الشيعة والسنة قضية تاريخية حية ، تحمل أثاراً فكرية موضوية وتهديداً بحروب مستقبلية... ماهي جذور علاقة المصريين بالتشيع ؟....وهل حقا حقا يقدم الفكر الشيعي تصورا اكثر ايجابية في التعامل مع الأقباط؟...وماهي ابعاد ومخاطر الحلم الايراني الفارسي في الهيمنة على مقدرات العالم الاسلامي وخاصة مصر،الفوز بالجائزة الكبرى –بتعبير الامام الخميني -  ، وهل سيشهد القريب المنظور حربا سنية شيعية  تقودها السعودية في مواجهة ايران ؟...

 هذه القضايا والاشكاليات المهمة ..ترتبط بالماضي والحاضر والمستقبل...وبرزت بشدة في الاونة الأخيرة..محليا واقليميا ودوليا...سعينا للاقتراب منها والتعرف الموضوعي على ابعادها وجذورها ومخاطرها بالحوار مع خبير وباحث واكاديمي متخصص ومرموق  في مجاله .

فكان الحوار مع  الدكتور محمد السيد محمد فياض  الحاصل علي درجة الدكتوراة فى التاريخ الإسلامى عام 2013 بمرتبة الشرف الأولى.المدرس بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة طنطا .صاحب  العديد من المؤلفات والدراسات المهمة في هذا الشأن،يكفي ان نشير الى أن كتابه "التشع في العراق" كان أكثر الكتب مبيعا هذا العام

بالإضافة إلى ما سبق للدكتور فياض دراسات أخرى متنوعة نُشرت بدوريات عالمية وعربية ومصرية .

أنا مهتم منذ فترة طويلة بقضية التدين عموماً ، ولكن تعمقى فى الفكر الشيعى ارتبط بدراستى للماجستير ، فكان عنوان رسالتى " حركة التشيع فى العالم الإسلامى ، وأكملت الغوص فى هذه القضية فى درجة الدكتوراه التى درست فيها التدين الشعبى الشيعى فى العراق ، وفى الحقيقة فقد حاولت قدر الإمكان في تلك الدراسات الالتزام بضوابط الحيدة والتجرد الاكاديمي ،بعيد عن حالة الإنخراط او المواقف المسبقة، وكذا أعطيت هذه المشروعات البحثية حقها فلم أترك كتاباً فى هذا السياق إلا قرأته وناقشته .

أما عن سؤالك لماذا فهو بيت القصيد فبصراحة شديدة لا أجد خطر على هذا العالم إلا من خلال "التدين السياسى" ، وأرى أن هناك تشابه يصل حد التطابق بين ثلاثة مشروعات سياسية كبرى مرتبطة بالتدين بطبيعة الحال الشيعة، والصهيونية ، والإخوان ، فالتشيع وتحديداً فى نسخته الفارسية يرتبط بأحلام كسروية فارسية قديمة عبر عنها الخمينى حينما قال " لقد حكم العرب العالم الإسلامى قرون من الزمان ، وحكم الترك العالم الإسلامى قرون من الزمان ، وآن الأوان للفرس أن يحكموا العالم الإسلامى " ، إن التشيع الفارسى جد خطير، له مشروع وأذرع وسياسات وأحلام قديمة ، وكذا الصهيونية التى ترتبط بحلم اسرائيل الكبرى من النيل للفرات ، وكذلك الحال بالنسبة لمشروع الإخوان المسلمين و"أستاذية العالم" وما يسمى بالخلافة الإسلامية ، هذه المشاريع الأيدلوجية الكبرى ترتبط بجيوش من المتدينين والمعتنقين والمعتقدين حتى النخاع ، لذا حاولت التخصص فى نمط من هذه الأنماط مع الوعى الكامل أيضاً بالأنماط الأخرى . 

أضف إلى ذلك أن الدراسات السياسية فى العالم كله تتجه الآن نحو الدراسات المستقبلية واستشراف سيناريوهات المستقبل ، ولن يتم ذلك إلا بإدراك حقيقى لتاريخ هذه الجماعات وأفكارهم وذهنياتهم وأحلامهم .

 

 التدين الشعبى المصرى هو نتاج تراكمات تاريخية وممارسات اجتماعية وفكرية وذهنية ، فمراحل تاريخية عدة مرت على مصر ، وفترات زمنية طويلة ساهمت فى هذه التراكمات ، وعليك أن تتخيل هذا المنتج الذهنى الإجتماعى الذى نتج عن حضارة فرعونية واستعمار فارسى وبيزنطى وعربى بكل مراحله التاريخية ، وماصاحبة من  صراع مذاهب ، فضلاً عن قرنين من الزمان حكم فيهم الفاطميين الشيعة مصر ، وحاولوا توظيف كامل جهودهم لأجل نشر المذهب الشيعى فى مصر ، مستخدمين السيف والذهب والدعاية والإعلام ، ومد الأسمطة و"تشيع البطون" ورغم كل هذه المجهودات مرت الدولة الفاطمية كما مر غيرها وحسب تعبير المؤرخ ابن الأثير " لم ينتطح فيها عنزان " .

    لقد تحدثت كتب التاريخ السياسى أن الدولة الفاطمية مرت مرور الكرام ولم تخلف تأثيرات تُذكر ، رغم أن معظم تفاصيل الإحتفالات الدينية المصرية وما يصاحبها من ممارسات اجتماعية هى نسخة فاطمية بإمتياز ، وفى الحقيقة فإن ما تبقى من الرصيد الشيعى  فى الذهنية الشعبية نتيجة تراكمات تاريخية هو رصيد كبير بحق ، الأهم فى هذا الرصيد أنه غير مرصود من العناصر الممارسه له ولكنه ليس رصيداً دينىا بقدر ما هو رصيدا اجتماعيا  .

أما فيما يتعلق بأثر ذلك على التصوف المصرى فإن لحظة سقوط الدولة الفاطمية أعقبها تحركات واسعة للعديد من العناصر الشيعية فى الطرق الصوفية المصرية فاختلط التشيع بالتصوف الطرقى خوفاً من الملاحقة من الدولة الأيوبية مما ساهم بشكل كبير فى بروز تشوهات فى التصوف الطرقى .

ترجع الحكاية الى العام 358هـ وهو العام الذى دخل الفاطميون فيه مصر، وأسسوا دولة لها مذهب مغاير لمذهب كافة المصريين ، فمنذ أن قامت الدولة الفاطمية في المغرب عام 297هـ والولع الفاطمي بمصر يشكل حلما أساسيا في أدبيات الشيعة الفاطميين وفى سبيل ذلك حاولوا بكل قوة تحقيق ذلك الحلم ، الى أن جاءت اللحظة التي استطاع المشروع الفاطمي أن يحقق حلمة القديم مستغلاً حالة الضعف السياسي والاقتصادي المسيطر على الدولة العباسية وبالتالي على مصر ودخل الفاطميون مصر ، ومهما يكن من أمر فقد حكم الفاطميين مصر وسخرت كل امكانيات الدولة لنشر المذهب الشيعي وحاولت الآلة الإعلامية الفاطمية بكل قوتها تحقيق ذلك الحلم ، ولكن الشخصية المصرية كالعادة برزت بشدة لتعارض المشروع الفاطمي بقوة ، لذا تغيرت الاستراتيجية الفاطمية فحاولوا نشر نوع أخر من التشيع ، نوع فريد وطريف وهو تشيع البطون ، فامتدت الأسمطة ليل نهار طعام وشراب بالمجان فأكل المصريون كل ما قدمته لهم المائدة الفاطمية إلا الأفكار ، فلاهم تشيعوا ولا هم امتنعوا عن المعارضة ، رغم كل ما سعى اليه الفاطميين من نشر مظاهر الاحتفال والفرح حتى يرتبط التشيع في الذهنية المصرية بالأفراح والأعياد والطعام وبالفعل احتفل المصريون وفرحوا وضحكوا وأخذوا كل مظاهر الاحتفالات ، لكنهم لم يحفلوا بالمشاريع المذهبية الفاطمية ، هذا هو مجمل التاريخ الفاطمى فى مصر ، أما قضية الأقباط فهى غير واقعية وذلك لأن الدولة  الفاطمية يحسب لها أنها اعتمدت اعتماداً كبيراً فى معظم أمورتسيير الدولة على الأقباط وخصوصاً فى الأمور المالية ، كما أنهم لم يتعرضوا للإضهاد إلا فى ظل سلطة الحاكم بأمر الله الفاطمى إذن فلم يكن هناك داعى فى ظل هذا المناخ الحر أن يتحول الأقباط إلى الإسلام إلا فى حالات الإقتناع بالدين الإسلامى ، عكس بعض العناصر المسلمة السنية الذين اندرجوا فى سلك التشيع لا لفهم ولا لرغبة بل كان تشيع المصلحة للحصول على المناصب والمكاسب .

مفهوم طبعاً أن هذا السؤال نتيجة لما أُثير مؤخراً من تصريحات للدكتور يوسف زيدان ، دعنى أعترف لك أننى أقدر الدكتور يوسف زيدان وأُثمن أفكاره النيرة ، ولكن فيما يتعلق بصلاح الدين الأيوبى فالأمر يحتاج لنقاش مطول ولكن بإختصار شديد فأنا أولاً أختلف مع الدكتور يوسف زيدان فى اللغة التى تحدث بها والتى افتقرت للمنهج العلمى ، فوصف صلاح الدين الأيوبى بالشخصية الأحقر هو غير منضبط منهجياً ، فالمنهج العلمى يفرز ما للفرد وما عليه فى ميزان التاريخ ، صلاح الدين الأيوبى بالنسبة لى قائد اسلامى كبير ، استطاع أن يحرر جزء كبير من بلاده من مستعمر أجنبى  ، نال اعجاب الغرب حد الإنبهار ، وأعدوا له ألف حساب لدرجة وجود ضريبة عرفت بإسم عشور صلاح الدين كانت تُجمع فى أوربا إبان الحرب معه ، وعلى الجانب الآخر فأنا أيضاً ألمس تناقضات كبيرة فى شخصية الرجل وخصوصاً على المستوى الداخلى ، فالبطل الذى أفنى عمره فى سبيل قضية الوحدة الإسلامية سلم هذا الكيان الكبير مفكك لأبناءه الذين أضاعوا كل ما بناه لدرجة أن المؤرخين وصفوا الدولة الأيوبية قائلين " اتفق الآباء فملكواواختلف الأبناء فهلكوا " ، كما أن الرجل الذى كان الداعم الأول للتصوف والصوفية هو آل على نفسه أن يكون متناقضاَ فى هذا السياق فأصدر قرارا بإعدام أحد أهم شيوخ التصوف فى العالم الإسلامى وهو السهروردى الذى عُرف بالسهروردى المقتول . 

أما بيت القصيد ومكمن الخطورة فهو ما أثير عقب تصريحات يوسف زيدان التى أختلف مع معظمها ولكنى لا أختلف أبداً عن نزع القداسة عن الشخصيات التاريخية التى ارتدت ثوب القداسة لإعتبارات تاريخية وسياسية كثيرة لا يوجد مجال لسردها الآن ، كيف وصلت ردود أفعال البعض لتكفير يوسف زيدان ، وهو ما يشى لنا عن أحد أهم الأمراض المستحكمة فينا وهو تقديس التاريخ .

 

المراحل كثيرة جداً ،بدأ مخاضها اليسير بعد وفاة الرسول واستمرت حتى اليوم ولكننا يمكننا أن نرصد المحطة الرئيسية فى هذا الأمر فنستطيع القول بإطمئنان شديد أن التشيع بعد مقتل الحسين إختلف تماماً عنه قبل مقتل الحسين، فقد نقل مقتل الحسين التشيع إلى طور الغليان في النفوس، ويبدو أن هذا الغليان كان نتيجة لما أحسه الشيعة بما فعله الأمويون في الحسين فأذكيت النار... نار التشيع داخل النفوس، وأدى ذلك إلى توحيد صفوف الشيعة وتوحيد  أهوائهم ونقلهم من أصحاب رأي سياسي إلى أصحاب جرح في القلب تغلغل داخل أعماقهم وأصبح عقيدة راسخة في نفوسهم .

يعبر ابن خلدون عن ذلك قائلاً "فعظمت الشحناء داخل قلوبهم وعظم الطعن والنكير على من تولى ذلك ففتح مقتل الحسين عصراً جديداً لدى الشيعة وتحول التشيع لحركة سياسية خطيرة واسعة النطاق ، وعظم التأثير المعنوي لهذه الكارثة عند الشيعة وأصبح التشيع ليس مجرد عقيدة عادية، بل أصبح عقيدة ممزوجة بالدماء، متغلغلة في النفوس بعد أن كان رأياً تنقصه الحماسة، وشتان ما بين الرأي والعقيدة .

والغريب أيضاً أن التشيع الذي إرتبط أساساً بالامام علي بن أبي طالب، ثم ورَثَهُ الشيعة لأبنائهم، ولكن بعد مقتل الحسين – وبدون مبالغة – تحول التشيع أساساً للحسين بن علي، فنظر الشيعة لإستشهاد الحسين على أنه أهم من إستشهاد أبيه ، ويعبر ابن كثير عن ذلك "بأن الشيعة لا يتخذوا يوم مقتل الإمام علي كيوم مقتل الحسين" فاعتبروا أن الحسين هو سيد الشهداء ، وأضحى الحسين على مر الأيام إمام كل حركة قامت ضد الخلفاء من غير الشيعة 

وفي كل عام منذ حدوث الحادثة وحتى كتابة هذه السطور في المحرم من كل عام، تشتعل نفوس الشيعة يوم عاشوراء، ذلك اليوم الذي يكون مأتماً عظيماً ينفثون فيه عما في نفوسهم بأشجى أنواع النحيب، فهم مصرون على أن تبقى الجذوة مشتعلة في نفوسهم، ويفرضون على أنفسهم أقسى أنواع العذاب الجسدي تكفيراً عن خطيئة الأجداد.

ومن الناحية الفكرية أدت هذه الحادثة إلى تقدم كبير في الفكر الشيعي، ولكن هذا التقدم كان تقدماً سلبياً رافضاً كل ما هو غير شيعي، فأصبح للشيعة فكر خاص بهم، بل وأدب خاص وعقيدة خاصة، ومذاهب فقهية خاصة بهم وحياة إجتماعية مختلفة، رافضين التعامل مع الآخر وأصبح الآخر لديهم هو كل ما ليس شيعياً.

وعلى حد قول أحد المستشرقين "وأثرت الصورة المحزنة لمقتل هذا الرجل النبيل الشجاع الذي خذله أصحابه في ساعة العسرة، أولئك الذين حفزوه على الثورة، أثرت في خيال الشيعة تأثيراً لم تبلغه أية شخصية مسلمة أخرى"، ويذكر مستشرق آخر أن هذه المأساة جعلت الحسين بطلاً وهمياً  ،وأصبحت قصته منبعاً للأخيلة والأقاصيص.

بهذه الصورة أثرت هذه الكارثة على الشيعة والتشيع عاطفة وفكراً وأدباً وخيالاً، وقبل كل ذلك عقيدة... عقيدة أصبحت راسخة جداً... تصطدم أمامها بأية محاولات للتقريب.. والفهم الصحيح‼

وتمخض عن مقتل الحسين بن علي الإعلان الرسمي لعقيدة التشيع، ومنذ ذلك الوقت حدثت الكارثة الأكبر في تاريخ العالم الإسلامي، فإنقسم العالم الإسلامي إلى فسطاطين فسطاط السنة وفسطاط الشيعة، ونظر كل فسطاط للآخر نظرة فيها الريبة والشك، بل كانت نظرة الكره في بعض الأحيان، ويتطور ذلك أحياناً إلى التكفير، فتفسخت الدولة الإسلامية إلى جزئين حدث بينهما طلاق سياسي وتاريخي وعقدي وفكري، حدث ذلك الطلاق بينهما على كل المستويات، فجر ذلك على الأمة وبال الفرقة وأذيال الخيبة والإختلاف، وزعزع عماد ألفتها إلى يومنا هذا، فوسعت باب الفتنة وإلتهمت الآلاف والملايين من المسلمين، ولا يزال بابها مفتوحاً ولم يؤدي ذلك إلا إلى إضعاف الإسلام والمسلمين .

بدأت سياسية حول بعض الخلافات السياسية التافهة التى تتمثل فى خلافة الرسول وأحقيقة على وأبناءه بالخلافة ، ورويداً رويداً تحولت لخلاف دينى كبير وصل حد الإقصاء والتكفير .

يتوقف ذلك على تعريفك للحرب ، فالحرب بين السنة والشيعة لم تنقطع يوماً ، كما أنها دائرة الآن فى السياسة والإقتصاد ونشر الفكر ، فمثلاً ما هى حرب اليمن ، هى حرب سعودية ايرانية على رقعة جغرافية أخرى تم استقطابها من ايران ، وللأسف دعنى أعترف أن ايران لها الكعب الأعلى فقد استطاعت نتيجة ظروف سياسية واقتصادية وحالات خواء فكرى أن تمد أذرعها فى العالم الإسلامى بل وتتوغل فى اليمن والعراق وسوريا ولبنان ، الحرب العسكرية يا عزيزى هى وجه واحد وصغير من مجالات حربية عديدة أخطرها الفكر ، وللأسف الفراغات مفتوحة لكل أنواع الفكر دون وجود متخصصين حقيقيين للتصدى لهذه الأفكار ولا لبحث آليات المواجهة .

ودعنى استطرد قليلاً فى هذه النقطة لما لها من خطورة حقيقة لا يعلمها الا المتخصصين فى التاريخ ، فإيران لها أحلام توسعية خطيرة تنبع من إشكاليات تاريخية ونفسية قديمة 

وفى الحقيقة فإن لهذا الحلم بعداً ضارباً فى التاريخ الإسلامي ، فقد كان للفرس مشكلة كبرى مع العرب ، فالإسلام الذى جاء بالمبدأ الأعظم أنه لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ، وأن الناس سواسية كأسنان المشط، ورغم ذلك ففى كثير من الأحيان كانت هناك سياسات سلبية تُمارس من بعض الولاة أو العمال أو حتى الخلفاء، مثلت طلاقاً بين تعاليم الإسلام وتصرفاتهم كمسلمين ، فأصبح الفرس مواطنين من الدرجة الثانية ، أسلموا ولم يتساووا مع المسلمين العرب .

حتى أن أحد المستشرقين قد علق قائلا  "إن هؤلاء الموالي لم يعرفوا الإسلام في كثير من الأحيان إلا من خلال الضرائب على اختلافها" فضلاً عن خصومتهم للدولة الأموية التي عرفت بالدولة العربية فتعصبوا لقوميتهم وآمنوا أن حكومة الأمويين لم تكن منذ البداية خلافة حقاً فضلاً عن الإرث الحضاري الكبير للفرس الذين اعتقدوا أنه أعلى بكثير من الإرث العربي، فأفضى ذلك كله إلى إقبالهم على اعتناق أية دعوة من شأنها تخليصهم من الحكم العربي الأموي وتغير واقعهم السئ وانضمت لهم أيضاً جميع العناصر المناوئة للعرب وحتى يكسبوا لأنفسهم شكلاً شرعيًا فقد انضموا إلى أحزاب المعارضة ذات الركائز المذهبية وكان أهمها المذهب الشيعى .

إننا لو نظرنا لتاريخ الفرس مع التشيع لوجدنا تفسيراً مقبولا في هذا الصدد لقد كانت ثمة علاقة جدلية بين الفرس والإمام علي بن طالب منذ خلافته ، فالأعياد الفارسية ذات الطابع القومي تم الاحتفال بها في عهد الإمام على بن أبى طالب مثل عيد النيروز ، فقد وجد الفرس  ضالتهم فى البيت العلوى فتشيعوا له فى مواجهة البيوتات الأخرى وجعلوا من على بن أبى طالب المنارة التى يلتفون حولها لتهديهم إلى حلمهم القديم ، وفى العراق تحديدا كان الثقل الأكبر حيث كانت أكثرية فارسية فى البصرة والكوفة ، فحسبما عبر بعض الكتاب قائلاً " أن لغة السوق فى البصرة والكوفة كانت فارسية وعربية بمقدار واحد .  

إضافة إلى ماسبق فإن الحادثة الأهم فى تاريخ تشيع الفرس كانت تلك القصة الكلاسيكية الأشهر التى ذكرت بأن ابنتى ملك الفرس " يزدجرد " واللتان تدعيان " شهربانور " و " وجهانشاه " قد وقعتا فى الأسر أيام الخليفة عمر بن الخطاب فلم يباعا فى الأسواق لأنهما بنات ملوك ، لذا فقد تزوج الحسن بن على بشهربانور وتزوج الحسين بجهانشاه والتى سميت بعد ذلك سلافه وأنجبت للحسين ابنه " على بن الحسين المعروف بعلى زين العابدين والذى يعد الإمام الرابع فى منظومة التشيع الإمامى الإثنى عشرى ، فكان هذا الزواج عاملا هاما من عوامل تشيع الفرس . 

كما أن الفرس قد آمنوا بنظرية الحكم الإلهى المقدس وانتقال الدم الملكى للأبناء ، أضف الى ذلك أن "علي زين العابدين" هو من نسل الرسول الكريم محمد تزوج ابنة من نسل ملوك الفرس الأكاسرة ، إذن فنحن أمام صاحب الحق الملكى فى ملك العرب والعجم .

إننا لو رصدنا تاريخ المعارضة فى العالم الاسلامى بأكمله لوجدنا أن الفرس قد شكلوا عنصراً أساسياً في هذا الفكر ، كما كان المال الفارسى حاضراً دائماً فى تاريخ كل الحركات المناوئة للسيادة العربية ، وكان الاعتقاد بالنسبة لهم أمراً ثانوياً إذا ما قارناه بالحنق الاجتماعي القديم وعقد السياسة الأولى والصدام الحضاري والشعوبية بين الفرس والعرب فكان تشيعهم بالأساس نكاية ومعارضة في السيادة العربية مع بعض الحلي الدينية لإكساب الأمر شرعية ورونقاً لا يدل بحال عن الماهية الحقيقة لهذا التبنى المذهبي للتشيع .

هكذا كان المشهد القديم ...

أما المشهد الآنى فهو المشهد الذى نجد فيه إيران تتمدد وحلمها القديم يقاتل بشراسة ، وتمتد مخالبها السياسية والإقتصادية والأيدلوجية لتصيب العديد من العواصم العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن ، فضلاً عن التدخلات الناعمة فى معظم عواصم العالم العربى الأخرى .

وعلى سبيل المثال فإن اليمن صاحبة المشهد الطاغى هذه الأيام كمسرح محورى لنشاطات ايران فيمكننا القول أن لليمن خصوصية كبيرة فى تاريخ التشيع ، فمنها تم التحضير للمرحلة النهائية للدعوة الإسماعيلية تلك الدعوة التى قامت على أكتافها الدولة الفاطمية ، حيث كانت الجغرافيا البعيدة المتطرفة الوعرة لبلاد اليمن هى الأنجح لطبخ التنظيم .

كما أن الموقع الجغرافى لليمن ساهم فى عزلتها عن التطور المحيط بها فأغرقت اليمن فى الحفاظ على كيانها حتى أصبحت فى شبه عزلة من ركب حياة الإنسان المتطور، وكانت الحتمية المتوقعة أن تقدم الإنسان خارج اليمن، وتخلف الإنسان ساكنها ويعبر أبى العلاء المعرى عن هذا قائلاً عن اليمن: "أنه كان معدناً للمتمسكين بالتدين والمحتالين على الحق بالتزين" .

بالإضافة إلى ما سبق فهناك عاملاً تاريخياً هاماً، فمن المعروف أن الإسلام وصل اليمن فى السنة السادسة للهجرة على إثر إسلام عاملها الفارسى بازان بعد الرسالة التى أرسلها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن انتشار الإسلام كان محدوداً آنذاك وحتى سنة (9هـ / 630م) وهو العام الذى جاء فيه الإمام على بن أبى طالب فى سفارة من قبل النبى صلى الله عليه وسلم فأسلمت العديد من القبـائـل عـلى يـديـه وخـاصـة قـبـيـلـة هـمـدان ويروى أن على بن أبى طالب دخل عدن وخطب على منبرها وبقى هذا الجانب كامناً فى النفوس حتى الآن .

ورغم أن المذهب الزيدى كان هو صاحب الرقم الأكبر فى جغرافية اليمن الشيعية وهو المذهب الذى يتشابه الى حد التماثل مع المذهب السنى الا فى فروق فرعية طفيفة ، إلا أن الأصابع الإيرانية قد استطاعت تحويل انتماء الحوثيين الى المذهب الإثنى عشرى وهو ما يعضد حالة التمدد الإيرانى فى المنطقة ، منعشاً بذلك الحلم الفارسى بحكم العالم الإسلامى وإعادة تشكيل الخريطة السياسية للعالم وفق المعتقدات المذهبية والعقد النفسية والإشكاليات التاريخية .

ومن المهم جداً ألا ننشغل بما تم تنفيذه من الحلم الإيرانى فقط بل لابد من أن نتحرك لصد ما هو مدرج على جدول أعمال ذلك الحلم وهو ما يقع على عاتق الأجهزة الإستخباراتية والمعلوماتية فى الدولة، فمصر مثلاً  كانت ولاتزال هى الحلم الفارسى الأكبر وواسطة عقد أفكارهم السياسية وأهدافهم الدعوية ، فحسب الأدبيات الشيعية بصفة عامة والإيرانية بصفة خاصة أن مصر هى " الجائزة الكبرى " مأصليين ذلك الى رؤية الإمام على لمصر بأنها المحور الأكثر أهمية والأكبر ثقلا فى صراعه مع معاوية ، وأنها الرقم الصعب فى حسم معادلة الصراع .

وينسحب ذلك القول أيضا على الرؤية الإيرانية لمصر بأنها هى بيت القصيد لتحقيق حلمهم الأكبر ، فلو تذكرنا مثلاً زيارة أحمدى نجاد لمصر أيام حكم الإخوان والتى كانت الأولى من نوعها بعد أربعة وثلاثين عاماً من الإنقطاع أما فيما يتعلق بسياق الزيارة فلدينا بعض اللقطات التى من الممكن أن تكون لها حضورها فى هذا المنحى ، فأماكن ذات دلالات هامة تم الإعلان عنها فى برنامج الزيارة مثلت دلالات روحية قوية نجدها فى زيارة مساجد ذات حضور مقدس عند الشيعة مثل مسجد الحسين كقيمة معنوية ، والسيدة زينب وغيرها ، فضلا عن رفع نجاد بأيديه راسماً علامة النصر بالإضافة الى أماكن أخرى ذات أبعاد سياسية وعقديه قوية مثل " الأزهر الشريف " وهو الموضع الذى يثير عقدة ضخمة فى ذهنيات التشيع ، حيث كان يمثل المؤسسة الشيعية الأولى فى العالم الإسلامى فصار بعد ذلك ممثلا رسميا للإسلام السنى فى العالم الإسلامى بأكمله ، وهو الأمر الذى يمثل مشاعر أشبه بالحنق والأسى على الأزهر .

أما المكان الأخر ذو الدلالة الأهم وهو ميدان التحرير الذى أعلن نجاد عن الرغبة فى زيارته والذى يمثل أيقونة الثورة المصرية ورمزها وهو ما ينقلنا لأبعاد أخرى فى الحديث ، فالثورة المصرية والتى لاقت ارتياحا ايرانيا كبيرا ، ومدحاً اعلامياً فى الخطاب الرسمى ناعتة اياها بأنها ثورة اسلامية .

وعلى مستويات أخرى فدعونا لا ننسى التقاربات القديمة بين الإخوان والشيعة والتى ظهرت فى العديد من المواقف ، ولكننا سنختار أنموذجا واحدا ، فأحمدى نجاد قد قابل فى زيارته للقاهرة  مهدى عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان الإرهابية وهو الرجل الذى أعلن سابقا موقفه المؤيد وبشده للشيعة حيث قال " انه لافرق بين السنة السنة والشيعة ونحن أمة واحدة ونسيج واحد لنا رب واحد ولنا قرآن واحد وقد أصدرت بيانا أوضحت فيه موقف الإخوان من هذه القضايا التافهة التى يثيرها بعض الناس الذين لايفهمون الإسلام كما يجب وهذا منهج الإخوان المسلمين منذ الأستاذ حسن البنا ، ومن يدعون أن هناك سنة وشيعة فهؤلاء جهلاء جهل مطبق " 

لذا فقد لايكون مستغربا أن نقرأ تصريحات سابقة للكتاتنى بأنه ينظر للثورة الإيرانية  "كأنموذجا أعلى "  وهو ما أثار وقتها حالة من التوجس من إمكانية تصدير الثورة الإيرانية بشكلها وليس حالتها من حيث الشكل العام من وجود مرشد أعلى كحاكم روحى للمجتمع أو الطموح فى تأسيس ما يعرف بالحرس الثورى ، وهنا علينا هنا أن نعيد فرحتنا بثورة الثلاثين من يونيو التى أوقفت مد الحلم الإيرانى فى مصر والذى كان مقرراً لأن يمتد أثناء حكم الإخوان البغيض دون أن نطمئن الى موته .

صفوة القول فإننا أمام حلم أيدلوجى متمدد يبحث عن إمبراطوريته القديمة يقاتل في سبيل عودتها بشراسة ، حلم يتشابه الى  حد كبير مع حلم الخلافة الإخوانى والوطن الصهيونى ، حلم يسير فى خطوات ثابتة ليشكل أحد أهم أقطاب الصراع فى الخريطة السياسية لهذا العالم الراقد على حافة البركان ..

أعتقد أن هذا شعور غير صحيح ، أو بالأحرى شعور وقتى، سيشعر بهذا الشعور القبطى الذى يعتقد أنه ابن أقلية وهذا بالطبع ليس صحيحاً ، فأقباط مصر أهلها وشركاء الأرض والعرض ، ولنا مثلاً أن نتساءل هل سيكون هذا الشعور ذاته مثلاً لو عاش هؤلاء الأقباط أيام الخمينى فى ايران أو حتى بعد الخمينى ، كما أننى لا أثق أبداً فى صاحب أى أيدلوجية دينية ذات امتداد سياسى فتصرفاتهم مدروسة وممنهجة  واستقطابية وتجربة الإخوان ليست منا ببعيد .

أما التاريخ فقد أثبت أن الفصيل الوحيد الذى تعامل بأريحية مع كل العناصر والأفكار المغايرة هم الصوفية وخصوصاً أصحاب التصوف العرفانى ،فعلى سبيل المثال لم تكن الطريقة المولوية تميز بين الأديان والطوائف، بل كانت ترفض التعصب وتنبذه، وكان أعضاؤها ينطلقون في جماعات إلى القرى، لمساعدة الفقراء، وإقامة حفلات السماع التي تعزي القلوب الحزينة، ويبدو أن عدم إقصاء المولوية للآخر وتعاملهم مع جميع الملل والنحل معاملة حسنة كان باباً للإتهام وهو ما عبر عن أحد الكتاب عندما قال " وكانت السمة المميزة دائماً لدراويش المولوية مداراتهم المستمرة والمفرطة للمسيحيين واليهود"، بل أن إحدي النصوص قد ذكرت أن أحد الرهبان كان علي علاقة قوية بجلال الدين الرومي وأنه كان مندرجاً فى سلك الطريقة المولوية ، كما عبرت أشعار  جلال الدين الرومي أيضاً عن هذا الإتجاه فيقول " لا تقل إن العقائد كلها هراء  فإن بعض الحقيقة فيها."

لقد تحلي الدراويش بروح التسامح وخصوصاً المولوية والبكتاشية في إطار التوفيقة العقائدية التي سمحت بوجود روح التكيف مع العقيدة المسيحية ، وحسب أحد الباحثين أنه بالنظر فى سير الأولياء سنجد أن القديسيين والدراويش ينتميان إلي صنف واحد من الظاهرات العقائدية ، ولم يكن غريباً في المجتمعات ذات الأغلبية الصوفية أن تري المسيحيين يترددون علي زيارة الأضرحة الإسلامية ، ومسلمين يسعون لطلب النفع والخير من الأضرحة المسيحية ، كما تساوت النظرة المقدسة من الجمهور للمتصوفة والقديسيين . 

وبديهي فإن هذا الإتجاه سينعكس علي حالة المجتمع ووحدته ، وربما يمكننا مقارنة الصورة في ظل نفوذ الصوفية فى بعض مدن العالم الإسلامى مثل قونية ، بما كان معاصراً لها في أقطار العالم الإسلامي الأخري آنذاك والتي هدتها الصراعات المذهبية والخلافات المذهبية ، وبنظرة سريعة علي بغداد نفسها عاصمة الخلافة آنذاك سنجد  أن المجتمع هناك كان مجتمعاً محموماً جاهزاً للانفجار في أي لحظة ، وكانت المادة الأساسية للاشتعال هي الصدامات السنية والشيعية حتى أن المصادر التي أرخت لهذه الصدامات تعاملت معها بشكل اعتيادي . فنجد أن معظم المصادر الحولية التي أرخت لا تكاد تخلو من ذكر صدام بين السنة والشيعة كل عام متعاملة مع الأمر بأنه أصبح عادة دائمة الحدوث، فكان ذلك المجتمع الذي نحن بصدده دائم الانفجار متخذاً من الحساسية المذهبية والعقلية الشعبية مادة أساسية ودائمة لذلك الانفجار ،وهو ما يجعلنا نقر بإطمئنان شديد أن التصوف العرفانى كان ولازال أنموذجاً لفكر سلمي وصحي يتقبل الآخر بكل أفكاره وتوجهاته .

أوشكت على الإنتهاء من كتاب صورة المسيحى فى الفكر السلفى والذى سوف يصدر عن دار بتانة ، وكذا أوشكت على الإنتهاء من روايتى الأولى واسمها" كتالوج الخراب" وأعتقد أنها ستكون رواية مثيرة وهى قريبة جدا من منطقة الدين والتدين .

ابن مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية 

الإسم : محمد السيد محمد فياض 

تاريخ الميلاد 15 – 9 – 1984 

حصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ كلية الآداب جامعة طنطا 2005 بتقدير عام جيد جدا

حصل على التمهيدى للماجستير عام 2006 

حصل على درجة الماجستير فى التاريخ الإسلامى عام 2009 بتقدير ممتاز .

حصل على درجة الدكتوراه فى التاريخ الإسلامى عام 2013 بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة وتداولها بين الجامعات المصرية والعربية .

حالياً مدرس بقسم التاريخ كلية الآداب جامعة طنطا .

بالإضافة لما سبق يشارك بالكتابة فى العديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية .

لديه العديد من المؤلفات ، تم التركيز فى فترة معينة بحكم التخصص على قضية الشيعة والتشيع ، كان كتابه الأول " نشأة التشيع وإشكالية خلافة الرسول حتى مقتل الحسين " ، أما الكتاب الثانى فهو كتاب " فرق الشيعة بين النشأة والتطور والعمل السياسى " وكان الأكثر مبيعاً ضمن مبيعات الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2013 ، ثم كتاب "حركة التشيع الإسماعيلى وأثرها على تطور المشروع الشيعى – قيام الدولة الفاطمية – "، وكتاب "التشيع الشعبى فى العراق "وهو أيضاً أحد أبرز الكتب مبيعا لهذا العام .

بالإضافة إلى ما سبق فهناك دراسات أخرى متنوعة نُشرت بدوريات عالمية وعربية ومصرية مثل 

بحث بعنوان"عادة دفن النقود فى مصر فى العصر الفاطمى" وذلك للمشاركة فى أعمال المؤتمر المنعقد فى مكتبة الاسكندريه من 16/18 مارس 2009 بعنوان النقود فى العالم .

 بحث للمشاركة فى المؤتمر الدولى الأول للقبطيات بعنوان دور المعماريين الأقباط فى منشآت المسلمين الحضارية عصر الدولة الأموية المنعقد فى مكتبة الإسكندرية سبتمبر 2010 .

 بحث بعنوان رحلة امرؤ القيس الى القسطنطينة لجوء سياسى أم حكاية شعبية " للمشاركة فى الندوة العالمية لعلاقة شبة الجزيرة العربية بالعالمين اليونانى والبيزنطى بجامعة الملك سعود بالرياض ، بحث بعنوان " الطباعة والأيدلوجيا – الأيدلوجيا الدينية أنموذجا " للمشاركة فى المؤتمر الدولى لتاريخ الطباعة المنعقد فى مكتبة الإسكندرية من 27 / 29 سبتمبر 2011 .

بحث بعنوان " النخيل فى التراث الإسلامي " مركز الحصن للدراسات والبحوث بأبو ظبى .

 بحث بعنوان " الكتابات الشعبية المعارضة فى الدولة الفاطمية للمشاركة فى الندوة الدولية لتاريخ الكتابة التى انعقدت فى مكتبة الإسكندرية 2012 .

بحث منشور بعنوان التهمة بالفلسفة فى الدولة العباسية " المؤتمر الدولى لتاريخ الحضارة الإسلامية كلية الآداب جامعة قناة السويس ، 2014 .

المشاركة في سيمنار الجمعية المصرية للدراسات التاريخية موسم 2015 ببحث عنوانه " الجماعات الهامشية المنحرفة في مصر فى العصر الفاطمي "

بحث منشور فى مجلة المؤرخ العربي الصادرة عن إتحاد المؤرخين العرب بعنوان " عناصر النهب واللصوصية في مصر في العصر الفاطمي .عدد 2015 .

بحث للمشاركة في ندوة المسكوكات الإسلامية بمكتبة الإسكندرية بعنوان " أثر الاحتكار علي حركة النقد في مصر في العصر الفاطمي " 

بحث للمشاركة في مؤتمر اتحاد المؤرخين العرب 2016 بعنوان ملامح التعامل الإداري بين كنيسة الإسكندرية والسلطة الإسلامية في عصر الولاة .

بحث للمشاركة في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بعنوان " أضواء حول فئة الزواقيل ودورهم في العصر العباسي الأول " .

المشاركة فى تحرير موسوعة أعلام مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين بمكتبة الإسكندرية بعدة مقالات.

بحث بعنوان التصوف فى قونية فى عصر سلاجقة الروم للمشاركة فى مؤتمر فاس العالمى للتصوف 2017. 

دراسة بعنوان سيكولوجية الجماعات الإسلامية مجلة الثقافة الجديدة .

دراسة بعنوان مصطلح الجهاد الإسلامى بين الإفلاس والسقوط .

بالإضافة للمشاركات فى العديد من المؤتمرات داخل مصر وخارجها .