 130 ألفًا، وهنا أسأل، لماذا لا تفتح أوروبا أبوابها لهؤلاء اللاجئين، وهي التي تملك كل هذه الإمكانيات، لم يتحمل الغرب، بما فيه الاتحاد الأوروبي، عناء السؤال عما يترتب عليهم، أو كيف يمكنهم المساهمة، في الوقت الذي تستضيف فيه تركيا 1.5 مليون شخص سوري، هذا ليس كيلا بمكيالين، بل بعدة مكاييل".
اتهم أردوغان الغرب بالبحث عن مصالحه وحماية آبار النفط، مشيرا بقوله " المسألة ليست في الإنسان الذي يتعرض للقتل، بل هي مسألة النفط".
وفى هذا الإطار هددت الولايات المتحدة بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من تنظيم داعش في مسعى لتعطيل ما تقول انه مصدر تمويل يقدم مليون دولار يوميا، وأكد  وكيل وزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين أن هذه الخطوة مهمة، نظرا لأن استمرار بيع النفط يمثل تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها اذا لم يوقف، خاصة أن  التنظيم الارهابي يحصل على عشرات الملايين من الدولارات شهريا من خلال مصادر تشمل مبيعات النفط والفدية والابتزاز وغيرها.  
وسبق أن انتقد أردوغان الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الدولى بسبب محاولتهم التدخل لإنقاذ أهل مدينة كوبانى، وأوضح بقوله "أجد صعوبة في فهم السبب الذي يجعل من كوباني بلدة استراتيجية بالنسبة لهم - في إشارة إلى الولايات المتحدة الأميركية- خاصة أنه لم يتبق في البلدة أي من المدنيين، حيث غادرها سكانها الـ 200 ألف نسمة، وعبروا إلى بلدنا، وهم الآن باستضافتنا، كوباني تحتوي الآن على 2000 مقاتل، لم يقولوا "نعم" لمسألة عبور قوات البيشمركة في بادئ الأمر، أما الآن فجزء منهم فقط يقول "نعم"، وبالمقابل، قلنا لهم "حسنًا سنقدم لكم المساعدة".
يأتي ذلك في الوقت الذى كشفت فيه تقارير حقوقية أن تنظيم داعش تمكن من السيطرة على تل شعير بالريف الغربي لمدينة عين العرب "كوباني" ليتمكن بذلك من السيطرة على الريف الغربي ومحاصرة مدينة عين العرب "كوباني" من الجهات الثلاث، الشرقية والغربية والجنوبية، وأن  شمال المربع الحكومي الأمني ومحيط ساحة الحرية، بمدينة عين العرب "كوباني" شهدت اشتباكات عنيفة ومستمرة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم «داعش»، حيث تمكن الأخير من التقدم في منطقتي ساحة الحرية وشمال المربع الحكومي الأمني، فيما شهدت الجبهة الجنوبية، محاولة للتقدم من قبل تنظيم "داعش" دارت على إثرها اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات الحماية والتنظيم، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وفقت لتصريحات نقلتها وكالة الانباء الالمانية عن المرصد السوري لحقوق الانسان.
وتتزايد التوقعات بشأن تضارب المصالح التركية والغربية في أزمة تنظيم داعش، وتداعيات هذه الأمور على مستقبل وحدة العراق، وحلم الأكراد في الاستقلال، ورغبات أردوغان فى زعامة المنطقة.

شارك