"بوابة الحركات الاسلامية" تحاور نادية مراد الحاصلة على جائزة الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان
الخميس 27/أكتوبر/2016 - 10:19 م
طباعة
جينيف- بوابة الحركات الاسلامية
حصلت نادية مراد ولمياء حجي، اللتين نجتا من العبودية الجنسية لدى تنظيم "الدولة الاسلامية" داعش، على جائزة سخاروف لحرية الفكر اليوم، وهى أرفع جائزة في الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان "جائزة سخاروف"، ووصفهما النائب في البرلمان الأوروبي، جاي فيرهوفشتات،بأنهما "ايزيديتان شجاعتان فرتا من الأسر لدى داعش".
كانت "بوابة الحركات الاسلامية" قد انفردت ونشرت أول حوار صحفي معها فى نوفمبر الماضي خلال فعاليات منتدى حقوق الأقليات التابع للأمم المتحدة بجينيف، وقبل أن تقدم شهادتها أمام أعضاء مجلس الأمن.
نص الحوار:
لا شيءَ سوى التأسي والبكاء المحتبس، وكل أسباب الحزن الممكنة، كأضعف الإيمان، حين التقيتُ صبيةً أو قل زهرةً يافعة في بداية عقدها الثاني، وقد هربت من الجحيم الأرضي بما تبقى لها من جسدٍ تهرّأ اغتصابًا وروحٍ ممزقةٍ، بالكاد تبحث مجددًا عن الحياة.
إنها نادية مراد، فتاة إيزيدية، تم خطفها على يد عناصر داعش فى أغسطس 2014، أمضت معهم 3 أشهر، قبل أن تتمكن من الفرار والهرب بمساعدة اسرة عراقية مقابل المال، أدمعت القلوب والعيون خلال تقديم شهادة لها بمجلس الأمن الدولي عما يحدث للإيزيديين على يد جرائم تنظيم داعش، في محاولة لتسليط الضوء على هذه المعاناة الانسانية الكبيرة.
التقت "بوابة الحركات الاسلامية" هذه الفتاة قبل أيام بجينيف على هامش أحد المؤتمرات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وكشفت بالتفاصيل كيف يتعامل التنظيم الإرهابي مع الإيزيديات، واغتصابهن وبيعتهم في سوق النخاسة، وكثير منا لتفاصيل اليومية عن جريمة ضد الإنسانية ارتكبت – ولا تزال- ضد مواطنين أبرياء لا ذنب لهم.
كنا نسمع أخبارًا عن تقدم داعش في الموصل ولكن لم نكن نتوقع قدومهم إلى سنجار، حتى حدثت المفاجأة، ووصل عناصر داعش إلى القرية في 3 أغسطس 2014، وهرب أفراد من الجيش الكردي الذين كانوا مكلفين بحمايتنا، وحاولنا الفرار والهروب من بطش داعش خاصة وأن قريبتا بعيدة، ولكننا فشلنا في ذلك، وتمت محاصرتنا في القرية حتى 15 أغسطس، حتى جاء مسئول يُدعى أبو حمزة" وتم إيداعنا في مدرسة في بقرية "كوجو" من طابقين، وتم وضع الفتيات والسيدات في الأعلى، والرجال والشباب في الأسفل.
طلب عناصر داعش من الرجال الإيزيديين الانضمام للإسلام ومن رفض تم اقتيادهم إلى أماكن أخرى وقتلهم، وكنا نسمع بأنفسنا طلقات الرصاص.
وتضيف "وتم أخذ الذهب والهواتف من كل الفتيات والسيدات، ثم تم اقتياد 150 فتاة، وأخذونا في سيارتين، وتمت محاولة الاعتداء علينا في السيارات، وذهبوا بنا إلى مكان بعيد، وتم إيداعنا في مكان وجدنا فيه فتيات إيزيديات تم خطفهم من قبل يوم 3 أغسطس، وقمنا بسؤالهم ماذا سيفعلون بكم، فقالوا انهم سيختارون منكم فتيات للزواج أو الاعتداء عليهن، وتم أخذ بعض الفتيات إلى سوريا، وبقي البعض الآخر منهن في مكان بالعراق.
أضافت "كان يقوم بعض عناصر داعش بالقدوم إلى مدرسة بها كثير من الفتيات المختطفات، بحيث يقوم باختيار فتاة من ضمن الخمس المختارات، ويدخل بها إلى غرفة أخرى لفحص جسدها وكل ما بها حتى يقرر أمام الحصول عليها وإما اختيار بديلا عنها من الفتيات المعروضات.
قالت" كان معي 3 من فتيات إخوتي، وجاء احدهم ليختارنى ويبلغ حوالى 40 عاما وكان ضخم الجثة، ولكنى طلبت فتيات اخوتي، واعتدوا عليا ورفضوا ذلك، وجاء شخص آخر فرجوته بأنى يخلصني من الرجل الضخم الآخر، بالفعل استجاب وأخذني ويدعى "سلمان" ومعه عدد منا لحراس حتى ذهبت إلى منزله.
أضافت" بالفعل ذهبت إلى منزله وسط الحراس، وفى صالة كبيرة بالمنزل طلب منى الانضمام إلى الإسلام، فرفضت ذلك، قلت لهم أريد أمي أولا، خاصة أنها كانت مخطوفة معنا ولا نعلم مكانها، فأخذني مع الحراس إلى مكان آخر، حتى اغتصبني "سلمان".
بعد يومين أخذني "سلمان" إلى محكمة بالموصل، وقرأ أحد الاشخاص علي القرآن وقال لـ"سلمان" حلال عليك"، ووضع اسم مالي ورقم وضعوا اسمى وصورتي بالمحكمة، حتى يكون متاحًا لمن يريد الحصول عليّ فيما بعد، خاصة أنه المعمول به هناك انها حينما
وتستطرد نادية "أي شخص يريد فتاة من المعروضات يسأل للمسئول عن شرائها منه وفقا للمعلومات المتاحة بهذه المحكمة.
وأخذنى سلمان مرة أخرى إلى منزله، ثم منزل خالته، ثم في اليوم السابق لبيعي قام بتركى مع الحراس ليلة كاملة ينهشون فى جسدى، قبل أن يقوم ببيعي لفرد من الحمدانية.
وفى هذه الليلة أخذني أحد السائقين التابيعن له والذى كان مكلفا بتوصيلي إلى اماكن مختلفة حسب الشخص الذي يريدنى وفقا للتنسيق مع "سلمان" حتى أخذنى سائق وانفرد بي واغتصبنى، وحينما خرج قمت بالهرب وذهبت إلى منزل أحد السكان القريبين.
اختبأت في منزل ووافقوا على الاختباء معهم ولكن بشرط الحصول على المال أولا وبالفعل أخبرت أخي في كركوك لمنحهم المبالغ، واختبأت لمدة 17 يوما في مكان لا يعرفه أحد بالمنزل، وقاموا بشراء خمار وملابس لا تبرز أي شيء من جسدي سوى العيون، ومنحى بطاقة على اسم زوجته للتخفي عن عيون عناصر داعش.
وعن فترة الخطف، قالت نادية انه تم خطفها ثلاثة أشهر، قبل أن تتمكن من الفرار إلى كركوك والهرب من هؤلاء.
أضافت" كانوا يقومون بتعذيبي وضربي والمطالبة بدخول الاسلام واطفاء اعقاب السجائر في جسدي، ومعاملة سيئة جدا".
وعن أبرز ما تعرضت له تقول" كان جسدي مثل السلع يتم استئجاره أو شراؤه، حيث كان الاسم والصورة معلقين على لوحات إعلانية بمحكمة الموصل، وكان هناك من يخبر "سلمان" للحصول علي، واحيانا بيع أو ايجار أو هدايا، والبيع حوالى 100 ألف دينار عراقي حوالى "80 دولار" ، والتقينا بفتيات كثيرات، حيث رأيت تقريبا 400 فتاة من الإيزيديات، بينما هناك أطفال تم إيداعهم في معسكرات لتدريبهم على حمل السلاح في معسكرات داعش.
"سلمان" معه 6 حراس وهو من الموصل، وعرفت ذلك من البطاقة الخاصة به اسمه الحقيقي "غسان"، حيث ذهب إلى الحمام ذات ليلة كنت معه وكشفت الأوراق الموجودة في ملابسه، وعلمت من خالته أنه متزوج ولديه طفلة اسمها "سارة"، وانه لم يكن يفكر فى زواجى بشكل شرعى وانما الاحتفاظ بنا كسبايا والتعدي علينا أي وقت أو بيعنا لآخرين أي وقت بالرغم من تخصيص أحد الاشخاص لنا لتعليمنا القرآن وتعاليم الإسلام.
قبل أن يتم توزيعي على عناصر داعش كان الطعام والشرب بسيطًا جدا، ولكن بعد المعيشة مع "سلمان" كنت أحصل على الطعام الذى يتناوله عناصر داعش.
أضافت" فى المكان الذى كنا فيه كان هناك حراس كثيرون أمام مقرات داعش أو المنزل الذى نكون به، ولكن كان معه 6 أشخاص معهم كل أنواع الأسلحة، ولكن خارج المنزل لم اكن أعرف كم عدد الحراس.