"نداء تونس" يتقدم الانتخابات.. والغموض يحيط بمستقبل النهضة

الإثنين 27/أكتوبر/2014 - 07:25 م
طباعة نداء تونس يتقدم الانتخابات..
 
كما توقع كثيرون، خسرت حركة النهضة سباق الانتخابات البرلمانية التونسية، وإن كانت نجحت في الحصول على عدد كبير من المقاعد يؤهلها للمشاركة في الحكومة المقبلة، وعدم الابتعاد عنها تماما، كما كان يرغب كثير من الرافضين للحركة، باعتبارها لم تفلح في اتخاذ خطوات جادة نحو التحول الديمقراطي إبان فوزها بالأكثرية في الانتخابات النيابية السابقة.
واعترفت قيادات بالحركة اليوم بالهزيمة في الانتخابات التي جرت أمس وقاموا بتهنئة حزب نداء تونس بالفوز بأغلب مقاعد البرلمان، ونقلت وكالة رويترز عن لطفي زيتون القيادي البارز  في حركة النهضة قوله  "قبلنا النتيجة ونهنئ الفائز نداء تونس ونؤكد دعوتنا مجددًا لحكومة وحدة وطنية لما فيه مصلحة البلاد".
من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم حركة النهضة زياد العذاري أن حركة النهضة دفعت ثمن توليها الحكم خلال الفترة الانتقالية وأنها ارتكبت أخطاء كانت ستكون نتيجتها أكبر بكثير مما حدث.
وبموجب الأرقام الأولية تقدم حزب "نداء تونس" في سباق الانتخاب، وأصبح قريبا من تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة من جانب رئيس الجمهورية التونسية بصفته أكثر الأحزاب حصولا على الأصوات، وبموجب الفصل 89 من الدستور التونسي، يكلف رئيس الدولة الحزب الفائز في الانتخابات بتشكيل الحكومة.
وحسب الأرقام شبه الرسمية فاز حزب نداء تونس، بـ 83 مقعدا، النسبة 38.24%،  وحركة النهضة، بـ 68 مقعدا، النسبة 31.33%، والاتحاد الوطني الحر بـ 17 مقعدا، النسبة 7.83%، والجبهة الشعبية بـ 12 مقعدا، النسبة 5.52%، وحزب آفاق بـ 9 مقعدا، النسبة 4.14%، والتيار الديمقراطي بـ  5 مقعدا، النسبة 2.3%، والمؤتمر من أجل الجمهورية بـ 4 مقعدا، النسبة 1.84%، والمبادرة بـ 4 مقعدا، النسبة 1.84%، وأيضا حركة الشعب بـ مقعدين النسبة 0.92%، والتكتل الديمقراطي من أجل الحريات مقعدين، النسبة 0.92%، ومقعد لكل من الحزب الجمهوري، وتيار المحبة، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، والوفاء للمشروع، والمجد للجريد، وصوت الفلاحين، إلى جانب مقعدين للمستقلين، و3 مقاعد لم يتم الكشف عنهم.
وكان حزب "نداء تونس" العلماني أعرب عن ثقته بالفوز في الانتخابات التشريعية، معتبرا أن هذه الانتخابات خطوة مهمة نحو تقرير المصير خصوصا بعد المخاوف الأمنية التي سبقت الانتخابات والأزمات التي عرفتها البلاد على مختلف الأصعدة في السنوات الثلاث الأخيرة.
وبعد ظهور نتائج الانتخابات، يزيد الغموض بشأن مستقبل التحالفات المقبلة من أجل ضمان الأغلبية في البرلمان القادم، وتشير التوقعات بأن حزب نداء تونس سيدرس التوازنات السياسية المقبلة والتأكيد على أن الحديث عن تحالفات مع النهضة أمر سابق لأوانه.
من جانبه اعتبر القيادي في نداء تونس الطيب البكوش  أن التحالفات لن تكون إلا مع الأطراف التي لديها تصور لنمط مجتمع ونظام جمهوري مدني ديمقراطي ذات بعد اجتماعي لتكون بذلك قريبة من تصور حزب "نداء تونس" .، ومفهوم التحالف غير محبذ لأنه يحيل لتحالف مجموعة ضد مجموعة في حين أن الهدف من هذا التقارب بين الأحزاب المختلفة من المفروض أن يكون من أجل مشروع مجتمعي لإنقاذ تونس، فالحزب ليس في منطق الصراع بل فتح الحوار مع الجميع لإنقاذ تونس، موضحا أنه من اولويات الحزب إعادة الدولة لمكانتها الرئيسية لتحقق تطلعات الشعب ولإعادة الأمل إليه بعد أن اهتزت ثقته في الدولة، التي أصبحت اليوم ضعيفة ولا يمكن لها أن تواجه ملفات حساسة بفاعلية كالإرهاب.

شارك