«2030» رؤية «بن سلمان» (3) يسحب ورقة الشيعة من إيران
الخميس 29/نوفمبر/2018 - 02:18 م
طباعة
أعده: حسام الحداد- هند الضوي- فاطمة عبدالغني
لم يكن يتخيل أى من متابعى الشأن السياسى والاقتصادى فى المملكة العربية السعودية، أن ينجح ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، فى تحقيق ما يصبو إليه فى خطته التى أعلنها بعنوان رؤية المملكة 2030.
فالأمير الشاب، رفع راية التحدي، ليس فى الخارج فقط، لكن داخل المملكة أيضا، وحمل شعار التطوير فى مواجهة الرجعية، وخاض معارك ليحل الفن فى مواجهة هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، والاستثمار محل الاقتصاد الرجعى القائم على بيع النفط، معلنا بوضوح أعداءه فى الداخل من قوى التطرف والرجعية، وفى الخارج من تنظيمات إرهابية ونظام ملالى يسعى لفرض سيطرته على المنطقة. لكن الواقع الذى حققه ولى العهد منذ إطلاق «رؤية 2030»، تخطى كل ما هو واقعى وإن قلنا قد اقترب من الخيال على الأقل بالنسبة لمخيلة المقيمين داخل السعودية والمرتبطين بها وجدانيا وثقافيًا فى كل بقاع الأرض. وحدد الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى مثلث الشر الذى يواجه المملكة والمنطقة والعالم بأسره بقوله: «نجد فى المثلث أولا النظام الإيرانى الذى يريد نشر أيديولوجيته الشيعية المتطرفة، جماعة الإخوان المسلمين، وهى تنظيم آخر متطرف؛ وهم يريدون استخدام النظام الديمقراطى لحكم الدول وبناء خلافات ظل فى كل مكان، وبعد ذلك يحولونها إلى إمبراطورية إسلامية حقيقية». أما عن الضلع الثالث، فيقول ولى العهد: «الإرهابيون- القاعدة وداعش- الذين يريدون أن يفعلوا أى شىء بالقوة». واقتصاديا، قرر الأمير الشاب ألا يسير فى نهج من سبقوه بالاعتماد على الاقتصاد الريعى القائم على بيع النفط، بل قرر فتح بلاده لكافة أنواع الاستثمار، فأعلن مشروع نيوم وغيره من المشروعات التى يسعى بن سلمان لأن تحمل اقتصاد بلاده خلال المرحلة المقبلة.
طوال عدة عقود، ومنذ انتصار «ولاية الفقيه» فى إيران، على التيارات السياسية الأخرى، عقب ثورة «الخميني» عام ١٩٧٩، وإعلانها مرجعًا رسميًا فى الدستور الإيرانى، لعب نظام ولاية الفقيه، خلال أربعة عقود من عمر «الجمهورية الدينية» فى إيران، على وتر الدفاع عن «الشيعة» فى العالم العربى والإسلامى.
مستفيدًا من أخطاء بعض الحكومات العربية، فى التوجه ضد «الشيعة» عقب وصول «الخميني» للحكم وإسقاط نظام الشاه السابق محمد رضا بهلوى، خاصة فى السعودية، التى صورتها وسائل الإعلام الإيرانية، على أنها العدو الأكبر للشيعة فى العالم، وسعت لتجنيد وإثارة «شيعة المملكة» ضد الدولة السعودية.
لكن مؤخرًا، نجح ولى العهد السعودى الأمير الشاب، محمد بن سلمان، فى وضع يده على «الجروح» فى العلاقة بين السعودية والشيعة، فى العالم الإسلامى، والوطن العربى بشكل عام، و«شيعة السعودية» بشكل خاص، حيث أكد ذلك فى حواره مع مجلة «التايم» الأمريكية الأيام الماضية، وسبقه استقبال السعودية لعدد من رموز التيار الشيعى فى الوطن العربى خاصة من العراق.
حيث استقبل الأمير محمد بن سلمان، فى يوليو من العام الماضى، مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدرى العراقى الشيعى، فى لقاء هو الأول من نوعه بينهما، فى زيارة نادرة من «الصدر» للسعودية، وشهد استعراض العلاقات السعودية العراقية وعددًا من المسائل ذات الاهتمام المشترك، كما سبق استقبال ولى العهد السعودى، لمقتدى الصدر، استقبال رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى، فى انفتاح سعودى كبير على العراق بشكل عام والشيعة بشكل خاص.
فى أبريل ٢٠١٥ انشغل الرأى العام السعودى، بالجدل حول تغريدة نشرها جندى سعودى عبر حسابه فى «تويتر»، هدد فيها المواطنون السعوديون الشيعة فى القطيف بـ«الذبح».. وهو الأمر الذى استدعى تدخلًا مباشرًا من الأمير محمد بن سلمان، الذى كان حينها وزيرًا للدفاع، ولم يتقلد منصبه كولى للعهد بعد، حيث أمر «بن سلمان» بالتحقيق مع «الجندي» وإحالته إلى «القضاء العسكري»، فى حال ثبوت الجرم عليه.
أفعال ولى العهد السعودى الأمير حول «الشيعة» هى رؤية توضح مدى فهم ووعى، محمد بن سلمان، لهذه القضية الخطيرة فى بناء الأوطان ومستقبل المملكة، حيث قال الأمير الشاب، فى حوار مطول مع صحيفة «التايم» الأمريكية: لدينا فى السعودية طائفتان؛ السنية والشيعية، ولدينا أربع مدارس فكرية سنية، كما أن لدينا مدارس فكرية شيعية كثيرة، وهم يعيشون حياة طبيعية فى السعودية؛ فهم يعيشون باعتبارهم سعوديين فى السعودية، وقوانيننا مشتقة من القرآن وممارسات النبى، وهذه القوانين لا تحدد أى طائفة أو مدرسة فكرية بعينها».
مضيفًا أنه لا يوجد شيء يُعرف بالوهابية، مشيرًا إلى أن عبارة «الوهابية» نتاج لأفكار المتطرفين بعد عام ١٩٧٩ لإدخال العامل الوهابي؛ ولكى يكون السعوديون جزءًا من شيء لا ينتمون له، لذا أحتاج شخصًا يشرح لى ما تعاليم الوهابية؟!
وفى تأكيد على المواطنة والمساواة بين أبناء الشعب السعودى، ودحر أكبر أكذوبة حول اضطهاد شيعة السعودية، أكد «بن سلمان» أن هناك عضوًا فى مجلس الوزراء فى السعودية، من أتباع الطائفة الشيعية، وهناك عضو فى مجلس الشورى من أتباع الطائفة الشيعية، وأن الرئيس التنفيذى لشركة «أرامكو»، وهى أكبر شركة فى العالم، من أتباع الطائفة الشيعية، وأهم جامعة فى الشرق الأوسطـ وتقع غرب السعودية- جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست»- يترأسها شخص من أتباع الطائفة الشيعية، لذلك، فإننا لا نميز بين السعوديين بناءً على طوائفهم، فنحن نعيش فى السعودية باعتبارنا سعوديين - حسب تعبيره.
متابعًا، مما يعنى أن فكرة الوهابية تم الترويج لها من قبل طرفين؛ المتطرفون الذين يرغبون فى أن تختطف السعودية من قبل فكرة يروج لها باعتبارها فكرة ليست بجديدة، وأنهم أرادوا أمرًا قديمًا، وهو أن ذلك أساس السعودية، وأنه يجب علينا أن نلتزم به، وهذا هو الطرف الأول.
والطرف الثانى هو النظام الإيرانى، من أجل عزلنا عن العالم الإسلامى بأكمله، بزعم أننا نختلق طائفة مختلفة فى السعودية، وإذا ما نظرت إلى مجلس العلماء الذى يعد مجلس الإفتاء؛ فإنك ستجد أنه مكون من أشخاص قد يميلون إلى المدرسة الفكرية الحنبلية، وبعضهم للمدرسة الفكرية الحنفية، أو المالكية، أو الشافعية، ونحن نشجّع هذا التنوع فى المدارس الفكرية فى السعودية.
حديث الأمير محمد بن سلمان، عن الشيعة، وحقوقهم ومكانتهم فى السعودية، هو يشكل إسقاطًا للنظرية الإيرانية، التى بناها نظام العمائم فى طهران، حول أن الشيعة مضطهدون فى السعودية، وحاولت مرارًا وتكرارًا أن تجعل من «شيعة المملكة» ورقة فى يد المرشد على خامنئى، ومن قبله الخمينى، فى استهداف السعودية وإسقاط المملكة، ولكن رؤية ولى العهد السعودى، تنهى وتقضى على أحلام ولاية الفقيه فى استهداف وإسقاط السعودية باستخدام شيعة المملكة والخليج.
كما أن رؤية ولى العهد السعودى تنقذ «المملكة» من تأثير وتغلل الصحوة الإسلامية، التى تغذت على مزيج من السلفية السرورية، وحركة الإخوان المسلمين، فى التشدد ضد الطوائف الأخرى.
حيث الشيعة فى السعودية اليوم، شأنهم شأن باقى المواطنين فى مرحلة انتقالية، يزيح فيها عن كاهلهم ولى العهد حملًا ثقيلًا، طالما عانوا منه، ألا وهو «الخطاب الأصولى المتشدد»، والذى وعد الأمير بـ«تدميرهم فورًا» فى إشارة لـ«المتطرفين».
والشيعة بذلك، ومعهم المعتدلون، لن يكونوا تحت وطأة التشدد الذى تغلغل فى سنوات سابقة فى المجتمع، وحال بين كثير منهم وبين القيام بمهامهم الوطنية بالشكل الذى يريدونه.
رؤية الأمير محمد بن سلمان عن الشيعة فى المملكة، تدعم التعايش بين الطوائف الإسلامية وغير الإسلامية، ليس فى السعودية فقط، ولكن فى الوطن العربى والعالم الإسلامى، بما تحمله هذه الرؤية من حرية المعتقد والمساوة والمواطنة، والتأكيد على مبدأ الوطن قبل مبدأ المذهب أو العرق.
المكسب الآخر للمملكة هو تقديم السعودية كدولة رمزًا فى المساواة، بين الطوائف، ومكونات شعب الدولة الواحدة، فى ظل استناد أصحاب منهج التكفير، لفتاوى لشيوخ سعوديين متشددين، فى تكفير الآخر، واعتبارهم يمثلون الإسلام الصحيح، فيما يعطى الأمير محمد بن سلمان درسًا لهؤلاء فى أن الجميع سواسية، وأن الدين متسع للجميع، المكسب الأهم والأكبر هو سحب ورقة الشيعة وإظهار نظام ولاية الفقيه بالمدافع عن الأقليات الشيعية فى العالم، بينما هو يستخدمهم كورقة ووقود حرب فى تحقيق مصالحه ونفوذه فى المنطقة والعالم.
واعتبر ولى العهد السعودى أن نظام ولاية الفقيه هو داعم الجماعات والميليشيات الإرهابية فى المنطقة، سواء الشيعية أو السنية، معتبرًا أن التفاهم معه يشكل خطأ استراتيجيًا، حيث قال فى المقابلة مع محطة (إم.بى. سي) التليفزيونية وبثها أيضًا التليفزيون السعودي: «كيف أتفاهم مع نظام لديه قناعة مرسخة على أيدولوجية متطرفة، منصوص عليها فى دستورها ومنصوص عليها فى وصية الخمينى، بأنه يجب أن يسيطروا على مسلمى العالم الإسلامى ونشر المذهب الجعفرى الإثنى عشرى الخاص بهم فى جميع أنحاء العالم الإسلامى حتى يظهر المهدى المنتظر.. هذا كيف أقنعه؟
مضيفًا: «ما المصالح التى بينى وبينه.. وكيف أتفاهم معه؟ مضيفًا: «نعرف أنه هدف رئيسى للنظام الإيرانى الوصول إلى قبلة المسلمين (مكة).. ولن ننتظر حتى تصبح المعركة فى السعودية، بل سوف نعمل لكى تكون المعركة لديهم فى إيران».
رؤية الأمير محمد بن سلمان لـ«شيعة» عبر الأفعال والأقوال، تؤكد أنه يضع يده على أهم قضية تشكل تهديدًا لبناء مستقبل السعودية، فى القضاء على المذهبية والطائفية بتكفير «الشيعة» ومواجهة التشدد والتأكيد على مبدأ التعايش والمواطنة والمساواة، وكذلك احترام ابناء المذهب الشيعى فى الخارج فى إطار الوطن وليس الجماعات أو الميليشيات التى تهدد زعزعة واستقرار الدول العربية. واستطاع ولى العهد السعودى، عبر لقاءاته مع رموز شيعية كـ«مقتدى الصدر» و«حيدر العبادي» التأكيد على حقوق أبناء الطائفة فى السعودية، ومكانتهم فى الدولة، وأن يقضى على ورقة «النظام الإيراني» كحامى الشيعة فى الوطن العربى والعالم الإسلامى، بل فضح أسلوب ولاية الفقيه، فى استخدام الشيعة فى حروبها التوسعية، وزعزعة استقرار الدول العربية، عبر محاولة عزل الشيعة عن باقى مكونات الدولة الوطنية.
مع اتخاذ ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، موقفًا حازمًا تجاه إيران والميليشيات التابعة لها فى المنطقة، ووصفها ضمن «مثلث الشر» المكون من «العثمانيين، إيران، الجماعات الإرهابية»، وأن تركيا تريد الخلافة وفرض نظامها فى المنطقة، وإيران تريد أن تصدر الثورة.
كشفت تصريحات عدد من قادة إيران، عن وجود مخاوف حقيقية داخل «نظام الملالي» وحلفائه من قوة السعودية وحزم الأمير الشاب ورؤيته، وردت إيران على تصريحات ولى العهد السعودى، التى أطلقها خلال زيارته إلى القاهرة، فى مارس الماضى، بقول على شمخانى، أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيراني: بن سلمان حذف كلمة الشر عن الكيان الصهيونى وألصقها بدول أخرى توفر السلام والاستقرار فى المنطقة، على حد زعم شمخانى.
من جانبه قال حميد رضا مقدم فر، المستشار الإعلامى والثقافى للقائد العام للحرس الثورى الإيرانى: «إن الأشخاص الذين يحكمون السعودية لا يمتلكون الحزم الضرورى لشن حرب ضد إيران، إنهم لا يملكون الجرأة، ولا القدرة، وأعتقد أنهم سيتوصلون إلى هذا الاستنتاج، حتى إذا كانت كل القوى الدولية تدعمهم».
كما هاجم بهرام قاسمى، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ولى العهد السعودى، الأمير محمد بن سلمان، على خلفية تصريحات الأخير فى مقابلة أجرتها معه مجلة «تايم» الأمريكية، بقوله: «إن تصريحات ولى العهد السعودى تعبر عن أن النظام السعودى المعتدى والكيان الإسرائيلى الغاصب لديهما مصالح وأعداء مشتركين مثل إيران»، حسب قوله.
وكان «بن سلمان» قد أعاد تأكيده وصف المرشد الأعلى الإيرانى آية الله خامنئى بـ«هتلر الجديد فى الشرق الأوسط»، معللًا ذلك بأنه «يريد التوسع، عبر إنشاء مشروع خاص به فى الشرق الأوسط يشبه إلى حد كبير مشروع هتلر فى ذلك الوقت»، وذلك فى مقابلة تليفزيونية مع برنامج «٦٠ دقيقة» على شبكة «سى بى إس» الأمريكية.
وأضاف «قاسمي» فى حديث لوكالة «سبوتنيك - الروسية»: «إن قائدنا إنسان متدين وإنسان أخلاقى وكل العالم ينظر إلى الإمام خامنئى بأنه إنسان معتدل وعادل».
تصريحات المسئولين، فى إيران تكشف عن مدى قلق قادة نظام المرشد على خامئنى، من قيادة محمد بن سلمان، ورؤيته لمخاطر التغلل الإيرانى فى المنطقة العربية،و حزم الرياض فى التعامل مع الدور التخريبى لإيران.
على جانب آخر، ومنذ وقت طويل توجه «تركيا» انتقادات لولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، كانت بداية هذه الانتقادات، ما جاء على لسان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وفقًا لصحيفة «حرييت التركية» فى ١١ نوفمبر الماضى، بقول «أردوغان»: إنه ليس هناك ما يسمى «الإسلام المعتدل» أو «الإسلام غير المعتدل»، بل إنه «إسلام واحد»، وذلك بعد تصريح ولى العهد السعودى عن إعادة السعودية إلى «الإسلام الوسطى المعتدل»، خلال منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» فى ٢٤ أكتوبر٢٠١٧.
وفى ٩ مارس من العام الجارى، قال مركز دراسات الشرق الأوسط الأمريكى، إن العلاقات السعودية التركية تتدهور بشكل لافت، خاصة بعد أن أشار ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى تركيا باعتبارها جزءًا من «مثلث الشر» إلى جانب إيران والمتطرفين الإسلاميين.
ولفت المركز الأمريكى، إلى أن الخصومة الإقليمية بين تركيا والمملكة العربية السعودية، مستمرة منذ عقود، علمًا بأن السعوديين كانت لديهم مشكلات عديدة مع الاستعمار العثمانى على مدى قرون، لا سيما مع سيطرة الأتراك على الأماكن المقدسة الإسلامية، بما فى ذلك مكة.
ويثير النفوذ العسكرى المتزايد لـ«أنقرة» مخاوف كل من السعودية والإمارات ومصر، وفق تقرير المركز الأمريكى، الذى أوضح أن تركيا لديها الآن ثلاث قواعد عسكرية فى المنطقة، فى كل من: قطر، الصومال، وقاعدة بحرية محتملة فى السودان، مقابل المملكة العربية السعودية عبر البحر الأحمر، ومصر، التى ترى فى الأمر تهديدًا محتملًا لها.
ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل شنَّت صحيفة «ينى شفق» التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، هجومًا عنيفًا على ولى العهد السعودى محمد بن سلمان، مشيرة إلى أن وصف «بن سلمان» لتركيا بهذا الوصف يمثل خطرًا على السعودية نفسها.
وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب إبراهيم قراجول، بعنوان: «لن تستطيعوا حماية الكعبة بالتعاون مع محتلّى القدس»، إن نظرة السعودية إلى تركيا على أنها تقف فى محور العداء للمملكة تمثل خطرًا كبيرًا، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن هذا الأمر يعد فخًا للرياض.
هذا ما تحاول تركيا ترويجه بالهجوم على الأمير محمد بن سلمان، الذى حذر من طموحات أردوغان الساعية لإعادة بناء «الخلافة العثمانية» للسيطرة على مقدرات المنطقة والهيمنة على بلدان العالم الإسلامى، مدعية أنها هى التى تحمى البلاد العربية والإسلام، وأنها هى التى تحرر القدس رغم العلاقات الجيدة مع الكيان الصهيونى، ورغم دعمها السافر للجماعات الإرهابية المسلحة العاملة على الأراضى العربية، سواء كان فى سوريا أو ليبيا أو غيرها.
على جانب آخر، حظت زيارة ولى العهد السعودى، إلى فرنسا، أبريل 2018، باهتمام دولى كبير، حيث ركزت على السياحة والثقافة والفنون، وأشارت الصحف الأجنبية إلى أن زيارة «الأمير» فى إطار جولة عالمية شهدت بالفعل، انتقاله إلى الولايات المتحدة وبريطانيا ومصر فى إطار سعيه لإبراز رؤية أكثر اعتدالًا لبلاده، التى ارتبطت عادة وفقًا لرؤى غربية بتصدير إيديولوجية جهادية.