أمين الخولي شيخ التجديد والعقلانية في مجلة "الثقافة الجديدة"
الإثنين 05/ديسمبر/2016 - 02:08 م
طباعة
صدر عدد ديسمبر ٢٠١٦ من مجلة "الثقافة الجديدة"، التي تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويرأس تحريرها الشاعر سمير درويش، متضمنة ملفًا بعنوان: "أمين الخولي وفكر التجديد"، شارك فيه كل من: الدكتورة يمني طريف الخولي، والدكتور أحمد محمد سالم، والدكتور محمد عبد الباسط عيد، والدكتور عمر مصطفى لطف، والدكتور مصطفى بيومي عبد السلام، والدكتور محمد عجور، عصام الزهيري، أيمن مسعود، والدكتور عايدي علي جمعة، وأحمد عبد القوي زيدان، ومحمد سيد ريان، ومحمد السيد غريب، وجميل أبو العباس. وقد اختارت هيئة تحرير المجلة كتاب الشهر "أمين الخولي" للدكتور حسين نصار، وتناوله بالنقاش: الدكتورة نهلة راحيل، ومحمد عزب، أما المدخل الذي يكتبه رئيس التحرير فكان بعنوان: "التراث ليس مقدسًا في ذاته لأنه لم يتنزل من عند الله"، ومنه: "هذا الجهد الضروري والمطلوب- مع الأسف- يتقاعس الرجال في عصرنا عن القيام به، إما لأنهم يحفظون ما ورد ويقدسونه ولا يفكرون في مراجعته، وهي الفئة الغالبة، أو لأنهم يخافون على أنفسهم وحيواتهم وأسرهم إن مضوا في هذا الطريق؛ لأن المتشددين لا يفهمون في الجدل ومقارعة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان، بل يسارعون إلى تكفير الناس والإبلاغ عنهم لسجنهم، أو التفريق بينهم وبين أزواجهم، وقتلهم في كثير من الحالات التي نعرفها في التاريخ الإسلامي، فلم يسلم إلا الأقلية من المجتهدين، وما حوادث قتل ومحاولات قتل واضطهاد فرج فودة ونصر أبو زيد ونجيب محفوظ وسيد القمني وإسلام البحيري ببعيدة عن الأذهان".
الشيخ
هو أمين إبراهيم عبد الباقي عامر إسماعيل يوسف الخولي، وقد ولد في أوّل مايو سنة 1895 بقرية شوشاي في مركز أشمون بمحافظة المنوفية في أسرة مصريّة متوسطة الحال، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنوات والتحق بمدرسة لافيسوني بالقاهرة فمدرسة المحروسة ثمّ مدرسة القضاء الشرعي حيث تخرّج بتفوّق عام 1920 وعيّن بها مدرّسًا، انتقل إلى روما إمامًا للبعثة الدراسيّة المصريّة ثمّ إلى برلين في المفوضية المصريّة، فتعلّم اللغتين الإيطاليّة والألمانيّة واطّلع على عدد من كتابات المستشرقين المهتمّين بالدراسات الإسلاميّة، وعاد مجدّدًا عام 1927 لوظيفته بمدرسة القضاء الشرعي، واختير سنة 1928 ليدرّس بقسم اللغة العربيّة بكلّيّة الآداب بجامعة فؤاد الأوّل، على الرغم من أنّه لم يكن متحصّلاً على شهادة علميّة تؤهّله لذلك، ماجستير أو دكتوراه، وأضحى سنة 1946 رئيسًا لهذا القسم بالكلية، أقصد قسم اللغة العربيّة. أنشأ في الأربعينيات برفقة عدد من طلبته ناديًا أدبيًّا حمل اسم "الأمناء" بغية الارتقاء بالأدب والفنّ نظريًّا وعمليًّا، وعبره نشر كتابيه "مناهج التجديد في النحو والبلاغة والتفسير"، و"من هدي القرآن". وتمّ عام 1953 تعيينه مستشارًا لدار الكتب، وشغل أيضًا منصب مدير عام للثقافة، وإثر تقاعده عام 1955 اختير عضوًا بمجمع اللغة العربيّة بالقاهرة.
من أعماله نذكر فضلاً عمّا سبق: "المجددون في الإسلام"، و"كتاب الخير"، وله أيضًا فصل بدائرة المعارف الإسلاميّة عن تفسير القرآن.
ومن مقولات الخولي الشهيرة: "أول التجديد قتل القديم فهمًا وبحثًا ودراسةً". وأيضًا: "أما إذا مضى المجدد برغبة في التجديد مبهمة، يهدم ويحطم ويشمئز ويتهكم فذلكم، وقيتم شره، تبديد لا تجديد."
وقد "أرسى [الخولي] بناءه المنهجي التجديدي على ما أسماه "التفسير البياني للقرآن". كان محور هذا الضرب من التفسير هو إظهار الإعجاز البلاغي للقرآن، لكنّ الخولي يرى أنّ ما ألّف في هذا الغرض من التفاسير السابقة ينطلق في معالجته للنص من منطلق دعوي وتراثي، لذلك كانت الجهود مسخّرة لغايات دفاعيّة عن الإسلام، ولم تكن العناية بالجانب البياني اللغوي غاية في حدّ ذاتها. ويتحدد مدخل التجديد عند الخولي والمدرسة الحديثة كلها في وظيفة المفسّر أوّلاً، وفي مكانة النصّ المفسّر ثانيًا، فليس مقبولاً عند الخولي أن يظلّ التفسير المعاصر مجرّد أداة لاختيارات مذهبيّة وتوظيفات دعويّة مهما كانت أهمّيتها" (النيفر، ص 118-119).
أثار موقفه المناصر لرسالة الدكتوراه التي أنجزها تحت إشرافه طالبه محمد أحمد خلف الله بعنوان "الفن القصصي في القرآن الكريم" انتقادات عنيفة له بلغت حدّ تكفيره.
توفّي الشيخ أمين الخولي في التاسع من مارس سنة 1966 ودفن بقريته شوشاي.
من أوراق الملف
النزعة العقلانية عند الشيخ أمين الخولي
وكتبها الدكتور أحمد محمد سالم، وجاء فيها:
في ظل أجواء ما بعد الخامس والعشرين من يناير كان من المفترض أن يسود جو من التسامح، والحرية في إبداء الآراء، ووجود فقه للاختلاف بين التيارت الفكرية والسياسية المصرية، ولكن الغالب على المشهد السياسي والفكري هو الاتهام المتبادل بالعمالة والتخوين بين النخب الليبرالية والإسلامية.
، وسعي كل فصيل سياسي وفكري لإقصاء الآخر لحسابه الشخصي، دون أن يكون هناك سعي واضح لبناء أيديولوجيا فكرية جامعة لأحداث نهضة في وطننا الذي ظل قابعًا في التخلف لعقود طويلة، وهنا تبدو الحاجة إلى إعادة النظر في قيمة الشخصيات التي يقترب فيها الإسلام من العلمانية ولعل أهمهم الشيخ أمين الخولي.
تأثر أمين الخولي في رؤيته التجديدية بنظرية التطور وكان ذلك نابعا من تأثير سلامة موسى وإسماعيل مظهر على فكره؛ حيث ينطلق التجديد الديني عنده من أهمية مقولة التطور، وضرورة ربط التجديد الديني بالتطور، ورأي أمين الخولي ضرورة أن تعم نظرية النشوء والارتقاء في النظر إلى الوجود ككل، فإن سنة النشوء والارتقاء مضطردة تعمل في الوجود كله، وأن جميع الأفراد، والأعمال، والأمم، وتغير حاجاتها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية تجري على هذا النظام باطراد، ولهذا فإن نظرية التطور تنطبق على حياة الشعوب، ولا يوجد شعب يعيش في برج من العاج، ولا ينفذ إليه أثر ما حوله، فالعالم دائم التفاعل في حياته، وخاضع في ذلك لسنن النشوء، والارتقاء والتدرج، والتأثير والتأثر.
ومن خلال تأثر أمين الخولي بالمنهجية التطورية سعي إلى تقديم رؤيته في الإصلاح، والتجديد الديني، حتى يساير الدين حركة الحياة، والتجديد مهم للإسلام لأنه ليس دين عبادة فقط، وإنما هو نهضة دينية ومدنية معا، والإسلام يتسع من جهة هذه الغاية للتجديد في كل زمان، فيقول: كل زمان ومكان، ولن يصلح للمسايرة بصورة واحدة لزمان واحد، ومكان واحد، فكيف إذا كان هذا الزمان منذ مئات السنين.
الحياة، ويبدأ التجديد عند الخولي من استيعاب القديم وتجاوزه فأول التجديد قتل القديم فهما، وضرورة التحرر من الماضي، والتقيد به، والوقوف عند حدوده التي وقفت بطبيعة الأمور عند المستوي العقلي، والاجتماعي لأهل هذا الزمن الماضي، ويتجه التجديد بعد ذلك من خلال إدراك الكليات العامة التي جاء بها الإسلام، وتقديم رؤية مستنيرة لها وفقا لظروف المجتمع، ومتطلبات الواقع.
وتمحورت دعوي التجديد عند أمين الخولي في التركيز على البعد الاجتماعي للإسلام، أي على البعد الدنيوي، ولم يخض كثيرا في الإطار الغيبي للإسلام الا باعتباره دافعا للحياة الدنيا، وبدا له الإسلام محاولة إصلاحية كبري لتنظيم روابط الجماعة الإنسانية، وتنسيق للنفس البشرية في صور وجودها المختلفة، من وجود فردي مستقل، ووجود جماعي شامل، على اختلاف أحوال الجماعات التي يندمج المرء فيها، ويرى الخولي أن الإسلام لم يأت في المشكلات الاجتماعية بغير الكليات العامة القابلة للتفسير في كل زمان فالقرآن عودنا في تدبيره الاجتماعي ألا يمس سوي الأصول الكبري للإصلاح تاركا وراء ذلك من تفصيل للتدرج الحيوي، والجهاد العقلي الإنساني، لينتفع في ذلك بكل ما يسعفه عليه نشاطه، ويؤهله له تقدمه ويقدر الإسلام في ذلك اختلاف الأحوال، وتغير الزمان، وفي ضوء الكليات العامة للقرآن رأي الشيخ أمين الخولي مشكلة المال في القرآن، فيرى أن القرآن قدر للإنسان حب التملك.
{زين للناس حب الشهوات من النساء، والبنين، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة}.
فالهدي القرآني عرف للبشرية حبها للتملك فأرضاها لونًا من الإرضاء، ولكنه حاول توجيهها في تعلية هذه الغريزة، فسعي إلى هدم أركان هذه الرغبة في التملك {وآتوهم من مال الله الذي آتاكم} في أيدي الواجدين، وعطائهم للفاقدين، أنهم يعطون إعطاء التارك المتجاوز، وهو تأسيس، وتأصيل للشعور لدي الواجدين بعدم الأثرة في هذا الثراء، والتفرد بهذا الغني، وهي الفكرة التي يعمل الهدي القرآني لتكوينها، وترسيخها في نفوس أصحاب المال ومن ثم يرى الخولي أن القرآن حين يحمي الملكية الفردية واقعي: لا يفاجأ الناس بتجريدهم من أموالهم تجريدا يفتر همتهم، ويثني عزائمهم، ويقعدهم فلا يبتكرون، ولا يجدون، ولا يذودون عن حماهم، ثم هو حين هز أسس الملكية الخاصة يكون مثاليا يكفكف من غلواء الأغنياء، ويزلزل صلتهم بأموالهم، ويجعلها للناس جميعا، وأصحابها عليها أمناء مستخلفون.
ويؤكد أمين الخولي أهمية العمل في الإسلام، فالنظرة الفاحصة للقرآن لتدلنا على تصريحه بأن الحياة منظمة بنواميس عملية مضبوطة بنظم واقعية خارجية، والنجاح فيها، والظفر بخيرها إنما هو مرهون بعمل العامل الخارجي، ومترتب على الكفاح العملي، ومرتبط بالإدراك الصحيح لواقع الأشياء الكونية، والتقدير السليم لنظم هذا العالم، وتدبيراته، ولن يغني الإنسان عن ذلك شيء آخر من شئون اعتبارية معنوية، أو نفسية روحية إلا إذا قام على واقع، وصار أمرًا مشاهدًا، وحاضرًا ثابتًا، فما عدا العمل من نية طيبة، وسريرة خيرة، وخلق كريم، وعقيدة صحيحة إن كان وحده فقط بلا عمل فلا جدوي له، ولا أثر في هذه الحياة الدنيا، وهنا نلاحظ مدي تركيز أمين الخولي على أهمية البعد الدنيوي المادي في الإسلام، والذي ينبغي إبرازه في ظل تدهور وضع الأمة الإسلامية، لأن هذا الجانب يمكن أن يسهم في نهضة الأمة وتقدمها.
وأعطى الخولي أولوية للعقل على النقل في قضية تفسيرالقرآن وأسس الخولي ما يعرف بالمنهج الأدبي في التفسير، وتعتبر قضية نقد التفسير العلمي للقرآن من كبريات مقاصد التفسير الأدبي عند الخولي، فينتقد التفسير العلمي للقرآن، لأنه يكشف عن سيطرة الروحي المكبلة لحركة الزمني ويقول كيف تؤخذ جوامع الطب، والفلك، والهندسة، والكيمياء من القرآن، وهي جوامع لا يضبطها اليوم أحدا إلا وتغير ضبطه لها بعد يسير من الزمن، أو أكثر، وما ضبطه منها القدماء قد تغير عليهم فيما مضي، ثم تغير تغيرا عظيما فيما تلا فنقد الخولي للتفسير العلمي هو دعوة واضحة للفصل بين العلم والدين، فالعلم زمني معني بالأمور الدنيوية، وفي حالة تغير مستمر، والدين ثابت، ولهذا يذهب الخولي إلى تحرير العقل من سلطة النص، والزمني من سلطة الروحي.
ويتجه الخولي إلى الحديث عن دعائم الاتجاه الأدبي في التفسير، والذي يركز على دراسة القرآن كنص أدبي يطبق في فهم نفس منهجيات دراسة النص الأدبي فيقول إن الدراسة الأدبية لأثر عظيم كهذا القرآن هي ما يجب أن يقوم به الدارسون أولا وفاء بحق هذا الكتاب... فالقرآن كتاب الفن العربي الأقدس سواء نظر إليه الناظر على أنه كذلك للدين أم لا، ويهتم التفسير الأدبي بالكشف عن أهمية البعد النفسي لآيات القرآن الكريم، فالتفسير الحقيقي للقرآن عند الخولي لا يقوم إلا على إدراك ما استخدمه من ظواهر نفسية، ونواميس روحية، أدار عليها بيانه مستدلًّا، وهاديًا، ومقنعًا، ومجادلا، ومثيرا، ومهددا، فأصبح ما يبني عليه هذا التفسير هو القواعد النفسية، فليس يصح أن يصل عبارة من عباراته، أو يحتج بلفظ من آياته، أو يستشهد بأسلوب من أساليبه إلا بموقعه كله من النفس، وبما يكشف العلم عن هذا الموقع، وما سبر من أغواره فبالأمور النفسية لا غير يعلل إيجازه، وإطنابه، وتوكيده، وإشارته، وإجماله، وتفصيله.
وتبدو قيمة العقل بارزة عند الخولي في دعوته لضرورة الأخذ بالعلاقة الضرورية بين الأسباب والمسببات، وكان يدين الثقافة الدينية السائدة في اعتمادها على إنكار التعليل، ويرى أن جوهر الإسلام يتعارض مع هذه الفكرة، فالإسلام لا يمني أهله بالمعجزات، ولا يكلهم إلى المفاجآت، ولا يطمعهم في كرامة تسخر لهم قوي الكون، فيواجهون الحياة غير مسلمين بأن لها نواميس مضطردة، ولا مقتنعين بأن فيها نظما ثابتة، فهم يتقاتلون بالتسبيح، ويغزون بالترتيل، وينتصرون بالأماني وكذب وهم المدعين في ذلك، فالأصل القرآني هو ما سمعناه ولولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لفسدت الأرض، وكان الخولي ينصح تلاميذه قائلا: خذوا بالسببية تعيشوا عصر العلم، فالثقافة المدنية الحديثة أحدثت تقدما في بلاد أوروبا لأنهم آمنوا بالثقافة العلمية المعللة المسببة، والثقة بالأسباب، والتمسك بالنتائج، والاستعداد لتحمل المسئولية، والانتفاع بالتجربة، وهو ما يؤدي إلى تقدم الشعوب. ويكشف الخولي عن مدي العلاقة الوثيقة بين الدين والسياسة فيقول يتحدث الراصدون لسير الكون عما بين الأديان والسلطان من صلة وثيقة، وتفاعل قوي، صلة بين العقيدة والحكم، بين التدين وقيادة الجامعات، أو بعبارة أصرح بين الدين والسياسة، صلة محكمة العري بعيدة الأثر، ويحس الباحثون أن الدين والسياسة فيما يشبهونهماكظاهر الثوب وبطانته، الظاهر العقيدة والبطانة الحكم، أو الظاهر السياسة والبطانة الدين سواء وأن العقيدة ترسم وتوحي والحكم ينفذ ويتحري، أو السياسة تدبر وتقصد والدين يقدس ويشرع ويعلن، وكل يتأيد بصاحبه مهما اختلفت ألوان ذلك وتغايرت، ويرى الخولي أن التوجيه بين الدين والسياسة يتأثر باختلاف الأهواء، واختلاف الضمائر والبيئات، فقد يرشد حينًا ويوفق، وقد يضل حينًا ويغوي، فإن ضل فالحاكم مقدس وحقه إلهي، وإذا بحراس المعتقد رجال الدين يحلون له من أرواح الناس، وأموالهم ما يشاء، وغير محاسب، وإذا الناس يعانون عنتا مرهقا، وظلما كبيرا. وانتقد أمين الخولي النظم الثيوقراطية في الحكم، فحين يتحدث عن عهد الإمام مالك ينتقد الدولة العباسية، ويقول بأن العهد العباسي شهد انقلابًا سياسي المظهر ديني الأساس، ولعله أعظم ما عرف في تاريخ الإسلام من انقلاب في عمقه وعنفه، وسعته وبعد أثره، حيث تغيرت الدولة بأساليب حكمها الفردي الثيوقراطي، وبدا أن الأصول الكبري للنظام السياسي العباسي تؤصل الحكم الفردي، بل والفردي غير الشوري، وتجعل هذا اللون من الحكم يترك أثارا واضحة في مظاهر وجودهم المختلفة، وإذا كان الخولي ينتقد تجربة الحكم الثيوقراطية في عهد الدولة العباسية، وعدم رضاه عن صورة الحكم في الإسلام الحضاري والتاريخي، فإنه يتفق مع معظم العلمانيين الذين يركزون في رفضهم للحكم في الإسلام على الصورة السيئة لنموذج الحكم في الإسلام التاريخي والحضاري.
صلة الإسلام بإصلاح المسيحية
وكتبها الدكتور عمر مصطفى وهي تعرض لكتاب يحمل نفس العنوان يبلغ عدد صفحاته 84 صفحة، وكان أمرًا جديدًا وقت طرحه عام 1935، وأشار فيه الشيخ إلى أثر الإسلام في إصلاح البروتستانت، وعرض مقدمًا لعلاقة الإسلام في أوروبا، ورفض حركة الإصلاح للكهنوت والرهبنة، وتحول القربان إلى جسد المسيح، وقد حصل الدكتور جمال أبو حطب على الدكتوراة في رسالة عنوانها "مارتن لوثر والإسلام" أكدت على أن لوثر تأثر في إصلاحه بالإسلام.