"تداعيات تحرير الموصل" و"صلاحيات أردوغان" في الصحف الأجنبية
الأربعاء 19/أكتوبر/2016 - 10:35 م
طباعة
تنوعت عناوين الصحف الأجنبية بالحديث عن معركة تحرير الموصل فى العراق، وفرار تنظيم داعش من المواجهة وقيام بعمل كمائن لأفراد الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي، إلى جانب الحديث عن تطورات المعركة فى ضوء التقدم الذى أحرزه الجيش العراقي، مع الاشارة إلى محاولات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان لتزويد صلاحياته والسيطرة على مقاليد السلطة وتعديل الدستور.
فرار داعش:
معركة الموصل
من جانبها تناولت صحيفة الديلي تلجراف تطورات محاولات تحرير الموصل، وأشارت إلى فرار مسلحي تنظيم الدولة إلى أوروبا بعد هزيمتهم في العراق، والتأكيد على أن أوربا لابد أن تستعد لمواجهة موجة جديدة من مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الفارين من العراق.
شددت الصحيفة فى تقريرها على انه يشارك نحو 2500 شخص ممن يحملون جنسيات دول في الاتحاد الأوروبي في صفوف التنظيم، وأن عودة ولو حفنة قليلة منهم إلى أوروبا "تشكل تهديدا خطيرا لابد من الإعداد له"، والتأكيد على أن أعدادا قليلة من مسلحي التنظيم يقاومون القوات العراقية المتقدمة، بينما تفيد تقارير أن أعداد أخرى كبيرة تفر من المدينة.
أشارت الصحيفة إلى أنها علمت من سكان من مدينة الموصل أن أعدادا من مسلحي التنظيم تفر ليلا، أنهم يذهبون إلى سوريا أو تركيا، والاشارة إلى أن الولايات المتحدة قد لا تحاصر المدينة بالكامل وإنما تترك مخرجا في الجهة الغربية منها يسمح بخروج المسلحين في محاولة لتفادى وقوع الكثير من الخسائر بين المدنيين.
أكدت الصحيفة إلى استعادة الاتصالات الهاتفية مع مدينة الموصل للمرة الأولى وأن الكثير من الأشخاص داخل المدينة يرسلون مئات الرسائل إلى قوات التحالف حول أماكن وجود مسلحي التنظيم، وانه إنه من المتوقع أن يذهب الفارين إلى سوريا أو تركيا أو أوروبا.
شبكة أنفاق داعش:
تحرير الموصل
فى حين اهتمت صحيفة فايننشال تايمز بالحديث عن قيام مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" داعش بعمل شبكة كبيرة من الأنفاق لاستخدامها في تراجعهم ابان معركة الموصل، والتأكيد على انهم يشكلون خطرا حتى بعد موتهم.
ونقلت الصحيفة عن الرائد محمد كريم من قوات البيشمركة الكردية المشاركة في القتال قوله "عادة ندفن الجثث على الفور، لكننا نعتقد أن أحد هذه الجثث في إشارة لجثت لمسلحي تنظيم الدولة بها حزام ناسف، لذلك لا نقدر على لمسها،" وأن قوات البيشمركة تمكنت من احتلال 9 قرى شرقي الموصل.
أشارت الصحيفة إلى ان القوات الكردية تتقدم من الشرق بينما تتقدم قوات الجيش العراقي من الجنوبي وتنضم اليهما مجموعات طائفية أخرى لتحرير المدينة التي يسكنها نحو 1.5 مليون نسمة، وأن القوات العراقية إنها سيطرت على 20 قرية خلال الـ 24 ساعة الأولى من القتال.
نوهت الصحيفة إلى أن قوات البيشمركة إن مسلحي التنظيم انسحبوا خلال ساعات لكن حجم الدمار الذن خلفوه من ورائهم، بما في ذلك الألغام والأنفاق السرية تمثل تهديدا قاتلا ينتظر القوات العراقية.
وقدم الرائد للصحيفة ألغاما أرضية تم العثور عليها مدفونة في الأرض في قرية بدنة الصغرى، وأشلاء لاثنين من مسلحي التنظيم اللذين فشلا في تفجير أنفسيهما قبل أن تجهز عليهما طائرة من طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، على حد قول الصحيفة، والاشارة إلى أنه حتى لو لم يقاتل مسلحو التنظيم بشراسة، فإن النتائج قد تكون سيئة للغاية.
وقالت للصحيفة ماثيو هينمن، من مركز جينز لدراسات الإرهاب والتمرد، أن قوات التنظيم لديها خبرة عالية في حرب العصابات بعد خوضهم معارك في الفلوجة والرمادي وتكريت، كما أنهم أعدوا الكثير من المواقع الدفاعية وشبكة من الخنادق التي يصل عمقها إلى 4 أمتار، والاشارة إلى أنه التنظيم قد أعد تشكيلا للبقاء وإثارة الاضطرابات الأمنية إذا ما تم السيطرة على المدينة من قبل القوات العراقية".
أكدت أن أحد قادة البيشمركة أراها في منطقة مفتى شبه الخالية، التي تم السيطرة عليها، مدخل نفق لا يكاد يبدو للعيان، وقال لها إنه بعد السيطرة على المنطقة "خرج شخص مسلح بالقنابل وقتل جنرالا من قوات البيشمركة، وأن هناك الكثير من المناطق التي تعتقد القوات إنها مفخخة، وإن بعض تلك الألغام يمكن تفجيره بعد ساعات من دخول المكان وليس بمجرد دخوله.
سلطات أوسع:
صلاحيات اردوغان
بينما أشارت صحيفة الإندبندنت إلى محاولة جديدة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان للحصول على صلاحيات أوسع في الدستور، وأن الحكومة التركية ستتقدم قريبا للبرلمان بتعديلات في الدستور التركي توسع من صلاحيات رئيس الجمهورية.
أكدت الصحيفة أن إردوغان يسعى لأن يكون منصب رئيس الجمهورية في تركيا أشبه به في الولايات المتحدة أو فرنسا، أي أن يكون رئيس الجمهورية هو السلطة التنفيذية العليا في البلاد، ونقلت عن رئيس الوزراء القول "إن الهدف من التعديلات هو إزالة الارتباك من نظام الحكم"، والاشارة إلى أن حزب الحركة الوطنية إلى أنه لن يعارض التغييرات المقترحة.
نوهت إلى أن التغييرات الدستورية تطلب أغلبية 367 في البرلمان الذي يبلغ عدد أعضائه 550 عضوا حتى تصبح نافذة المفعول على الفور، أما إذا لم تحصل المقترحات على ذلك العدد في البرلمان، فيمكن عرضها على الشعب في استفتاء عام إذا حصلت على 330 صوتا، ويشغل حزب الرئيس إردوغان، حزب العدالة والتنمية الحاكم، 317 مقعدا في البرلمان.
ويشغل حزب الحركة الوطنية 40 مقعدا في البرلمان. وسيكون ذلك كافيا، في حال انضمامه إلى حزب العدالة والتنمية، لدعم التغييرات المقترحة في البرلمان، والتأكيد على أن إردوغان ، الذي كان رئيسا للوزراء منذ عام 2003، أصبح رئيسا للجمهورية عام 2014 في أول تصويت مباشر من الشعب لاختيار رئيس الجمهورية، ومنذ ذلك الحين حول إردوغان المنصب الذي كان بروتوكوليا إلى حد كبير، إلى حيازة قدر أكبر من الصلاحيات، وهو ما يدفع منتقديه إلى القول بعد دستورية ما يقوم به.
أكدت الصحيفة إلى أن اردوغان سخر من القول إن تغيير الدستور سيحوله إلى ديكتاتور قائلا إن الولايات المتحدة وفرنسا لديها أنظمة حكم رئاسية، وعلى الرغم من بعض المعارضة التي تلقاها فكرة تعديل الدستور، إلا أن محاولة الانقلاب في 15 يوليو دعمت سلطات الرئيس إردوغان، وتبدو الحكومة مستعدة لعرض الأمر في استفتاء عام.