البطريرك 95 غبريال السابع ...احتلال العثمانين لمصر
الخميس 30/نوفمبر/2017 - 02:12 م
طباعة
ولد في منشأة الدير المحرق... وَتَرَهَّب في برية القديس مقاريوس .نظرًا لحسن سيرته وعظيم تقواه، رسموه بطريركًا على الكرسي المرقسي.استمر في الرئاسة نحو ثلاثة وأربعين سنة يعظ ويعلم رعيته.من مآثره تجديد دير الأنبا أنطونيوس ودير الأنبا بولا والدير المحرق.كان اسمه روفائيل من قرية منشاة الدير المحرق، وترهب بدير السريان ورسم بطريركًا سنه 1526، وكان مهتما بعمارة الأديرة، فعمر ديريّ القديس انطونيوس والقديس بولا، وعَمَّر دير المحرق. ولما هَبَّ عِربان الصحراء وهدموا عمارته في دير الأنبا بولا وقتلوا وشتتوا بعض الرهبان أعاد عمارته مرة أخرى.
وفي أيامه طالبه السلطان سليم الأول العثماني بمبلغ كبير من المال، فرحل إلى الأديرة بوادي غربة ليجمع المال هناك، وبينما هو يعبر النيل من جهة الميمونة أدركته المنية، وتنيَّح بسلام سنة 1570، ولم يوجد بعده مال خلفه حتى تدفع منه الكنيسة، فساء حالها.
إلا أنه حدث في أيامه أن مات ملك الحبشة الذي كان قد لجأ إلى البرتغاليين وتولى مكانه ابنه إقلاديوس، فسالم البرتغاليين أول الأمر، وارتضى بالمطران برمودز الروماني في بلاده، ولكن القوات الإسلامية العثمانية في غزوها لجنوب البحر الأحمر هددته، فعاد إلى الكنيسة المصرية وأعلن المطران الكاثوليكي باعتباره ضيفا في الحبشة واجب إكرامه فقط، أما الحبشة تعود إلى كرسي الإسكندرية، وأرسل وفدا حبشيا إلى البابا غبريال يطلب منه رسامة مطران جديد، فرسم له البطريرك كاهنا يُدعى يوسف فذهب إلى هناك حيث قوبل بالترحاب، وعادت بذلك العلاقات جيدة بين مصر والحبشة.
أما البطريرك الكاثوليكي فعاد إلى بلادة، ولكن الكاثوليك لم يسكتوا على هذا الوضع، وأرسلوا وفدًا من أحد الأراخنة هناك وكاهنين إلى الحبشة للتفاوض لإعادة برمودز، وقد لقاهما الملك الحبشي بالترحاب واستضافهما وأفهمها في رقة أنه لا يخضع إلا لكرسي مارمرقس في الإسكندرية، وإمعانًا في المعاملة الحسنة سمح لهم بالإقامة في بلاده، وهو واثق من ثبات شعبة على أرثوذكسيتهم، إلا أنه مات وخلفه أخوه مينا، فاستاء من وجود هؤلاء الكاثوليك في الحبشة وأغلظ معاملته لهم، فاغتاظ الكاهنان وأغريا أحد كبار قواده على اتباع الكاثوليكية، ثم حسنا له عقد محالفة مع المسلمين ضد الملك، فاغتاظ الملك مينا من هذا السلوك، وسعى إلى تأديبهم. ووصل الخبر إلى بابا روما بفشل إرساليته، فأرسل فورًا بابا روما إلى بطريرك الإسكندرية يطلب منه انضمام كنيسة الإسكندرية للكنيسة الكاثوليكية، فرد البطريرك الإسكندري على مَنْ أرسلهم البابا بلطف، وبقراره انه لا يمكن أن يحيد عن عقيدته الأرثوذكسية.
فعاد البابا الكاثوليكي وأرسل مبعوثين من طرفه إلى ملك الحبشة يرجوه ألا يمس الكاهنين بسوء من اجل خاطر بطريرك الإسكندرية، فسمح لها الحبشي بالإقامة في بلاده دون أي عمل كاثوليكي هناك، إلا أن بابا روما استدعاهما وعادا إليه.