التجربة الإيرانية (الواقع والمآلات)..كتاب يكشف مشروع الأممة الإسلامية لولاية الفقيه
الإثنين 29/يناير/2018 - 03:29 م
طباعة
عنوان الكتاب: التجربة الإيرانية (الواقع والمآلات)
اسم المؤلف: الدكتور عبد الستار الراوي
تاريخ النشر: 2017
الناشر: مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، ودار عمار للنشر والتوزيع
التجربة الإيرانية: الواقع والمآلات” من أهم الدراسات البحثية الصادرة عن مركز أمية للبحوث والدراسات الاستراتيجية، يخوض الباحث الدكتور عبد الستار الراوي من خلالها في تفاصيل دقيقة عمّا يسمى “الثورة الإسلامية الإيرانية”، ويشرح من خلال دراسته النقدية في تشكيل الحكومة الإسلامية (الإيرانية) ورسائل ولاية الفقيه وتصدير الثورة الإسلامية (الخمينية).
ويحتوي كتاب الدكتور الراوي على 10 مباحث تأتي في 160 صفحة، المبحث الأول تشكيل الحكومة الإسلامية، المبحث الثاني الإصلاح الديني، المبحث الثالث رسالة ولاية الفقيه، المبحث الرابع تصدير الثورة، المبحث الخامس من اسقاط الدول إلي التطهير الداخلي ، المبحث السادس الولاية والإمامة، المبحث السابع النصوص الدستورية والتطيقات العملية، المبحث الثامن ولايات الخميني الخمس، المبحث التاسع نقد نظرية الفقيه، المبحث العاشر معارضو حاكمية الخميني في ايران، وخلص إلى نتائج نقدية ذات أهمية لكل باحث في السياسة الإيرانية ومرجعيتها الدينية المتمثلة بـ”ولاية الفقيه”.
ويصف الإمام الخميني مشروعه السياسي، قبل أربعين عاماً، بأن حاكمية الفقيه تسعى إلى تثبيت النظام الإلهي في الأرض، وبسط العدالة بين الناس، وإنقاذ المستضعفين في العالم من شرور وظلامة المستكبرين، ومن هذا المنطلق يواصل منظرو الولاية الدينية نداءاتهم اليوم، فيدعون العالمين: أهل المشرق والمغرب إلى إقامة "الجنة الإيرانية" من أندونيسيا إلى الدار البيضاء، بحسب ما ذكر الدكتور عبد الستار الراوي في مقدمة كتابه.
ويواصل علي خامنئي مشروع "المرشد الأول" حيث يسعى إلى إخضاع الكون كله لسلطته وحده، بوصفه حاكماً إلهياً، ونائباً لإمام الزمان الغائب، وجامعاً للكمالات الإلهية، وولايته العالمية تتمسك بمبدأ الوصاية الكونية على جميع المسلمين أينما كانوا، والاعتقاد بالولاية من تمام الإيمان – بحسب زعمه – ومن يخرج عليها أو يعارضها يعد هرطقياً مجدفاً بحق الإمام القائد ومرتداً عن الدين القويم.
ويرى الباحث الراوي أن التجربة الدينية لولاية الفقيه الممتدة لسبع وثلاثين سنة هي خلاف لما روجه الإعلام الإيراني، فهي ليست أكثر من مجرد ثورة من المراسيم والطقوس والنداءات التعبوية الصاخبة التي تنمو وتذبل وتسقط أوراقها واحدة تلو الأخرى.
واوضح الباحث ان السنوات السبع والثلاثون الفائتة من عمر التجربة الدينية، حاولت فرض نوذجها الأيديولوجي علي الوطن العربي، عن طريق تصدير الثورة المسحلة، فدشنت ايامها الأولي بالحرب مع العراق، وعادت عام 2003 مرة اخري بالمقاصد والغايات ذاتها، لتجعل من الأقطار العربية قواعد تصدير لثورتها ، فتشعل الحرائق في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وتنطلق منها في تنفيذ مشروعها السياسي ضد أمن وسلامة الخليج العربي، بحثا عن مجال حيوي توسيعا لرقعة "ولايتها السياسية".
واشار الكاتب الي مبدأ"ولاية الفقيه" ومكانتها في الدستور الإيراني، مما يجعلها الأمر الناهي في موقف او قرار أو رأي يتعلق بالأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية، فولي الفقيه"المرشد الأعلي" هو إمام الزمان وإمام الديم معا، وتنتهي بين يديه كل الحدود وببركاته تنهض الحياة.
وتقدم " الولاية المطلقة" التي لا حدود لسلطتها ولا نهاية لصلاحياتها علي طبق اللاهوت السياسي بقصد تكريس مصالح وامتيازات الطبقة الثيوقراطية الحاكم، وتطويد سلطاتها، وقبل كل شئ احكام قبضتها علي المجتمع لبث الهلع في قلوب الناس.
وراي الباحث أن هناك ثمة اشكاليتان في قراء العقل السياسي الإيراني، الاولي: إن الفكر الثيوقراطي يتوقوع داخل منظومة قيمية من المطلقات الميتافيزيائية مقررة سلفا بمليها منطق ذاتي محض، طبقا لـ"إلهامات" المرشد الأعلي التي يستمدها من قداسة موقعه بوصفه نائب الإمام الغائب، لذلك تبدو التجاوزية العابرة للومان والمكان في الكثير من المواقف المفارقة للواقع.
والإشكالية الثانية من وجهة نظر الباحث هي، تبدي في الممتغير الذي أحدثه الملف النووي في العقل السياسي القائد، بإعلانه أن بلاده أصبحت الدولة الإقليممية الأولي، فبات من الصعب التنبؤ بخطط طهران ومارميها، وهي تغيرات آليات عملها من أسلوب إلي أسلوب أخر، ومن وسيلة لأخري بصرف النظر عن كونه هذها الفكر أو النداءات أحادية، ذاتية، ماورائية، فإن ولاية الفقيه في ترتيباتها الفكرية ونظامها الهرمي وسلطتها المطلقة، تحرص علي تأكيد اتساق نظريتها في ادراية الدولة وعلي تماسك بنيتها الفكر والعمل، ومن الثورة إلي الدولةن ومن التجربة المحلية إلي الولاية الأممية.
وخلص الباحث إلي أن إيران تسعي عبر مراحل أربعة لتطبيق مشروع الأممية الإسلامية، حيث يري ولي الفقيه أن ايران هي دولة الإسلام الشرعية الوحيدة في هذا العصر.
والأربع مراحل التي يتركز مشروع الأممية الإسلامية، هي المرحلة الأولي اقامة حكومة اسلامية في ايران يكون الفقيه مسؤولها الاول.. وهي الحكومة الاسلامية الحقيقية ون لا يتبعها يكون قد خالف الله.
المرحلة الثانية للمشروع الأممية الإسلامية تأتي عقب الغنتهاء من إقامة وتوطيد أركان الحكومة الإسلامية تحت قيادة القائم بالأمر الإمام الخميني، يتوجب علي جيش الجمهورية الإسلامية القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والغطاحة بالحكومات الطاغوتية الراهنة في الدول الإسلامية واحدة تلو أخري وعند التمين والقضاء عليها واسقاط طواغيتها يتم عندئذ تشكيل حكومة اسلامية واحدة للعالم .
والمرحلة الثالثة لمشروع الأممية الإسلامية، يأتي بعد تأسيس حكومة اسلامية واحدة ومن ثم تأتي مرحلة افتتاح وغز البلدان الأخري، ونشر الشريعية الاسلامية في جميع أنحاء العالم.
والمرحلة الرابعة تتشكل في العمل علي استمرار دعائم حكومة العدل الإسلامي في جميع انحاء العالم ويتم ذلك بحد السيف.
هذه المراحل الأربع تترجم منطق ولاية الفقيه في نفي عنصر الزمان في مقابل تأكيد عنصر المكان فقط وهو "ايران" بوصفها دولة الوعد الإلهي الأولي فوالوحيدة في هذا العصر.