رسالة ترامب في النوروز.. هل تصنف واشنطن الحرس الثوري تنظيم إرهابي؟
الثلاثاء 20/مارس/2018 - 12:43 م
طباعة

فيما يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفي ظل تضييق الخناق مع نظام المرشد الأعلى علي خامنئي، حيث وصف الحرس الثوري بالداعم للجماعات الإرهابية واداة القمع داخل إيران، يراه مراقبون أنه مؤشر علي اتجاه واشنطن تصنيف الحرس الثوري كتنظيم إرهابي، وهو ما يهدد أقوي مؤسسة داخل إيران قادرة علي رسم وتغيير سياسية ولاية الفقيه داخليا وخارجيا.
تصريحات ترامب
وصف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الحرس الثوري الإيراني، بأنه جيش معادٍ ويدعم الإرهاب في المنطقة، وأداة لقمع الشعب الإيراني في الداخل.
وقال ترامب، في رسالة تهنئة للإيرانيين بمناسبة الاحتفال بعيد النوروز: “أتمنى عيد نوروز جميل ومبارك لملايين الناس في أنحاء العالم والذين يحتفلون بحلول الربيع”، لكنه أشار إلى أن الشعب الإيراني يرزح تحت وطأة “حكام يخدمون أنفسهم بدلاً من خدمة الناس”.
ووصف ترامب، الذي هدد بانسحاب واشنطن من الاتفاق متعدد الأطراف مع طهران للحد من برنامجها النووي، الحرس الثوري بأنه “جيش معادٍ يقمع الشعب الإيراني ويسرق منه لتمويل الإرهاب في الخارج”.
ولفت الرئيس الأمريكي، في البيان إلى أن الحرس الثوري أنفق أكثر من 16 مليار دولار لمساندة النظام السوري ودعم الإرهابيين في سوريا و العراق و اليمن، متهماً إياه بإفقار الشعب الإيراني وإلحاق الضرر ببيئته وقمع الحقوق المدنية.
واتهم أيضا الحرس الثوري بإفقار الشعب الإيراني وإلحاق الضرر ببيئته وقمع الحقوق المدنية.
إيران واحدة من ثلاث دول تصنفها واشنطن على أنها دولة "راعية للإرهاب"، وهي سوريا والسودان بالإضافة إلى إيران، وهو تصنيف يتبعه عقوبات صارمة بحق تلك الدول.
ورغم أنه لا يوجد تواصل مباشر بين وزارة الدفاع الأمريكية و"الحرس الثوري"، فإن مسؤولين في البنتاجون، قالوا إن مثل هذا القرار سيؤثر على الحرب التي تخوضها القوات الأمريكية على تنظيم الدولة في العراق، فهناك تواصل مع المليشيات الشيعية التي تنتظم تحت قوة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
دراسة ادراج الحرس الثوري :
وفي فبراير 2017 ، اشارت تقارير اعلامية عديدة إلي أن إدارة ترامب، تسعي تبحث اقتراحا قد يؤدي إلى إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة التنظيمات الإرهابية.
وقال المسؤولون إنه تم أخذ رأي عدد من الوكالات الأمريكية بشأن مثل هذا الاقتراح الذي سيضاف إن تم تنفيذه إلى الإجراءات التي فرضتها الولايات المتحدة بالفعل على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بحسب ما نشرته وكالة "رويترز".
هل يمكن تصنيف الحرس الثوري كجماعة إرهابية؟
العديد من التقارير الأمريكية تشير إلي أن إدراة ترامب تدرس ادراج الحرس الثوري كجماعة إرهابية، وهو أمر صعب الحدوث ولكن قد تدرج مؤسسات داخل الحرس الثوري.
وأدرجت الولايات المتحدة بالفعل عشرات الكيانات والأشخاص على قائمة سوداء بسبب ارتباطها بالحرس الثوري. وفي 2007 صنفت وزارة الخزانة الأمريكية فيلق القدس التابع للحرس الثوري والمسؤول عن عملياته في الخارج كجماعة إرهابية ”لأنه يدعم الإرهاب“ وقالت إنه ذراع إيران ”الأساسية لتطبيق سياستها بدعم الإرهاب والجماعات المتمردة“.
والحرس الثوري الإيراني قوة عسكرية يبلغ تعدادها 100 ألف مقاتل، وله قوات بحرية وجوية بالإضافة الى القوة البرية، كما أنه يمتلك قدرات اقتصادية كبيرة، وفي حال تم تصنيفه على أنه منظمة إرهابية فإن ذلك سيكون سابقة في تطبيق قانون المنظمات الإرهابية على مؤسسة حكومية رسمية.
ويعود تاريخ تأسيس الحرس الثوري الإيراني الى عام 1979، بقرار من الخميني عقب الثورة التي قادها على نظام الشاه، وكان يريد من وراء إنشائه إيجاد قوة عسكرية موازية للجيش الإيراني؛ خشية ولاءات قادة الجيش لنظام الشاه، حيث أوكلت إليهم في بداية الأمر مهام ترسيخ أركان الحكم الجديد، وبعد ذلك تحولت إلى قوة عسكرية كبيرة لها أذرع خارجية، وخاصة في العراق وسوريا.
أبدي مراقبون، مخاوفهم من أن يؤدي تصنيف أقوى مؤسسة عسكرية وسياسية في إيران كجماعة إرهابية، له آثاره في تأجيج الصراعات الإقليمية التي تتبادل واشنطن وطهران الاتهامات بالتدخل فيها.
ويحث بعض أكثر مستشاري ترامب في البيت الأبيض تشددا الرئيس على زيادة العقوبات على إيران منذ أن بدأت تتضح ملامح إدارته. وبعد تشديد العقوبات على إيران ردا على اختبار صاروخ باليستي قال مسؤولون بالبيت الأبيض إن الإجراء خطوة ”مبدئية“.
يري مراقبون انه من الصعب تصنيف الحرس الثوري كجماعة إرهابية ولكن يمكن تصنيف مؤسسات تابعة له، وهو ما حدث مع فيلق القدس الذي يقوده الجنرال قاسم سليماني، او فرض عقوبات اقتصادية واسعة علي شركات الحرس الثوري، ولكن ان يتم تصنيف الحرس الثوري بشكل كامل هو امر صعب جدا ، نظرا للمخاطر التي يواجها.
وفي حال تم تصنيف الحرس الثوري الإيراني على أنه منظمة إرهابية، فإن هذا القرار سيكون الأول من نوعه الذي تلجأ اليه أمريكا في تصنيف مؤسسة عسكرية رسمية في دولة أخرى على أنها منظمة "إرهابية"، ولكن درجة المخاطرة عالية جدا.