" الاستخدام النفعي للدين عند الاسلاميين" في عدد ابريل من مجلة الثقافة الجديدة
الأربعاء 05/أبريل/2017 - 12:34 م
طباعة
من الغرب الي الشرق يظل الاستخدام النفعي للدين سائدا في جل الحضارات ومختلف الامم وذلك نظرا لمكانة الدين الاثيرة في نفوس البشر فاذا قلنا ان الاستخدام النفعي للدين يعني تحويل الدين عن اهدافه السامية الي تحقيق مصالح شخصية لفئات معينة وجعل الدين وسيلة لتحقيق منافع ذاتية ومطامع فئوية من شانها احراز السلطة والثروة . هذا هو المنطلق الذى انطلق منه الدكتور غيضان السيد علي في مقاله المهم " الاستخدام النفعي للدين عند الاسلاميين " الذى تصدر ملف تجديد الخطاب الديني في عدد ابريل 2017 من مجلة الثقافة الجديدة ويضيف د غيضان قائلا كانت البدايات الاولي للاستخدام النفعي للدين في صدر الاسلام والذى تجلي في مشهد وفع المصاحف طلبا للتحكيم في الصراع بين علي ومعاوية وتطور الامر مع حكم الامويين والعباسين واشار الي الاستخدام النفعي للدين للتخلص من المعارضين السياسين مثل ذبح الجعد بن درهم صاحب الراي الحر والمعارضة السلمية ضد الامويين .ويصل الكاتب للعصر الحديث بمصر فيقول بعد ثورة 1952 تكونت علاقة نفعية متبادلة بين منتجي الخطاب الديني وبين رجال الثورة والحكم فتمت السيطرة والهيمنة للتفسيرات الدينية التي تساند السلطة وتحارب كل اشكال الاجتهاد التي يشتم فيها معارضة السلطة او مقاومة لها ووضع الدين بقوة داخل الفضاء العام للسياسية .ويختتم المقال قائلا ان اسوا ما يعرقل نهضة اي مجتمع هو ان يتحول علماء الدين الي علماء في السياسية والاقتصاد والاعلام .
اليات الخطاب الديني
وتضمن الملف مقال بعنوان اليات ومنطلقات الخطاب الديني عند نصر حامد ابو زيد .للدكتور ماهر عبد المحسن والمقال يعرض لكتاب الدكتور نصر الشهير " نقد الخطاب الديني "يعتقد المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد أن الآليات التي تحكم مجمل الخطاب الديني هي واحدة سواء عند الخطاب المعتدل أو المتطرف، ويؤكد أن تلك الآليات تتداخل مع المنطلقات الفكرية للخطاب إلى درجة التوحد بحيث يستحيل التفرقة بينهما، وأهم هذه الآليات في نظره هي:
- التوحيد بين الفكر والدين، وإلغاء المسافة بين الذات والموضوع.
- تفسير الظواهر كلها بردها جميعا إلى مبدأ أو علة أولى، تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعية أو الطبيعية.
- الاعتماد على سلطة "السلف" أو "التراث"، وذلك بعد تحويل النصوص التراثية، التي هي نصوص ثانوية، إلى نصوص أولية تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل في كثير من الأحوال عن النصوص الأصلية.
- اليقين الذهني والحسم الفكري "القطعي"، ورفض أي خلاف فكري إلا إذا كان في الفروع والتفاصيل دون الأسس والأصول.
- إهدار البعد التاريخي وتجاهله، ويتجلى هذا في البكاء على الماضي الجميل، يستوي في ذلك العصر الذهبي للخلافة الرشيدة وعصر الخلافة التركية العثمانية.
إن آلية "التوحيد بين الفكر والدين"، تشير إلى تأكيد الخطاب الديني على عدم التمييز بين نصوص دينية لها مجالاتها الخاصة وأخرى تخضع لفاعلية العقل البشري والخبرة الإنسانية، وهو تمييز، حسب أبو زيد، كان موجودا في اللحظات الأولى للتاريخ الإسلامي خلال فترة نزول الوحي وتشكّل النصوص. ويرى أبو زيد أن المسلمين الأوائل كانوا يفرقون بين تصرف للنبي محكوم بالوحي وبين تصرف آخر له محكوم بالخبرة والعقل. ففي المسائل المتعلقة بالخبرة والعقل كان المسلمون في الغالب يختلفون مع النبي ويقترحون أمورا أخرى. ويعتقد أبو زيد أن الخطاب الديني تجاهل تلك الفروق ومد فعالية النصوص الدينية إلى كل المجالات ووحّد بين النصوص وبين فهمه لها، ومن ثم ألغى المسافة المعرفية بين الذات وبين الموضوع، وادعى قدرته على تجاوز كل الشروط والعوائق والوصول إلى القصد الإلهي، ودخل منطقة "الحديث باسم الله". فالجميع في الخطاب الديني يتحدثون عن الإسلام دون أي تردد في أنهم يطرحون فهمهم للإسلام أو لنصوصه، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى امتلاك الحقيقة في الخطاب الديني.